إسرائيل تحاول عزل «حزب الله» عن بيئته بتحذير السكان من استقبال عناصره

خبير: مساعٍ لإفراغ الشريط الحدودي من المدنيين

مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في مسيرة على ساحل بيروت إحياء لذكرى انفجار أجهزة النداء «البيجر» (إ.ب.أ)
مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في مسيرة على ساحل بيروت إحياء لذكرى انفجار أجهزة النداء «البيجر» (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل تحاول عزل «حزب الله» عن بيئته بتحذير السكان من استقبال عناصره

مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في مسيرة على ساحل بيروت إحياء لذكرى انفجار أجهزة النداء «البيجر» (إ.ب.أ)
مناصرون لـ«حزب الله» يشاركون في مسيرة على ساحل بيروت إحياء لذكرى انفجار أجهزة النداء «البيجر» (إ.ب.أ)

رفعت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة منسوب الحرب النفسية ضد الجنوب اللبناني، عبر إسقاط منشورات تحذيرية فوق القرى الحدودية، ونشر خرائط إنذار علنية، بالتوازي مع ضربات جوية مركّزة طاولت أحياناً مباني سكنية مأهولة. وترى أوساط جنوبية أن هذا النهج يشكِّل محاولة واضحة لعزل «حزب الله» عن بيئته الاجتماعية عبر تحميل السكان تكلفة أي نشاط يُزعم أنّه يُدار من داخل الأحياء.

منشورات وتحذيرات علنية

وألقت طائرات مسيّرة إسرائيلية، السبت، منشورات تحريضية في بلدة ميس الجبل تحذّر من تأجير المنازل لـ«حزب الله» أو التعاون معه. تزامن ذلك مع تكثيف الغارات على مواقع الحزب ونقاطه العسكرية وتجمعاته أو تجمعات بيئته المدنية. ففي أقل من أسبوع، نفَّذت إسرائيل سلسلة ضربات امتدّت من النبطية جنوباً إلى بعلبك شرقاً، لتصل إلى ذروتها بتوجيه إنذارات مباشرة لإخلاء مبانٍ سكنية في الجنوب. ويعكس هذا المسار رغبة إسرائيلية في خلق عزلة اجتماعية للحزب من خلال تحريض بيئته الحاضنة عليه، حسبما يقول خبراء.

آثار غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفرتبنيت بعد إنذار بالإخلاء الخميس (إ.ب.أ)

محاولة فرض منطقة عازلة

وتشير تطورات الأحداث إلى انتقال إسرائيل من استهداف النشاط المسلّح في الفضاء المفتوح، إلى ممارسة ضغوط مباشرة داخل الأحياء السكنية، عبر إلقاء مزيج من المنشورات والخرائط العلنية يتبعه قصف مركّز. وتقول إسرائيل إن الهدف المعلن هو منع الحزب من إعادة ترميم قدراته جنوباً.

ويوضح الخبير العسكري، العميد المتقاعد خليل الحلو لـ«الشرق الأوسط»، أنّ إسرائيل «انتقلت في الأيام الأخيرة إلى مرحلة مختلفة من التصعيد، فبعدما ركزت سابقاً على اغتيال قياديين في الحزب، أو تدمير مستودعات أسلحة، باتت اليوم تستهدف مباني سكنية، وتلقي منشورات تحذيرية فوق القرى، كما حصل في ميس الجبل ودبين وكفرتبنيت، في خطوة تعكس محاولة واضحة لعزل الحزب عن بيئته الاجتماعية».

وأضاف الحلو أنّ سياسة المنشورات «تهدف إلى فرض منطقة عازلة بعمق 3 إلى 4 كيلومترات عن الحدود، من دون وجود عسكري دائم على الأرض، وذلك عبر منع السكان من العودة إلى منازلهم، أو تحذيرهم من تأجيرها لعناصر الحزب». وأوضح أنّ الرسالة المباشرة لهذه المنشورات هي: «ابتعدوا عن (حزب الله) ولا توفّروا له غطاءً أو ملاذاً، بما يعني عملياً محاولة إفراغ الشريط الحدودي من المدنيين لتقليص قدرة الحزب على مراقبة الداخل الإسرائيلي أو إطلاق صواريخ الكورنيت المضادة للدروع، التي كبّدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة لكونها عصيّة على منظومة القبة الحديدية».

