مخاوف اقتصادية من استعادة تقييم «عدم اليقين» في لبنان

مقر مصرف لبنان في بيروت (الوكالة الوطنية للإعلام)
مقر مصرف لبنان في بيروت (الوكالة الوطنية للإعلام)
TT

مخاوف اقتصادية من استعادة تقييم «عدم اليقين» في لبنان

مقر مصرف لبنان في بيروت (الوكالة الوطنية للإعلام)
مقر مصرف لبنان في بيروت (الوكالة الوطنية للإعلام)

يرتفع منسوب القلق، بشكل واضح، في الأوساط الاقتصادية والمالية، على المستويين العام والخاص، من استعادة مشهد المراوحة السلبية في حال «عدم اليقين»، ما لم يتم احتواء الخلافات الداخلية المستجدة على خلفية حدث «صخرة الروشة»، وعزل انعكاساتها التلقائية الآيلة إلى تعظيم التعقيدات القائمة أساساً بشأن ملف «حصرية السلاح».

وبرزت على هوامش البعد السياسي للأزمة المستجدة، المخاوف من تداعيات اقتصادية فورية ولاحقة، تؤدي إلى بدء استنزاف رصيد الزخم الإيجابي الذي رافق انطلاقة العهد الرئاسي وتشكيل الحكومة أوائل العام الحالي، والذي لامس تباعاً مرحلة «التعافي» المنشود والنمو الإيجابي المفقود للناتج المحلي، نتيجة التقدم المشهود نحو محطات مفصلية في مقاربة ملفات الانهيارات النقدية والمالية، وتعويم المفاوضات البينيّة مع صندوق النقد الدولي.

وتشكل عودة مؤشرات الاقتصاد اللبناني إلى النمو علامة فارقة، وفق مسؤول مالي معنيّ، للخروج من رحلة الانكماش القاسية التي تمدّدت على مدار 5 سنوات متتالية، فقد معها الناتج المحلي نحو نصف قيمته البالغة سابقاً نحو 53 مليار دولار، وانكشف فيها البلد واقتصاده على «فجوة» خسائر تعدّت 73 مليار دولار، وتعمّدت حكومته السابقة إخراج قطاعه المالي من الأسواق الدولية عبر تعليق دفع حقوق السندات الدولية؛ ما أنتج سلسلة انهيارات نقدية ومالية ومعيشية كارثية.

ورغم محدودية ترقبات النمو للعام الحالي بين 2 و3 في المائة، حسب رصد مؤسسات مالية دولية ومحلية، فإن الترجيحات اللاحقة، وأحدثها الصادر عن بنك «غولدمان ساكس» العالمي، تشير إلى نسب أعلى تناهز 4 في المائة للعام المقبل، ضمن مسار تصاعدي. في حين تنضج فرصة مواتية لاستدامة النمو وتعظيم نسبه السنوية وحشد المساعدات الموجهة للإعمار ودعم الاقتصاد مع كل تقدم إضافي في ملفَّي السلاح والإصلاح.

وبالتوازي، فقد بادر البنك المركزي، بالتنسيق مع هيئة التحقيق الخاصّة، إلى إصدار سلسلة من الإجراءات لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وذلك عقب إدراج لبنان على القائمة الرماديّة من قبل مجموعة العمل المالي في خريف العام الماضي. وتهدف هذه الإجراءات إلى تعزيز الالتزام بالمعايير الدولية واستعادة الثقة في النظام المالي والاقتصاد.

كما أشار مصرف لبنان، في تقرير محدّث، إلى أنّ السلطات اللبنانيّة قد اتّخذت خطوات مهمّة في مجال التشريعات المتعلّقة بالقطاع المالي خلال النصف الأول من عام 2025، كتعديل قانون السريّة المصرفيّة وإقرار القوانين ومشاريع القوانين المتعلقة بإعادة هيكلة المصارف ومعالجة خسائر القطاع المالي.

ومن الثابت، وفق المسؤول المالي الذي تواصلت معه «الشرق الأوسط»، أن «التضحية السياسية» بهذه الفرصة، ستفضي إلى زعزعة الاستقرار الهشّ، واستهلاك الإيجابيات المحققة في قطاعات حيوية، والتقدم المتواصل في حزمة الإصلاحات التنفيذية والتشريعية. في حين أنّ الحاجة لاستعادة الثقة تفرض استعادة هيبة الدولة والجيش وحصر السلاح بيد الدولة، كشرط مسبق من أجل تأمين الحاجات التمويلية لإعادة البناء.

