ما أولويات دور «الانعقاد المقتضب» للبرلمان المصري؟

عقب توجيه رئاسي بتعديل قانون «الإجراءات الجنائية»

السيسي طالب مجلس النواب بإعادة النظر في بعض مواد قانون «الإجراءات الجنائية» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
السيسي طالب مجلس النواب بإعادة النظر في بعض مواد قانون «الإجراءات الجنائية» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

ما أولويات دور «الانعقاد المقتضب» للبرلمان المصري؟

السيسي طالب مجلس النواب بإعادة النظر في بعض مواد قانون «الإجراءات الجنائية» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
السيسي طالب مجلس النواب بإعادة النظر في بعض مواد قانون «الإجراءات الجنائية» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تنطلق أولى جلسات الدور السادس للانعقاد العادي لمجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان)، الأسبوع المقبل، وهو دور «انعقاد مقتضب»؛ نظراً لانتهاء مدة الخمس سنوات للبرلمان الحالي في 10 يناير (كانون الثاني) المقبل، وسط ترقب لأولويات «النواب» خلال هذه الفترة القصيرة.

وتستمر عضوية مجلس النواب بموجب الدستور والقانون لمدة 5 سنوات، على أن تجرى الانتخابات لاختيار مجلس نواب جديد خلال 60 يوماً من انتهاء مدة المجلس الحالي، مما سيجعل دور الانعقاد السادس للمجلس أقل من 100 يوم.

ورد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قانون «الإجراءات الجنائية» الذي صدّق عليه البرلمان في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، للمجلس أخيراً، مطالباً بإعادة النظر في 8 مواد على الأقل أبدى تحفظاً عليها، وهو ما دفع «النواب» لإصدار بيان أكد فيه «تفهم اعتراضات الرئيس مع إعادة النظر في القانون».

وبخلاف «الإجراءات الجنائية»، لدى البرلمان عدد من القوانين المفترض مناقشتها خلال الفترة المتبقية من عمر المجلس، وسبق أن طرحت بالفعل في الجلسات العامة أو باللجان المختلفة التي عقدت في أدوار الانعقاد الماضية، من بينها قانون «الأحوال الشخصية» الذي عُقد بشأنه عدد من جلسات «الحوار المجتمعي»، وجرى صياغته في 355 مادة مقسمة إلى 3 أقسام.

ومن بين القوانين التي جرى العمل على تعديلها، القانون المنظم لعمل «المجلس القومي لحقوق الإنسان»، والذي جرت مناقشة تعديلاته بالفعل بين رئيس «القومي لحقوق الإنسان» محمود كارم، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وسط تأكيدات من أعضاء «المجلس» على سرعة إجراء تعديلات القانون لتعزيز «استقلاليته»، وفق بيان صدر، الخميس الماضي، عقب لقاء تشاوري جرى تنظيمه بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي.

عضو مجلس النواب المصري، عبد الفتاح يحيى، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن المجلس سيتحرك خلال الفترة المتبقية من عمره وفق «فقه الأولويات»، والذي يتضمن وضع تعديلات قانون «الإجراءات الجنائية» في الصدارة لإنجازها، مع حاجتهم لمزيد من الوقت لمناقشة كافة ملاحظات الرئيس السيسي على القانون، بالإضافة إلى الحوار حولها، متوقعاً أن «يكون القانون الرئيسي الوحيد الذي يجري تمريره، ما لم يكن هناك مشاريع قوانين أخرى ملحة مقدمة من الحكومة أو من الأعضاء».

جلسة سابقة من مجلس النواب المصري (وزارة الشؤون النيابية)

رأي تدعمه عضوة مجلس النواب، مرثا محروس، التي تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن تعديلات «الإجراءات الجنائية» أمر ليس سهلاً حتى لو كانت ملاحظات الرئيس مقتصرة على 8 مواد فقط بالقانون، فكل مادة منها تحتاج لمناقشة واسعة، سواء في اللجان أو الجلسات العامة، وغيرها من الإجراءات التي تستغرق وقتاً طويلاً، بينما المتبقي في عمر «المجلس» فترة محدودة.

