«خيار الفيدرالي» يطمئن الأسواق... والاقتصاد العالمي ينمو رغم تهديدات ترمب

جيروم باول يظهر في مؤتمر صحافي على شاشة في بورصة نيويورك (أ.ب)
جيروم باول يظهر في مؤتمر صحافي على شاشة في بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«خيار الفيدرالي» يطمئن الأسواق... والاقتصاد العالمي ينمو رغم تهديدات ترمب

جيروم باول يظهر في مؤتمر صحافي على شاشة في بورصة نيويورك (أ.ب)
جيروم باول يظهر في مؤتمر صحافي على شاشة في بورصة نيويورك (أ.ب)

واجه النظام الاقتصادي العالمي خلال الأشهر الثمانية الأولى من رئاسة دونالد ترمب سلسلة من التهديدات المتسارعة - من صدمة جمركية هائلة، إلى معركة للهيمنة على مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، وصولاً إلى بروز ملامح شكل جديد من «الرأسمالية الحكومية» في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، جاء رد فعل أسواق الأسهم والسندات العالمية، إضافة إلى النشاط الاقتصادي، أقرب إلى اللامبالاة المدهشة: فالاقتصاد العالمي واصل النمو، وأسعار الأسهم واصلت الارتفاع، فيما بقيت مخاوف التضخم محدودة، وفق «رويترز».

ورغم القلق من احتمال أن تنقلب الأوضاع رأساً على عقب بمجرد اشتعال شرارة ما، فإن الصورة الحالية بعيدة تماماً عن السيناريوهات السوداوية التي سادت في بداية عهد ترمب، حين ارتفعت احتمالات الركود، وانحدرت الأسواق، وبلغت التكهنات الإعلامية حد الحديث عن «إلغاء عيد الميلاد» بفعل انهيار التجارة العالمية.

وكتب خبراء اقتصاد في بنك «بي إن بي باريبا» مؤخراً: «الاقتصاد العالمي يواصل إظهار مرونة ملحوظة وسط تصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي»، وعزوا ذلك إلى «الأوضاع المالية المواتية، والميزانيات القوية للأسر والشركات، والوعد بزيادة الإنتاجية بدفع من الذكاء الاصطناعي، وانخفاض أسعار الطاقة، إلى جانب عوامل أخرى».

ولعل أبرز ما طمأن الأسواق هو أن أحد أكبر المخاوف المبكرة - اندلاع حرب تجارية شاملة مع تصاعد دائم في الرسوم الجمركية وتوقف حركة الشحن العالمية - لم يتحقق.

فقد أُبرمت اتفاقات، وإن كانت هشة، مع دول مصدّرة في أوروبا وآسيا. ورغم أن المشهد يظل متقلباً، فإن تجاوب الشركاء التجاريين للولايات المتحدة مع تهديداتها بفرض رسوم باهظة أسفر عن رسوم أكثر اعتدالاً، توزعت أعباؤها بين المصدّرين والمستوردين والمستهلكين، في معادلة يعتبرها اقتصاديون قابلة للإدارة.

أما مساعي ترمب لعزل رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» أو إقالة أحد أعضائه - وهي من بين أكثر محاولاته إثارة للجدل - فقد باءت بالفشل حتى الآن، بينما تبدو الأسواق مستعدة لتجاهل خطر تنامي نفوذ البيت الأبيض على السياسة النقدية إلى أن يتحقق بالفعل.

وفي الواقع، انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات - وهي أداة يستخدمها المستثمرون عادةً لمحاسبة السياسات الاقتصادية - من نحو 4.6 في المائة عند تولي ترمب منصبه إلى نحو 4.1 في المائة حالياً.

ورغم أن هذا التراجع قد يعكس شكوكاً بشأن النمو، فإنه لا يعكس فقدان ثقة المستثمرين العالميين بالولايات المتحدة أو باستقلالية «الفيدرالي» أو بمسار التضخم الأميركي على المدى الطويل.

