«إيزيس لمسرح المرأة» ينطلق بعرض للتحطيب وتكريمات مؤثرة

بمشاركة 16 عملاً من 6 دول

صورة تذكارية للمكرمات على خشبة المسرح (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية للمكرمات على خشبة المسرح (إدارة المهرجان)
TT

«إيزيس لمسرح المرأة» ينطلق بعرض للتحطيب وتكريمات مؤثرة

صورة تذكارية للمكرمات على خشبة المسرح (إدارة المهرجان)
صورة تذكارية للمكرمات على خشبة المسرح (إدارة المهرجان)

على وقعٍ موسيقي، ارتسمت صورتان للراحلتين؛ سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، والكاتبة فتحية العسال، باليد والقدم على خشبة المسرح، لتنطلق فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان «إيزيس لمسرح المرأة» دورة سميحة أيوب، التي شهدت عرضاً للتحطيب وتكريمات مؤثرة لكثيرات من مبدعات المسرح.

استضاف مسرح «السامر» حفل الافتتاح، الخميس، حيث استُخدمت تقنيات الذكاء الاصطناعي لإظهار لقاء افتراضي لم يحدث بين سميحة أيوب وفتحية العسال، بوصفهما من رائدات المسرح المصري، وسط تصفيق حاد من الحضور.

وحظيت الرسومات التي أنجزها الفنان أبانوب بيباوي على خشبة المسرح أمام الحضور مع بداية الحفل بتصفيق حاد، في حين أعلن عن مشاركة 16 عرضاً من 6 دول مختلفة على مدار أيام المهرجان، الذي يختتم فعالياته يوم 2 أكتوبر (تشرين الأول). فيما يحاضر الفنان فتحي عبد الوهاب بماستر كلاس عن التمثيل على خشبة مسرح «نجيب الريحاني».

وقالت رئيسة المهرجان، عبير لطفي، إن «فكرة المهرجان انطلقت من رغبتهم في الاحتفاء بالمرأة المبدعة وإبراز قضاياها في كل مكان»، معربة، خلال كلمتها في حفل الافتتاح، عن سعادتها بنجاحهم في إبرام شراكات عدّة مع جهات مختلفة، لقناعتهم بفكرة المهرجان وإيمانهم برسالته.

الصور التي رُسمت في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الفنانين، من بينهم فتحي عبد الوهاب، وأحمد عيد، وسماء إبراهيم. كما كُرِّمت الفنانة الكبيرة فريدة فهمي، وتسلمت عنها التكريم الممثلة والمخرجة عبير لطفي، بالإضافة إلى تكريم كل من عايدة فهمي، وعلا فهمي (المخرجة المنفذة)، ومعتزة عبد الصبور، والدكتورة منى صادق، أستاذة التمثيل بالمعهد العالي للتمثيل، والفنانة الإيطالية آنا دورا دورنو. وتسلم درع تكريم سيدة المسرح العربي سميحة أيوب حفيدها يوسف علاء مرسي.

وعبّر الفنان المصري فتحي عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بحضوره في المهرجان، وبالعروض التي يقدمها بشكل مستمر، مؤكداً أن مثل هذه التجارب المسرحية تستحق الدعم؛ لكونها تتيح منابر لعرض التجارب المسرحية المختلفة.

وأكد المخرج المسرحي خالد جلال لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان يكتسب زخماً حقيقياً في ظل التحديات التي تواجه المرأة المصرية في الوقت الحالي، وتزايد الدور والأعباء التي تتحملها»، مشيداً بالعروض التي احتضنها المهرجان في نسخته الجديدة.

وتشارك فيه 9 عروض مصرية، تكشف عن الهموم الإنسانية والاجتماعية التي تعيشها المرأة في المجتمع، بين البحث عن الحرية، ومواجهة الخوف، وصراع الهوية، والتمرّد على القيود، في تجارب تتسم بجرأة الطرح.

