3.5 % ارتفاعاً متوقعاً في استهلاك الكهرباء بالمنطقة العربية بنهاية 2025

السعودية والإمارات والكويت الأكثر جاذبية للاستثمار والأعمال في الطاقة

غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
TT

3.5 % ارتفاعاً متوقعاً في استهلاك الكهرباء بالمنطقة العربية بنهاية 2025

غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)
غروب الشمس بين أبراج الضغط العالي للكهرباء (رويترز)

كشفت المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات (ضمان) أن قطاع الطاقة المتجددة في المنطقة العربية استقطب 360 مشروعاً أجنبياً، بتكلفة استثمارية تجاوزت 351 مليار دولار، ووفّرت أكثر من 83 ألف وظيفة، وذلك خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) 2003 حتى ديسمبر (كانون الأول) 2024، في الوقت الذي يتوقع فيه ارتفاع استهلاك الكهرباء في الدول العربية بمعدل 3.5 في المائة بنهاية العام الحالي.

وأوضحت المؤسسة، في تقريرها القطاعي الثاني لعام 2025 عن قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة بالدول العربية، الذي أصدرته، الأحد، من مقرها في الكويت، أن 5 دول عربية ضمّت مصر والمغرب والإمارات وموريتانيا والأردن استقطبت، خلال الفترة نفسها، 248 مشروعاً أجنبياً، بحصة 69 في المائة من الإجمالي، بتكلفة استثمارية بلغت نحو 291 مليار دولار، بحصة 83 في المائة، ووفّرت تلك المشاريع نحو 68 ألف وظيفة، بحصة 82 في المائة من الإجمالي.

خطوط وأبراج كهرباء في محطة كهرباء بدمشق (رويترز)

وأضاف التقرير، الذي يركز على 4 محاور رئيسية هي: قدرات توليد الكهرباء واستهلاكها في الدول العربية حتى عام 2030، والتجارة الخارجية في الكهرباء ومُعدات توليد الطاقة لعام 2024، والمشاريع الأجنبية في قطاع الطاقة المتجددة، وتقييم مخاطر الاستثمار والأعمال في قطاع الكهرباء والطاقة عام 2025، أن الإمارات تصدرت المقدمة بصفتها أهم دولة مستثمرة في المنطقة بقطاع الطاقة المتجددة خلال 22 عاماً، وفق عدد المشاريع والتكلفة الاستثمارية، وعدد الوظائف بعدد 57 مشروعاً مثّلت 16 في المائة من الإجمالي، وبقيمةٍ تجاوزت 88.5 مليار دولار، بحصة 25 في المائة من الإجمالي، ووفّرت تلك المشاريع أكثر من 16 ألف وظيفة.

وأشار التقرير إلى استحواذ الشركات العشر الأولى المستثمِرة في قطاع الطاقة المتجددة بكل مؤشر، على نحو 25 في المائة من عدد المشاريع المنفَّذة، و40 في المائة من التكلفة الاستثمارية، و38 في المائة من مُجمل الوظائف الجديدة.

«أكوا باور» السعودية

تصدرت شركة أكوا باور السعودية المقدّمة وفق عدد المشاريع، بـ20 مشروعاً مثّلت 6 في المائة من الإجمالي، في حين تصدرت شركة إنفينيتي باور الإماراتية المقدمة بصفتها أكبر مستثمر من حيث التكلفة الاستثمارية التقديرية بقيمة 34 مليار دولار، وبحصة قاربت 10 في المائة من الإجمالي، بينما حلّت شركة أكمي الهندية في المقدمة وفق عدد الوظائف المستحدَثة بعدد تجاوز 4 آلاف وظيفة، مثّلت نحو 5.2 في المائة من الإجمالي.

ألواح شمسية بمجمع بنبان لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية في أسوان بمصر (رويترز)

وأوضح التقرير أن 5 دول عربية فقط هي: السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر، استثمرت في 90 مشروعاً بينياً في قطاع الطاقة المتجددة، بما يمثل نحو 25 في المائة من إجمالي المشاريع الأجنبية بالقطاع خلال 22 عاماً، وبلغت تكلفتها الاستثمارية نحو 113 مليار دولار، بما يمثل نحو 32 في المائة من مجمل تكلفة المشاريع الأجنبية في القطاع، ووفّرت نحو 22 ألف فرصة وظيفية.