وبات «الاحتياطي الفيدرالي» واثقاً بما يكفي من تحقيق هدف التضخم، فقرر هذا الأسبوع خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس. وفي مؤتمره الصحافي، قلّل رئيس «الفيدرالي» جيروم باول من أهمية دعوات ترمب لاستقالته ومحاولاته غير الناجحة لإقالة الحاكمة ليزا كوك.

وقال باول: «لا أرى المشاركين في السوق يضعون هذا في الحسبان حالياً عند تسعير الفائدة على سندات الخزانة والأدوات المالية الأخرى».

توقعات النمو في تحسن

على الأقل في الوقت الراهن، منحت حالة الهدوء الهشة بقية الاقتصاد العالمي متنفساً مهماً.

فعلى الرغم من التباطؤ، أبقى البنك المركزي الصيني سعر فائدة رئيسياً دون تغيير يوم الخميس، بينما أشار محللو السوق إلى أن مرونة الصادرات وارتفاع الأسهم سمحا لصناع السياسة بتأجيل أي حزم تحفيزية جديدة.

أما منطقة اليورو فتسجل أداءً أفضل من المتوقع؛ إذ رفع البنك المركزي الأوروبي الأسبوع الماضي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لعام 2025 إلى 1.2 في المائة من 0.9 في المائة العام الماضي، في ظل ما وصفته رئيسة البنك كريستين لاغارد بـ«مرونة الطلب المحلي».

وفي إيطاليا، تعمل الحكومة المثقلة بالديون على ضبط أوضاعها المالية بما قد يفتح الباب أمام رفع تصنيفها الائتماني من وكالة «فيتش». كما يواصل الاقتصاد الإسباني نموه القوي، حيث رفع بنك إسبانيا هذا الأسبوع توقعاته للنمو لعام 2025 إلى 2.6 في المائة مدعوماً بقطاع السياحة وقطاعات أخرى تغذي الطلب المحلي.

وفي ألمانيا، أكبر اقتصاد أوروبي، يلوح تحول ضخم في الأفق، إذ من المتوقع أن ينتقل من حالة ركود هذا العام إلى نمو يتراوح بين 1.5 و2 في المائة خلال عامي 2026 و2027، مدفوعاً بزيادة الإنفاق على البنية التحتية والدفاع، إلى جانب تخفيضات ضريبية.

وقالت كارولين غوتييه، الرئيسة المشاركة لقسم الأسهم في «إدموند دي روتشيلد» لإدارة الأصول: «الخطة المالية الألمانية ستشكل دعماً هائلاً للاقتصاد اعتباراً من 2026».

وفي اليابان، لا يزال صناع السياسات يحاولون تفسير انتعاش ثقة الشركات الصناعية، التي أظهرها مسح «رويترز تانكان» عند أعلى مستوى لها منذ أكثر من ثلاث سنوات.

أما اقتصادات الأسواق الناشئة فتتمسك بمرونتها مستفيدة من ضعف الدولار الأميركي. ويشير المحللون إلى البرازيل والمكسيك والهند كمحركات أساسية، حيث تأمل الأخيرة أن تساهم التخفيضات الضريبية في دعم الطلب المحلي وتعويض الأثر المتوقع للرسوم الأميركية.

تكيف طويل الأمد

لكن الشعور بأن هذا الوضع الإيجابي لا يستند إلى أسس صلبة لا يزال قائماً، مع بروز إشارات مبكرة على تراجع الصادرات من اليابان إلى ألمانيا، وإن كانت أقل حدة مما كان متوقعاً.

وقال نائب محافظ بنك اليابان، ريوزو هيمينو: «السبب الأكثر منطقية هو أن آثار الرسوم الجمركية تستغرق وقتاً لتظهر»، محذراً من أن «الإدارة الأميركية قد تطلق سياسات لم نتوقعها بعد».

ويشير آخرون إلى قدر من «الإنكار» لدى المستثمرين بشأن صحة الاقتصاد الأميركي، إذ يُنظر إلى أي إشارة ضعف كفرصة للمراهنة على مزيد من خفض الفائدة.