وتكتسب هذه المسائل أهمية مضافة لجهة ضرورة التصريح بأجوبة صريحة عن أسئلة مشروعة مرتقبة، عشية توجه وفد لبناني رسمي إلى واشنطن قبيل منتصف الشهر المقبل، للمشاركة في الاجتماعات الخريفية الدورية لصندوق النقد والبنك الدوليين، وعقد اجتماعات عمل تشمل مسؤولين في وزارة الخزانة الأميركية وبنوك مراسلة للقطاع المالي المحلي، علماً بأن الوفد يضم وزيرَي المال ياسين جابر، والاقتصاد عامر البساط، وحاكم البنك المركزي كريم سعيد، ومجموعة من المديرين والمستشارين.

وفي الأثناء، كشف مصرف لبنان المركزي، في رصده الدوري المستعاد، أنّ الاقتصاد اللبناني بدأ يُظهر بعض علامات التعافي الهشّ خلال النصف الأول من العام الحالي، مدعوماً باستقرار الساحة السياسيّة، ومجموعة من التطوّرات الإيجابيّة التي أدّت إلى تحسين مستويات الثقة في السوق وتقليص حال عدم اليقين السياسي، كما مهّدت الطريق لعودة الانتظام إلى عمل المؤسّسات العامة.

مناصرون لـ«حزب الله» يتجمعون في منطقة الروشة على الكورنيش البحري لبيروت إحياءً لذكرى اغتيال نصر الله وصفي الدين (أ.ب)

ويتوقّع البنك المركزي في تقريره الصادر قبل أيام، والذي يفحص المؤشرات المحققة، أن يحقّق لبنان نموّاً اقتصاديّاً حقيقيّاً متواضعاً في عام 2025، مدعوماً بالتحسّن على الصعيد السياسي وفي قطاع السياحة ومستوى الاستهلاك المحلي، وهو الأمر الذي بدأ يتّضح من خلال المؤشّرات المسجّلة خلال النصف الأول من العام الحالي، بعد انكماش بنسبة 6.4 في المائة خلال العام الماضي، بسبب التأثير السلبي للحرب على السياحة والاستهلاك الخاصّ.

وفي إشارة لافتة بمضمونها، يشير التقرير إلى أنه «بالرغم من المستويات المرتفعة للمخاطر السياسيّة والاقتصاديّة، فإنّه يمكن للبنان في حال استكمال التقدّم الذي تمّ تحقيقه مؤخّراً على الصعيدين التشريعي والمؤسسي عبر تنفيذ الإصلاحات المتبقية، أن يرسل إشارة قويّة مفادها أنّه يجري وضع ركائز لتعافٍ أكثر استدامة وشمولاً».

وعلى صعيد القطاع المالي، يسلط التقرير الضوء على دور البنك المركزي الأساسي في إدارة الأزمة في ظل غياب خطة انتعاش حكوميّة وانكماش نشاط القطاع المصرفي؛ إذ يوضح أنّ إجراءاته تمحورت حول إعطاء الأولويّة لحقوق المودعين، والحفاظ على استقرار القطاع المصرفي، والحدّ من تقلبات سعر صرف الليرة مقابل الدولار الأميركي، مشيراً في هذا الصدد إلى أنّ مجموعة التعاميم التي أصدرها للتسديد التدريجي للودائع بالعملات الأجنبيّة قد نتج عنها عودة نحو 4.2 مليار دولار للمودعين، إلا أنه أكّد أنّ هذه السحوبات لا تُعدّ بأي حال من الأحوال بديلاً عن استراتيجيّة شاملة لإعادة الهيكلة.

وقد ارتفعت احتياطات مصرف لبنان بالعملات الأجنبيّة إلى 11.3 مليار دولار مع نهاية النصف الأوّل من العام الحالي، مدفوعةً بتوقّف التمويل المباشر للحكومة والتدخّلات في سوق القطع ورفع الدعم. وبالمثل، ارتفعت قيمة احتياطات الذهب بنسبة 41 في المائة على أساس سنوي لتصل إلى 30.28 مليار دولار مع نهاية النصف الأوّل من العام، على خلفيّة تحسّن أسعار الذهب عالميّاً.