أما على صعيد مخاطر وحوافز الاستثمار والأعمال بقطاع الكهرباء والطاقة في 14 دولة عربية، وفق وكالة «فيتش»، واللتين جرى رصدهما من خلال مؤشرين لتقييم المخاطر والحوافز لعام 2025، فقد جاءت الإمارات والسعودية وقطر والكويت وسلطنة عمان في مقدمة الترتيب العربي بصفتها أكثر الدول العربية جاذبية للاستثمار في قطاع الكهرباء والطاقة، تلتها كل من المغرب ومصر والجزائر على التوالي.

الكهرباء المولَّدة

رجَّح التقرير ارتفاع كمية الكهرباء المولَّدة في المنطقة العربية (15 دولة) بمعدل 4.2 في المائة، لتتخطى 1500 تيراواط/الساعة بنهاية عام 2025، مع توقعات باستمرار ارتفاعها إلى 1754 تيراواط/الساعة في عام 2030.

مشروع خلادي لتوليد الكهرباء عن طريق الرياح بالمغرب (الموقع الإلكتروني لشركة أكوا باور)

كما أشار التقرير إلى تركزٍ جغرافي كبير في توليد الطاقة الكهربائية بالمنطقة، حيث تستحوذ 5 دول هي السعودية ومصر والإمارات والعراق والجزائر على 74 في المائة من إجمالي كمية الكهرباء المولَّدة في المنطقة بنهاية عام 2025.

كما أوضح التقرير ارتفاع استهلاك الكهرباء في الدول العربية بمعدل 3.5 في المائة إلى 1296 تيراواط/الساعة بنهاية عام 2025، مع استحواذ السعودية ومصر والإمارات والجزائر والكويت على 74 في المائة من إجمالي استهلاك الكهرباء في المنطقة، بما يوازي نحو 958 تيراواط/الساعة.

وتوقَّع التقرير ارتفاع متوسط نصيب الفرد من الكهرباء المولَّدة في الدول العربية بمعدل 3.1 في المائة إلى 8.6 ألف كيلوواط/الساعة بنهاية 2025، مع استمرار ارتفاعه ليبلغ نحو 9.6 ألف كيلو واط/الساعة في عام 2030.

محطة «نور للطاقة 1» بالإمارات (الموقع الإلكتروني لشركة أكوا باور)

وعلى صعيد تجارة الدول العربية الخارجية في الكهرباء ومُعدات توليد الطاقة، أشار التقرير إلى ارتفاعها بمعدل 8 في المائة إلى نحو 39.2 مليار دولار في عام 2024 (استحوذت 5 دول هي الإمارات والسعودية والمغرب والعراق وقطر على 81 في المائة منها)، كمحصلة لارتفاع الصادرات العربية من الكهرباء ومُعدات توليد الطاقة بنحو 9 في المائة إلى نحو 7.6 مليار دولار، والواردات بمعدل 7.8 في المائة إلى أكثر من 31.5 مليار دولار خلال العام نفسه.

وأضاف التقرير أن أهم 10 دول مصدّرة إلى المنطقة استحوذت على نحو 78 في المائة من مجمل الواردات العربية من الكهرباء، ومُعدات توليد الطاقة بقيمة 24.7 مليار دولار، وتصدرت تركيا بصفتها أكبر مصدر للكهرباء للمنطقة بقيمة 446 مليون دولار، بينما تصدرت الولايات المتحدة المقدمة بصفتها أكبر مصدر لمُعدات توليد الطاقة للمنطقة بقيمة 6.6 مليار دولار.

محطة سكاكا المستقلة للطاقة الشمسية الكهروضوئية بالسعودية (الموقع الإلكتروني لشركة أكوا باور)

وأوضح التقرير أن أهم 10 دول مستوردة من المنطقة استحوذت على 58 في المائة من مجمل صادرات الدول العربية من الكهرباء، ومُعدات توليد الطاقة بقيمة 4.4 مليار دولار، وتصدرت ليبيا المقدمة بصفتها أكبر مستورد للكهرباء من المنطقة بقيمة 59 مليون دولار، بينما تصدرت فرنسا المقدمة بصفتها أكبر مستورد لمُعدات توليد الطاقة من المنطقة بقيمة 593 مليون دولار.