واعترف باول بتركز النمو الأميركي في الاستثمارات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وإنفاق المستهلكين الأثرياء؛ بينما يبقى قطاع الإسكان ضعيفاً، وفرص التوظيف محدودة، وقد تترتب آثار بعيدة المدى على خلفية ضغوط ترمب على الجامعات، وتراجع تمويل الأبحاث، وتملك الحكومة حصصاً في بعض الشركات الأميركية.

وقال أوليفر بلاكبورن، مدير المحافظ في «جانوس هندرسون إنفستورس»: «ضعف سوق العمل الأميركي يجب أن يُبقي الجميع في حالة استنفار قصوى لاحتمال الركود. لكن هناك قدراً من التراخي، والسبب يعود للاعتقاد بوجود ما يُعرف بـ(خيار الفيدرالي)» - أي الثقة بأن البنك المركزي سيتدخل لإنقاذ الاقتصاد إذا تباطأ النمو.

أما آلان سياو، مدير المحافظ في شركة «ناينتي وان»، فقال إن فهم ما يحدث في سلاسل التوريد العالمية سيستغرق وقتاً، نظراً لتراكم المخزونات خلال الجائحة وكثافة الأنشطة التي سبقت تطبيق رسوم ترمب.

وأضاف: «كان الخبراء الاقتصاديون يتوقعون دائماً أن يكون هذا التكيف طويل الأمد للغاية»، محذراً من أن مستويات الأسواق قد لا تعكس الواقع الحقيقي.

وتابع: «نحن نسجل مستويات قياسية في كل شيء»، مضيفاً: «كمستثمر، أشعر بعدم ارتياح تجاه ذلك، وأعتقد أنني لست الوحيد».


مقالات ذات صلة

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

الاقتصاد موظفون يعملون في بورصة المكسيك (رويترز)

الأسواق الناشئة تسجل عوائد قوية في 2025 وتستعد لمواصلة الصعود

تحدّت الأسواق الناشئة الرسوم الجمركية، والحروب التجارية، واضطرابات الاقتصاد العالمي، محققةً عوائد مزدوجة الرقم في 2025.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد رسم بياني لمؤشر الأسهم الألماني «داكس» يظهر في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية تتجه لختام أسبوعي قوي رغم تباين الأداء

اتسم أداء الأسهم الأوروبية بالهدوء يوم الجمعة، حيث حدّت مكاسب البنوك الكبرى من خسائر أسهم التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «بنك كوريا» على قمة مبناه في سيول (رويترز)

«بنك كوريا» يتدخل لزيادة المعروض من الدولار واحتواء تراجع الوون

أعلن البنك المركزي الكوري الجنوبي يوم الجمعة عن إجراءات مؤقتة تهدف إلى زيادة المعروض من الدولار في سوق الصرف الأجنبي المحلي.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد متداولون يعملون قرب شاشة تعرض مؤشر كوسبي وسعر صرف الدولار مقابل الوون في مقر بنك هانا بسيول (أ ب)

الأسهم الآسيوية تواصل الصعود على خطى «وول ستريت»

ارتفعت الأسهم الآسيوية خلال تعاملات يوم الجمعة، مدعومة ببيانات تضخم أميركية أضعف من المتوقع دفعت «وول ستريت» إلى الصعود.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ب)

«وول ستريت» ترتفع بعد تقرير التضخم الأميركي المشجع

ارتفعت الأسهم الأميركية يوم الخميس بعد صدور تقرير مُشجع بشأن التضخم، ما قد يتيح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي مزيداً من المرونة في خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«سومو» العراقية تؤكد الالتزام بالاتفاق مع إقليم كردستان بشأن تسليم النفط

مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
TT

«سومو» العراقية تؤكد الالتزام بالاتفاق مع إقليم كردستان بشأن تسليم النفط

مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)
مقر شركة «سومو» في بغداد (إكس)

أكدت «شركة تسويق النفط العراقية (سومو)»، الأحد، التزامها اتفاقية تصدير النفط المبرمة مع حكومة إقليم كردستان، التي تلزم شركات النفط العالمية العاملة في الإقليم تسليم إنتاجها من النفط الخام إلى الشركة.