عناصر من «حزب الله» يشاركون في عرض عسكري خلال الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد وحدة «الرضوان» إبراهيم عقيل بضاحية بيروت الجنوبية (د.ب.أ)

وأكد الحلو أنّ «هذه السياسة ليست جديدة، إذ سبق لإسرائيل أن جرّبت بث دعايات لفصل الحزب عن جمهوره، لكن المستجد اليوم هو الجمع بين التحذيرات النفسية والغارات الجوية على المنازل». ورأى أنّ «الهدف المباشر هو إحداث شرخ اجتماعي داخل البيئة الشيعية، ودفع الناس إلى النظر للحزب بوصفه عبئاً، مع أنّ الواقع يُظهر أنّ قاعدته الشعبية لا تزال متماسكة بفعل الحاجة إلى الحماية، رغم تراجع الثقة المطلقة في خطابه العسكري بعد فشل بعض رهاناته».

دلالات الاستهدافات

وأشار الحلو إلى أنّ الاستهدافات الأخيرة «تختلف نوعياً عن الاغتيالات السابقة، إذ استخدمت الطائرات الحربية ذخائر زنة 500 كيلوغرام وما فوق لتدمير مبانٍ سكنية، ما يعكس رغبة إسرائيل في توجيه رسالة مزدوجة مفادها ترهيب بيئة الحزب عبر ضرب قلب النسيج السكني، وفي الوقت نفسه التلويح بأن أي بنية تحتية يُشتبه باستخدامها عسكرياً لن تكون بمنأى عن القصف».

النيران تندلع جراء غارة إسرائيلية استهدفت بلدة كفرتبنيت بعد إنذار بالإخلاء... الخميس (أ.ف.ب)

توقيت مدروس

ورأى الحلو أنّ «توقيت التصعيد ليس عشوائياً، بل يتزامن مع ذكرى اغتيال الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، وكذلك مع انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشارك فيها الوفد اللبناني». ويوضح أنّ «إسرائيل تريد إبراز ملف لبنان في المحافل الدولية تحت عنوان الخطر الأمني، وتوجيه رسائل ضغط إلى الداخل اللبناني بأنها لن تتسامح مع استمرار تمركز الحزب على الحدود».

استنزاف مستمر... ولا حرب

وفي حين أشار إلى أن سياق التصعيد والمنشورات يوضح أنّ «الاستراتيجية الإسرائيلية تقوم على إضعاف حزب الله اجتماعياً وعسكرياً في آن واحد، من خلال منع تمركز عناصره على الخطوط الأمامية، وإفراغ القرى الحدودية من سكانها، وبالتالي تعطيل قدرته على إطلاق الصواريخ الموجّهة ومراقبة الداخل الإسرائيلي»، أشار إلى أن «ما نشهده ليس تمهيداً لحرب كبرى، بل استمرار لحرب استنزاف طويلة الأمد، حيث ترتفع وتيرة العمليات أحياناً لاعتبارات سياسية أو رمزية، ثم تعود إلى وتيرتها اليومية المعتادة». وأكّد أنّه «رغم التصعيد، لا مؤشرات جدّية على نية إسرائيل شن اجتياح بري للبنان، فهي منشغلة حالياً في غزة حيث تقاتل داخل المدينة وحولها». وشدَّد على أنّ أي عملية واسعة في لبنان «تحتاج إلى تحضيرات لا تقل عن أسبوعين من الحشود العسكرية، وهو ما لا يبدو متاحاً الآن، وبالتالي فإنّ ما يجري هو تصعيد محسوب ضمن حرب الاستنزاف المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023».


