تركيا: أوزيل رئيساً لـ«الشعب الجمهوري» للمرة الثالثة وسط ضغوط

قبل حكم قضائي قد يؤدي إلى عزله... ومؤتمر عام في نوفمبر

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» ملوّحاً لقيادات وأعضاء الحزب خلال المؤتمر العام الاستثنائي في أنقرة الأحد (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» ملوّحاً لقيادات وأعضاء الحزب خلال المؤتمر العام الاستثنائي في أنقرة الأحد (حساب الحزب في «إكس»)
TT

تركيا: أوزيل رئيساً لـ«الشعب الجمهوري» للمرة الثالثة وسط ضغوط

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» ملوّحاً لقيادات وأعضاء الحزب خلال المؤتمر العام الاستثنائي في أنقرة الأحد (حساب الحزب في «إكس»)
رئيس حزب «الشعب الجمهوري» ملوّحاً لقيادات وأعضاء الحزب خلال المؤتمر العام الاستثنائي في أنقرة الأحد (حساب الحزب في «إكس»)

أُعيد انتخاب زعيم المعارضة التركية، رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، رئيساً للحزب للمرة الثالثة.

وحصل أوزيل على 835 صوتاً صحيحاً من أصوات مندوبي الحزب في المؤتمر الاستثنائي للحزب الذي عُقد في أنقرة، الأحد، تحت شعار «لا للانقلاب والوصاية». وأدلى 917 من أصل 1127 مندوباً بأصواتهم، من بينهم 835 صوتاً صحيحاً و82 صوتاً باطلاً.

أوزيل خلال الإدلاء بصوته في انتخابات رئيس وأعضاء مجلس حزب «الشعب الجمهوري» (حساب الحزب في «إكس»)

وبهذه النتيجة، انتُخب أوزيل، الذي كان هو المرشح الوحيد، رئيساً للحزب الأقدم في تركيا، للمرة الثالثة خلال أقل من عامين. وعُقد المؤتمر الاستثنائي، وهو الـ60 في تاريخ الحزب الذي تأسس منذ 102 سنة، في حين يواجه أزمة بسبب التحقيقات في شبهات الفساد في البلديات التابعة له، التي أسفرت حتى الآن عن اعتقال 17 من رؤساء البلديات في إسطنبول وولايات أخرى، فضلاً عن دعوى قضائية لإلغاء نتائج مؤتمره العام السابق الذي عُقد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، والذي انتُخب فيه أوزغور أوزيل رئيساً للحزب خلفاً لكمال كليتشدار أوغلو.

في مواجهة القضاء

يعتقد مسؤولو «الشعب الجمهوري» أن الحصول على تفويض جديد من المندوبين يُحصّن أوزيل، وأعضاء مجلس إدارة الحزب، الذين تغير منهم عضو واحد فقط، من حكم بعزلهم وعودة الإدارة السابقة برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، أو تعيين فريق من الأوصياء لإدارة الحزب حتى موعد مؤتمره العادي المقرر عقده في نوفمبر المقبل.

ورفضت المحكمة، في جلستها في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، طلبات الادعاء العام وقف أوزيل وإدارته عن العمل احترازياً، وتعيين أوصياء لإدارة الحزب حتى موعد المؤتمر العام المقبل.

وقاطع كليتشدار أوغلو، وبعض أعضاء البرلمان المقربين منه، المؤتمر الاستثنائي، ولم يقدم جناح معارضة أوزيل داخل الحزب قائمة مرشحين لمنافسته وقائمته.

أوزيل متحدثاً أمام قيادات وأعضاء حزب «الشعب الجمهوري» خلال المؤتمر العام (حساب الحزب في «إكس»)

وفي كلمة في افتتاح المؤتمر، قال أوزيل إن «النظام القائم في تركيا حالياً ليس نظاماً وطنياً، بل هو نظام حزب (العدالة والتنمية) الظلامي، الذي أُسس من أجل فرد واحد وأنصاره».

وعدّ أن أكبر تهديد لتركيا الآن هو التهديد الذي تتعرض له المساواة في المواطنة، قائلاً إن «تركيا تقف اليوم عند مفترق طرق جديد. ما ندافع عنه، ظاهرياً، هو حزبنا، حزب (الشعب الجمهوري)، لكن جوهر الأمر هو الديمقراطية التي ندين لها جميعاً بوجودنا. لقد دفعنا ثمناً باهظاً، وما زلنا ندفعه، وسنواصل دفعه».

