توغل إسرائيلي باتجاه غرب مدينة غزة... والقصف يخلّف عشرات القتلى

الأونروا: 1.9 مليون نازح داخل القطاع

TT

توغل إسرائيلي باتجاه غرب مدينة غزة... والقصف يخلّف عشرات القتلى

نازحون فلسطينيون على ظهر سيارة نقل مع أغراضهم هربا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة (رويترز)
نازحون فلسطينيون على ظهر سيارة نقل مع أغراضهم هربا في العمليات العسكرية الإسرائيلية في شمال قطاع غزة (رويترز)

قالت السلطات الصحية في غزة إن القوات الإسرائيلية فجرت المزيد من المباني السكنية في مدينة غزة اليوم الأحد، مما أسفر عن مقتل 31 فلسطينيا على الأقل ودفع كثيرين آخرين إلى الفرار، في الوقت الذي تتوغل فيه الدبابات الإسرائيلية أكثر في المدينة المكتظة بالسكان.

وبعد مرور ما يقرب من عامين على بداية الحرب، تصف إسرائيل مدينة غزة بأنها آخر معقل لحركة «حماس». ويهدم الجيش الإسرائيلي المباني السكنية قائلاً إن الحركة تستخدمها منذ بدء هجومه البري على المدينة هذا الشهر.
وقال مسعفون إن امرأة حبلى وطفليها كانوا من بين القتلى اليوم الأحد. ولم يدل الجيش الإسرائيلي بأي تعليق بعد بشأن القتلى، لكنه أصدر بيانا قال فيه إن قواته قتلت «عددا» من المسلحين.

فلسطيني يضع حاشية على دراجة هوائية خلال نزوحه من شمال قطاع غزة عبر الطريق الساحلي (رويترز)

وذكر شهود اليوم الأحد إن الدبابات الإسرائيلية تتقدم باتجاه الغرب عبر حي تل الهوا في جنوب شرق المدينة.

وتشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أن أكثر من 450 ألف شخص غادروا المدينة منذ بداية سبتمبر (أيلول). وتشكك «حماس» في ذلك، وتقول إن أقل من 300 ألف شخص غادروا وإن نحو 900 ألف آخرين ما زالوا بها.
وفي جنوب إسرائيل، دوت صفارات الإنذار عندما أطلق مسلحون من غزة صاروخين عبر الحدود، وتم اعتراض أحدهما وسقط الآخر في منطقة مفتوحة، حسبما قال الجيش. ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات.

وفيات جديدة بسبب المجاعة

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الأحد، إنها سجلت خلال الـ24 ساعة الماضية 4 حالات وفاة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 440 شخصا، من بينهم 147 طفل.

وأضافت وزارة الصحة في غزة، في بيان، أن 75 قتيلا و304 مصابا وصلوا مستشفيات القطاع في الساعات الـ24 الماضية جراء الهجمات الإسرائيلية.

وأشارت الوزارة إلى ارتفاع عدد قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 65283 شخصا منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

فلسطينيات يبكن أقاربهن الذين قتلوا في قصف استهدف منزل لعائلة دغمش في قطاع غزة (رويترز)

وأعلنت مصادر طبية، عن مقتل ما يقرب من 31 شخصاً وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، منذ فجر اليوم (الأحد)، جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.

ووصل إلى مستشفى الشفاء 26 قتيلاً، وإلى مستشفى الأهلي العربي «المعمداني» قتيلان، وإلى مستشفى العودة قتيل، ومستشفى ناصر 3 قتلى، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)».

مدفعية إسرائيلية ذاتية الحركة تطلق قذيفة باتجاه قطاع غزة (رويترز)

وبدأ الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، حملة مكثفة تستهدف هدم المباني الشاهقة بمدينة غزة، إلى جانب هجومه البري.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه هدم ما يصل إلى 20 من أبراج مدينة غزة، خلال الأسبوعين الماضيين، وإنه يعتقد أن نحو 350 ألف شخص غادروا المدينة، منذ بداية شهر سبتمبر (أيلول). ومع ذلك، لا يزال هناك 600 ألف تقريباً في المدينة.