يُذكر أن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات «ضمان» هي هيئة عربية مشتركة مملوكة من قِبل الدول العربية، بالإضافة إلى أربع هيئات مالية عربية، تأسست عام 1974 وتتخذ من دولة الكويت مقراً رئيساً لها.


مقالات ذات صلة

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

الاقتصاد رئيس الوزراء المصري خلال لقائه وزير الكهرباء (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر: الربط الكهربائي مع السعودية يتم تجهيزه لبدء المرحلة الأولى

قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري إن مشروع الربط الكهربائي المصري السعودي يتم تجهيزه في صورته النهائية لبدء تشغيل المرحلة الأولى في القريب العاجل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

توقعت شركة استشارات أن تؤدي الحوافز التي أعلنتها الحكومة الألمانية لشراء السيارات الكهربائية إلى زيادة كبيرة في المبيعات، وبالأخص الواردات من الصين.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد محطة تعبئة الهيدروجين للشاحنات والسيارات في برلين (رويترز)

ألمانيا تنجز أول 500 كيلومتر من خطوط شبكة أنابيب الهيدروجين

أكدت رابطة صناعة الغاز الألمانية «إف إن بي غاز»، الانتهاء من إنشاء أول 500 كيلومتر من شبكة أنابيب الهيدروجين بين الأقاليم في ألمانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
منشأة تديرها شركة لامبريل لخدمات النفط والغاز بدبي (رويترز)

الإمارات مستعدة لتعزيز الاستثمارات في قطاع الطاقة

أكد وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي أن الطلب العالمي على الطاقة يشهد نمواً مطرداً لتلبية احتياجات الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات الضخمة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
علوم ألواح شمسية في مزرعة بمدينة لينيولا شمال شرقي إسبانيا (رويترز)

تكنولوجيا ذكية تتنبأ بإنتاج محطات الطاقة الشمسية مع تغيرات الطقس

لمواجهة التحديات الكبيرة للتقلبات الناتجة عن تذبذب الظروف الجوية

محمد السيد علي

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
TT

عام مخيّب للدولار… وتوقعات بضعف أطول في 2026

امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)
امرأة تعد أوراق الدولار الأميركي في منزلها في بوينس آيرس بالأرجنتين (رويترز)

ينتهي العام مخيباً للآمال بالنسبة إلى الدولار الأميركي، مع ظهور علامات على استقرار العملة، إلا أن العديد من المستثمرين يتوقعون أن يستمر انخفاضها في العام المقبل مع تعافي النمو العالمي وتخفيف «الاحتياطي الفيدرالي» السياسة النقدية.

وانخفض الدولار الأميركي بنسبة 9 في المائة هذا العام مقابل سلة من العملات، مما يجعله في طريقه نحو تسجيل أسوأ أداء له خلال ثماني سنوات، مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة من «الاحتياطي الفيدرالي»، وتراجع الفارق في أسعار الفائدة مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى، إلى جانب المخاوف بشأن العجز المالي الأميركي وعدم اليقين السياسي. ويتوقع المستثمرون عموماً استمرار ضعف الدولار مع تثبيت البنوك المركزية الكبرى سياساتها أو تشديدها، ومع تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي»، مما قد يدفع بالسياسة النقدية نحو نهج أكثر مرونة، وفق «رويترز».

وعادةً ما يؤدي خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة إلى ضعف الدولار؛ إذ تقلّل أسعار الفائدة الأميركية المنخفضة من جاذبية الأصول المقوّمة بالدولار للمستثمرين، مما يقلّل الطلب على العملة.

وقال كبير استراتيجيي السوق في شركة «كورباي» للمدفوعات العالمية، كارل شاموتا: «الواقع أن الدولار لا يزال مقوّماً بأعلى من قيمته من الناحية الأساسية».