هجوم على إردوغان

وأضاف أوزيل أن سبب استهداف حزبه الآن عن طريق القضاء هو أن «الحكومة الحالية ترى أنه الكيان الوحيد القادر على تغيير نفسه من خلال الانتخابات، وهو الحزب القادم للسلطة في الانتخابات المقبلة؛ ولذلك تهاجمه، وتحاول شل حركته باستمرار، وتحاول تحويله إلى كيان منخرط في صراع داخلي، وإن أمكن، تحاول تقسيمه والتخلص منه».

وتابع: «نواجه حكومةً طاعنة في السن، منهكة، ومتغطرسة، لم تُقدم أي خير لهذا البلد على مدى 23 عاماً. لقد طمحوا إلى ديكتاتورية وأرسوا نظاماً استبدادياً لا يمثل الأمة».

وأشار إلى أن الديمقراطية لا تُختبر بالنصر، إنما بالهزيمة. وأضاف: «أثبت الحزب الحاكم بأفعاله، عقب خسارته الانتخابية الأولى في الانتخابات المحلية في 2024، للأمة بأسرها أنه فشل في اختبار الهزيمة، وأنه ليس ديمقراطياً. وبدلاً من إظهار الاحترام الذي أظهرناه للديمقراطية على مدار 47 عاماً، وقبل 47 شهراً من الانتخابات الرئاسية، لم يتمكنوا حتى من الانتظار 47 يوماً».

وعدّ أوزيل أن الرئيس رجب طيب إردوغان فقد ثقته بنفسه وبتنظيمات حزبه بسبب خسارة الانتخابات، وبسبب استطلاعات الرأي المتعاقبة التي تؤكد احتفاظ حزب «الشعب الجمهوري» بالمرتبة الأولى.

صور لأكرم إمام أوغلو ورؤساء بلديات من حزب «الشعب الجمهوري» معتقلين في سجن سيليفري في تركيا تم وضعها في قاعة المؤتمر العام للحزب (حساب الحزب في «إكس»)

وأضاف أوزيل أنه «بدلاً من منافستنا مجدداً في صناديق الاقتراع عبر الانتخابات المبكرة التي دعونا إليها، بدأوا مهاجمتنا عن طريق القضاء، ودبروا انقلاباً على الديمقراطية في 19 مارس (آذار) الماضي باعتقال مرشحنا الرئاسي رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، وما أعقب ذلك من افتراءات واتهامات لم يقدموا عليها دليلاً واحداً، بالفساد في بلديات الحزب».

وتابع أوزيل أن حزب «العدالة والتنمية» لم يضر بتركيا داخلياً فقط، وإنما في السياسة الخارجية أيضاً، وأكد أن حزبه «قادم إلى السلطة في أول انتخابات، وسيحتضن الأمة بأكملها».

وحث جميع أحزاب المعارضة وجميع الديمقراطيين الذين يعتنقون مبادئ مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك، إلى التوحد والتضامن، عادّاً أن «الحكومة الحالية تريد الآن تركيا بلا انتخابات، وبلا صناديق اقتراع، وبحزب واحد».


مقالات ذات صلة

العثور على مسيَّرة ثانية متحطمة شمال غربي تركيا

شؤون إقليمية صورة التقطتها «وكالة أنباء ديميرورين» التركية ونشرتها في 19 ديسمبر 2025 لطائرة مسيّرة محطمة يُزعم أنها روسية الصنع في منطقة ريفية قرب إزميت (أ.ف.ب)

العثور على مسيَّرة ثانية متحطمة شمال غربي تركيا

عثر على مسيّرة مجهولة المصدر محطّمة في حقل شمال غربي تركيا، في حادثة هي الثانية من نوعها في أقلّ من 24 ساعة.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب لدى وصوله إلى مبنى المستشارية في برلين (د.ب.أ)

ويتكوف يجتمع مع الوسطاء بشأن اتفاق غزة في ميامي

قال مسؤول في البيت الأبيض إن ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، سيلتقي، غداً الجمعة، مسؤولين قَطريين ومصريين وأتراكاً في ميامي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال خطاب أمام المؤتمر السنوي لسفراء تركيا بالخارج (الرئاسة التركية)

فيدان وبرّاك بحثا دمج «قسد» بالجيش السوري... وإردوغان حذر من انتهاكات إسرائيل

بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع السفير الأميركي لدى أنقرة المبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك المستجدات الخاصة بسوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية طائرة مقاتلة من طراز «إف 16» تابعة للقوات الجوية التركية تقلع في مناورات جوية في شمال ألمانيا 9 يونيو 2023 (رويترز)