في حين يرى كبير الباحثين بـ«المركز المصري للفكر والدراسات»، محمد مرعي، «إرجاء أي قوانين أخرى مُعلقة للبرلمان الجديد الذي سيجري انتخابه بغضون أسابيع قليلة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن ضيق الوقت سيكون عائقاً رئيسياً أمام الحديث عن أي قوانين أو تشريعات تحتاج إلى «حوار مجتمعي» على غرار قانون «المحليات».

ويعد قانون «نظم الإدارة المحلية» أو «المحليات» من القوانين التي يفترض أن يقرها «النواب»، خصوصاً أن مناقشته قائمة بالفعل منذ انتخاب المجلس، فيما يفترض أن يعيد القانون انتخابات المجالس المحلية الغائبة عن الانعقاد منذ عام 2010 وحتى الآن.

مرعي أكد أهمية أن يكون هذا القانون على رأس أولويات «النواب»؛ نظراً لأهميته في استكمال الغرف الرقابية للنظام السياسي، مشيراً إلى «أهمية خروجه بتوافق وحوار مجتمعي حقيقي يوفر كافة الضمانات من أجل تمكين المجالس المحلية من القيام بدورها الرقابي».

وبحسب يحيى، فإن «مجلس النواب الحالي أنجز عديداً من القوانين الملحة والتي لم يتم إجراء تعديلات تناسبها منذ فترة طويلة، وفي مقدمتها (الإجراءات الجنائية)»، مؤكداً أن «استكمال تعديلات القانون ووضعه أولويةً بمختلف اللجان والمناقشات، سيحققان هدف إصدار قانون جديد يلائم العصر الحالي».

وطلب السيسي من البرلمان إعادة النظر في بعض مواد «الإجراءات الجنائية» المعترض عليها، بما «يعزز الضمانات المقررة لحرمة المسكن، ويحمي حقوق المتهمين أمام جهات التحقيق والمحاكمة».


مقالات ذات صلة

الكشري المصري يدخل القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لـ«اليونيسكو»

يوميات الشرق صورة لملصق دعائي لطبق الكشري كما أعلنت عنه وزارة الثقافة المصرية

الكشري المصري يدخل القائمة التمثيلية للتراث غير المادي لـ«اليونيسكو»

أعلنت وزارة الثقافة المصرية أنها نجحت في إدراج أكلة الكشري في القائمة التمثيلية للتراث غير المادي للإنسانية لمنظمة «اليونيسكو».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق حافلات تابعة لهيئة النقل العام في مصر (محافظة القاهرة)

«كمسري» حافلات النقل العام في مصر يغادر إلى محطته الأخيرة

تعتمد منظومة الدفع الإلكتروني داخل حافلات النقل العام على «كارت ذكي مسبق الدفع» يكون متوافراً في المحطات النهائية للحافلة ومنافذ هيئة النقل العام.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا ناخبون خلال التصويت في إحدى الدوائر الـ19 الملغاة (تنسيقية شباب الأحزاب)

أحزاب مصرية لاستعادة توازنها بالمنافسة في باقي «الدوائر الملغاة» بانتخابات «النواب»

كثفت الأحزاب الرئيسية في مصر «مستقبل وطن» و«حماة الوطن» و«الجبهة الوطنية» جهودها وتحركاتها الدعائية قبل بدء التصويت الجديد.

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا الحكومة المصرية لتعزيز اكتشافات الغاز والبترول (وزارة البترول)

ترجيحات إسرائيلية بقرب إتمام «صفقة الغاز» مع مصر... هل تهدأ التوترات؟

رجحت وسائل إعلام عبرية إتمام «صفقة الغاز» مع مصر خلال الأيام المقبلة، وتحدثت عن أهميتها الاقتصادية والأمنية لإسرائيل بعد أن كانت تتحدث عن قرب إلغاء الصفقة.

أحمد جمال (القاهرة )
شمال افريقيا رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس (صفحته الرسمية على «إكس»)

نجيب ساويرس ينفي تقارير عبرية زعمت زيارته إسرائيل

نفى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس صحة تقارير عبرية زعمت زيارته إسرائيل هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلق من الوضع في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلق من الوضع في كردفان

نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)
نازحون من شمال كردفان يجلسون في الظل بمدينة أم درمان التابعة لولاية الخرطوم نوفمبر الماضي (أ.ف.ب)

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، الأربعاء، إنه يشعر بقلق بالغ من احتمال تكرار الفظائع التي ارتكبت في الفاشر بالسودان في كردفان.