1.9 مليون نازح

وفي السياق، أفادت «وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)»، اليوم، بأن 9.‏1 مليون شخص نازحون قسراً في قطاع غزة. وقالت «الأونروا»، في منشور على صفحتها بموقع «فيسبوك»، اليوم: «منذ عامين طويلين جداً، تدعو (الأونروا) إلى وقف إطلاق النار في غزة. حجم المعاناة والدمار لا يمكن تصوره».

وأضافت الوكالة: «قُتِل وجرح عشرات الآلاف، بمن فيهم نساء وأطفال»، وقالت: «في يوم السلام، ندعو مرة أخرى إلى وقف إطلاق النار الآن».

انتقادات من الغرب
وأثار الهجوم الإسرائيلي على مدينة غزة انتقادات دولية ودفع بعض حلفاء إسرائيل الغربيين إلى إعلان عزمهم الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

ومن المتوقع أن يعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اعتراف بلاده بدولة فلسطينية في تغيير لسياسة تتبعها بريطانيا منذ فترة طويلة. ويأتي ذلك على الرغم من معارضة إسرائيل الشديدة ورفض الولايات المتحدة أقرب حلفاء بريطانيا.

ويثير الهجوم أيضا مخاوف عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين لا تزال حماس تحتجزهم في غزة. ويُعتقد أن 20 من 48 رهينة بقطاع غزة ما زالوا على قيد الحياة.

نازحون فلسطينيون يغادرون شمال قطاع غزة (رويترز)

واحتشد الآلاف مساء أمس السبت أمام مقر الإقامة الرسمي لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس مطالبين إياه بعقد صفقة تنهي الحرب وتعيد الرهائن إلى ديارهم.

وقال ميشيل إيلوز الذي خطف مسلحون نجله جاي من مهرجان موسيقي خلال الهجمات التي شنتها «حماس» وأشعلت فتيل الحرب «أتهم رئيس الوزراء بأنه يقودنا منذ عامين إلى طريق مسدود، نحو حرب لا نهاية لها، وبالتخلي عن أحبائنا. لماذا؟».

ووفقا للإحصاءات الإسرائيلية فقد أدت هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

أطفال فلسطينيون يتفقدون ما تبقى من منزل عائلة الحداد بمدينة غزة بعدما استهدفه قصف إسرائيلي الليلة الماضية (رويترز)

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم إنه «تمّ رصد إطلاق قذيفتيْن صاروخيتين من قطاع غزة حيث اعترض سلاح الجو إحداهما بينما سقطت الثانية في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات»، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتراجعت وتيرة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه المستوطنات والمدن المجاورة للقطاع بشكل كبير، مع اقتراب الحرب من دخول عامها الثاني، بعد الهجوم الذي شنته حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: ندعو لدخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية لغزة

المشرق العربي أطفال ينتظرون الحصول على نصيبهم من الطعام بمخيم النصيرات في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: ندعو لدخول الإمدادات والمعدات الطبية الأساسية لغزة

رحب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأحد، بالتقدم الذي أُحْرِزَ بشأن المجاعة في غزة، لكنه أوضح أن هذا التقدم لا يزال هشاً للغاية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية سيدات فلسطينيات أمام جنود إسرائيليين يعتقلون مواطنين في مخيم نور شمس بالضفة الغربية (أ.ف.ب)

تقرير: إسرائيل تسمح للآلاف من جنود الاحتياط بالاحتفاظ ببنادق في منازلهم

يستعدّ الجيش الإسرائيلي لتسليح نحو 10 آلاف جندي احتياطي من الفرقة 96 ببنادق طويلة تُحفظ في منازلهم على مدار العام

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال اجتماع سابق (أرشيف - رويترز)

تقرير: اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى غزة ضمن المرحلة الثانية من خطة ترمب