وزارة الدفاع التركية تعلن إسقاط طائرة مسيّرة فوق البحر الأسود

أعلنت وزارة الدفاع التركية إسقاط مسيّرة «خارج السيطرة»، الاثنين، بعدما اقتربت من المجال الجوي التركي من جهة البحر الأسود.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متحدثاً خلال حفل إطلاق وثيقة رؤية حزب «العدالة والتنمية» للعالم في أنقرة الاثنين (الرئاسة التركية)

إردوغان يؤكد مُضيَّ «العمال الكردستاني» في التخلص من أسلحته

أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن عملية إحراق أسلحة حزب «العمال الكردستاني»، وتطهير الكهوف الجبلية في شرق وجنوب شرقي البلاد مستمرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
TT

مسؤولون إسرائيليون يحذرون: التسريبات الإعلامية حول إيران قد تشعل حرباً جديدة

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية أثناء تصديها للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب في يونيو الماضي (أ.ب)

حذر مسؤولون عسكريون واستخباراتيون إسرائيليون من أن التسريبات والإحاطات الإعلامية الصادرة من إسرائيل في الأيام الأخيرة، بشأن احتمالية تجدد الاشتباك مع إيران، قد تؤدي بالفعل إلى رد فعل غير مدروس من طهران، وتتسبب في اندلاع حرب أوسع.

هل تشعل التسريبات الإسرائيلية حرباً حقيقية؟

ونقل موقع «واي نت»، التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن المسؤولين، قولهم إنه «إلى جانب صرف الانتباه عن قضايا رئيسية أخرى في إسرائيل - بما في ذلك التحقيق الحكومي في هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول)، والتأخير في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مع (حماس) - فإن هذه التنسريبات والإحاطات الإعلامية، التي تُنسب غالباً إلى (مسؤول دبلوماسي رفيع المستوى)، أو (مصادر استخباراتية غربية)، تُنذر بخطر إشعال حرب حقيقية».

وحذر المسؤولون من أن سوء التواصل مع إيران «قد يُشعل فتيل صراع مُنهك آخر لا ينوي أي من الطرفين خوضه حالياً».

وقد حذر ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي مراراً وتكراراً هذا العام، لا سيما بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وإيران في يونيو (حزيران) الماضي، من أن سوء التعامل مع الملف الإيراني قد يكون الشرارة الرئيسية لتجدد الأعمال العدائية بين البلدين.

تحذير من هجوم إيراني استباقي

وفي الوقت الراهن، تعتمد تقييمات إيران للتهديدات بشكل كبير على التقارير الإعلامية الإسرائيلية، إذ يواجه عملاء المخابرات الإيرانية صعوبة متزايدة في العمل على الأرض داخل إسرائيل. ومنذ بداية الحرب، تم إحباط 34 محاولة تجسس إيرانية داخل إسرائيل.

وحذّر مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار قائلين: «إذا شعر الإيرانيون بأن رياح الحرب تهب من هنا مجدداً، فقد يفكرون في شنّ هجوم استباقي».

وأضافوا: «إذا كان الهدف هو استئناف الهجمات هناك أو الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي، فمن الأفضل التزام الصمت بدلاً من إغراق وسائل الإعلام بمثل هذه الضجة. وقد يكون النشاط غير المعتاد الذي رصدته وكالات الاستخبارات الغربية في إيران نابعاً جزئياً من شائعات لا أساس لها من الصحة انتشرت على قنوات (تلغرام) الإسرائيلية حول الاستعداد للتصعيد».

وقال المسؤولون إن تعافي إيران يمضي قدماً دون عوائق.

ولفتوا إلى أنه «في ظل غياب آلية إنفاذ دولية أو أي ترتيب دبلوماسي للحد من نفوذ طهران، شرعت القوات الإيرانية في إعادة بناء قدراتها الصاروخية فور انتهاء المواجهة التاريخية مع إسرائيل هذا الصيف. واستمر تدفق الخبرات المتقدمة في إنتاج الصواريخ والتمويل الكبير بشكل مطرد خلال الأشهر الأخيرة إلى وكلاء إيران الإقليميين، من اليمن إلى لبنان».

وقد خلص مسؤولون في الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال استمرار هذا التوجه، فمن المرجح اندلاع جولة أخرى من الأعمال العدائية مع إيران. ومع ذلك، فقد أوصوا إسرائيل بعدم شن أي هجوم إلا في حال تجاوز طهران لشروط بعينها.

الجيش يشكك في تصريحات القيادة السياسية

وفي الوقت الراهن، يعتقد المسؤولون العسكريون أن إيران لم تتجاوز هذه الشروط بعد. وقد أعربت مصادر في الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، عن تشككها إزاء موجة التصريحات العلنية الأخيرة الصادرة عن القيادة السياسية؛ فعلى سبيل المثال، قالوا إن المناورات العسكرية الإيرانية التي أُجريت هذا الشهر، لا تشير بالضرورة إلى استعداد لشن هجوم وشيك على إسرائيل.

