حديث متصاعد عن «لون الطماطم» يثير مخاوف المصريين

رغم النفي الرسمي لفيديوهات ادّعت «رشها بمواد مسرطنة»

ارتفاع ملحوظ في سعر الطماطم بالأسواق (وزارة التموين)
ارتفاع ملحوظ في سعر الطماطم بالأسواق (وزارة التموين)
TT

حديث متصاعد عن «لون الطماطم» يثير مخاوف المصريين

ارتفاع ملحوظ في سعر الطماطم بالأسواق (وزارة التموين)
ارتفاع ملحوظ في سعر الطماطم بالأسواق (وزارة التموين)

تصاعد الحديث في مصر عن أسباب تغيُّر «لون الطماطم» بعد تداول مقطع فيديو ادّعى «رشها بمواد مسرطنة» في وقت نفت فيه وزارة الزراعة رسمياً هذه الادعاءات، مؤكدة أن الأمر لا يتجاوز تأثر المحصول بـ«التغيُّرات المناخية».

وأرجعت «الزراعة» في إفادة رسمية، الجمعة، ظهور اللون الأبيض داخل ثمار الطماطم، أخيراً، لأسباب عدة، من بينها ارتفاع درجة الحرارة عند النضج، والمعروف باسم «الإجهاد الحراري»؛ نتيجة التقلبات الجوية، بالإضافة إلى نقص التسميد بالبوتاسيوم والتسميد بالكالسيوم أو زيادة التسميد النيتروجيني.

وأكدت أن «هذه الأسباب منفردة أو مجتمعة تسبب اللون الأبيض داخل ثمار الطماطم»، وأن «الأمر ليس له أي علاقة برش الثمار بأي مواد»، مشدِّدة على أن «اللون ليس له تأثير سلبي على صحة المستهلكين».

وكان الجدل قد بدأ مع نشر أحد المواطنين مقطع فيديو ادَّعى فيه استخدام المزارعين مادة «الإيثريل» التي تؤدي للفشل الكلوي وتضخم الكبد من أجل تسريع وتيرة نضج الثمار وإكساب الطماطم اللون الأحمر من الخارج.

ردَّت الحكومة المصرية بشكل سريع على شائعة «سرطنة الطماطم» (وزارة الزراعة)

وقال وكيل معهد المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة، الدكتور خالد جاد لـ«الشرق الأوسط» إن «الطماطم الموجودة في الأسواق المصرية آمنة بشكل كامل»، مشيراً إلى أن «الأمر لم يتجاوز الشائعة في ظل ارتفاع أسعار الطماطم بالأسواق المحلية في الأيام الأخيرة».

وأضاف أن «الظروف المناخية التي حدثت خلال موسم الصيف، وارتفاع درجات الحرارة لتُسجِّل مستويات قياسية، بالإضافة إلى تقلب الطقس بشكل سريع في الأسابيع الماضية هي السبب الرئيسي في ظهور اللون الأبيض داخل الطماطم»، مؤكداً تطبيق إجراءات رقابية صارمة لمتابعة المبيدات كافة، المستخدمة في زراعة المحاصيل المختلفة.

هذا الرأي يدعمه نقيب الفلاحين، صدام أبو حسين، الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «المحصول الموجود بالأسواق الآن جرت زراعته من شهر مايو (أيار) الماضي، وبالتالي شهد أصعب تغيُّرات مناخية على مدار العام»، مشيراً إلى أن درجات الحرارة أدت لتراجع الإنتاجية، الأمر الذي انعكس على زيادة الأسعار.

وأضاف أن «نقص بعض أنواع الأسمدة خلال فترة الزراعة أمر أسهم أيضاً في الظاهرة، كما أن العروة الصيفية لزراعة الطماطم ليست محبذة للمزارعين؛ بسبب ما تستهلكه من أعباء مادية في مقابل العائد المحدود، على عكس العروة التي ستبدأ زراعتها خلال أيام، وتتسم بالإنتاج الوفير».

ويعدّ محصول الطماطم من أهم محاصيل الخضروات في مصر، حيث تُزرَع على مساحة تتجاوز 367 ألف فدان، بإنتاج يزيد على 6.7 مليون طن سنوياً. ويحتل محصول الطماطم المركز التاسع بين الصادرات الزراعية الطازجة، وفق بيانات نشرتها وزارة الزراعة المصرية.

زادت أسعار الطماطم في الأيام الأخيرة (وزارة التموين)

وهنا يشير أستاذ الاقتصاد الزراعي أشرف كمال لـ«الشرق الأوسط» إلى صعوبة وجود «مبيدات مسرطنة» في الزراعات المصرية بشكل عام وليس الطماطم فقط، مؤكداً أن «المبيدات التي يُسمَح باستخدامها تتم وفق إشراف من وزارة الزراعة، وبمتابعة مستمرة».