ذكرت قناة «إن 12» الإخبارية الإسرائيلية، يوم السبت، أن اليونان تدرس إرسال مهندسين إلى قطاع غزة ضمن المرحلة الثانية من اتفاق ترمب لوقف إطلاق النار.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
المشرق العربي والدة أحمد زيود خلال تشييع جثمانه خلال جنازته قرب جنين في الضفة الغربية اليوم (أ.ب)

مقتل 3 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على شرق مدينة غزة

قُتل ثلاثة فلسطينيين، صباح اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة، فيما قتل فتى وشاب برصاص الجيش الإسرائيلي في واقعتين منفصلتين بالضفة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب في دار المستشارية في برلين (إ.ب.أ) play-circle

الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا تدعو إلى ضبط النفس في غزة

حضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
TT

مسؤول أممي يتوقع عودة مليون لاجئ إلى سوريا في عام 2026

قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
قادمون من لبنان عند معبر «جديدة يابوس» جنوب غربي سوريا في 6 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)

توقّعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عودة نحو مليون لاجئ سوري إلى بلادهم خلال عام 2026، في ظل التعافي التدريجي الذي تشهده سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2024.

وقال غونزالو فارغاس يوسا، ممثل المفوضية في سوريا، إن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري عادوا بالفعل إلى بلادهم منذ ديسمبر 2024، إضافة إلى نحو مليونَي شخص من النازحين داخلياً الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية.

وأوضح أن ذلك يعني أن أكثر من 3 ملايين سوري عادوا، خلال فترة زمنية قصيرة نسبياً، إلى مناطقهم في بلد أنهكته الحرب على المستويات الاقتصادية والبنيوية والخدمية.

تكدُّس السوريين أمام البوابات الحدودية في تركيا انتظاراً لعودتهم إلى بلادهم (أ.ب)

وقال المسؤول الأممي لوكالة «الأناضول»، إنه كان في سوريا قبل أشهر قليلة من سقوط النظام المخلوع، وشهد عن قرب مرحلة الانتقال السياسي في البلاد. وأشار إلى أن الخوف الذي كان يهيمن على المجتمع السوري «تراجع بسرعة، ليحلّ محله شعور واسع بالأمل».

وأضاف أنه توجّه مع فريقه يوم 9 ديسمبر 2024 إلى الحدود اللبنانية، حيث شاهد آلاف السوريين يعودون تلقائياً إلى بلادهم بعد أكثر من 14 عاماً من اللجوء القسري. ولفت إلى أن الكثير من العائدين السوريين عبّروا عن فرحتهم ببلوغ وطنهم عبر تقبيل الأرض فور وصولهم.

الحاجة للدعم الدولي

وفي ما يخص التوقعات المستقبلية، قال يوسا: «منذ 8 ديسمبر 2024، عاد لاجئون سوريون بشكل أساسي من تركيا ولبنان والأردن، وبنسب أقل من مصر والعراق».

وأضاف: «تشير تقديراتنا إلى أن عام 2026 قد يشهد عودة نحو مليون شخص إضافي، ما يعني أن أكثر من 4 ملايين سوري سيعودون خلال فترة عامين». وأشار إلى أن «هذا الحجم الكبير من العودة يتم في ظروف بالغة الصعوبة، ما يجعل الدعم المالي الدولي مسألة عاجلة وحاسمة لضمان الاستقرار ومنع تفاقم الأزمات الإنسانية».

السوريون في تركيا يواصلون عودتهم إلى بلادهم منذ سقوط نظام الأسد (أ.ب)

دور تركي فاعل

وأشاد يوسا بدور تركيا، موضحاً أنها استضافت أعداداً كبيرة من اللاجئين السوريين لسنوات طويلة، ولعبت في الوقت ذاته «دوراً إيجابياً» في دعم الحكومة السورية الجديدة عقب 8 ديسمبر 2024.

وأشار إلى أن ممثلين عن القطاع الخاص التركي بدأوا بزيارة سوريا لاستكشاف فرص الاستثمار. واعتبر المسؤول الأممي خطوة المستثمرين الأتراك «مؤشراً مهماً» على بدء مرحلة جديدة من التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار.

