توني بلير... الوسيط العائد إلى قلب الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أ.ف.ب)
TT

توني بلير... الوسيط العائد إلى قلب الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (أ.ف.ب)

مرّت ثلاثة عقود وخمسة رؤساء أميركيين وعدد لا يحصى من الدبلوماسيين، منذ أن تولى توني بلير لأول مرة التعامل مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بصفته رئيس وزراء بريطانيا في عام 1997، والآن ها هو يعود مجدداً.

ووفق تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، يعود بلير، البالغ من العمر 72 عاماً، ليكون لاعباً رئيسياً في التخطيط لإعادة بناء وإدارة قطاع غزة بعدما تم التوصل مبدئياً إلى اتفاق تهدئة بين إسرائيل وحركة «حماس» يرتكز على خطة مكونة من 20 نقطة.

ينعكس مخطط بلير في، من بين أمور أخرى، رؤية خطة العشرين نقطة لإنشاء «هيئة دولية جديدة» لإدارة غزة على أساس انتقالي. ما تسميه الخطة بـ«مجلس السلام» سيكون برئاسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وعضوية بلير إلى جانب «أعضاء آخرين ورؤساء دول سيتم الإعلان عنهم لاحقاً».

سيشرف المجلس على مجموعة تنفيذية من الإداريين والفنيين الفلسطينيين الذين سيكونون مسؤولين عن الإدارة اليومية للقطاع، على أن تُسلَّم في نهاية المطاف السلطة الإدارية إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وصاغ بلير أجزاءً مهمة من خطة عمل لما بعد الحرب في غزة التي أعلن عنها بعد اجتماع طويل في البيت الأبيض بين الرئيس ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

أثار انخراط بلير قلقاً لدى كثير من الفلسطينيين، الذين يتذكرونه بشكل رئيسي بصفته أحد المشاركين في قيادة حرب العراق تحت قيادة الولايات المتحدة، الذين رأوا أنه كان دائماً إلى جانب إسرائيل طوال مسيرته الطويلة.

وتعد عودته إلى صدارة التحركات في الشرق الأوسط فصلاً جديداً ملحوظاً في علاقته بالمنطقة. فقد تعامل مع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني بصفته رئيس وزراء بريطانياً، ومبعوثاً للأمم المتحدة، ومستشاراً خاصاً، ووسيطاً غير رسمي، رافضاً التخلي عن صراع معقد استنزف رؤساء دول ودبلوماسيين لا حصر لهم.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الذي تولى منصبه في وقت مبكر من ولاية بلير الأولى، في مقابلة السبت: «لطالما كان لديه جزء من قلبه يبدو مكرساً للمشروع غير المكتمل لتهدئة هذا الصراع. يبدو وكأنه لم يغادر أبداً».

ولا تُعد عودة بلير إلى قلب مفاوضات غزة مفاجئة لأولئك الذين تابعوا مسيرته المهنية عن كثب. فابتداءً من دوره في اتفاقيات الجمعة العظيمة عام 1998 التي أنهت العنف الطائفي في آيرلندا الشمالية في بداية ولايته، تولى بلير التعامل مع أكثر الصراعات تعقيداً، بما في ذلك حشد حلفاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتدخل العسكري في كوسوفو بعد عام واحد.

قال الصحافي البريطاني جون رينتول: «في شخصيته (بلير) جانب قوي، نوع من الثقة الكبيرة بأنه يستطيع حل أصعب المشاكل في العالم. سيتحدث مع أي شخص. واحدة من نقاط قوته أنه غير عاطفي عند التعامل مع أشخاص يكرههم أصدقاؤه الليبراليون، مثل ترمب ونتنياهو».

ولا يزال بلير معروفاً لجميع الأطراف في القدس ورام الله، لكنه ليس محبوباً عالمياً. بالنسبة لمؤيديه (ولديه الكثير منهم في إسرائيل)، فهو وسيط موثوق يمكن أن يكون مفيداً في دفع نتنياهو لقبول بعض الشروط - مثل مشاركة الفلسطينيين في إدارة غزة - التي ستغضب الصقور الإسرائيليين.