وأضاف أن المفوضية في «وضع التشبث بالبقاء» بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل من الجهات المانحة العالمية في وقت تتزايد فيه انتهاكات حقوق الإنسان والاحتياجات في المناطق المتضررة من النزاعات، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وأضاف للصحافيين: «تقلصت مواردنا بشكل كبير، إلى جانب التمويل المخصص لمنظمات حقوق الإنسان، بما في ذلك المنظمات المحلية، في جميع أنحاء العالم. نحن في وضع التشبث بالبقاء».

وأسفرت الحرب المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023 عن تقسيم البلاد فعلياً إلى مناطق نفوذ؛ إذ يُسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق، في حين تسيطر «قوات الدعم السريع» مع حلفائها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

وتسبّبت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليوناً داخل البلاد وخارجها؛ ما أدّى إلى «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، حسب «الأمم المتحدة».


مقتل 22 جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس بالمغرب

TT

مقتل 22 جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس بالمغرب

عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)
عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)

ذكرت وسائل الإعلام الرسمية المغربية أن 22 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، وأُصيب 16 آخرون جراء انهيار بنايتين متجاورتين بمدينة فاس، إحدى أقدم المدن في المغرب، مشيرةً إلى أن البنايتين كانتا تعانيان من الإهمال منذ فترة.

وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء بأن السلطات المحلية في مدينة فاس أبلغت عن انهيار بنايتين متجاورتين مؤلّفتين من أربعة طوابق خلال الليل.

نقل أحد الضحايا من تحت الأنقاض إلي المستشفى (أ.ب)

وذكرت الوكالة أن البنايتين كانت تقطن بهما ثماني أسر، وتقعان في حي المستقبل.

وأضافت أنه «فور إشعارها بالحادثة، انتقلت السلطات المحلية والأمنية ومصالح الوقاية المدنية إلى عين المكان، لمباشرة عمليات البحث والإنقاذ، حيث تم العمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة».

عناصر شرطة وإسعاف ورجال إنقاذ في موقع الحادثة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض (إ.ب.أ)

وقال عبد الرحيم العمراني (37 عاماً)، وهو شاهد من السكان: «كنت ماراً بعد منتصف الليل بقليل، مع صديق لي بالقرب من مكان الحادثة، حيث أقطن ففوجئت بالانهيار، سمعنا الصرخات من تحت الأنقاض، عملنا ما بوسعنا لانتشال شخص، لكن السلطات كانت قد وصلت ومنعت الاقتراب».

وأضاف: «هناك بناية كان بها خمس عائلات والأخرى أربع، كانوا يقطنون في السكن العشوائي قبل أن تقوم الدولة بمنح تراخيص سكن لهم عام 2007، وكل عائلة قامت بالبناء لنفسها».

السكان يبحثون عن ناجين وسط أنقاض مبنيين منهارين في فاس (أ.ب)

وقال شاهد آخر إن المنطقة «جديدة نسبياً، والبناء فيها حديث».

ورفض مصدر من السلطات إعطاء تفاصيل، وقال إنه لم تتوفر له كل المعطيات حالياً، مضيفاً أنه طوال الليل وحتى السادسة صباحاً كان يساعد في عملية الإنقاذ، وأن «الأمر فظيع ومحزن».

وتشهد مدينة فاس، وهي عاصمة سابقة يعود تاريخها إلى القرن الثامن وثالث كبرى مدن المغرب من حيث عدد السكان، قبل شهرين موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وضعف الخدمات العامة.

«علامات تصدع» على البنايتين

قالت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة: «تشير شهادات من عين المكان إلى أن العمارتين المنهارتين كانتا تظهر عليهما علامات التصدع منذ مدة، دون أن يتم اتخاذ تدابير وقائية فعالة».

ولم تتمكن «رويترز» من التحقق بشكل مستقل من تقرير الموقع بشأن حجم الأضرار، كما لم تردّ وزارة الداخلية حتى الآن على طلب التعليق.

