تساؤلات وانتقادات بشأن غياب «نجوم بارزين» عن «الموسيقى العربية» بمصر

عاصي الحلاني وأنغام وأصالة وتامر عاشور من بينهم

دار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
دار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
TT

تساؤلات وانتقادات بشأن غياب «نجوم بارزين» عن «الموسيقى العربية» بمصر

دار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)
دار الأوبرا المصرية (وزارة الثقافة)

بعد إعلان تفاصيل الدورة الجديدة رقم 33 من مهرجان الموسيقى العربية، المقرر عقده في القاهرة خلال الفترة من 16 إلى 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أثيرت تساؤلات حول غياب بعض نجوم الغناء الذين اعتادوا المشاركة بالمهرجان، من بينهم أنغام وأصالة وعاصي الحلاني وتامر عاشور، كما ظهرت انتقادات لأسعار التذاكر التي وصلت إلى 5 آلاف جنيه (الدولار يساوي نحو 48 جنيهاً مصرياً).

وأعلن رئيس دار الأوبرا المصرية، الدكتور علاء عبد السلام، تفاصيل الدورة الجديدة من المهرجان، الذي يتولى رئاسته ويديره المايسترو تامر غنيم، وأوضح بيان للأوبرا أن «الدورة 33 يشارك فيها 83 فناناً و41 باحثاً من 15 دولة، وسيتم خلالها تكريم 11 شخصية، وتحمل الدورة اسم (أم كلثوم) بمناسبة استعادة الذكرى الخمسين لرحيل (كوكب الشرق)».

وخلال المؤتمر الصحافي الخاص بالدورة، أجاب رئيس المهرجان عن سبب غياب نجمات مثل أنغام وأصالة عن فعاليات هذا العام، موضحاً أن إدارة المهرجان تواصلت معهما بالفعل، لكن تضارب المواعيد حال دون مشاركتهما، مؤكداً أن إدارة المهرجان كانت تتمنى مشاركة النجمتين، وفق ما نشرته وسائل إعلام محلية.

ويفتتح المهرجان فعالياته بحفل للفنانة آمال ماهر، ويشارك فيه مدحت صالح، ووائل جسار (لبنان)، وهاني شاكر، وعمر خيرت، ومحمد الحلو، وريهام عبد الحكيم، وعلي الحجار، ومروة ناجي، ومحمد ثروت، ومي فاروق، وسوما، وصابر الرباعي (تونس)، وسهيلة بهجت، وفؤاد زبادي (المغرب)، ونادية مصطفى، وحنين الشاطر، وحسام حسني، وكنزي، وفرح الموجي، وأسماء كمال، وعمرو سليم، وآيات فاروق، ومحمد حسن، ومؤمن خليل، ورحاب مطاوع، وغيرهم من الفنانين.

ويرى الناقد الموسيقى المصري أحمد السماحي أن المهرجان «يجب أن يعمل على تجديد دمائه وتغيير نمط المطربين الذين يستضيفهم»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «ليس مقرراً أن تحضر مجموعة من النجوم كل عام للمهرجان، فمطربون مثل أنغام وأصالة وعاصي الحلاني وتامر عاشور موجودون في حفلات كثيرة، وفي رأيي أنه تجب استضافة هؤلاء النجوم الكبار على فترات، وليس كل عام، حتى يشتاق لهم الجمهور».

مهرجان الموسيقى العربية في دورته 33 (دار الأوبرا المصرية)

ويضيف السماحي: «ما يحسب للمهرجان فعلاً أنه استعاد محمد الحلو بعد سنوات من الغياب، كما استعاد محمد ثروت بعد غياب أيضاً، والعذر الوحيد لتكرار نجمين كبيرين مثل علي الحجار ومحمد ثروت أنهما لا يشاركان كثيراً في مهرجانات عربية»، ولفت السماحي إلى تكرار الضيوف العرب على المهرجان أيضاً، موضحاً: «هناك أصوات في غاية الجمال والقوة والتفرد في الوطن العربي، ورغم احترامي لمطربين كبار أرى أصواتهم رائعة وفي غاية العذوبة والنقاء، مثل صابر الرباعي وفؤاد زبادي ولطفي بوشناق ووائل جسار، لكن من المؤكد أن هناك أسماء أخرى يمكن استضافتها من تونس والمغرب ولبنان وغيرها من الأقطار العربية».