وجاءت تصريحات «سومو» رداً ‌على تقرير ‌نشر في ‌سبتمبر (أيلول) الماضي ​نَقل ‌عن «شركة النفط النرويجية (دي إن أو)» قولها إنها لا تملك خططاً فورية لشحن النفط عبر خط أنابيب النفط الذي يربط بين العراق وتركيا، ⁠والذي استؤنف تشغيله بعد توقف ‌أكثر من عامين، عقب اتفاق بين ‍بغداد وحكومة إقليم كردستان، وفقاً لـ«رويترز».

وقالت ‍سومو: «تؤكد (شركة تسويق النفط) أن وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم قد جددت في أكثر من ​مناسبة التزامها ببنود الاتفاق الذي بموجبه تلتزم جميع الشركات ⁠العالمية العاملة في مجال الاستخراج والإنتاج في حقول الإقليم تسليم كميات النفط الخام المنتجة من قبلها في الإقليم إلى (شركة تسويق النفط) باستثناء الكميات المخصصة للاستهلاك المحلي في الإقليم، وفقاً لأحكام الاتفاق الذي تم بهذا الخصوص».

كان نائب رئيس «شركة النفط العراقية الحكومية (سومو)»، حمدي شنكالي، قد صرح ‌السبت بأن ⁠اتفاقية ​تصدير ‌النفط بين بغداد وأربيل ستُجدد دون أي مشكلات.

واستأنف العراق ‌في سبتمبر الماضي تصدير النفط من إقليم كردستان إلى تركيا بعد ​توقف أكثر من عامين، ⁠وذلك عقب اتفاق بين بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وأوضح نائب رئيس شركة «سومو»: «سيُجدَّد الاتفاق، ولا توجد فيه أي مشكلة. نفط إقليم كردستان سيستمر في التدفق كما هو حالياً، تجاوزت الصادرات 200 ألف برميل يومياً، وبإذن الله ستزيد كمية الصادرات أكثر».

ومن المقرر أن ينتهي الاتفاق الحالي بنهاية الشهر الحالي، «لكن، وفقاً لقانون الموازنة ولضمان الاستمرارية، سيُجدَّد لاحقاً حتى تُحلَّ المشكلات كاملةً»، وفقاً لتصريحات شنكالي في وقت سابق. وأشار إلى أن نفط إقليم كردستان يُسلّم حالياً إلى وزارة النفط العراقية في فيشخابور، التي تقوم بدورها بنقل النفط عبر خط الأنابيب إلى ميناء جيهان. وتسلم شركة «سومو» النفط للشركات المتعاقد معها، ويُصدَّر معظمه إلى الدول الأوروبية.

وقال شنكالي إنه بعد محادثات مطولة وجهود كبيرة من قبل حكومة إقليم كردستان ورئيس الوزراء العراقي، وافقت شركات النفط على الاتفاق ولُبِّيَ جميع مطالبها.

وأوضح أن عقود إقليم كردستان تختلف عن عقود وسط وجنوب العراق، «ففي عقود إقليم كردستان، تنفق الشركة أموالها الخاصة على التنقيب والإنتاج، ثم تحصل على أرباحها، لكن في جنوب العراق، الحكومة هي التي تنفق الأموال».

وأضاف: «تكلفة إنتاج النفط في إقليم كردستان أعلى؛ لأن المنطقة جبلية والحقول أكبر صعوبة؛ لذا فإن مبلغ الـ16 دولاراً المخصص لكل برميل هو لتغطية تكاليف الإنتاج والنقل».

وأعلن شنكالي أنه استُقدمت شركة استشارية أجنبية لتقييم عقود إقليم كردستان، ولديها مهلة 60 يوماً لتقديم تقريرها، عادّاً أن المهمة قد تكون أصعب، وقد تستغرق أطول من هذه المدة.