وقال باراك: «لا يستطيع الإسرائيليون بسهولة تقبل فكرة أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور على الإطلاق. لكن يمكن تعديل ذلك إلى حد ما بوجود شخص مثل بلير في الوسط. إنهم يحترمونه».

أما بين الفلسطينيين، فسمعة بلير أكثر تبايناً. فقد حافظ على موقف بريطانيا التقليدي في دعم إسرائيل الثابت، لكنه دعا إلى تسوية تفاوضية دائمة للصراع تضمن وجود فلسطين مستقلة إلى جانب إسرائيل آمنة.

ومع ذلك، يقول المنتقدون الفلسطينيون إنه مال دائماً لصالح إسرائيل، وأن سنواته الطويلة من الانتباه للقضية لم تفعل الكثير لدفع حل الدولتين الذي كان يروّج له. كما رفض القيام بما فعله رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأسبوع الماضي بالاعتراف رسمياً بالأراضي الفلسطينية بصفتها دولة ذات سيادة.

بالنسبة للكثيرين، فإن فكرة تولي بلير لأي نوع من المناصب الإدارية في غزة تثير الاستياء، خصوصاً نظراً لدوره في شن غزو العراق عام 2003 إلى جانب الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، استناداً إلى تقارير كاذبة عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.

ولا يساعد أيضاً الدور التاريخي لبريطانيا في إدارة المنطقة تحت انتداب عصبة الأمم خلال السنوات التي سبقت قيام إسرائيل.

قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي: «لقد كنا تحت الاستعمار البريطاني بالفعل. لديه سمعة سلبية هنا. إذا ذكرت اسم توني بلير، فإن أول شيء يتذكره الناس هو حرب العراق».

وأشار دبلوماسي مطلع على جهود بلير إلى أن مسؤولي السلطة الفلسطينية قد «تفاعلوا» مع مقترحاته، بينما قال محمود هباش، المستشار البارز لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس: لا أحد استشار السلطة رسمياً. وأضاف هباش: «نحن لا نحتاج إلى ممثل آخر. الطرف الوحيد القادر على إدارة غزة هو الحكومة الفلسطينية ولا شيء غيرها».

قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المناقشات، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المداولات الحساسة: «لقد دمج ترمب بعض أفكار بلير في خطته للسلام. يجب أن يكون شخصاً مقبولاً من جميع الأطراف. الإسرائيليون فعلياً يحبون بلير». وأشار أشخاص شاهدوا بلير ونتنياهو معاً إلى أن العلاقات الشخصية بينهما دافئة أيضاً.

بلير ونتنياهو خلال لقائهما في القدس (أ.ف.ب)

قال عضو سابق في فريق بلير خلال عمله في الرباعية الدولية للأمم المتحدة: «يمكنك دائماً معرفة متى يكون هناك توتر في الغرفة، ومع بلير وبيبي كان بإمكانك أن ترى أنهما متفاهمان جيداً».

وقد روّج بلير لكثير من هذه الأفكار منذ بداية الحرب، التي اندلعت بعد هجوم «حماس» على المدن الإسرائيلية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وكان قد ترددت شائعات عن احتمال توليه عدة أدوار قيادية بعد الحرب. ففي أوائل الربيع، أظهرت وثائق وزعها مسؤولون أميركيون وإسرائيليون أثناء إعداد خطط مؤسسة غزة الإنسانية - برنامج المساعدات الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل الذي بدأ في مايو (أيار) - أن بلير سيكون شخصية رئيسية، وربما رئيس لجنة دولية تشرف وتمنح مصداقية للمبادرة. وأوضح المخططون أن بلير وموظفي مؤسسة توني بلير للتغيير العالمي شاركوا في عدد من الاجتماعات مع المجموعة قبل أن ينسحبوا في نهاية المطاف من المشروع المثير للجدل.


مقالات ذات صلة

ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

المشرق العربي ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني) play-circle

ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

اجتمع الملك عبد الله الثاني مع المستشار الألماني في العقبة، السبت، حيث أكد عاهل الأردن ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة بجميع مراحله.