مقالات ذات صلة

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح

المشرق العربي رئيس الجمهورية جوزيف عون ملتقياً أعضاء وفد مجلس الأمن في القصر الرئاسي (رئاسة الجمهورية)

الرئيس اللبناني: مصممون على تنفيذ حصرية السلاح

بدأ وفد سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي زيارة إلى بيروت، حيث التقى المسؤولين، في توقيت بالغ الأهمية.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم متحدثاً في احتفال «تعظيماً للعلماء الشهداء على طريق القدس وأولي البأس» (الوكالة الوطنية للإعلام)

قاسم: مشاركة مدني في لجنة وقف النار تنازل مجاني لإسرائيل

رفع الأمين العام لـ«حزب الله»، نعيم قاسم، سقف خطابه مؤكداً أنّ المشاركة برئيس مدني في لجنة وقف إطلاق النار تمثل «إجراءً مخالفاً للتصريحات والمواقف الرسمية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي رئيس البرلمان نبيه بري مجتمعاً مع وفد مجلس الأمن في بيروت الجمعة (رئاسة البرلمان)

توافق رئاسي ثلاثي لبناني على الجانب «التقني - الأمني» للمفاوضات

أكدت مصادر وزارية أنه لا خلاف بين الرؤساء الثلاثة مع دخول المفاوضات اللبنانية - الإسرائيلية مرحلة جديدة بإدخال مدني إليها.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي جانب من استقبال سلّام وفد سفراء وممثلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي (حساب رئاسة مجلس الوزراء على «إكس»)

سلّام لوفد مجلس الأمن: نحتاج إلى قوة أممية مساندة بعد انتهاء ولاية «اليونيفيل»

طالب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلّام، خلال لقاء مع وفد من سفراء وممثلي بعثات الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، بتوفير قوة أممية مساندة لملء أي فراغ محتمل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي صورة من لقاء الرئيس اللبناني جوزيف عون مع وفد من سفراء وممثلي بعثات مجلس الأمن اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا (صفحة الرئاسة اللبنانية على «إكس»)

عون يطالب وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب

طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون وفد مجلس الأمن بالضغط على إسرائيل لتطبيق اتفاق وقف النار والانسحاب من جنوب البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

5 نقاط أساسية عن معبر رفح بين غزة ومصر

شاحنة محملة بمواد غذائية تنتظر في الجانب المصري الحصول على تصريح إسرائيلي لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح في 27 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
شاحنة محملة بمواد غذائية تنتظر في الجانب المصري الحصول على تصريح إسرائيلي لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح في 27 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
TT

5 نقاط أساسية عن معبر رفح بين غزة ومصر

شاحنة محملة بمواد غذائية تنتظر في الجانب المصري الحصول على تصريح إسرائيلي لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح في 27 يوليو 2025 (أ.ف.ب)
شاحنة محملة بمواد غذائية تنتظر في الجانب المصري الحصول على تصريح إسرائيلي لدخول قطاع غزة عبر معبر رفح في 27 يوليو 2025 (أ.ف.ب)

أبدت مصر وقطر وست دول أخرى، الجمعة، قلقها حيال إعلان إسرائيل نيتها فتح معبر رفح في اتجاه واحد للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر.

وكانت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) أعلنت، الأربعاء، أن معبر رفح سيفتح «في الأيام المقبلة» للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر. لكن القاهرة نفت وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد.

فيما يأتي خمس نقاط أساسية ينبغي معرفتها عن معبر رفح.

1 - نقطة عبور حيوية:

يعدّ معبر رفح نقطة عبور حيوية لدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ولا سيما الغذاء والوقود لإمداد القطاع المحروم من الكهرباء بالطاقة.

ولفترة طويلة، كان المعبر أيضاً نقطة الخروج الرئيسية للفلسطينيين الذين يُسمح لهم بمغادرة القطاع الصغير الذي تحاصره إسرائيل منذ عام 2007.

بين 2005 و2007 كان معبر رفح أول منفذ حدودي فلسطيني تديره السلطة الفلسطينية إلى أن تحول رمزاً لسيطرة حركة «حماس» على القطاع بعد فوزها بالانتخابات التشريعية عام 2006، ثم توليها السلطة إثر مواجهات مع حركة «فتح».

2 - سيطرة إسرائيلية:

في 7 مايو (أيار) 2024، سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من المعبر، مدعياً أنه «يُستخدم لأغراض إرهابية»، وسط شكوك في تهريب الأسلحة.

منذ ذلك الحين، أُغلقت معظم نقاط العبور إلى غزة بما فيها تلك التي تستخدمها الأمم المتحدة.

