الموريتانيون يحتفون بـ«مستشفى الملك سلمان»... الأكبر في موريتانيا

تكلفته 70 مليون دولار وتشرف على تشييده وتجهيزه شركات سعودية مختصة

الرئيس الموريتاني وحكومته خلال انطلاق الأشغال في مشروع «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز» بنواكشوط (و.م.أ)
الرئيس الموريتاني وحكومته خلال انطلاق الأشغال في مشروع «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز» بنواكشوط (و.م.أ)
TT

الموريتانيون يحتفون بـ«مستشفى الملك سلمان»... الأكبر في موريتانيا

الرئيس الموريتاني وحكومته خلال انطلاق الأشغال في مشروع «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز» بنواكشوط (و.م.أ)
الرئيس الموريتاني وحكومته خلال انطلاق الأشغال في مشروع «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز» بنواكشوط (و.م.أ)

احتفى الموريتانيون بانطلاق أشغال بناء «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز» في العاصمة نواكشوط، الثلاثاء، ليكون أكبر مستشفى في البلاد، وليساهم في سد الفجوة الحاصلة في البنية التحتية الصحية، حسب ما أعلنت الحكومة الموريتانية.

المستشفى الذي يأتي بتمويل من «الصندوق السعودي للتنمية» بسبعين مليون دولار أميركي، تشرف على تشييده شركات سعودية مختصة في مجال المقاولات، على أن تكتمل الأشغال فيه في غضون 34 شهراً.

ووضع الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني حجر الأساس للمستشفى، وسط حضور جميع أعضاء الحكومة والسلك الدبلوماسي، مع تغطية إعلامية واسعة، وبحضور وفد سعودي يرأسه سلطان بن عبد الرحمن المرشدي، الرئيس التنفيذي لـ«الصندوق السعودي للتنمية».

شكراً خادم الحرمين

وزير الصحة الموريتاني محمد عبد الله ولد وديه، قال إن جميع الموريتانيين «يتقدمون بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ولحكومة المملكة العربية السعودية».

وزير الصحة الموريتاني (و.م.أ)

وأضاف، في كلمة خلال حفل إطلاق أشغال المستشفى، أن الموريتانيين يشكرون السعودية وحكامها «على ما يقدمونه من دعم سخي وتعاون مثمر وبنّاء يعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين، ويجسد روح الشراكة الاستراتيجية القائمة على خدمة مصالح الشعبين الشقيقين».

أما رئيسة جهة نواكشوط فاطمة بنت عبد المالك، فأكدت «أن مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز سيشكل إضافة نوعية للمنظومة الصحية الموريتانية، فضلاً عن إسهامه في تعزيز الولوج الصحي لسكان نواكشوط بصفة خاصة والمواطنين بصفة عامة».

احتفاء شعبي

وأوضحت فاطمة بنت عبد المالك أن «مستشفى الملك سلمان سيسهم في تخفيف الضغط على المنشآت الصحية القائمة وتقليص أوقات انتظار المرضى وتحسين الاستجابة للحالات الاستعجالية، علاوة على استفادة الفئات الأكثر هشاشة من خدمات صحية ذات جودة عالية».

في السياق ذاته، قال عمدة بلدية دار النعيم، أمم ولد القطب ولد أمم، إن سكان البلدية التي سيشيد فيها المستشفى «يرون في هذا المشروع معلماً وصرحاً، يتوج العلاقات الأخوية الراسخة والتعاون المثمر بين موريتانيا والمملكة العربية السعودية الشقيقة».

رئيسة جهة نواكشوط تصف المستشفى بأنه إنقاذ لكثير من الفئات الهشة (و.م.أ)

وأضاف العمدة أن السكان يتطلعون لبدء عمل المستشفى للاستفادة من «خدمات صحية متكاملة ومتطورة، تلبي احتياجات المواطنين، وتخفف من معاناتهم وتساهم في تطوير التعليم الطبي والبحث العلمي».

صرح صحي

وتواجه موريتانيا نقصاً حاداً في البنية التحتية الصحية، برغم الجهود الحكومية خلال السنوات الأخيرة، وظهر هذا النقص بشدة خلال جائحة «كوفيد 19». وفي عام 2021 حصلت على تمويل من المملكة العربية السعودية لبناء «مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي»، وكان التمويل على شكل «هبة للشعب الموريتاني».