وتقدّم المخرجة لبنى المنسي مسرحية «هل تراني الآن؟»، وتدور أحداثها حول جريمة صادمة، حيث تقتل فتاة زميلها في العمل، وتوثق فعلتها، وتنشرها عبر وسائل التواصل، ثم تختفي. لكن العرض لا يكتفي بالوقائع، بل يغوص في أعماقها، محوّلاً المسرح إلى استوديو متخيّل يُجري فيه مذيع حواراً مع القاتلة، في حين يشارك الجمهور بالأسئلة، ليصبح شريكاً في محاولة فهم: ما الذي يحوّل فتاة وديعة إلى قاتلة؟

جانب من عرض «التحطيب» في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

أما «بيرسونا» للمخرج سعيد سليمان فيدخل عالم فتاة في الثالثة والعشرين مصابة بالتوحّد، اعتادت أن ترتدي قناعاً يخفي حقيقتها لتبدو كما يريدها الآخرون، في رحلة مؤثرة، تنزع القناع أمام أعين الجمهور، كاشفة عن أن المجتمع ليس فقط من يفرض الأقنعة، بل يعلّمنا أن نخاف من وجوهنا الحقيقية.

وتجسِّد تجربة «آخر حبة رملية» للمخرج عبد الله أنور، مأساة امرأة تدعى «ماري»، تواجه الخيانة كطعنة متكررة من أقرب الناس إليها، في حين يمزج «أحفاد دافنشي» للمخرج محمد بهجت بين التراث المسرحي والفانتازيا، مستلهماً من مسرحية «الخادمتان» لجان جينيه. هنا نجد خادمتين محبوستين في مخزن ملابس تحت الأرض، تتعرضان لعقاب عبثي على يد أحفاد الفنان ليوناردو دافنشي.

ويأتي عرض «جوة بيتنا» ليحكي قصة فتاة تكبر وسط عادات وممارسات اجتماعية خاطئة، في عمل غنائي استعراضي ينبض بالحياة. ويتأمل «طقوس الإشارات والتحولات» للمخرج محمد الحضري داخل النفس البشرية، حيث يواجه الإنسان صراعاته الداخلية ورغباته المتناقضة.

وفي مسرحية «الخروج» للمخرجة ساندرا سامح، تبرز صورة فتاة حبيسة قبو مع والدها. وخوف الأب يجعلها سجينة عالم ضيق، لكنها تتمرد وتغادر إلى فضاء الحرية، لتكتشف أن المجهول قد يكون أكثر رحمة من سجن الحماية.

ويأتي عرض «دبابيس» رحلة مليئة بالحركة والغناء، حيث تحاول فرقة مسرحية إنقاذ عرضها وسط الفوضى. ويتسم عرض «فزاعة» للمخرجة خلود عيسى بكونه متعدد الوسائط، يجمع الرقص المعاصر بالموسيقى الحية، ليصوّر رحلة الألم التي تمر بها النساء منذ البلوغ وحتى النضج.

ومن بين العروض العربية اللافتة في المهرجان عرض «فاطمة الهواري» للمخرج غنام غنام، الذي تدور أحداثه حول فاطمة ضحية قصف إسرائيلي في 28 أكتوبر 1948، ادَّعت إسرائيل أن طائرة عربية وراء الحادث، لتتنصَّل من تقديم معونة طبية أو صحية لفاطمة، وبعد 47 عاماً يحضر إلى بيتها (آبي ناتان) رفقة كاميرات «سي إن إن»، ليعترف بأنه الطيار الذي قصفها.

وقال مخرج العرض غنام غنام لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة العرض بدأت معه قبل أكثر من 7 سنوات»، مشيراً إلى أنه استغرق وقتاً طويلاً حتى يخرج إلى النور بمعالجة تستعيد معاناة هذه السيدة الفلسطينية.