عودة بعد عزلة

وفي تقييمه للمرحلة الراهنة، اعتبر يوسا أن ما تشهده سوريا هو عملية انتقالية معقّدة ستستغرق وقتاً، في ظل الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب على مدى 14 عاماً.

وقال: «بعد حرب طويلة، من الطبيعي أن تكون البلاد مدمرة اقتصادياً وبنيوياً، وهذا التعافي لن يكون فورياً. ومع ذلك، فإن الحكومة والشعب السوري يستحقون إشادة كبيرة لنجاحهم في إعادة ربط البلاد بالعالم خلال فترة قصيرة نسبياً».

وأشار إلى أن سوريا كانت معزولة عن الساحة الدولية لأكثر من 14 عاماً، قبل أن تعود خلال عام واحد فقط إلى إقامة علاقات مع عدد متزايد من الدول، وهو ما اعتبره «تطوراً بالغ الأهمية».

وأكد المسؤول الأممي أن رؤية أعداد كبيرة من السوريين يعودون إلى ديارهم «تمثّل مؤشراً إيجابياً، إلا أن تحسن الأوضاع الاقتصادية بشكل ملموس سيحتاج إلى وقت، ما يستدعي دعماً دولياً منسقاً ومستداماً».

محل صرافة وتحويل أموال في دمشق يوم 18 ديسمبر بعد أن أُلغيت عقوبات «قيصر» الصارمة التي فُرضت على سوريا في عهد الرئيس السابق بشار الأسد (رويترز)

مفتاح التعافي

وسلّط ممثل «المفوضية» الضوء على جملة من العوامل الضرورية لتسريع عملية التعافي في سوريا، وفي مقدمتها الرفع الكامل للعقوبات.

وأعرب عن أمله أن يفتح رفع العقوبات الباب أمام استثمارات واسعة من القطاع الخاص في خطوة ضرورية لمرحلة إعادة الإعمار والتنمية.

وأوضح أن «المفوضية» وشركاءها يقدّمون دعماً مباشراً للعائدين، خاصة في ما يتعلق بإعادة استخراج الوثائق الرسمية.

ولفت إلى أن أكثر من ربع العائدين يفتقرون إلى وثائق أساسية مثل الهويات الشخصية أو سندات الملكية.

مطار دمشق الدولي يستقبل آلاف السوريين منذ سقوط النظام (سانا)

والخميس، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في حفل بالبيت الأبيض قانون تفويض «الدفاع الوطني» لعام 2026 المتضمن بنداً لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وبذلك تم رفع العقوبات رسمياً عن سوريا.

وفي 11 ديسمبر 2019 أقر الكونغرس الأميركي «قانون قيصر» لمعاقبة أركان نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد على «جرائم حرب» ارتكبها بحق المدنيين.

وجرى توقيع «قانون قيصر» خلال ولاية ترمب الرئاسية الأولى (2017 ـ 2021)، لكن تطورات سوريا أواخر العام الماضي دفعته إلى العمل على إلغائه.

ورحبت «الخارجية السورية» في بيان، الجمعة، بـ«الإزالة النهائية» للعقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا بموجب «قانون قيصر»، وما تضمنه من إجراءات أثرت على مختلف مناحي الحياة المعيشية والاقتصادية.

وأضافت الوزارة أن الخطوة «تطور مهم يسهم في تخفيف الأعباء عن الشعب السوري، ويفتح المجال أمام مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار».


ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
TT

ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الأحد)، إن حركة «حماس» الفلسطينية لا تعمل على نزع سلاحها.

وأوضح ساعر، عبر منصة «إكس»، أنه أخبر السيناتور الأميركي ليندسي غراهام خلال لقائهما أن «(حماس) لا تنزع سلاحها، بل تحاول ترسيخ سلطتها في غزة، وليس التخلي عنها»، مشدداً: «نحن لن نقبل هذا».