ويُعد فهم مسار الدولار أمراً بالغ الأهمية للمستثمرين، نظراً إلى الدور المركزي للعملة في التمويل العالمي؛ إذ يعزّز ضعف الدولار أرباح الشركات الأميركية متعددة الجنسيات بزيادة قيمة الإيرادات الأجنبية عند تحويلها إلى الدولار، ويزيد أيضاً من جاذبية الأسواق الدولية من خلال رفع قيمتها بالعملات الأجنبية، دون الاعتماد فقط على أداء الأصول الأساسية.

وعلى الرغم من انتعاش الدولار في الأشهر الأخيرة، حيث ارتفع مؤشره بما يقارب 2 في المائة منذ أدنى مستوى له في سبتمبر (أيلول)، حافظ استراتيجيو العملات الأجنبية على توقعاتهم غالباً بضعف الدولار في 2026، وفقاً لمسح أجرته «رويترز» بين 28 نوفمبر (تشرين الثاني) و3 ديسمبر (كانون الأول).

ووصل معدل الصرف الفعلي الواسع للدولار (قيمته مقابل سلة كبيرة من العملات بعد تعديلها للتضخم) إلى 108.7 في أكتوبر (تشرين الأول)، منخفضاً قليلاً عن أعلى مستوى قياسي بلغ 115.1 في يناير (كانون الثاني)، مما يدل على أن العملة الأميركية لا تزال مقوّمة بأعلى من قيمتها، وفق بيانات بنك التسويات الدولية.

النمو العالمي

تستند توقعات ضعف الدولار إلى تلاقي معدلات النمو العالمية، مع توقع انخفاض الميزة النسبية للنمو الأميركي مقابل تعافي الاقتصادات الكبرى الأخرى.

وقال مدير محفظة في «برانديواين غلوبال»، أنوجيت سارين: «ما يميّز هذه المرة أن باقي العالم سينمو بوتيرة أسرع العام المقبل».

ويتوقع المستثمرون أن تقلل حزم التحفيز المالي في ألمانيا، والدعم السياسي في الصين، وتحسّن مسارات النمو في منطقة اليورو، من الفائض النسبي للنمو الأميركي الذي دعّم الدولار في السنوات الأخيرة.

وأضاف مدير استراتيجية الدخل الثابت والعملات في شركة «أموندي» الأوروبية، باريش أوبادهيايا: «عندما يبدأ بقية العالم الظهور بشكل أقوى من حيث النمو، يكون ذلك مؤيداً لاستمرار ضعف الدولار».

حتى المستثمرون الذين يرون أن أسوأ مرحلة من انخفاض الدولار قد انتهت، يؤكدون أن أي ضربة كبيرة للنمو الأميركي قد تؤثر على العملة أيضاً. وقال محلل الاستثمار في شركة «جايدستون فاندز»، جاك هير: «إذا حدث أي ضعف في أي وقت خلال العام المقبل، فقد يكون ذلك سلبياً للأسواق، وسيؤثر بالتأكيد على الدولار»، مع الإشارة إلى أنه لا يتوقع انخفاضاً حاداً إضافياً في العملة بوصفه أساساً لتوقعاته لعام 2026.

تباين سياسات البنوك المركزية

قد يضغط استمرار «الاحتياطي الفيدرالي» في خفض الفائدة، في حين تُبقي البنوك المركزية الكبرى على أسعارها ثابتة أو ترفعها، على الدولار.

وخفّض «الاحتياطي الفيدرالي»، الذي يشهد انقسامات واضحة بين أعضائه، أسعار الفائدة في ديسمبر، مع توقع غالبية صانعي السياسات خفض ربع نقطة مئوية إضافية العام المقبل. ومع احتمال تولي رئيس جديد «الاحتياطي الفيدرالي» خلال عهد ترمب، قد يسعّر السوق في سياسة أكثر تيسيراً، نظراً إلى دعمه خفض الفائدة. وقد أيد العديد من المرشحين المعروفين، بمن في ذلك مستشار البيت الأبيض الاقتصادي كيفين هاسيت، والحاكم السابق لـ«الاحتياطي الفيدرالي» كيفين وورش، والحاكم الحالي كريس والر، خفض أسعار الفائدة عن المستويات الحالية.