وتم الإعلان عن أسعار تذاكر حفلات المهرجان التي تقام في مسارح دار الأوبرا المصرية بالقاهرة والإسكندرية ودمنهور، وتتراوح بين 500 إلى 5 آلاف جنيه في الحفل الواحد، وفقاً للمطرب الذي يحيي الحفل وأماكن الجلوس.

ووجهت انتقادات سوشيالية للمهرجان، من بينها ما كتبته الصحافية المصرية هبة محمد علي: «وعود إن المهرجان هيستقطب أسماء مهمة السنة دي للأسف لم تتحقق، والمشكلة الكبرى في أسعار التذاكر، خمسة آلاف جنيه»، موضحة أن «هذا مبلغ كبير جداً أن يدفع شخص ألفين أو 3 آلاف جنيه ليحضر حفلة بدار الأوبرا، أو يدفع 750 جنيها ويجلس في آخر كرسي بحيث لا يرى شيئاً»، على حد تعبيرها.

ويرى السماحي أن «أسعار التذاكر مبالغ فيها جداً، فهو في النهاية مهرجان تابع لوزارة الثقافة وتدعمه الوزارة، والمفروض أن تقدمه باعتباره نوعاً من الخدمة الثقافية، ولو كانت أجور المطربين كبيرة، فيمكن تدبير ذلك من خلال المعلنين أو غيرها من الموارد، حتى لا نؤثر على الجمهور، إلا إذا كانت تريد حصر جمهور المهرجان في فئة معينة».

فيما يرى الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن مشاركات المطربين في مهرجان الموسيقى العربية لا تتوقف على إدارة المهرجان فقط، وإنما تعتمد أيضاً على وقت المطرب وارتباطاته المسبقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «لو تحدثنا عن أنغام، فقد أحيت قبل أيام حفلاً في ألبرت هول في لندن، وربما تحتاج بعض الوقت للتعافي تماماً من الأزمة الصحية التي تعرضت لها في الفترة الأخيرة. وبالنسبة لأصالة فقد أحيت حفلات كثيرة في الدورات السابقة بالمهرجان». ويوضح سعد الدين أن «المهرجان نستطيع أن نعتبر أن لديه ثوابت مثل علي الحجار ومدحت صالح وعمر خيرت وغيرهم ممن يعبرون عن الطرب والموسيقى العربية، ولكن نجوماً آخرين قد لا يناسبهم موعد المهرجان، مثل كاظم الساهر الذي لا يأتي منذ فترة طويلة، ربما لارتباطاته أو لغير ذلك، فالظروف أحياناً تحكم المشاركة».

وبخصوص أسعار التذاكر وما تعرضت له من انتقادات «سوشيالية» منذ العام الماضي، إذ وصلت أعلى فئة إلى 4 آلاف جنيه، وحتى العام الحالي وصلت إلى 5 آلاف جنيه، يقول سعد الدين: «غلاء التذاكر جعلها ليست في متناول المواطن البسيط، المفترض أن المهرجان يقدم خدمة ثقافية وفنية للجمهور، وغلاء التذاكر يؤثر على حضور الجمهور بشكل كبير».

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

الوتر السادس  مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

عن وجهة نظري قالت المطربة المصرية مي كساب إنها ترفع القبعة لكل مطرب يواصل نجاحه اعتماداً على نفسه، في ظل غياب بعض المؤسسات وشركات الإنتاج الكبرى

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق نسمة محجوب مع منى زكي (حساب نسمة محجوب على فيسبوك)

نسمة محجوب: تجربتي في «الست» التحدي الأصعب بمشواري

أعربت المطربة المصرية نسمة محجوب عن فخرها بمشاركتها في فيلم «الست» بالأداء الصوتي للأغنيات، والذي اعتبرته أصعب تحدٍّ خلال مشوارها الفني.

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب - حسابها على «إنستغرام»

شيرين تهدد بمقاضاة مُروجي إشاعات «إفلاسها»

عاد اسم الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب للواجهة مجدداً، بعد إشاعات شخصية عدة طاردتها خلال الساعات الماضية.