وجاء التمويل بشكل كامل من «الصندوق السعودي للتنمية»، فيما تولت «مجموعة الدكتور سليمان الحبيب الطبية»، جميع مراحل المشروع بما في ذلك التصميم، والتطوير، والإنشاء، والتجهيز والإشراف، إضافة إلى الخدمات الفنية المساندة، بموجب اتفاقية مع وزارة الصحة الموريتانية.

ومن المنتظر أن يشيد المستشفى على مساحة 45 ألف متر مربع، في قلب العاصمة نواكشوط، ويتسع المستشفى المكون من ستة طوابق لأكثر من 300 سرير، ويضم جميع التخصصات الطبية والجراحية، كما يضم 12 غرفة عمليات مجهزة بأحدث التقنيات.

الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان بن عبد الرحمن المرشدي يتحدث عقب لقاء الرئيس الموريتاني بنواكشوط (و.م.أ)

وكان من المفترض أن يشيد المستشفى بالقرب من «جامعة نواكشوط العصرية»، أقصى شمال غربي العاصمة نواكشوط، ولكن ارتفعت مطالب خلال السنوات الأخيرة تدعو إلى جعله أقرب من الأحياء الشعبية والفئات الهشة، لذا قررت الحكومة تشييده في قلب العاصمة، حيث سيكون الوصول إليه أسهل.

مستشفى مرجعي

الرئيس التنفيذي لـ«الصندوق السعودي للتنمية» سلطان بن عبد الرحمن المرشدي، الذي حضر حفل إطلاق الأشغال، قال إن المستشفى «الذي يأتي بمنحة كريمة من حكومة المملكة العربية السعودية من خلال الصندوق السعودي للتنمية، يأتي تلبية للطلب المتزايد للخدمات الصحية لسكان العاصمة، خصوصاً في المجالات التخصصية ودعم قدرة المستشفيات العامة».

وأوضح المرشدي أن «مستشفى الملك سلمان يشكل على المستوى الوطني مرجعاً لـ15 مستشفى داخل البلاد، فضلاً عن دعمه للمؤسسات الصحية المتخصصة ذات القدرة الاستيعابية المحدودة، ودوره في مجال تدريب وتأهيل الكوادر الطبية باعتباره مستشفى جامعياً».

وبعد إطلاق الأشغال في المستشفى، التقى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وفد المملكة العربية السعودية برئاسة سلطان بن عبد الرحمن المرشدي، الذي قال عقب المباحثات إنها «تناولت المشاريع التي ينفذها الصندوق السعودي للتنمية في موريتانيا في مجالات الطاقة، والزراعة، والطرق، والصحة، والتعليم».

وعبر المرشدي، عن سعادته بالشراكة التنموية مع موريتانيا، التي قال إنها «تمتد لأكثر من 45 عاماً، وتم خلالها تمويل ما يزيد على 32 مشروعاً وبرنامجاً إنمائياً بمبلغ يزيد على 800 مليون دولار».


مقالات ذات صلة

السعودية تطلق منصة عالمية للخط العربي من المدينة المنورة

يوميات الشرق وسيلة تواصل عالمية تتجاوز الحدود الثقافية وتجسّد حضور الخط العربي في مجالات التراث والفنون والعمارة والتصميم (الثقافة السعودية)

السعودية تطلق منصة عالمية للخط العربي من المدينة المنورة

شرع «مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي» في منطقة المدينة المنورة (غرب السعودية) أبوابه لكل المهتمين بالخط العربي من جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
سينما ‎من العرض العربي الأول لفيلم «المجهولة» في مهرجان البحر الأحمر بجدة (تصوير: إيمان الخطاف)

الأفلام السعودية في 2025.. سينما تتسع وجمهور يقترب

في 2025، صُنعت الأفلام السعودية لتُشاهَد، ودخلت الموسم وهي تعرف موقعها وطبيعة المتلقي، وتتحرك ضمن مسارات واضحة: صالات السينما أو المنصات الرقمية أو المهرجانات.

إيمان الخطاف (الدمام)
الخليج جانب من المشاركين في مشاورات مسقط بشأن المحتجزين والأسرى اليمنيين (إكس)

السعودية تُرحب بـ«اتفاق مسقط» لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن

رحبت السعودية بالاتفاق الذي وُقّع عليه في مسقط لتبادل الأسرى والمحتجزين في اليمن، وعدته خطوةً مهمةً تُسهم في تخفيف المعاناة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من عمليات شركة «إس إل بي» (شلمبرجيه) العالمية للتقنية بقطاع الطاقة في السعودية (الشرق الأوسط)