وقال المشرف على الأسواق العالمية في «سيتيزنس» ببوسطن، إريك ميرليس: «على الرغم من أن السوق تتوقع إجراءات محدودة من (الاحتياطي الفيدرالي) العام المقبل، فإننا نرى أن الاتجاه نحو نمو أضعف وكذلك توظيف أضعف سيدعم ضعف الدولار مقارنة بالعملات الكبرى الأخرى».

في الوقت نفسه، يتوقع المتداولون أن يُبقي البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة في 2026، مع احتمال رفعها في حال تحسّن النمو. وقد أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار سياسته ثابتة في اجتماعه الأخير ديسمبر، مع مراجعة توقعاته للنمو والتضخم للأعلى.

الدولار ليس على مسار مستقيم

على الرغم من التوقعات طويلة الأجل بضعف الدولار، حذّر المستثمرون من إمكانية حدوث انتعاش قصير الأجل للعملة.

ويمكن أن يوفّر الحماس المستمر تجاه الذكاء الاصطناعي والتدفقات الرأسمالية نحو الأسهم الأميركية دعماً مؤقتاً للدولار.

وقال سارين، من «برانديواين»: «الدعم للنمو الأميركي الناجم عن إعادة فتح الحكومة بعد الإغلاق وخفض الضرائب قد يدفع الدولار إلى الصعود في الربع الأول».

وأضاف: «لكننا نعتقد أن هذا الارتفاع المؤقت لن يكون محركاً مستداماً للدولار على مدار العام».


العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
TT

العقود الآجلة الأميركية تصعد مع تجدد الحماس للذكاء الاصطناعي

متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)
متداول يراقب شاشات تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (إ.ب.أ)

افتتحت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم الأميركية أسبوع التداول القصير بسبب عطلة عيد الميلاد على ارتفاع، مدفوعة بصعود أسهم التكنولوجيا وسط تجدد الحماس تجاه الذكاء الاصطناعي، في وقت يترقب فيه المستثمرون صدور بيانات اقتصادية مهمة في وقت لاحق من الأسبوع.

وأسهمت مكاسب أسهم التكنولوجيا في أواخر الأسبوع الماضي، بدعم من توقعات قوية لشركة «ميكرون تكنولوجي» وصدور تقرير تضخم معتدل، في تعويض الخسائر التي كان قد تكبدها كل من مؤشر «ستاندرد آند بورز 500»، ومؤشر «ناسداك» المثقل بأسهم التكنولوجيا. وكان قطاع التكنولوجيا قد تعرّض لضغوط في وقت سابق من الشهر الحالي بفعل مخاوف تتعلق بارتفاع التقييمات والزيادة الكبيرة في الإنفاق على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وفق «رويترز».

وأدى الانتعاش الأخير في سوق الأسهم إلى تقليص الفجوة بين مؤشري «ستاندرد آند بورز 500»، و«داو جونز» إلى نحو واحد في المائة فقط، مع اقترابهما من أعلى المستويات القياسية عند الإغلاق، التي سُجلت في 11 ديسمبر (كانون الأول). وارتفع سهم «ميكرون تكنولوجي» بنسبة 3.2 في المائة بتداولات ما قبل افتتاح السوق، في حين حققت شركات تصنيع الرقائق الأخرى، مثل «إنفيديا»، و«برودكوم»، و«إنتل»، و«أدفانسد مايكرو ديفايسز»، مكاسب تجاوزت واحداً في المائة لكل منها.

ويُعد شهر ديسمبر تاريخياً من الفترات القوية لأسواق الأسهم. فمنذ عام 1950، شهد ما يُعرف بـ«ارتفاع سانتا كلوز» صعود مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمتوسط 1.3 في المائة خلال الأيام الخمسة الأخيرة من التداول في العام وأول يومين من التداول في يناير (كانون الثاني)، وفقاً لتقويم متداولي الأسهم.

وأسهم التفاؤل المستمر بشأن الذكاء الاصطناعي، إلى جانب قوة الاقتصاد الأميركي، وتوجهات تيسير السياسة النقدية، في وضع المؤشرات الرئيسية الثلاثة على مسار تحقيق مكاسب للعام الثالث على التوالي، حيث ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بأكثر من 15 في المائة منذ بداية العام.