وأُعيد فتح المعبر لفترة وجيزة خلال وقف إطلاق نار قصير بين إسرائيل و«حماس» في 19 يناير (كانون الثاني)، ما سمح بمرور بعض الأفراد المصرّح لهم، ومرور الشاحنات.

3 - هل يُفتح مجدداً؟

في 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2025، دخل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ بوساطة أميركية - مصرية - قطرية.

فلسطينيون يحملون جوازات سفر أجنبية يغادرون قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح في 19 نوفمبر 2023 (د.ب.أ)

حينذاك، تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن خطط لإعادة فتح المعبر، في حين أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه سيظل مغلقاً «حتى إشعار آخر».

وفي بداية ديسمبر (كانون الأول)، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن معبر رفح سيفتح في «الأيام المقبلة» للسماح حصراً بخروج سكان غزة إلى مصر، فيما نفت الأخيرة وجود اتفاق يسمح بعبور السكان في اتجاه واحد.

وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) إنه «وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وتوجيه من المستوى السياسي، سيفتح معبر رفح في الأيام المقبلة بشكل حصري لخروج سكان قطاع غزة إلى مصر».

في المقابل، أكدت مصر، على لسان «مصدر مسؤول»، أنه «إذا تم التوافق على فتح المعبر، فسيكون العبور منه في الاتجاهين للدخول والخروج من القطاع، طبقاً لما ورد بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب».

وأوضحت «كوغات» أن المعبر سيعمل تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية، «على غرار الآلية التي كانت سارية في ديسمبر 2025».

وتنص خطة ترمب، التي تعدّ أساس اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، على أن يعاد فتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات الإنسانية.

لكن منذ دخول وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تماطل السلطات الإسرائيلية في فتح المعبر، متهمة «حماس» بتعطيل الاتفاق لعدم تسليمها جميع جثث الرهائن التي ما زالت داخل القطاع.

4 - معبر كرم أبو سالم:

عادة ما تصل المساعدات الدولية إلى مصر عبر ميناءي بورسعيد والعريش على البحر المتوسط، ومنهما إلى الجانب المصري من معبر رفح.

ووفقاً لشهادات سائقي شاحنات المساعدات، يتم توجيه الشاحنات فور عبورها حاجز رفح جنوباً إلى معبر كرم أبو سالم على بعد بضعة كيلومترات.

وهناك، يترجل السائقون تاركين الشاحنات لتفتيش دقيق يُجرى بعده إفراغ الحمولات التي حصلت على الموافقة الإسرائيلية، ثم يعاد تحميلها على مركبات أخرى مُصرّح لها بدخول غزة.

5 - معابر أخرى:

ينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعاه ترمب على دخول 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يومياً.

ولكن ما زالت إسرائيل تسمح بدخول أعداد أقل مما ورد في الاتفاق، معظمها عبر معبر كرم أبو سالم والباقي عبر معبر كيسوفيم، وفقاً للأمم المتحدة.

وكان قد تم تدمير معبر بيت حانون الواقع بين غزة وجنوب إسرائيل في أثناء هجوم «حماس» على الدولة العبرية في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأعيد فتحه لفترة وجيزة مطلع عام 2025، غير أنه أغلق مجدداً حتى إشعار آخر.

وهناك نقاط عبور أخرى بين قطاع غزة وإسرائيل كانت تعمل حتى قبل بدء الحرب، ولم تعلن السلطات الإسرائيلية بعد ما إذا كانت تعتزم معاودة فتحها.


مخاوف على حياة معتقل فلسطيني مسن بعد تحويله للاعتقال الإداري في إسرائيل

المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
TT

مخاوف على حياة معتقل فلسطيني مسن بعد تحويله للاعتقال الإداري في إسرائيل

المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)
المعتقل الفلسطيني محمد أبو طير (القدس)

قالت عائلة المعتقل الفلسطيني المسن من قياديي حركة «حماس» محمد أبو طير، اليوم (الجمعة)، إنها تخشى على حياته بعد اعتقاله مجدداً قبل أيام عدة وتحويله للاعتقال الإداري، وفق ما نشرت «رويترز».

وقال مصعب نجل محمد أبو طير (75 عاماً): «داهمت قوات إسرائيلية منزل العائلة في قرية دار صلاح شرق بيت لحم قبل الفجر منذ نحو ثلاثة أسابيع واعتقلت والدي الذي أمضى ما مجموعه 44 عاماً في سجون الاحتلال».