مقالات ذات صلة

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

يوميات الشرق احتفالية صلاح جاهين ضحكة مصر (وزارة الثقافة)

صلاح جاهين يواصل رسم «ضحكة مصر» رغم الغياب

المسرح القومي يحتفي بذكرى صلاح جاهين بعرض حكي وغناء يعيد تقديم أعماله الفنية والغنائية الشهيرة.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق «أنا وغيفارا» تراهن على إكمال مسار المسرح الغنائي في لبنان (الشرق الأوسط)

عودة «أنا وغيفارا»... الثورة والإنسانية على خشبة «جورج الخامس»

نجح «الأخوان صبّاغ» في مقاربة سيرتَي رجلَي الثورة؛ كاسترو وغيفارا، بعيداً عن أي انحياز سياسي، وقدّماهما في إطار إنساني عزّز قيم السماحة والغفران.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العرض سلَّط الضوء على مسيرة باكثير الإبداعية (الشركة المنتجة)

«متحف باكثير»... يستعيد روائع الأديب اليمني الكبير برؤية معاصرة

يجمع العرض المسرحي «متحف باكثير» أعمال علي أحمد باكثير في تجربة مسرحية معاصرة، مع إطلاق جائزة سنوية لدعم الإبداع العربي وتكريم الفنانين المرتبطين بإرثه.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق في هذا المشهد لا خلاص واضحاً... فقط هدنة قصيرة مع الواقع (الشرق الأوسط)

«حبّ في شبه مدينة»... مسرحية عن الإنسان العالق في المكان المُنهَك

الحوار مُحمَّل بالدلالة ومبنيّ على شذرات اعتراف تتقاطع فيها السخرية السوداء مع الإحباط العميق...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق المجتمع الذكوري والتحدّيات بين المرأة والرجل (الشرق الأوسط)

«شي تيك توك شي تيعا»... طارق سويد يُحرز المختلف

اختار طارق سويد أبطال المسرحية من بين طلابه الموهوبين في أكاديمية «بيت الفنّ» التي تديرها زميلته الممثلة فيفيان أنطونيوس...

فيفيان حداد (بيروت)

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.


«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
TT

«روح ومحبة»... احتفالات مصرية بأعياد الميلاد في «متحف الحضارة»

أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)
أيقونات قبطية ضمن المعرض الأثري بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

تحت عنوان «روح ومحبة» أطلق المتحف القومي للحضارة المصرية احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد، تضمّنت معرضاً أثرياً مؤقتاً يستمر لمدة شهرَين بالتعاون مع المتحف القبطي في القاهرة.

ورأى الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية، الدكتور الطيب عباس، أن تنظيم هذا المعرض يأتي في إطار الدور الثقافي والمجتمعي الذي يضطلع به المتحف، مشيراً في بيان للمتحف، الجمعة، إلى أن رسالة المتحف لا تقتصر على عرض القطع الأثرية فحسب، بل تمتد إلى إبراز القيم الإنسانية والروحية التي أسهمت في تشكيل الهوية الحضارية لمصر عبر العصور. وأكد أن المعرض يعكس رسالة مصر التاريخية بوصفها حاضنة للتنوع الديني والثقافي، ومركزاً للتسامح والتعايش.

وافتُتح المتحف القومي للحضارة المصرية عام 2021 بالتزامن مع احتفالية «موكب المومياوات»، حيث نُقلت «المومياوات الملكية» من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، ويضم المتحف 1600 قطعة أثرية تحكي تاريخ مصر عبر العصور.

ويضم المعرض الأثري المؤقت مجموعة متميزة ونادرة من روائع الفن القبطي تُعرض لأول مرة، تشمل أيقونات ومخطوطات قبطية ومشغولات فنية كانت تُستخدم في الأديرة والكنائس، من أبرزها أيقونة لميلاد السيدة العذراء، ومنظر حجري يُجسّدها وهي تُرضع السيد المسيح، بما يعكس ثراء هذا التراث وقيمته الفنية والرمزية، وفق تصريحات للدكتورة نشوى جابر، نائبة الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية.