«إس إل بي» تفوز بعقد 5 سنوات من «أرامكو» لتطوير الغاز غير التقليدي بالسعودية

أعلنت شركة «إس إل بي» (شلمبرجيه) العالمية للتقنية في قطاع الطاقة فوزها بعقد يمتد خمس سنوات من «أرامكو السعودية» لتحفيز الآبار لحقول الغاز غير التقليدية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري والعضو المنتدب لشركة «القدية للاستثمار» عبد الله الداود خلال المؤتمر (وزارة الإعلام)

وزير الإعلام السعودي: لا تسامح مع استخدام حرية التعبير لخلق فوضى

يدشن منتزه «سيكس فلاغز القدية» الذي يفتتح نهاية العام الميلادي الجاري باكورة افتتاحات ستكون متتالية لـ70 أصلاً بمدينة القدية.

عمر البدوي (القدية)

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)

قال برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية اليوم (الأربعاء)، إن الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس ​أركان الجيش الليبي، أبلغت عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري، قبيل تحطمها بالقرب من أنقرة.

وأضاف -في بيان- أن الطائرة -وهي من طراز «داسو فالكون 50»- أقلعت من مطار أسن بوغا في أنقرة الساعة 17:17 بتوقيت غرينيتش، أمس (الثلاثاء) متجهة إلى طرابلس، وفي الساعة 17:33 ‌بتوقيت غرينيتش، ‌أبلغت مراقبة الحركة الجوية بوجود حالة ‌طوارئ ⁠ناجمة ​عن ‌عطل كهربائي.

وأعلن مسؤولون ليبيون وأتراك عن مقتل 8 أشخاص، بينهم 3 من أفراد الطاقم، في الحادث.

وقال دوران إن مراقبة الحركة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسن بوغا، وجرى اتخاذ إجراءات الطوارئ، ولكن الطائرة اختفت من على شاشة الرادار في ⁠الساعة 17:36 بتوقيت غرينيتش في أثناء هبوطها، وانقطع الاتصال بها.

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال استقباله رئيس الأركان الليبي محمد علي الحداد في أنقرة الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية- إكس)

و أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا في وقت لاحق، العثور على الصندوق الأسود للطائرة. وقال قايا إن الطائرة المنكوبة كان على متنها خمسة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم، وانقطع الاتصال بها بعد حوالي 40 دقيقة من إقلاعها في طريقها إلى ليبيا بعد أن أنهى الحداد زيارة رسمية إلى تركيا أمس الثلاثاء.

وأوضح وزير الداخلية التركي أن أعمال فحص الصندوق الأسود وجهاز التسجيل بالطائرة المنكوبة بدأت للوقوف على تفاصيل الحادث. وأضاف «نحقق في كافة جوانب الحادث وكل الأجهزة المعنية في الدولة تتابع ذلك، وعازمون على الإفصاح عن أسباب الحادث في أسرع وقت».

وأكد قايا وجود فريق ليبي من 22 فردا في أنقرة للمشاركة في التحقيق في سقوط الطائرة.


البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
TT

البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)

يصوت البرلمان الجزائري الأربعاء على مشروع قانون يهدف الى تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر وتوصيفه على انه «جريمة دولة» ويطالب فرنسا بـ«اعتذار رسمي»، في وقت لا يزال البلدان غارقين في أزمة كبرى.

ويطالب النص الذي اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه وينتظر أن يصادق النواب عليه إلا اذا حدث طارئ، بتحمل الدولة الفرنسية «المسؤولية القانونية عن ماضيها الاستعماري للجزائر، وما خلفه من مآس» ويطالبها بالتعويض. وفي حال المصادقة عليه، ستكون للقانون دلالة رمزية قوية، لكن يبدو ان أثره العملي على مطالب التعويضات محدودا من دون اللجوء إلى هيئات دولية أو اتفاق ثنائي.

وأثناء عرض مشروع القانون أمام النواب، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى في البرلمان) إبراهيم بوغالي السبت، إن هذا المقترح «فعل سيادي بامتياز»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف أنه أيضا «رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن الذاكرة الوطنية الجزائرية غير قابلة للمحو أو المساومة».

ولدى سؤاله الأسبوع الماضي عن هذا التصويت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو، إنه لا يعلّق «على نقاشات سياسية تجري في دول أجنبية».