وبحلول الساعة 6:12 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بمقدار 24.75 نقطة، أو 0.36 في المائة. كما صعدت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك 100» بمقدار 136.5 نقطة، أو 0.53 في المائة، فيما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» بمقدار 38 نقطة، أو 0.08 في المائة.

ومن المتوقع أن تظل أحجام التداول منخفضة خلال هذا الأسبوع، إذ تُغلق سوق الأسهم الأميركية أبوابها مبكراً في الساعة 1:00 ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وتظل مغلقة يوم الخميس بمناسبة عطلة عيد الميلاد.

ومع ذلك، من المنتظر صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع، تشمل القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث، وبيانات ثقة المستهلك لشهر ديسمبر، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية التي قد يكون لها تأثير على توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأميركية.

وأظهرت بيانات صدرت الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة ارتفعت بوتيرة أبطأ من المتوقع خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني)، ما عزز التوقعات بإقدام مجلس الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل.

ويتوقع المتداولون حالياً تخفيفاً لأسعار الفائدة بنحو 60 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2026، أي ما يعادل خفضين على الأقل بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، وفقاً لبيانات جمعتها مجموعة بورصة لندن. ومع ذلك، لا تتجاوز احتمالات خفض الفائدة في يناير 20 في المائة في تقديرات الأسواق.

وفي تحركات أخرى لافتة، قفزت أسهم شركات تعدين المعادن الثمينة المدرجة في الولايات المتحدة، بعدما تجاوز سعر الذهب مستوى 4400 دولار للأونصة لأول مرة، وصعدت الفضة إلى مستوى قياسي، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية، واستمرار الطلب على الأصول الآمنة.

كما ارتفعت أسهم «كلير ووتر أناليتكس هولدينغز» بنسبة 7.6 في المائة في تداولات ما قبل الافتتاح، عقب إعلان مجموعة من شركات الأسهم الخاصة بقيادة «بيرميرا» و«واربورغ بينكوس» عن صفقة للاستحواذ على شركة برمجيات الاستثمار والمحاسبة مقابل نحو 8.4 مليار دولار شاملة الديون.


توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
TT

توقعات بنمو صادرات الغاز الروسي للصين 25 % العام الحالي

خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)
خزانات للنفط والغاز في مستودع بميناء تشوهاي الصيني (رويترز)

قال مصدر مطلع، الاثنين، إنه من المتوقع أن ترتفع ​صادرات روسيا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى الصين بمقدار الربع هذا العام، في الوقت الذي تزيد فيه موسكو من مبيعاتها إلى آسيا عموماً وتوطد علاقاتها بأكبر مستهلك للطاقة في العالم، وفقاً لـ«رويترز».

ومع ذلك، أظهرت حسابات «رويترز» أن ‌هذا لن ‌يعوض الانخفاض في الإيرادات الناجم ‌عن ⁠خسارة ​سوق ‌الغاز الأوروبية.

وأعادت روسيا توجيه معظم نفطها إلى الهند والصين منذ بداية الحرب مع أوكرانيا عام 2022، بعدما قطعت موسكو وأوروبا؛ التي كانت ذات يوم سوقها الرئيسية لتصدير السلع الأساسية ومصدر إيراداتها، العلاقات بينهما.

وقال المصدر، ⁠الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه لأنه ‌غير مخول التحدث إلى وسائل الإعلام، إن شركة الطاقة الروسية العملاقة «غازبروم» تتوقع أن تصل ‍صادرات الغاز إلى الصين عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا» إلى ما بين 38.6 و38.7 مليار متر مكعب هذا العام، ​ارتفاعاً من 31 مليار متر مكعب عام 2024، متجاوزة الطاقة السنوية المقررة لخط ⁠الأنابيب البالغة 38 مليار متر مكعب.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أليكسي ميلر، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الإمدادات عبر خط أنابيب «قوة سيبيريا1» ستتجاوز 38 مليار متر مكعب هذا العام.

ومع ذلك، فإن العقبة الرئيسية أمام تنفيذ المشروع، المتمثلة في تحديد سعر الغاز الروسي، لا تزال قائمة ‌دون حل.