مقالات ذات صلة

هل يستطيع لبنان الانتقال عملياً لسحب السلاح شمال الليطاني؟

تحليل إخباري مقاتلون من «حزب الله» خلال مناورة في جنوب لبنان (أرشيفية - د.ب.أ)

هل يستطيع لبنان الانتقال عملياً لسحب السلاح شمال الليطاني؟

ينتظر الجيش اللبناني قراراً سياسياً يفترض أن تتخذه الحكومة للانتقال مطلع العام لتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة التي كان قد وضعها لحصرية السلاح.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي ضبط صواريخ من نوع «سام 7» معدة للتهريب خارج البلاد في البوكمال شرق سوريا (سانا)

مصدر: الصواريخ المضبوطة داخل البوكمال كانت ستهرب إلى «حزب الله» في لبنان

رجحت مصادر أن تكون الجهة التي كان من المفترض تهريب دفعة صواريخ «سام 7» إليها عبر الأراضي السورية هي «حزب الله» بلبنان، الذي كان يقاتل أيضاً إلى جانب نظام الأسد.

موفق محمد (دمشق)
المشرق العربي الحكومة اللبنانية ملتئمة برئاسة رئيس الجمهورية جوزيف عون (الرئاسة اللبنانية)

لبنان: سلام يدافع عن «استرداد الودائع» رغم الاعتراضات الواسعة

دافع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام عن مشروع قانون استرداد الودائع المصرفية المجمدة منذ عام 2019، واصفاً إياه بـ«الواقعي» و«القابل للتنفيذ».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي مودعون يرفعون لافتات اعتراضية على مشروع قانون استعادة الودائع خلال تحركات شعبية على طريق القصر الجمهورية (الشرق الأوسط)

انطلاقة «غير آمنة» لمشروع قانون الفجوة المالية في لبنان

كشف توسّع موجة الاعتراضات على مشروع قانون «الفجوة» المالية، حجم العقبات التي تعترض الوصول إلى محطة تشريع القانون في البرلمان.

علي زين الدين (بيروت)
المشرق العربي ضابط في الجيش اللبناني إلى جانب ضابط إيطالي ضمن عديد «اليونيفيل» خلال مهمة مشتركة في جنوب لبنان (اليونيفيل)

إيطاليا تطلب رسمياً من لبنان إبقاء قواتها في الجنوب بعد انسحاب «اليونيفيل»

طلبت إيطاليا رسمياً من لبنان، إبقاء قوات لها في منطقة العمليات الدولية جنوب الليطاني بجنوب البلاد بعد انسحاب «اليونيفيل» منها، وهو مطلب رحب به لبنان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي» لتطوير الصناعة في السعودية

أحد المصانع في السعودية (واس)
أحد المصانع في السعودية (واس)
TT

إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي» لتطوير الصناعة في السعودية

أحد المصانع في السعودية (واس)
أحد المصانع في السعودية (واس)

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية إطلاق مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي»، بالتعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «كاوست»؛ بهدف تسريع تبنّي الشركات الصناعية أحدث تقنيات التصنيع المتقدم في السعودية، وتزويدها بحلول مبتكرة تعزز كفاءة إنتاجها وترفع قدرتها التنافسية على المستويين الإقليمي والعالمي.

تأتي الخطوة ضمن مبادرة «تحفيز الصناعة المحلية»، لتمكين المنشآت الصناعية من الاستفادة من حلول التصنيع الذكية والأبحاث الاستراتيجية والتقنيات المطوّرة في «كاوست»، بالتعاون مع مزوّدي الخدمات العالميين، بما يسهم في تحسين الإنتاجية، وتعزيز الابتكار الصناعي، ودعم الاستدامة والجودة، وتطوير خطوط إنتاج جديدة في القطاعات ذات الأولوية وفق الاستراتيجية الوطنية للصناعة.

وتشمل معايير الاستفادة من المبادرة أن يكون مقر الشركة المصنّعة داخل السعودية، وأن يرتبط نشاطها بالقطاعات المعتمدة في الاستراتيجية الوطنية للصناعة، مع تحديد احتياجاتها التقنية والفجوات لتقديم الدعم المناسب، إضافة إلى تقديم نموذج التمويل ومشاركة بيانات الأداء المالي والإنفاق على البحث والتطوير لتقييم أثر تبنِّي الحلول التقنية قبل وبعد التنفيذ.

