كشفت دراسة استقصائية أن الشمبانزي يستهلك ما يعادل عدة مشروبات كحولية يومياً عبر تناول محتوى الإيثانول الموجود بالفواكه التي يتناولها في البرية.
وأظهرت القياسات التي أجريت لمعرفة محتوى الإيثانول في الفواكه المتاحة للشمبانزي في موطنها الأفريقي الأصلي، والمنشورة في دورية «ساينس أدفانسز»، الأربعاء، أن هذه الحيوانات تستطيع استهلاك أكثر من مشروبين كحوليين قياسيين يومياً، وفقاً لباحثين في جامعة «كاليفورنيا» الأميركية في بيركلي.
ويقول الباحثون إنه «ليس من الواضح ما إذا كانت تبحث بنشاط عن الفواكه ذات مستويات الإيثانول العالية، التي عادةً ما تكون أكثر نضجاً، وتحتوي على مزيد من السكريات للتخمير. لكن توافر الإيثانول في كثير من أنواع الفاكهة التي تتناولها عادةً يشير إلى أن الكحول جزء أساسي من نظامها الغذائي».
وكشف أليكسي مارو، طالب الدراسات العليا في جامعة «كاليفورنيا»، والمؤلف الرئيسي للدراسة أنه «في جميع المواقع، يستهلك ذكور وإناث الشمبانزي حوالي 14 غراماً من الإيثانول النقي يومياً في نظامهم الغذائي، وهو ما يعادل مشروباً أميركياً قياسياً واحداً».
وأوضح في بيان نشر، الأربعاء، أنه «عند تعديل كتلة الجسم مقارنة بالبشر، ولأن وزن الشمبانزي يبلغ حوالي 40 كيلوغراماً، مقارنةً بوزن الإنسان العادي الذي يبلغ في المتوسط 70 كيلوغراماً، فإن الكمية تصل إلى ما يقارب مشروبين».
وبلغ متوسط محتوى الكحول في أنواع الفاكهة الـ21 التي أُخذت عينات منها في موقعين لدراسة الشمبانزي - نغوغو في أوغندا وتاي في كوت ديفوار - 0.26 في المائة من حيث الوزن. ويقدر علماء الرئيسيات الذين درسوا الشمبانزي في هذين الموقعين أن هذه الحيوانات تستهلك حوالي 10 أرطال (4.5 كيلوغرام) من الفاكهة يومياً، في المتوسط، وأن هذه الفاكهة تُشكل حوالي ثلاثة أرباع نظامها الغذائي.
كما سجّل الباحثون النسبة التقريبية لكل نوع من الفاكهة في النظام الغذائي للشمبانزي في كل موقع. وقد أتاحت هذه المعلومات لعلماء الأحياء في بيركلي حساب متوسط معدل استهلاك الإيثانول الغذائي.
وقال روبرت دادلي، أستاذ علم الأحياء التكاملي بجامعة «كاليفورنيا» في بيركلي، الذي قاد الدراسة: «تتناول قرود الشمبانزي ما بين 5 إلى 10 في المائة من وزن أجسامها يومياً من الفاكهة الناضجة، لذا حتى التركيزات المنخفضة تُنتج يومياً - جرعة كبيرة من الكحول».
ويُبلغ مزيد من علماء الرئيسيات الآن عن رؤية قِرَدة تأكل الفاكهة المخمرة، وهي ممارسة سُجلت في وقت سابق من هذا العام بين الشمبانزي في غينيا بيساو. كما نشر الباحثون أوراقاً بحثية حول تفضيلات الرئيسيات الأسيرة للكحول. وأفاد باحثو جامعة «دارتموث» عام 2016 بأنه عندما عُرض على قرود الآي آي واللوريس البطيء الأسيرة رحيق بنسب متفاوتة من الكحول، فإنها أنهت الرحيق الذي يحتوي على أعلى نسبة كحول أولاً - ثم عادت مراراً وتكراراً إلى حاويات الكحول الفارغة كما لو كانت تريد المزيد.
وأوضح دادلي: «لا يقتصر استهلاك الإيثانول على الرئيسيات، بل هو سمة مميزة لجميع الحيوانات آكلة الفاكهة، وفي بعض الحالات، للحيوانات التي تتغذى على الرحيق».
وأضاف أن إحدى النظريات التي تفسر بحث الحيوانات عن الإيثانول، هي أن رائحته تساعدها في العثور على طعام يحتوي على نسبة سكر أعلى، مما يوفر لها عوائد طاقة أكبر بمرور الوقت. كما قد يزيد الكحول من متعة تناول الطعام، تماماً مثل احتساء النبيذ مع العشاء. ومن المحتمل أيضاً أن يكون لمشاركة الفاكهة الغنية بالكحول دور في الترابط الاجتماعي بين الرئيسيات أو الحيوانات الأخرى.
لاختبار نسبة الكحول التي تستهلكها الشمبانزي، استخدم مارو طرقاً علمية مختلفة مثل: جهاز شبه موصل يُشبه جهاز قياس نسبة الكحول في الدم، وجهاز كروماتوغراف غازي محمول، واختبار كيميائي. وقد سجلت جميعها نسباً متشابهة من الكحول.