داليا ماهر (القاهرة)
أوروبا فرقة تمثل آيسلندا تؤدي أغنية خلال النهائي الكبير لمسابقة الأغنية الأوروبية 2025 في بازل (رويترز)

آيسلندا تقاطع «يوروفيجن» 2026 احتجاجاً على مشاركة إسرائيل

أعلنت هيئة البث العامة في آيسلندا «آر يو في»، اليوم الأربعاء، عدم مشاركة البلاد في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن)، العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (ريكيافيك )

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.


«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
TT

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، تضمّنت معرضاً أثرياً مؤقتاً يستمر لمدة شهرَين بالتعاون مع المتحف القبطي في القاهرة.

ورأى الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار الدور الثقافي والمجتمعي الذي يضطلع به المتحف، مشيراً في بيان للمتحف، الجمعة، إلى أن رسالة المتحف لا تقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل تمتد إلى إبراز القيم الإنسانية والروحية التي أسهمت في تشكيل الهوية الحضارية لمصر عبر العصور. وأكد أن المعرض يعكس رسالة مصر التاريخية بوصفها حاضنة للتنوع الديني والثقافي، ومركزاً للتسامح والتعايش.

وافتُتح المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021 بالتزامن مع احتفالية «موكب المومياوات»، حيث نُقلت «المومياوات الملكية» من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور.

ويضم المعرض الأثري المؤقت مجموعة متميزة ونادرة من روائع الفن القبطي تُعرض لأول مرة، تشمل أيقونات ومخطوطات قبطية ومشغولات فنية كانت تُستخدم في الأديرة والكنائس، من أبرزها أيقونة لميلاد السيدة العذراء، ومنظر حجري يُجسّدها وهي تُرضع السيد المسيح، بما يعكس ثراء هذا التراث وقيمته الفنية والرمزية، وفق تصريحات للدكتورة نشوى جابر، نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض الأثري جاء بالتعاون مع المتحف القبطي، وهي المرة الثانية التي يتعاون فيها المتحف مع آخر، حيث تم التعاون من قبل مع المتحف الإسلامي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف».

جانب من معرض أثري مؤقت بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

وأكدت أن «القطع المعروضة فريدة من نوعها فلم تُعرض من قبل، ومن بينها 15 قطعة من المتحف القبطي، و8 قطع من متحف الحضارة، تعود إلى القرون الميلادية الأولى»، وأهم القطع التي تضمنها المعرض وفق نائب الرئيس التنفيذي للمتحف «أيقونة ميلاد السيدة العذراء نفسها، فالشائع والمنتشر هي أيقونات ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولكن من النادر وجود لوحة أيقونية تصور ميلاد السيدة العذراء. كما توجد قطعة حجرية منقوش عليها رسم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وتُعدّ امتداداً للفن المصري القديم الذي كان يجسّد في لوحات مشابهة لإيزيس وهي تُرضع الطفل حورس».

من جانبه، أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، الدكتور أحمد حميدة، أن «المعرض يُجسّد نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى أن «اختيار السيدة العذراء مريم محوراً للمعرض يحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة».

بينما أشارت مديرة المتحف القبطي، جيهان عاطف، إلى أن المعرض يُبرز تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، لإظهار ثراء الموروث الحضاري المصري وتعدد روافده عبر مختلف الحقب التاريخية.

وحسب بيان للمتحف القومي للحضارة، تضمّنت الفعاليات الاحتفالية الكثير من الأنشطة، من بينها معرض للتصوير الفوتوغرافي، تضمن 22 صورة فوتوغرافية لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مصر، وهو ما عدّته نائبة رئيس المتحف «ضمن خطة للربط بين الاحتفالات والأعياد الكبرى من جهة عرض القطع الأثرية التي تعبّر عنها، وكذلك توثيق مظاهرها الحديثة والمعاصرة وحضور هذه الأعياد ومظاهرها في الشارع المصري المعاصر للربط بين التاريخ والحاضر».

وشهدت الاحتفالية فعاليات فنية، مثل عروض لفرقة كورال «أغابي» التي قدمت مجموعة من الأغاني القبطية احتفاء بقيم المحبة والسلام، إلى جانب عروض لكورال الأناشيد بالتعاون مع كنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً أنشطة تفاعلية متنوعة لتنفيذ أعمال فنية ورسم حي لأيقونات المعرض، وممارسة ألعاب تفاعلية، وتوزيع هدايا الميلاد.


شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
TT

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

كشفت مغامرة تاريخية جريئة عن وجود شارع فيكتوري كامل مدفون تحت إحدى المدن البريطانية، يضم محالاً تجارية وطريقاً قديماً، بعد أن قرر المؤرخ ديفيد ستيفنسون النزول إلى الأعماق لتوثيق ما عثر عليه بعدسته ومصباحه اليدوي.

على مدى سنوات، أثار الشارع الواقع أسفل منطقة «لورانس هيل» في مدينة بريستول قصصاً وشائعات عدّة، من بينها رواية عن رجل يُقال إنه سقط في حفرة بعد خروجه من إحدى الحانات ليجد نفسه فجأة في شارع «متجمد في الزمن». كما تحدثت الروايات عن بقايا واجهات محال قديمة ومصابيح غاز تعود للقرن الـ19، دون أن تتأكد صحتها.

ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض (إنستغرام)

لكن ستيفنسون تمكن من وضع حد للتكهنات، وعاد بمجموعة مذهلة من الصور التي أعادت إحياء ماضٍ ظل طي النسيان لعقود. ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض، يضم أقبية سرية وغرفاً مخفية، بينها ملهى ليلي تحت حانة «ذا باكهورس»، ومخزن استخدمه متعهدو دفن الموتى، وإسطبل قديم تابع لشركة «كو - أوب»، وموقع استُخدم ملجأً خلال الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة «ذا ميرور».

كما اكتشف ستيفنسون نفقاً تحت أحد المصارف أُغلق بعد محاولة اقتحام، وتعود أجزاء من هذه الممرات لأكثر من قرنين، إلى فترة إدارة عائلة هيراباث لمصنع الجعة المرتبط بحانة «ذا باكهورس إن»، الذي امتد من شارع «لينكولن» حتى شارع «داك ستريت».

في عام 1832، مر خط سكة حديد تجره الخيول عبر لورانس هيل، ومع توسع السكك الحديدية البخارية لاحقاً، طُمرت الحانة والمحلات المجاورة تحت الأرض بعد تشييد أقواس جديدة لدعم الطريق. باع ويليام هيراباث معظم ممتلكاته لشركة سكة الحديد مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، وبحلول عام 1879، رُفع مستوى الطريق واستُبدل الجسر الخشبي، ما أدى إلى اختفاء الحانة القديمة والمحلات تحت الطريق الجديد، في حين بُنيت الحانة الحالية مباشرة فوقها مع الاحتفاظ بالسلالم المؤدية إلى الموقع الأصلي.

بعد أكثر من عقدين، تذكَّر ستيفنسون مغامرته حين رفع شبكة حديدية وأنزل سلماً داخل بئر ليصل إلى الشارع المدفون. واكتشف 4 أنفاق، كان أحدها فقط ممتداً عبر الشارع بالكامل، وأُغلقت الأخرى بالطوب لمنع السرقة.

في أحد المتاجر المدفونة، عثر ستيفنسون على إطار نافذة فيكتورية قديمة، وأنقاض بناء، وأغراض متفرقة مثل حوض للخيول وكرسي متحرك مهجور. ولم تُشاهد أعمدة الإنارة خلال رحلته، إذ أُزيلت في خمسينات القرن الماضي حسب أحد تجار الخردة.

إحياءُ ماضٍ ظل طي النسيان لعقود (إنستغرام)

اليوم، أُغلقت هذه الأنفاق نهائياً نظراً لخطورتها، لكن ستيفنسون سبق أن انضم إلى بعثة منظمة لاستكشاف الغرف الواقعة أسفل الحانة، برفقة فريق متسلقين ذوي خبرة. ويستعيد ذكرياته قائلاً: «كانت خيوط العنكبوت كثيفة، والمدفأة لا تزال مغطاة بالغبار، وعارض فولاذي ضخم محفور عليه حروف (GWR) لتدعيم المبنى».

ويضيف: «الطريق أعلاه بُني أساساً للخيول والعربات. ورغم حركة المرور الكثيفة اليوم، بما في ذلك مئات الحافلات والشاحنات الثقيلة، لا يزال الطريق صامداً، ولا يدري كثيرون ما الذي يرقد تحت أقدامهم».