وأضاف أن «عدداً من المحاصيل الزراعية أصبحت تتأثر بالتغيُّرات المناخية وليس فقط الطماطم»، مشيراً إلى أن زيادة نسبة التالف ببعض المحاصيل؛ نتيجة الحرارة أدت لارتفاع أسعارها بالأسواق، الأمر الذي فرض تحديات جديدة على المزارعين يجري العمل على تداركها بشكل مستمر.

يتفق معه نقيب الفلاحين الذي يشير إلى أن مادة «الإيثريل» التي تردَّد أنها وُضعت على الطماطم مكلفة للغاية ولا يمكن استخدامها، فضلاً عن سهولة اكتشافها من التجار الرئيسيين بالأسواق، مؤكداً ضرورة «عدم الانسياق وراء الشائعات»، على حد تعبيره.

ويؤكد كمال أن «زراعة المحاصيل في الأراضي المختلفة أصبحت تسير بشكل أكثر نظاماً عبر تنسيقات ومتابعات بين الجهات المعنية والمزارعين؛ لتجنب حدوث أي مشكلات بأي من مراحل الزراعة نفسها»، لافتاً إلى أن «الطماطم تعدّ من المحاصيل الاستراتيجية التي تُزرَع في السوق المحلية وتصدَّر للخارج وفق ضوابط واشتراطات صحية لا يُسمَح بتجاوزها».

وصدرت مصر في 2024 نحو 80 ألف طن من الطماطم، بإجمالي صادرات بلغ 33 مليون دولار، بينما بلغت صادرات مصر من الطماطم المحفوظة 65 ألف طن، بإجمالي 92 مليون دولار، وفق البيانات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة المصرية، كانت بولندا في مقدمة الأسواق المستورِدة للطماطم المصرية.


مقالات ذات صلة

بينها تخفيف التوتر والحساسية... 10 فوائد صحية للنباتات المنزلية

يوميات الشرق الغرف التي تضم نباتات تحتوي على غبار وعفن أقل من الغرف الخالية منها (بيكسلز)

بينها تخفيف التوتر والحساسية... 10 فوائد صحية للنباتات المنزلية

يحب الكثير من الناس إضفاء لمسة من الطبيعة على منازلهم حيث يلجأون إلى النباتات، والأزهار الملونة، ولهذه العادة الكثير من الفوائد الصحية التي قد نجهلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق زراعة الطماطم تتم في عدة مواسم (وزارة الزراعة المصرية)

مصر: تصريحات نقيب الفلاحين عن فوائد «دود المش» تخطف الاهتمام

خطفت تصريحات صحافية لنقيب الفلاحين بمصر، الاهتمام، بعد حديثه عن الفوائد الموجودة بـ«دود المش» ووصفه له بأنه بروتين لا ضرر منه.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق وزارة الزراعة ومحافظة الوادي الجديد توقعان بروتوكولاً لحماية إنتاج الحرير (وزارة الزراعة المصرية)

مصر: الكثبان الرملية تحاصر واحة الخارجة وتهدّد مركز إنتاج الحرير

في ظل التحديات البيئية المتزايدة التي تشهدها مناطق الصحراء الغربية بمصر، تم توقيع بروتوكول تعاون بين مركز بحوث الصحراء، ومحافظة الوادي الجديد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
الاقتصاد مصنع المطاحن الأولى في جدة (الشركة)

«المطاحن الأولى» السعودية تستحوذ على 60 % من «الكنان العربية» بـ12.8 مليون دولار

استحوذت «المطاحن الأولى» السعودية على 60 في المائة من «الكنان العربية» لتعزيز توسعها في قطاع الأعلاف وتنويع مصادر دخلها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص رغم اختلاف البيئات بين السعودية وبريطانيا وأستراليا تجمع المشاريع رؤية بناء زراعة مرنة وقادرة على مواجهة التغير المناخي (أدوبي)

خاص من السعودية إلى أستراليا وبريطانيا… ابتكارات طلابية ترسم مستقبل الزراعة

كشفت 3 مشاريع طلابية من السعودية وأستراليا وبريطانيا مستقبلاً زراعياً جديداً يعتمد على الري الذكي وإنعاش التربة وتحليلها لحظياً، لبناء زراعة مرنة.

نسيم رمضان (دبي)

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».


بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

دخلت بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنَّ بعثة تقييم وصلت إلى مدينة الفاشر، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، مضيفاً أنَّ البعثة تضمُّ وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية.

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول جاء عبر مسار يسَّرتْه الولايات المتحدة.


بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
TT

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)

كشفت الأمم المتحدة عن وصول بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أول دخول إنساني للمدينة منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية. في غضون ذلك دانت قيادة الجيش التشادي، السبت، هجوماً شنَّته «قوات الدعم السريع» السودانية على بلدة حدودية داخل الأراضي التشادية؛ ما أسفر عن مقتل جنديَّين تشاديَّين وإصابة ثالث، ووصفت الهجوم بأنه «عدوان غير مُبرَّر» على سيادة تشاد.

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أحكمت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد حصار استمرَّ لأكثر من 18 شهراً، تخللته معارك عنيفة، وسط تقارير وأدلة على وقوع عمليات قتل جماعي، واختطاف، واغتصاب بحق المدنيين.

وفي هذا السياق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن بعثة تقييم أممية وصلت إلى مدينة الفاشر بعد مفاوضات إنسانية مطولة، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي عانت حصاراً خانقاً. وأوضح المكتب أن البعثة ضمَّت وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»؛ لتقييم الاحتياجات الغذائية العاجلة، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية؛ لتقييم الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية واحتياجاتها الطارئة، إضافة إلى فريق من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مختص بتقييم أوضاع الأطفال، والاحتياجات الإنسانية الملحّة.

ترحيب أميركي

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، عادّاً ذلك دليلاً على إسهام الدبلوماسية الأميركية في «إنقاذ الأرواح». وقال بولس، في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول الحاسم جاء بعد أشهر من المفاوضات عبر مسار يسَّرته الولايات المتحدة، وبجهود مشتركة مع «أوتشا»، وشركاء إنسانيين على الأرض.

مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

ودعا بولس، الذي يشارك في جهود الوساطة الرامية إلى وقف الحرب في السودان، إلى إعلان هدنة إنسانية شاملة، مطالباً طرفَي النزاع بقبولها وتنفيذها فوراً «دون شروط»، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان، كما حثّ المجتمع الدولي على زيادة التمويل لدعم استجابة «أوتشا». ويُعد وصول البعثة التقييمية الأممية إلى الفاشر أول دخول إنساني إلى المدينة منذ مايو (أيار) 2024.

وفي المقابل، أعلنت قوات «حكومة تأسيس» الموالية لـ«قوات الدعم السريع»، والتي تسيطر على إقليم دارفور، في بيان صدر أمس (السبت)، استعدادها الكامل لتأمين وتسهيل العمل الإنساني في إقليمَي دارفور وكردفان. وأفادت بأن زيارة وفد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ودائرة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UNDSS) شملت مراكز النزوح، والمقار الأممية، وعدداً من المرافق الحيوية داخل مدينة الفاشر.

ووفقاً لبيان «تأسيس»، أكملت البعثة الأممية زيارتها للفاشر، ووصلت بسلام إلى محلية طويلة، دون صدور أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن دخول البعثة.

آلاف اللاجئين من دارفور يعيشون حالياً بمخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

يُذكر أن الجيش السوداني ظل يرفض، لفترات طويلة، السماح بدخول المنظمات الإنسانية والمساعدات، عبر معبر إدري الحدودي مع تشاد، ما فاقم من الأزمة الإنسانية داخل المدينة، حيث واجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والخدمات الصحية. وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد نقلت في وقت سابق عن مدير «برنامج الأغذية العالمي» أن الأمم المتحدة اضطرت إلى تقييد عمليات الإغاثة عبر تشاد باتجاه دارفور.

تهديد تشادي

في سياق ثانٍ، نفَّذت طائرة مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، التي تخوض حرباً مفتوحة مع الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) 2023، هجوماً استهدف بلدة الطينة الواقعة على الحدود التشادية. وقال ضابط رفيع في الجيش التشادي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن هذه الحادثة تمثل المرة الأولى التي يتكبَّد فيها الجيش التشادي خسائر بشرية مباشرة منذ اندلاع الحرب في السودان.

وعدّت هيئة الأركان العامة التشادية الهجوم «متعمَداً ومقصوداً»، ويمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، محذّرة جميع أطراف النزاع السوداني من أي تجاوز أو مساس بسيادة الأراضي التشادية. وأكد الجيش التشادي، في بيان رسمي، احتفاظه بـ«حق الرد بجميع الوسائل القانونية»، وبممارسة حق الدفاع المشروع عن النفس في حال تكرار أي اعتداء، استناداً إلى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق شمال وغرب إقليم دارفور، باستثناء جيوب محدودة تخضع لسيطرة جماعات قبلية محايدة. وكانت القوات قد أعلنت، الأربعاء الماضي، سيطرتها على بلدتَي أبو قمرة وأم برو في شمال دارفور، وهما منطقتان تقعان على الطريق المؤدي إلى بلدة الطينة التشادية.