وتأتي مبادرة «تقنيات التحوّل الاستثنائي» في إطار الجهود التكاملية لوزارة الصناعة والثروة المعدنية مع مراكز الأبحاث والمؤسسات الأكاديمية، لرفع كفاءة القطاع الصناعي، وتعزيز تنافسيته، والمساهمة في تحقيق مستهدفات «رؤية 2030».


الصين تتعهد بتحقيق استقرار سوق الإسكان في 2026

رجل يمر أمام مجمع سكني وتجاري تابع لشركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
رجل يمر أمام مجمع سكني وتجاري تابع لشركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

الصين تتعهد بتحقيق استقرار سوق الإسكان في 2026

رجل يمر أمام مجمع سكني وتجاري تابع لشركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في العاصمة الصينية بكين (رويترز)
رجل يمر أمام مجمع سكني وتجاري تابع لشركة «تشاينا فانكي» المتعثرة في العاصمة الصينية بكين (رويترز)

ستُسرّع الصين وتيرة التجديد الحضري وجهودها الرامية إلى تحقيق استقرار سوق العقارات في عام 2026، مع بداية خطتها الخمسية الجديدة (2026-2030)، وذلك وفقاً لبيان صادر عن مؤتمر سياسات الإسكان نُشر يوم الثلاثاء.

وحدد المؤتمر الذي عُقد في بكين يومَي 22 و23 ديسمبر (كانون الأول)، مهام تطوير الإسكان الرئيسية لفترة الخطة الخمسية، وعدّ العام المقبل نقطة انطلاق حاسمة لتنفيذ السياسات، وفقاً للبيان الذي نشرته الجهة الرسمية لوزارة الإسكان.

وسينصبّ التركيز بشكل أساسي على «التنفيذ الفعال للتجديد الحضري»، إلى جانب الجهود المبذولة لتحقيق استقرار سوق العقارات، ومنع المخاطر وتخفيف حدتها، وتحسين المعروض من المساكن بأسعار معقولة.

ويشهد قطاع العقارات في الصين الذي كان يُعدّ محركاً رئيسياً للنمو، تراجعاً مستمراً منذ منتصف عام 2021، على الرغم من تعهدات الحكومة المتكررة بدعمه. وقد أثر ضعف مبيعات المنازل وانخفاض الأسعار سلباً على ثقة المستهلكين وأصحاب المنازل، حيث يرتبط نحو 70 في المائة من ثروة الأسر بالعقارات.

كما يواجه المطورون العقاريون ضغوطاً على السيولة. وأعلنت شركة «تشاينا فانكي»، في بيان لها يوم الاثنين، أنها حصلت على موافقة لتمديد فترة السماح لسداد سندات بقيمة ملياري يوان (284.2 مليون دولار) مستحقة في 15 ديسمبر.

وحول استقرار السوق، صرّح مسؤولون بأن السياسات ستُصمّم بما يتناسب مع الظروف المحلية لإدارة العرض وتقليل المخزون. وتشمل هذه التدابير تجديد الأحياء الحضرية ودعم الحكومات المحلية في شراء المنازل القائمة لاستخدامها بوصفها إسكاناً ميسور التكلفة. كما أشار المسؤولون إلى أن الصين ستشجع على بيع المنازل الجديدة الجاهزة، حتى «يتسنى للمشترين معاينة ما يشترونه».

وتعهد المؤتمر بتعزيز آلية «القائمة البيضاء للمشاريع»، وهو برنامج مدعوم من الحكومة يُرشّح بموجبه المسؤولون المحليون المشاريع السكنية المتعثرة للحصول على تمويل مصرفي مُعجّل، وحثّ الحكومات المحلية على الاستفادة الكاملة من صلاحياتها التقديرية لتعديل سياسات العقارات وتحسينها.

وفيما يتعلق بإدارة المخاطر، قال المسؤولون إنهم سيتبعون نهج السوق وسيادة القانون لمعالجة مخاطر ديون المطورين، وتشديد الرقابة على أموال ما قبل البيع، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة لمشتري المنازل.وفيما يخص الإسكان الميسور، قال المسؤولون إنهم سيسعون إلى توفير الدعم السكني للأسر الحضرية ذات الدخل المنخفض التي تواجه صعوبات، مع تبني تدابير مُوجّهة لتلبية الاحتياجات السكنية الأساسية للفئات الضعيفة، بما في ذلك الشباب.