«الشرق الأوسط» (عمان)
العالم العربي رئيس الوزراء القطري خلال حديثه في منتدى الدوحة السبت (الخارجية القطرية)

مصر وقطر تدعوان إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية في غزة

دعت مصر وقطر إلى سرعة تشكيل قوة الاستقرار الدولية، وتمكينها من أداء ولايتها في قطاع غزة.

ميرزا الخويلدي (الدوحة)
العالم العربي أطفال فلسطينيون يبكون خلال حضور جنازة أشخاص قُتلوا في خان يونس (أ.ف.ب)

انشغال عربي بمنع تهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح

أكدت مصر رفض «تهجير الفلسطينيين» من خلال معبر رفح، وذلك بعد ساعات من موقف مماثل عبَّرت عنه دول عربية وإسلامية رفضت «التصريحات الإسرائيلية بشأن فتح معبر رفح.

محمد محمود (القاهرة )
المشرق العربي وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (رويترز) play-circle

وزير الخارجية التركي: نزع سلاح «حماس» ليس أولى الأولويات في غزة

رأى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن نزع سلاح حركة «حماس» لا يمكن أن يكون الأولوية الرئيسية في غزة.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
خاص الرئيس الفلسطيني محمود عباس (د.ب.أ)

خاص عباس دعا «حماس» لتسليم سلاحها وإسرائيل للانسحاب من غزة

بينما يمر اتفاق غزة بوضع حرج، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتنفيذ فوري للمرحلة الثانية، عبر انسحاب إسرائيل، وتسليم «حماس» سلاحها للسلطة.

كفاح زبون (رام الله)

الجيش الإسرائيلي يحقق في سلوك جنوده المعتدين على فلسطيني بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
TT

الجيش الإسرائيلي يحقق في سلوك جنوده المعتدين على فلسطيني بالضفة الغربية

جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون خلال عملية عسكرية في الضفة الغربية (أ.ف.ب)

أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، أنه يحقق في سلوك جنود من قوات الاحتياط «زُعم أنهم اعتدوا بالضرب على شاب فلسطيني» في الضفة الغربية، الأسبوع الماضي، مما تسبب له في إصابات «مقلقة»، وفق ما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل».

وكان عويس همام (18 عاماً)، من قرية خربة بني حارث الواقعة غرب رام الله، يتجول في المنطقة، يوم الأربعاء الماضي، بالقرب من مستوطنة مزرعة سديه إفرايم التي قننتها إسرائيل مؤخراً. وقال إنه ذهب إلى التلال المجاورة للصلاة.

بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إنه تلقى بلاغات عن مشتبه به فلسطيني يقترب من مدنيين إسرائيليين «وهو يهتف بشعارات عن الشهداء، ويعرب عن نيته في تنفيذ هجوم». وزعم مصدر عسكري إسرائيلي أن الرجل يعاني من اضطراب نفسي.

وطلب جنود ما يُسمى «قوة دفاع المنطقة» التابعة للجيش الإسرائيلي -وهي قوة مؤلفة من مستوطنين محليين يخدمون بوصفهم جنود احتياط، الذين كانوا موجودين في المنطقة، إلى جانب منسق أمن مستوطنة سديه إفرايم- من الرجل المغادرة.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، أطلق جنود الاحتياط النار في الهواء، لكن المشتبه به استمر في الاقتراب منهم. وقال الجيش: «قاوم جنود الاحتياط المشتبه به جسدياً حتى تمكنوا من اعتقاله». وأضاف أنه عندما وصلت قوات إضافية من الجيش، اقتادت الشاب إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) للاستجواب.

وصرّح الجيش الإسرائيلي بأنه «يجري التحقيق في سلوك قوات الاحتياط خلال الحادث، وسيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بناءً على النتائج».

وأفاد مصدر عسكري بأن «إصابات المشتبه به مقلقة، وسيتم فحصها بدقة». مع ذلك، أشار المصدر أيضاً إلى أن المشتبه به، وفقاً لجنود الاحتياط، سقط على الصخور في أثناء اقترابه، وأُصيب جراء ذلك أيضاً.