وأضاف ساعر: «إذا قامت (حماس) بنزع سلاحها سيكون هناك إعادة إعمار ومستقبل أفضل لغزة».

وحضّت الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا، السبت، الطرفين المعنيين بوقف إطلاق النار في غزة على الوفاء بالتزاماتهما وممارسة ضبط النفس، وفق ما أفاد الموفد الأميركي ستيف ويتكوف بعد محادثات في ميامي.

واجتمع مسؤولون من الدول الثلاث مع ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب، لمراجعة المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وجاء في بيان نشره ويتكوف على منصة «إكس»: «نؤكد مجدداً التزامنا الكامل بخطة السلام المكونة من 20 نقطة والتي وضعها الرئيس، وندعو جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها، وممارسة ضبط النفس، والتعاون مع ترتيبات المراقبة».

ودعت الدول الأربع إلى «إنشاء وتفعيل» إدارة انتقالية «على المدى القريب»، وهي خطوة تنص عليها المرحلة الثانية من الاتفاق، لافتة النظر إلى أن المشاورات ستستمر في الأسابيع المقبلة بشأن تنفيذها.

وبموجب الاتفاق، من المفترض أن تنسحب إسرائيل من مواقعها الحالية في غزة، وأن تتولى سلطة مؤقتة إدارة القطاع الفلسطيني بدلاً من حركة «حماس»، وأن يتم نشر «قوة استقرار دولية».


إجراءات أمنية مشددة لحماية احتفالات الميلاد ورأس السنة في سوريا

إضاءة شجرة الميلاد في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
إضاءة شجرة الميلاد في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
TT

إجراءات أمنية مشددة لحماية احتفالات الميلاد ورأس السنة في سوريا

إضاءة شجرة الميلاد في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)
إضاءة شجرة الميلاد في قرية القنية بريف إدلب الغربي (سانا)

لأول مرة منذ 14 عاماً، احتفل المسيحيون في محافظة إدلب بإنارة شجرة عيد الميلاد، بحضور وسائل إعلام محلية ودولية، في وقت اتخذت فيه وزارة الداخلية إجراءات أمنية احترازية مشددة؛ لضمان حماية الأماكن التي تشهد تجمعات حاشدة.

ومع بدء الطوائف المسيحية المختلفة في سوريا التحضير لأعياد الميلاد ورأس السنة والاحتفالات بإنارة شجرة الميلاد وإقامة البازارات، نفذت قوى الأمن الداخلي انتشاراً كثيفاً في أحياء باب شرقي وباب توما والقصاع والقصور. بدأ ذلك مساء السبت بقطع بعض الطرق، ومنع دخول السيارات في الشوارع المكتظة بمحيط الكنائس، وسط حراسة مشددة، وذلك عقب حادثة سرقة تعرض لها نصب تذكري للقديس بولس في باب كيسان أمام باب دير مار بولس لطائفة الروم الكاثوليك، في حادثة غامضة أحدثت صدمة في أوساط المسيحيين.

وقالت مصادر من أهالي الحي بالقرب من الدير، إن اللصوص استغلوا أن موقع النصب المصنوع من البرونز والنحاس، والبالغ ارتفاعه ثلاثة أمتار ونصف المتر، قريب من ساحة باب مصلى على الشارع العام، كما استغلوا اقتصار الحراسة على شخص واحد من الكنيسة، حيث قاموا في ساعة متأخرة من الليل بإزالة التمثال عن قاعدته وسرقته، حيث لم يتبادر لذهن العابرين في المكان أن من يقوم بفك النصب بطريقة احترافية لصوص.