وقالت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض الأثري جاء بالتعاون مع المتحف القبطي، وهي المرة الثانية التي يتعاون فيها المتحف مع آخر، حيث تم التعاون من قبل مع المتحف الإسلامي خلال احتفالات المولد النبوي الشريف».

جانب من معرض أثري مؤقت بمناسبة أعياد الميلاد (متحف الحضارة المصرية)

وأكدت أن «القطع المعروضة فريدة من نوعها فلم تُعرض من قبل، ومن بينها 15 قطعة من المتحف القبطي، و8 قطع من متحف الحضارة، تعود إلى القرون الميلادية الأولى»، وأهم القطع التي تضمنها المعرض وفق نائب الرئيس التنفيذي للمتحف «أيقونة ميلاد السيدة العذراء نفسها، فالشائع والمنتشر هي أيقونات ميلاد السيد المسيح عليه السلام، ولكن من النادر وجود لوحة أيقونية تصور ميلاد السيدة العذراء. كما توجد قطعة حجرية منقوش عليها رسم للسيدة العذراء والسيد المسيح، وتُعدّ امتداداً للفن المصري القديم الذي كان يجسّد في لوحات مشابهة لإيزيس وهي تُرضع الطفل حورس».

من جانبه، أكد رئيس قطاع المتاحف في وزارة الآثار المصرية، الدكتور أحمد حميدة، أن «المعرض يُجسّد نموذجاً للتعاون المثمر بين المؤسسات الثقافية»، مشيراً إلى أن «اختيار السيدة العذراء مريم محوراً للمعرض يحمل دلالات إنسانية وروحية عميقة».

بينما أشارت مديرة المتحف القبطي، جيهان عاطف، إلى أن المعرض يُبرز تكامل الجهود بين المؤسسات الثقافية، لإظهار ثراء الموروث الحضاري المصري وتعدد روافده عبر مختلف الحقب التاريخية.

وحسب بيان للمتحف القومي للحضارة، تضمّنت الفعاليات الاحتفالية الكثير من الأنشطة، من بينها معرض للتصوير الفوتوغرافي، تضمن 22 صورة فوتوغرافية لاحتفالات عيد الميلاد ورأس السنة الميلادية في مصر، وهو ما عدّته نائبة رئيس المتحف «ضمن خطة للربط بين الاحتفالات والأعياد الكبرى من جهة عرض القطع الأثرية التي تعبّر عنها، وكذلك توثيق مظاهرها الحديثة والمعاصرة وحضور هذه الأعياد ومظاهرها في الشارع المصري المعاصر للربط بين التاريخ والحاضر».

وشهدت الاحتفالية فعاليات فنية، مثل عروض لفرقة كورال «أغابي» التي قدمت مجموعة من الأغاني القبطية احتفاء بقيم المحبة والسلام، إلى جانب عروض لكورال الأناشيد بالتعاون مع كنيسة القديس بولس الرسول بمدينة العبور.

وتضمنت الاحتفالية أيضاً أنشطة تفاعلية متنوعة لتنفيذ أعمال فنية ورسم حي لأيقونات المعرض، وممارسة ألعاب تفاعلية، وتوزيع هدايا الميلاد.


شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
TT

شارع فيكتوري تحت بريستول… أسرار التاريخ تحت أقدامنا

يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)
يضم الشارع المدفون محالاً تجارية وطريقاً قديماً (إنستغرام)

كشفت مغامرة تاريخية جريئة عن وجود شارع فيكتوري كامل مدفون تحت إحدى المدن البريطانية، يضم محالاً تجارية وطريقاً قديماً، بعد أن قرر المؤرخ ديفيد ستيفنسون النزول إلى الأعماق لتوثيق ما عثر عليه بعدسته ومصباحه اليدوي.