وقال همام، متحدثاً من سريره في المستشفى، إن الجنود «اختطفوه» وضربوه بالبندقية وهددوه بالقتل، وفق «تايمز أوف إسرائيل».


ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
TT

ملك الأردن يؤكد للمستشار الألماني ضرورة تنفيذ اتفاق غزة بجميع مراحله

ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)
ملك الأردن عبد الله الثاني خلال اجتماعه مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس (الديوان الملكي الأردني)

قال الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني التقى مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس في العقبة، السبت، حيث أكد عاهل الأردن ضرورة الالتزام بتنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة بجميع مراحله، وإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وذكر الديوان الملكي، في بيان، أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.

وأضاف أن الملك عبد الله حذر من «خطورة استمرار التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية والاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».

كما تناول اللقاء أهمية دعم جهود سوريا ولبنان في الحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسيادتهما، واحترام أمن دول المنطقة وسيادتها، وفقاً للبيان.

ميرتس يحث على إحراز تقدم

حث المستشار الألماني على إحراز تقدم في عملية السلام بالشرق الأوسط. وقال بعد لقائه مع الملك عبد الله: «نتشارك الشعور بالارتياح لأن وقف إطلاق النار في غزة تم منذ شهرين».

وأضاف: «لكن الآن يجب أيضاً بدء المرحلة الثانية، ويتضمن ذلك تحسين الوضع الإنساني المتدهور للسكان المدنيين في غزة بشكل سريع وملموس، بالإضافة إلى سحب الأساس الذي يقوم عليه إرهاب (حماس) بشكل نهائي»، في إشارة إلى سلاح الحركة الفلسطينية.

وأكد المستشار الألماني الحاجة إلى توفير مزيد من المساعدات الإنسانية «قبل حلول الشتاء». واستطرد: «علاوة على ذلك، فإننا لا نغفل عن متابعة الوضع في الضفة الغربية. يجب علينا الحفاظ على الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية؛ ولهذا، لا ينبغي أن تكون هناك خطوات ضم في الضفة الغربية».

كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد مراراً أنه لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية.

وغادر ميرتس الأردن، في وقت سابق اليوم متوجهاً إلى القدس، حيث سيستقبله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ. ومن المقرر أن يعقد المستشار الألماني اجتماعاً مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد.

وقال ميرتس: «نريد المساعدة في وضع أساس لنظام جديد في كامل منطقة الشرق الأوسط»، مضيفاً أنه يجب أن يكون نظاماً يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين والجيران العرب العيش دائماً في سلام وحرية وأمان.

وأكد ميرتس التزام ألمانيا بحل الدولتين، مشيراً إلى أنه يجب أن تبدأ المفاوضات حول ذلك قريباً، وقال إن هذا ما سيناقشه مع نتنياهو.

وأشاد المستشار الألماني بـ«الدور الإيجابي» للأردن في استقرار المنطقة بأكملها في أوقات صعبة، ولفت إلى وجود تعاون أمني مكثف بين بلاده والأردن.


مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
TT

مسؤولة في الإدارة الكرديّة بسوريا تدعو إلى حوار مع تركيا

الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)
الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا إلهام أحمد (أرشيفية - رويترز)

رأت مسؤولة في الإدارة الكردية بشمال شرقي سوريا، السبت، أن الجهود لتحقيق السلام بين تركيا وحزب العمال الكردستاني «انعكست» إيجاباً على أكراد سوريا، مؤكدة رغبة هؤلاء أيضاً في الحوار مع أنقرة.

وأعلن حزب العمال الكردستاني في مايو (أيار) الماضي وضع حد لكفاحه المسلّح الذي دام أربعة عقود ضد القوات التركية، نزولاً عند دعوة زعيمه المسجون عبد الله أوجلان، محوّلاً تركيزه إلى العمل السياسي الديمقراطي من أجل حقوق الأقلية الكردية في تركيا، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأثار هذا التحوّل آمالاً لدى الأكراد في مختلف أنحاء المنطقة، ولا سيما في سوريا حيث يسيطر الأكراد على مساحات شاسعة من الأراضي في الشمال والشمال الشرقي.