« رؤى المدينة» تطرح 7 فرص للقطاع الخاص لأبراج تجارية وفندقية غرب السعودية

إحدى المناطق القريبة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة (هيئة تطوير المدينة المنورة)
إحدى المناطق القريبة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة (هيئة تطوير المدينة المنورة)
TT

« رؤى المدينة» تطرح 7 فرص للقطاع الخاص لأبراج تجارية وفندقية غرب السعودية

إحدى المناطق القريبة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة (هيئة تطوير المدينة المنورة)
إحدى المناطق القريبة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة (هيئة تطوير المدينة المنورة)

طرحت شركة رؤى المدينة القابضة، إحدى شركات صندوق الاستثمارات العامة، عبر منصة القطاع الخاص، 7 فرص استثمارية في 4 أبراج تجارية و3 أبراج فندقية، بمشروع دار الهجرة في المدينة المنورة، الواقعة غرب السعودية.

وصُممت منصة القطاع الخاص، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لتكون بمثابة البوابة للشركات من أجل بناء الشراكات مع «السيادي» أو شركاته التابعة عبر القطاعات ذات الأولوية؛ وذلك بهدف إيصال رواد الأعمال، والمستثمرين، والمورّدين، إلى فرص استثنائية تسهم في دفع النمو الاقتصادي للمملكة.

أما شركة رؤى المدينة القابضة، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، فهي كيان رئيسي في تطوير البنية التحتية والأصول التي ترتقي بمكانة المدينة المنورة بصفتها وجهة سياحية ذات طابع معماري معاصر.

وبشأن تفاصيل المشاريع، تُقدّم شركة رؤى المدينة القابضة فرصاً استثمارية في ثلاثة أبراج فندقية راقية وأربعة أبراج تجارية (مكتبية) فاخرة تقع ضمن مشروع دار الهجرة، وهو مشروع حضري رائد متعدد الاستخدامات بالمدينة المنورة.

الأبراج الفندقية

وبخصوص الأبراج الفندقية، فالفرصتان الأولى والثانية تشملان نحو 380 غرفة في مساحة بناء تتجاوز 40300 متر مربع «لكل مشروع»، وتتكون كل فرصة من 3 طوابق سفلية وطابق أرضي وما يزيد عن 19 طابقاً.

والفرصة الثالثة تتلخص في 614 وحدة فندقية على مساحة بناء نحو 70 ألف متر مربع، وطابقين سفليين وطابق أرضي، بالإضافة إلى 19 طابقاً.

الأبراج التجارية

وتتمثل الفرصة الاستثمارية الرابعة في برج تجاري على مساحة بناء تتخطى 72250 متراً مربعاً، وأرض نحو 10650 متراً مربعاً، 3 طوابق سفلية، إلى جانب الطابق الأرضي و11 طابقاً.

والبرج التجاري الآخر على مساحة بناء 72250 متراً مربعاً، وأرض 9500 متر مربع، ويتكون من 3 طوابق سفلية وطابق أرضي و11 طابقاً.

الفرصة الاستثمارية السادسة في الأبراج التجارية، على مساحة بناء تتجاوز 72250 متراً مربعاً، وأرض في أكثر من 13380 متراً مربعاً، تشمل 3 طوابق سفلية وطابقاً أرضياً و11 طابقاً. أما الفرصة السابعة والأخيرة على مساحة بناء 56300 متر مربع، وأرض تتخطى 8850 متراً مربعاً، وهي عبارة عن 3 طوابق سفلية وطابق أرضي و16 طابقاً.

موقع استراتيجي

وبإمكان المستثمرين من القطاع الخاص المشاركة في واحدة أو أكثر من هذه الفرص المتاحة لدى شركة رؤى المدينة القابضة، حيث يتوقع حجم الطلب التقريبي للزائرين إلى المدينة المنورة 30 مليون زائر سنوياً بحلول عام 2030.

ووفق شركة رؤى المدينة القابضة، يتميز هيكل الصفقة بالمرونة، مع توفر نماذج شراكة متعددة قابلة للتنفيذ مثل: المشاريع المشتركة، والصناديق العقارية، والتحالفات الاستثمارية، أو إيجار الأرض والمباني.

وفيما يخص الفوائد الاستراتيجية، فمشروع دار الهجرة يقع في موقع استراتيجي على بُعد 10 دقائق فقط من المسجد النبوي، و5 دقائق من مسجد قباء، داخل مخطط رئيسي مساحته 1.1 مليون متر مربع. كما يتمتع باتصال مباشر بشبكة النقل العام لحافلات المدينة المنورة، وفقاً للشركة.