وأوضح: «هذه الشركة لن تُجري أي تعديل على العقود، فمهمتها تقتصر على التأكد من قانونيتها وطريقة عملها، خصوصاً أن المحكمة العراقية سبق أن أكدت قانونية هذه العقود».


بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

بلغت 3.7 مليار دولار.. 26 % زيادة في تحويلات المصريين بالخارج خلال أكتوبر

مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أعلن البنك المركزي المصري، الأحد، أن تحويلات المصريين العاملين في الخارج ارتفعت بمعدل 26.2 في المائة خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2025، لتسجل 3.7 مليار دولار، مقارنة مع نحو 2.9 مليار دولار في أكتوبر 2024.

وقال المركزي في بيان صحافي: «حققت تحويلات المصريين العاملين بالخارج تدفقات قياسية خلال الشهور ⁠العشر الأولى من العام ‌الحالي... لتسجل نحو ‍33.9 ‍مليار دولار مقابل ‍نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام السابق. ​وعلى المستوى الشهري، ارتفعت التحويلات خلال ⁠شهر أكتوبر 2025 بمعدل 26.2 في المائة لتسجل نحو 3.7 مليار دولار مقابل نحو 2.9 مليار دولار خلال شهر أكتوبر 2024».


دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
TT

دعم شراء السيارات الكهربائية في ألمانيا قد يعزز الواردات من الصين

سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)
سيارات «بي واي دي» الكهربائية تنتظر التحميل في ميناء ليانيونقانغ بمقاطعة جيانغسو الصينية (رويترز)

توقعت شركة الاستشارات الإدارية «ديلويت» أن تؤدي الحوافز التي أعلنتها الحكومة الألمانية لشراء السيارات الكهربائية إلى زيادة كبيرة في المبيعات، لكنها حذرت بأن غياب إجراءات وقائية قد يجعل البرنامج يصب في مصلحة المنافسين الصينيين.

وقدر خبراء «ديلويت» أن يصل عدد السيارات الكهربائية الإضافية المبيعة في ألمانيا إلى 180 ألف سيارة سنوياً، معظمها سيارات تعمل بالبطارية فقط، فيما يمكن أن يغطي صندوق الدعم، البالغ 3 مليارات يورو، حتى عام 2030 نحو 750 ألف سيارة إضافية على الطرق الألمانية.

وأشار هارالد بروف، خبير قطاع السيارات في «ديلويت»، إلى أن الإنتاج الأوروبي لن يكفي لتلبية الطلب بالكامل، داعياً إلى ربط الدعم بمنطقة التصنيع، وقال: «لتحقيق دعم فعلي لصناعة السيارات الأوروبية، يجب وضع معايير لـ(المحتوى المحلي) حتى لا نخاطر بتمويل واردات من الصين بأموال الضرائب الألمانية».

ويقصد بـ«المحتوى المحلي» نسبة القيمة المضافة التي تُنتَج داخل المنطقة وليس استيرادها.

وكانت الحكومة الألمانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عن إعادة العمل بحوافز شراء السيارات الكهربائية، على أن يبدأ البرنامج العام المقبل.

وتشمل الحوافزُ شراءَ أو استئجارَ سياراتٍ كهربائية بحتةٍ أو هجين قابلة للشحن، وتستهدف الأسر ذات الدخل المحدود، حيث حُدد سقف الدخل السنوي عند 80 ألف يورو للأسرة، مع إضافة 5 آلاف يورو لكل طفل؛ مع طفلين بحد أقصى.

ووفق الوضع الحالي، فسيطلق البرنامج دون تطبيق معايير «المحتوى المحلي» التي تطالب بها «ديلويت». وأكدت وزارة البيئة الألمانية أنها تعمل على وضع قواعد متوافقة مع «الاتحاد الأوروبي» لتطبيقها لاحقاً ضمن البرنامج.

يأتي ذلك في وقت تواجه فيه شركات السيارات الصينية فائض إنتاج كبيراً وتبحث عن أسواق خارجية لتعزيز أرباحها.