وأضاف لـ«رويترز» عبر الهاتف: «يعاني والدي من أمراض السكري والضغط والصدفية ولا نعلم إن كان يحصل على دوائه أم لا ولا نعرف سبب اعتقاله».

وأوضح مصعب أبو طير أن تحويل والده للاعتقال الإداري لأربعة أشهر يعني أن إسرائيل لم تجد تهماً توجهها إلى والده. وقال: «هذه المرة الأوضاع في السجون الإسرائيلية صعبة جداً ووضع والدي الصحي لا يتحمل هذه الظروف».

وتستخدم إسرائيل قانوناً بريطانياً قديماً يتيح لها اعتقال الفلسطينيين من دون محاكمة بين ثلاثة وستة أشهر قابلة للتجديد بدعوى وجود ملف أمني سري للمعتقل.

ولم يصدر بيان من الجهات الإسرائيلية ذات الصلة عن أسباب اعتقال أبو طير.

وقال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان: «قرار الاحتلال بنقل المعتقل الإداري المقدسي والمسنّ محمد أبو طير إلى قسم ركيفت الواقع تحت الأرض في سجن نيتسان بالرملة، هو قرار إعدام بحقه». وعاودت إسرائيل فتح ركيفت بعد الحرب للزج بمعتقلي غزة فيه.

وأضاف النادي في بيانه: «أبو طير هو نائب سابق (في المجلس التشريعي الفلسطيني)، وقد قرر الاحتلال إبعاده عن القدس إلى جانب مجموعة من النواب المقدسيين كما أقدم الاحتلال لاحقاً على سحب هويته المقدسية».

وفاز أبو طير في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني في 2006، وحصلت حركة «حماس»، التي شاركت فيها للمرة الأولى، على أغلبية مقاعد المجلس.

وتشير الإحصاءات الفلسطينية الرسمية إلى أن عدد المعتقلين إدارياً من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بلغ 3368 حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وحذرت الرئاسة الفلسطينية «من خطورة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكات خطيرة ووحشية، تمسّ كرامتهم الإنسانية وتهدد حياتهم بشكل مخالف وسافر للقوانين والمواثيق الدولية كافة».

واستنكرت الرئاسة في بيان لها اليوم «بشكل خاص ما يتعرض له القائد الأسير مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» من اعتداءات متواصلة وإجراءات انتقامية خطيرة، محملة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن سلامته وسلامة جميع الأسرى في سجون الاحتلال».


«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
TT

«أونروا»: تمديد الأمم المتحدة عمل الوكالة يعكس تضامناً عالمياً مع اللاجئين الفلسطينيين

خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)
خيام تؤوي النازحين الفلسطينيين وسط الدمار الذي خلفه الهجوم الجوي والبري الإسرائيلي على مدينة غزة (أ.ب)

وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم (الجمعة)، على تمديد عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لمدة 3 سنوات إضافية، في خطوة قال مفوض الوكالة، فيليب لازاريني، إنها تعكس تضامناً عالمياً واسعاً مع اللاجئين الفلسطينيين.

وقال لازاريني، في منشور على «إكس»، إن قرار الأمم المتحدة «هو أيضاً إقرار بمسؤولية المجتمع الدولي في دعم الاحتياجات الإنسانية والتنموية للاجئي فلسطين، إلى حين التوصُّل إلى حل عادل ودائم لمعاناتهم المستمرة منذ عقود».

وزعمت إسرائيل، أوائل العام الماضي، أن 12 من موظفي «أونروا» شاركوا في الهجوم الذي شنَّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة؛ مما دفع دولاً عدة، من بينها الولايات المتحدة إلى تعليق تمويل الوكالة.

وخلصت مراجعة، صدرت في وقت لاحق من ذلك العام أجرتها مجموعة عمل أممية، إلى أن إسرائيل لم تقدِّم أدلةً على مزاعمها بأنَّ موظفين في «أونروا» أعضاء في جماعات إرهابية.

وتأسست «أونروا» في 1949 بعد إعلان قيام إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في العام السابق، وتقدم خدمات تعليمية وصحية، ومساعدات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.