ويرى مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن إيران لا تزال تفتقر إلى مصلحة استراتيجية في الرد على إسرائيل في هذه المرحلة، وهم يعتقدون أن طهران «تُركز على تحسين قدراتها العسكرية، مستفيدةً من إخفاقاتها خلال الصيف، وتعزيز قدراتها الاستخباراتية، وزيادة تسليح (حزب الله) والحوثيين»، مشيرين إلى أن دافع الحفاظ على الذات لدى النظام الإيراني يطغى حالياً على أي رغبة في الانتقام.


«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
TT

«الباليستي» الإيراني تحت المجهر الأميركي ــ الإسرائيلي

صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية
صورة نشرتها وكالة «ميزان» التابعة للسلطة القضائية من المناورات الصاروخية

وضعت الولايات المتحدة وإسرائيل البرنامج الصاروخي الإيراني تحت المجهر، مع تصاعد التوتر الإقليمي وتضارب المعطيات بشأن تحركات عسكرية داخل إيران. وتشير تقديرات غربية إلى أن طهران تسعى إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية بعد حرب يونيو (حزيران)، في حين تؤكد إيران أن برنامجها «دفاعي بحت» وخارج أي مسار تفاوضي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، إن إسرائيل «على علم» بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة، لافتاً إلى أن الأنشطة النووية الإيرانية ستُبحث خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، محذراً من أن أي تحرك إيراني سيُقابل برد عنيف، ومشدداً في الوقت نفسه على أن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة.

من جهته، قال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد القصف الأميركي لمنشأة فوردو خلال حرب يونيو. وفي تل أبيب، أعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام تأييده توجيه ضربات لإيران، معتبراً أن إعادة بناء الترسانة الصاروخية باتت تضاهي خطورة البرنامج النووي.

في المقابل، شددت الخارجية الإيرانية على أن البرنامج الباليستي «خارج طاولة التفاوض»، فيما أكد قائد الجيش الإيراني أمير حاتمي أن القوات المسلحة «تراقب بدقة» تحركات خصومها وسترد «بحزم» على أي اعتداء.

وسجل الداخل الإيراني تبايناً بشأن تقارير عن مناورات صاروخية محتملة، إذ تحدثت وسائل إعلام قريبة من «الحرس الثوري» عن تحركات واختبارات في عدة محافظات، قبل أن ينفي التلفزيون الرسمي إجراء أي مناورات، مؤكداً أن المشاهد المتداولة «غير صحيحة».


نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

TT

نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، ‌إن تل أبيب على ​علم ‌بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.

وأضاف نتنياهو، وفقاً لوكالة «رويترز»، ‌أن ‍أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ​ترمب خلال زيارته في وقت لاحق من هذا الشهر.

و أضاف نتنياهو في بيان مشترك مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس «نحن نراقب الوضع ونتخذ الاستعدادات اللازمة. أود أن أوضح لإيران أن أي عمل ضد إسرائيل سيقابل برد قاس للغاية»، بحسب صحيفة«يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني (واي نت).

ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية.

تأتي تصريحات نتنياهو في سياق تصاعد التحذيرات الأميركية – الإسرائيلية من عودة إيران إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية، بعد الحرب التي اندلعت بين الطرفين في يونيو (حزيران) الماضي.

ويتزايد القلق في إسرائيل، من أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة قد لا تكون مجرد تدريبات اعتيادية، بل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الترسانة الباليستية التي تضررت خلال الحرب.

ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين أمس، أن هامش تحمل المخاطر بات أقل من السابق، في ظل تجربة الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما أعقبه من حرب متعددة الجبهات.

ورغم أن التقديرات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم إيراني وشيك، فإن المخاوف تتركز على احتمال سوء تقدير متبادل قد يقود إلى مواجهة غير مقصودة.

وتقول تقديرات أمنية غربية إن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية حساسة خلال تلك الحرب لم تُنه التهديد بالكامل، بل دفعت طهران، وفق هذه التقديرات، إلى السعي لإعادة ترميم قدراتها بأساليب أكثر تحصيناً.

وقال قائد الجيش الإيراني، أمير حاتمي أن القوات المسلحة تراقب «بدقة» تحركات خصومها، وستتعامل «بحزم» مع أي أعمال عدائية.

تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.

وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الرسمي في بيان مقتضب على «تلغرام» إجراء أي مناورات صاروخية.