على مدى سنوات، أثار الشارع الواقع أسفل منطقة «لورانس هيل» في مدينة بريستول قصصاً وشائعات عدّة، من بينها رواية عن رجل يُقال إنه سقط في حفرة بعد خروجه من إحدى الحانات ليجد نفسه فجأة في شارع «متجمد في الزمن». كما تحدثت الروايات عن بقايا واجهات محال قديمة ومصابيح غاز تعود للقرن الـ19، دون أن تتأكد صحتها.

ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض (إنستغرام)

لكن ستيفنسون تمكن من وضع حد للتكهنات، وعاد بمجموعة مذهلة من الصور التي أعادت إحياء ماضٍ ظل طي النسيان لعقود. ساعات طويلة من البحث كشفت عن زقاق يمتد تحت الأرض، يضم أقبية سرية وغرفاً مخفية، بينها ملهى ليلي تحت حانة «ذا باكهورس»، ومخزن استخدمه متعهدو دفن الموتى، وإسطبل قديم تابع لشركة «كو - أوب»، وموقع استُخدم ملجأً خلال الغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية، بحسب صحيفة «ذا ميرور».

كما اكتشف ستيفنسون نفقاً تحت أحد المصارف أُغلق بعد محاولة اقتحام، وتعود أجزاء من هذه الممرات لأكثر من قرنين، إلى فترة إدارة عائلة هيراباث لمصنع الجعة المرتبط بحانة «ذا باكهورس إن»، الذي امتد من شارع «لينكولن» حتى شارع «داك ستريت».

في عام 1832، مر خط سكة حديد تجره الخيول عبر لورانس هيل، ومع توسع السكك الحديدية البخارية لاحقاً، طُمرت الحانة والمحلات المجاورة تحت الأرض بعد تشييد أقواس جديدة لدعم الطريق. باع ويليام هيراباث معظم ممتلكاته لشركة سكة الحديد مقابل 3 آلاف جنيه إسترليني، وبحلول عام 1879، رُفع مستوى الطريق واستُبدل الجسر الخشبي، ما أدى إلى اختفاء الحانة القديمة والمحلات تحت الطريق الجديد، في حين بُنيت الحانة الحالية مباشرة فوقها مع الاحتفاظ بالسلالم المؤدية إلى الموقع الأصلي.

بعد أكثر من عقدين، تذكَّر ستيفنسون مغامرته حين رفع شبكة حديدية وأنزل سلماً داخل بئر ليصل إلى الشارع المدفون. واكتشف 4 أنفاق، كان أحدها فقط ممتداً عبر الشارع بالكامل، وأُغلقت الأخرى بالطوب لمنع السرقة.

في أحد المتاجر المدفونة، عثر ستيفنسون على إطار نافذة فيكتورية قديمة، وأنقاض بناء، وأغراض متفرقة مثل حوض للخيول وكرسي متحرك مهجور. ولم تُشاهد أعمدة الإنارة خلال رحلته، إذ أُزيلت في خمسينات القرن الماضي حسب أحد تجار الخردة.

إحياءُ ماضٍ ظل طي النسيان لعقود (إنستغرام)

اليوم، أُغلقت هذه الأنفاق نهائياً نظراً لخطورتها، لكن ستيفنسون سبق أن انضم إلى بعثة منظمة لاستكشاف الغرف الواقعة أسفل الحانة، برفقة فريق متسلقين ذوي خبرة. ويستعيد ذكرياته قائلاً: «كانت خيوط العنكبوت كثيفة، والمدفأة لا تزال مغطاة بالغبار، وعارض فولاذي ضخم محفور عليه حروف (GWR) لتدعيم المبنى».

ويضيف: «الطريق أعلاه بُني أساساً للخيول والعربات. ورغم حركة المرور الكثيفة اليوم، بما في ذلك مئات الحافلات والشاحنات الثقيلة، لا يزال الطريق صامداً، ولا يدري كثيرون ما الذي يرقد تحت أقدامهم».