الحوثي ينتهز ذكرى انقلابه لمهاجمة مكونات المجتمع اليمني

تحذيرات دولية من كارثة إنسانية وشيكة

الحوثي يسعى إلى فرض توجهاته الطائفية على المجتمع اليمني (إعلام محلي)
الحوثي يسعى إلى فرض توجهاته الطائفية على المجتمع اليمني (إعلام محلي)
TT

الحوثي ينتهز ذكرى انقلابه لمهاجمة مكونات المجتمع اليمني

الحوثي يسعى إلى فرض توجهاته الطائفية على المجتمع اليمني (إعلام محلي)
الحوثي يسعى إلى فرض توجهاته الطائفية على المجتمع اليمني (إعلام محلي)

بينما تؤكد الأمم المتحدة وجود أكثر من 18 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة هذا العام، كرَّس زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، خطابه السنوي في ذكرى قيادته الانقلاب على الحكومة الشرعية، للحديث عن مزاعم النهضة التي يعيشها اليمنيون في مناطق سيطرته، وعن استعادتهم الحرية، بالتوازي مع مهاجمته مكونات المجتمع كلها، ووصفها بأنها أدوات للولايات المتحدة، واعتباره الأقليات الدينية منتجات لإسرائيل.

وفي حين تُظهر البيانات وجود نحو 15 ألف معتقل لدى الحوثيين، غالبيتهم من المدنيين الذين اختُطفوا من الطرقات، أو بسبب عدم مشاركتهم في الأنشطة الطائفية، أسهب زعيمهم -في خطابه- في الحديث عن التعامل النموذجي لسلطته الانقلابية، مدعياً أنها «تعاملت بشكل راقٍ ومسؤول حتى مع أشد الحاقدين عليها، ولم يكن هناك من قبل روادها وجماهيرها أي اعتداءات ولا أي تعسفات، ولا أي تجاوزات ظالمة».

هذه المزاعم التي رددها الحوثي جاءت على الرغم من قيام جماعته بإغلاق الصحف المعارضة والمستقلة، وفرضها مشرفاً على أنشطة فروع الأحزاب، منذ الانقلاب وحتى الآن.

الحوثيون يرغمون الفلاحين على الانخراط في دورات للتدريب على السلاح (إعلام محلي)

وشن الحوثي في الذكرى الحادية عشرة لانقلابه هجوماً على جميع الأحزاب السياسية في البلاد التي رفضت اقتحام الحوثيين منزل الرئيس الأسبق عبد ربُّه منصور هادي، وقتل 21 من حراسه، لإرغامه على تعيين أحد قادتهم نائباً للرئيس، ورأى أن هذه الأحزاب أدوات محلية للخارج، واتهمها بالعمل لصالح الولايات المتحدة، واعتبر موقفها في ذلك الحين «انقلاباً».

الحوثي -في خطابه الذي لم يتضمن أي جديد- تجاهل القمع الذي يُمارس في مناطق سيطرة جماعته، وحملة الاعتقالات المتواصلة حتى اليوم لمن يُشَك في ولائه للمشروع الطائفي، والتي طالت المئات. ووصَفَ أتباعه بـ«الثوار»، وزعم أنهم جسَّدوا «القيم الأصيلة؛ قيم التسامح والأُخوَّة، البعيدة عن تصفية الحسابات والتصرفات الإجرامية والوحشية التي يتصرف بها الآخرون».

توزيع التهم

ومع أن أكثر من نصف سكان اليمن يحتاجون إلى المساعدات الغذائية، ذهب زعيم الحوثيين ليقول إن الوضع قبل الانقلاب كان كارثياً وفي غاية الخطورة، وإن الوصاية الأميركية في كل المجالات كانت تذهب بالبلد نحو انهيار شامل! وامتد هجومه إلى المنظمات غير الحكومية، وقال إن وجودها ضمن مؤامرة خارجية «بهدف التفكيك والبعثرة»، على حد زعمه.

اليمن ثالث أكثر دولة في العالم تعاني انعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

واتهم الحوثي خصومه -وهم في العموم كل الأحزاب والمكونات السياسية والمنظمات غير الحكومية والصحافيين- بالعمالة، وقال إنهم أدوات «الأميركي والإسرائيلي»، وإن لديهم عقدة شديدة من التاريخ «المجيد» لهذا الشعب، وهم على انفصام تام مع تاريخه، في إشارة إلى النقد الذي توجهه الطبقة السياسية والدينية والمثقفون لأسلاف الحوثيين الذين حكموا أجزاء من البلاد خلال فترات زمنية معينة، وكانوا سبباً في صراعات دامية، ويحمِّلونهم المسؤولية عن تأخر البلاد عن ركب التقدم الحضاري.

ومع ادعاء زعيم الحوثيين أن الانقلاب كان «إنجازاً عظيماً وفريداً» على مستوى المنطقة، وعَدَ أتباعه بتجاوز كل العوائق والتحديات، وقال إن الشعب سيجني الثمرة الكبرى لهذه «الثورة التحررية العظيمة» في بناء حضارة رائدة! وفق زعمه.

على شفا كارثة

حديث الحوثي جاء بعد يومين من تأكيد مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن اليمن أصبح على شفا كارثة إنسانية مجدداً؛ حيث صُنِّف ثالث أكثر دول العالم معاناة من انعدام الأمن الغذائي بدءاً من الشهر الجاري؛ حيث يواجه 18 مليون شخص جوعاً حاداً (المرحلة الثالثة وما فوق من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي).

18 مليون يمني يواجهون خطر المجاعة خلال هذا العام (إعلام محلي)

ونبَّه التقرير الأممي إلى تفاقم الجوع في جميع أنحاء اليمن، وتوقع أن تنزلق نحو 166 مديرية إلى مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) مع نهاية هذا الشهر.

ووفق التحديث الشهري للوضع الإنساني، أكدت الأمم المتحدة أنه من دون مساعدة مستدامة وواسعة النطاق، سيواجه نحو 41 ألف شخص خطر التعرض لظروف كارثية شبيهة بالمجاعة (المرحلة الخامسة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي)، في أسوأ توقع لها في اليمن منذ عام 2022، قبل التوصل إلى التهدئة التي رعتها الأمم المتحدة.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

بيان لمصر و20 دولة: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
بدر عبد العاطي وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.

 


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».