أظهر مسح توقعات المستهلكين الشهري للبنك المركزي الأوروبي، يوم الجمعة، أن مستهلكي منطقة اليورو رفعوا بعض توقعاتهم للتضخم في أغسطس (آب)، مع توقع نمو أعلى في الدخل خلال العام المقبل.
وارتفع متوسط توقعات التضخم على مدار الاثني عشر شهراً المقبلة في أغسطس إلى 2.8 في المائة مقارنة بـ2.6 في المائة في الشهر السابق، فيما ارتفعت توقعات التضخم لـ5 سنوات إلى 2.2 في المائة من 2.1 في المائة، وهو أعلى مستوى لها منذ أغسطس 2022. ومع ذلك، ظلت توقعات السنوات الثلاث المقبلة دون تغيير عند 2.5 في المائة، وفقاً للبنك المركزي الأوروبي، استناداً إلى مسح شمل 19 ألف بالغ في 11 دولة بمنطقة اليورو.
وخفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بنقطتين مئويتين خلال العام حتى يونيو (حزيران)، لكنه أبقى على ثباتها منذ ذلك الحين، مؤكداً أن التضخم وصل إلى هدفه البالغ 2 في المائة، وأنه لا داعي للتسرع في تعديل أسعار الفائدة.
ورغم هذه التوقعات الإيجابية، لا يزال النقاش محتدماً بين صانعي السياسات؛ فبعضهم يخشى أن يؤدي ضعف النمو وقوة اليورو إلى استمرار انخفاض التضخم دون المستوى المستهدف، مما قد يستلزم مزيداً من خفض أسعار الفائدة، في حين يرى آخرون أن السخاء المالي الألماني وضغوط الأسعار المحلية سيواصلان دعم التضخم، فلا حاجة لمزيد من التحفيز لاقتصاد ينمو بكامل طاقته.
كما رفع المستهلكون توقعاتهم لنمو الدخل الاسمي للأشهر الـ12 المقبلة من 0.9 في المائة إلى 1.1 في المائة، مع الإبقاء على توقعات إنفاقهم دون تغيير، فيما لاحظوا زيادة طفيفة في البطالة. وتوقعوا استمرار النمو الاقتصادي الضعيف، مع تثبيت توقعاتهم للنمو للعام المقبل عند -1.2 في المائة.
من جهة أخرى، أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه سيجري تجارب جديدة العام المقبل حول ما يمكن تحقيقه من خلال اليورو الرقمي، في خطوة إضافية لتعزيز استقلال منطقة اليورو المالي عن الولايات المتحدة، وأضاف أن التجارب السابقة مع القطاع الخاص أظهرت أن اليورو الرقمي - وهو محفظة إلكترونية مدعومة من البنك المركزي - يمكن أن يُسهّل، على سبيل المثال، المدفوعات الآلية في وسائل النقل العام وبعض عمليات السداد الأخرى.