وقالت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، إلهام أحمد: «النقاشات المتعلقة بالسلام مهمة جداً (...) وقد انعكست العملية على شمال وشرق سوريا أيضاً، وكان لها تأثير علينا».

وأضافت، في كلمة بواسطة تقنية الفيديو في مؤتمر عن السلام ينظمه في إسطنبول حزب المساواة وديمقراطية الشعوب التركي المعارض المؤيد للأكراد: «نريد عملية حوار مع تركيا، وحواراً نفهمه بوصفنا أكراداً في سوريا... نريد فتح الحدود بيننا».

الإفراج عن أوجلان

وأشادت إلهام أحمد التي تحدثت باللغة الكردية بشروع تركيا في خطوات السلام، لكنها عدّت إطلاق سراح أوجلان سيسرّع عملية السلام التي يقودها من زنزانته.

وشددت على أن الإفراج عن أوجلان الذي يمضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999 في الحبس الانفرادي بسجن جزيرة إيمرالي قرب إسطنبول سيتيح له دوراً أكبر بكثير، و«سيكون له تأثير أكبر وأسرع على السلام، فلا يمكن اتّخاذ خطوات سريعة وهو معتقل».

وأشادت إلهام أحمد بمقاربة أنقرة للحوار مع النظام الجديد في دمشق الذي نشأ بعد إطاحة الرئيس السوري السابق بشار الأسد قبل عام.

وقالت: «تقيم الحكومة التركية حواراً وعلاقة مع الحكومة السورية، وكذلك ثمة قنوات تواصل بيننا وبين تركيا. نرى أن هناك مقاربة دقيقة في هذا الشأن».

وكانت تركيا طوال سنوات معادية لقوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، إذ كانت تعدّها امتداداً لحزب العمال الكردستاني، وتدفع باتجاه دمج هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الجيش والأجهزة الأمنية السورية.

ورغم توقيع اتفاق في 10 مارس (آذار) ينص على دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في المؤسسات الوطنية السورية بحلول نهاية العام، حال تباين في وجهات النظر بين الطرفين دون إحراز تقدم في تطبيقه حتى الآن.

إعادة تنظيم الشرق الأوسط

وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، السبت، إن أنقرة تدرك أن عملية السلام المنخرطة فيها مع الأكراد لا يمكن فصلها عن القضية الكردية في سوريا، وتأمل أن يستخدم أوجلان تأثيره لدى قوات سوريا الديمقراطية.

وتابع فيدان، في كلمة ألقاها في «منتدى الدوحة»: «أعتقد أنه قادر على أداء دور». وأشار إلى أنه سبق أن تواصل شخصياً مع قيادة حزب العمال الكردستاني في إطار أول جهود السلام التي بُذلت بين العامَين 2009 و2013 حين كان رئيساً لجهاز الاستخبارات.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يتحدث خلال مشاركته في «منتدى الدوحة» (أ.ف.ب)

وأضاف: «لقد توصّلنا إلى تفاهم، تخلّى عنه حزب العمال الكردستاني لاحقاً بسبب (الأحداث في) سوريا»، محذّراً من أن «التاريخ قد يعيد نفسه».

وقال: «لهذا السبب سوريا مهمة جداً. أعتقد أنه (أوجلان) قادر على أداء دور».

ورأت إلهام أحمد أن «لتركيا دوراً بالغ الأهمية في هذه العملية التاريخية في وقت يُعاد فيه تنظيم الشرق الأوسط. فعندما يتحقّق السلام في هذين البلدين، وتترسخ الديمقراطية والاستقرار بين المجتمعات الكردية والتركية والعربية، هذا سيؤثر على الشرق الأوسط برمّته».

وأكدت أن أكراد سوريا يؤمنون بأهمية التعايش «مع جميع المكونات»، ولا يريدون أن يكون البلد منقسماً.

وقالت: «نحن لا ندعم تقسيم سوريا أو أي بلد آخر. مثل هذه الانقسامات تمهد الطريق لحروب جديدة. ولهذا السبب ندعو إلى السلام».