عنصر أمن سوري على سطح يطل على كنيسة القصير أثناء الاحتفال بإنارة شجرة الميلاد (متداولة)

وأرخت حادثة سرقة نصب القديس بولس بظلال ثقيلة على أجواء العيد في دمشق، مع أن التحليلات تتجه إلى أن الدافع هو سرقة المعدن المصنوع منه، إلا أن ذلك زاد التحديات الأمنية لدى السلطات التي تبدي اهتماماً خاصاً هذا العام بضبط الأمن في أماكن الاحتفالات والتجمعات الشعبية عموماً والدينية خصوصاً. وبدا هذا واضحاً في المدن والبلدات التي تشهد احتفالات، مثل مدينة حمص والبلدات التابعة لها، وفي بلدات الساحل السوري، ومحافظة حماة، والمناطق كافة التي سبق أن حصلت فيها حوادث عنف ذات طابع طائفي.

صورة جوية لبلدة الغسانية ذات الأغلبية المسيحية جنوب حمص وقد بدأ سكانها بالعودة إلى منازلهم ومتاجرهم المدمرة (أ.ف.ب)

كما برز بوضوح الاهتمام الرسمي باحتفالات البلدات المسيحية مثل القنية واليعقوبية في محافظة إدلب التي عاد إليها قسم كبير من أبنائها بعد الإطاحة بنظام الأسد، حيث كانت تلك المناطق ولسنوات ساحات للمواجهات العسكرية ومخيمات النازحين.

فرقة كنسية تعزف في ساحة كنيسة الصليب المقدس بدمشق احتفالاً بإضاءة شجرة عيد الميلاد (سانا)

واتخذت قوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية السورية إجراءات أمنية في إدلب لضمان إقامة الفعاليات بشكل آمن. كما عُزفت موسيقى عيد الميلاد للمرة الأولى، بعد أن اقتصرت الاحتفالات خلال سنوات الحرب على الصلوات داخل الكنيسة وفي المنازل.

وأظهرت الصور المتداولة للاحتفالات مشاركة واسعة من الأهالي؛ كونها الأولى منذ عام 2011، ولها أهمية تتجاوز أبعاد الاحتفال الديني إلى التأكيد على بدء عودة الحياة الطبيعية لمناطق كانت الأولى باندلاع المواجهات العسكرية.

صورة متداولة لتمثال مار بولس المسروق (متداولة)

في الأثناء، حاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع الكنيسة لمعرفة مزيد من التفاصيل، إلا أنه تم التحفظ على المعلومات، لأن الأمر ما زال قيد التحقيق.

وقال الأب سلامة سمعان في تصريحات، إنه سيكتفي بقول جملة واحدة فقط: «دمشق من دون مار بولس». وللقديس بولس أهمية روحية ورمزية عند المسيحيين والدمشقيين، كونه يعبر عن لحظة اهتداء بولس إلى المسيحية على أسوار دمشق، وقد نفذه نحات إيطالي ووضع أمام باب كيسان، حيث إن مدخل الدير هو الموقع الذي اهتدى فيه القديس بولس، ويظهر بالنصب لحظة وقوعه عن ظهر الحصان، وكان نظره متجها نحو السماء.

رجل ينتظر عند كشك عصير زين ضمن التحضيرات لأعياد الميلاد في دمشق (أ.ب)

يقول الإعلامي السوري ثابت سالم لـ«الشرق الأوسط»: «لو عرف اللصوص رمزية نصب بولس بغض النظر عن البُعد الديني، ما أقدموا على هذه الفعلة»، لافتاً إلى أنه في بداية أبريل (نيسان) عام 2007 ، قامت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأميركي بزيارة لدمشق، وقُبيل مغادرتها قالت في مؤتمر صحافي: «I am on the road to Damascus»، وترجمتها: «أنا على طريق دمشق»، مرددة تعبير بولس.

ويشير سالم إلى أن وزير الخارجية آنذاك وليد المعلم لم يفهم ما قصدته بيلوسي في تصريحها المهم، ولم يرد على تصريحها رغم لغته الإنجليزية القوية. وأنه عادة ما يستخدم هذا القول للإشارة إلى تحول بولس الرسول أو شاؤول إلى المسيحية عند تل كوكب قُرب داريا، نتيجة رؤيته المعروفة للهداية، وهو الضابط اليهودي المكلف بتأديب المسيحيين في دمشق وإنهاء وجودهم.