فرق الإنقاذ وسكان محليون يمشطون الأنقاض منذ لحظة انهيار العقارين (إ.ب.أ)

ويتركز معظم سكان المغرب ومراكزه المالية والصناعية وبنيته التحتية الحيوية شمال غربي البلاد، بينما تعتمد بقية المناطق على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، كشفت اضطرابات قادها شباب عن غضب عميق بسبب الفقر وتدهور الخدمات العامة، وتحولت الاحتجاجات في المدن الكبرى، التي استلهمت من حركات مماثلة في نيبال ومدغشقر وبيرو، إلى أعمال شغب في بلدات ريفية ومناطق نائية. وقُتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في أثناء محاولتهم اقتحام مقر أمني، كما اعتُقل أكثر من 400 شخص قبل أن تنحسر أعمال العنف، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.


فرار جنود سودانيين إلى جنوب السودان بعد سيطرة «الدعم السريع» على أكبر حقل نفطي

عناصر من الجيش السوداني (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوداني (أرشيفية - رويترز)
TT

فرار جنود سودانيين إلى جنوب السودان بعد سيطرة «الدعم السريع» على أكبر حقل نفطي

عناصر من الجيش السوداني (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش السوداني (أرشيفية - رويترز)

فرّ جنود سودانيون من مواقعهم في أكبر حقل نفطي في البلاد، بعد استيلاء «قوات الدعم السريع» عليه، إلى جنوب السودان؛ حيث سلّموا أسلحتهم، وفق ما أعلن الثلاثاء جيش جوبا.

ويقع حقل «هجليج» في أقصى جنوب منطقة كردفان (جنوب)، المتاخمة لجنوب السودان، التي تشهد معارك منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» على كامل إقليم دارفور في غرب البلاد في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

والاثنين، أعلنت «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً ضد الجيش السوداني، سيطرتها على منطقة كردفان الاستراتيجية الغنية بالموارد «بعد فرار الجيش» السوداني، مشيدة بـ«نقطة تحول لتحرير البلاد بأكملها نظراً لأهميتها الاقتصادية».

وقال اللفتنانت جنرال جونسون أولوني، مساعد رئيس هيئة أركان جيش جنوب السودان في فيديو نُشر على شبكات للتواصل الاجتماعي إن «جنوداً سودانيين سلّموا أنفسهم أمس» للجيش «وهم في عهدتنا حالياً».

وأوضح أولوني أن قواته تسلّمت العتاد العسكري من الجنود دون تحديد عددهم. وأفاد موقع «سودانز بوست» الإخباري بأنهم بالمئات.

وفي بيان لاحق، اتّهمت «قوات الدعم السريع» الجيش السوداني بشن هجوم بالمسيرات على الحقل النفطي، ما أدّى إلى «مقتل وإصابة العشرات من المهندسين والعاملين» إضافة إلى «عشرات الجنود» من جيش جنوب السودان وعناصر «قوات الدعم السريع».

وأشارت «قوات الدعم السريع» إلى أن الهجوم أدّى إلى تدمير عدد من المنشآت الحيوية. وتعذّر على «وكالة الصحافة الفرنسية» التحقّق من المعلومات. ولم يشأ المتحدث باسم جيش جنوب السودان، لول رواي كوانغ، الإدلاء بتعليق.

«كارثة»

ورأى وزير الطاقة السوداني السابق، جادين علي عبيد، أن سيطرة «قوات الدعم السريع» على «هجليج» تعد «كارثة» بالنسبة للسودان، وضربة قاسية لجنوب السودان.

وبعد انفصال جنوب السودان عام 2011، استحوذت جوبا على كل احتياطات النفط السودانية. وبقي حقل «هجليج» موضع نزاع بين البلدين، وشهدت المنطقة اشتباكات قصيرة عام 2012.

وبعد مرور فترة وجيزة على الاستقلال، شهد جنوب السودان حرباً أهلية مدمرة استمرت 5 سنوات، ما أدّى إلى نزوح أكثر من مليوني شخص، فيما تسود مخاوف من تجدد النزاع هذا العام مع انهيار اتفاق السلام.

وفي السودان، أسفرت الحرب المستمرة منذ أبريل (نيسان) 2023 إلى تقسيم البلاد فعلياً إلى مناطق نفوذ، إذ يُسيطر الجيش على الشمال والوسط والشرق، في حين تسيطر «قوات الدعم السريع» مع حلفائها على الغرب وأجزاء من الجنوب.

وتسبّبت الحرب في مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 12 مليوناً داخل البلاد وخارجها، ما أدّى إلى «أسوأ أزمة إنسانية في العالم»، حسب «الأمم المتحدة».