قطيعة

بالنسبة إلى حسني قيطوني، الباحث في تاريخ الحقبة الاستعمارية في جامعة إكستر البريطانية، فإنه «من الناحية القانونية، لا يحمل هذا القانون أي بُعد دولي، وبالتالي لا يمكنه إلزام فرنسا» و«أثره القانوني محلي فقط». وأضاف «لكن أثره السياسي والرمزي مهم: فهو يمثّل لحظة قطيعة في العلاقة التاريخية مع فرنسا».

وتبقى مسألة الاستعمار الفرنسي في الجزائر أحد أبرز مصادر التوتر بين باريس والجزائر. فغزو الجزائر في 1830، وتدمير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية عبر عمليات ترحيل واسعة والقمع الشرس لعديد الانتفاضات قبل حرب الاستقلال الدامية (1954-1962) التي اسفرت عن 1,5 مليون قتيل جزائري وفق الرواية الجزائرية، و500 ألف بينهم 400 ألف جزائري وفق المؤرخين الفرنسيين.

وما زالت السردية الوطنية حول حرب التحرير طاغية، بينما في فرنسا يستمر الحرص على مراعاة من يعارضون أي «طلب للاعتذار». وكان إيمانويل ماكرون صرح في 2017 حين كان مرشحا للرئاسة الفرنسية، بأن استعمار الجزائر كان «جريمة ضد الإنسانية». وقال «إنه جزء من ذلك الماضي الذي يجب أن ننظر إليه وجها لوجه بتقديم اعتذاراتنا أيضا تجاه الذين ارتكبنا بحقهم تلك الأفعال».

وبعد نشر تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا في يناير (كانون الثاني) 2021، تعهّد ماكرون اتخاذ «خطوات رمزية» لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد هذه المرة «الاعتذار». ثم عاد وتسبب في إثارة غضب شديد في الجزائر بعد تشكيكه في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، بحسب صحيفة لوموند.

تجارب نووية

ويأتي التصويت في وقت ما زالت فيه باريس والجزائر غارقتين في أزمة دبلوماسية عقب اعتراف فرنسا في صيف 2024 بخطة حكم ذاتي «تحت السيادة المغربية» للصحراء الغربية.

ومنذ ذلك الحين، ازدادت التوترات حدّة، مع إدانة وسجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي استفاد في نهاية المطاف من عفو رئاسي بفضل تدخل ألماني.

ويؤكد مشروع القانون أن «التعويض الشامل والمنصف، عن كافة الاضرار المادية والمعنوية التي خلفها الاستعمار الفرنسي، حق ثابت للدولة والشعب الجزائري». وينصّ على إلزام الدولة الجزائرية السعي من أجل «الاعتراف والاعتذار الرسميين من طرف دولة فرنسا عن ماضيها الاستعماري» و«تنظيف مواقع التفجيرات النووية» وكذلك «تسليم خرائط التفجيرات النووية والتجارب الكيماوية، والألغام المزروعة».

وبين عامَي 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في مواقع عدة في الصحراء الجزائرية. ويطالب النص أيضا فرنسا بإعادة «أموال الخزينة التي تم السطو عليها» وكل الممتلكات المنقولة من الجزائر، بما في ذلك الأرشيف الوطني.

وأخيرا، ينص مشروع القانون على عقوبات بالسجن ومنع الحقوق المدنية والسياسية لكل من «يروّج» للاستعمار أو ينفي كونه جريمة. وطُرحت مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي مرارا في الماضي في الجزائر، من دون أن تفضي حتى الآن إلى إصدارها في قانون.


واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
TT

واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)

حثت الولايات المتحدة طرفي النزاع السوداني على القبول الفوري بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها، مشيرةً إلى أن وقف القتال أولوية عاجلة مع استمرار المعاناة الإنسانية.

وقال نائب المندوب الأميركي جيفري بارتوس، لأعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب عرضت هدنة إنسانية سبيلاً للمضي قدماً، مضيفاً: «نحض الطرفين المتحاربين على قبول هذه الخطة فوراً من دون شروط مسبقة». وأضاف: «نُدين بشدة العنف المروِّع في دارفور ومنطقة كردفان، والفظائع التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع)، التي يجب محاسبة المسؤولين عنها».

ويأتي الموقف الأميركي بالتزامن مع تقديم رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، كامل إدريس، مبادرة سلام شاملة أمام مجلس الأمن، تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ألف يوم. وحذّر إدريس من أن السودان يواجه «أزمة وجودية»، داعياً إلى وقف إطلاق النار بإشراف دولي، وانسحاب «قوات الدعم السريع» من المناطق التي تسيطر عليها ونزع سلاحها، وسط تحذيرات أممية من معاناة إنسانية غير مسبوقة.