«الجيش الوطني» الليبي يعزز «جاهزيته الميدانية» لضبط الحدود

البعثة الأممية ترحب بإعلان نتائج الشويرف المعلقة منذ الجولة الأولى من انتخابات المجالس البلدية

دورة تدريبية لـ«الكتيبة 163 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة الأركان)
دورة تدريبية لـ«الكتيبة 163 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة الأركان)
TT

«الجيش الوطني» الليبي يعزز «جاهزيته الميدانية» لضبط الحدود

دورة تدريبية لـ«الكتيبة 163 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة الأركان)
دورة تدريبية لـ«الكتيبة 163 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة الأركان)

بينما يسعى «الجيش الوطني» الليبي إلى تعزيز جاهزيته الميدانية في الجنوب بقصد «تنفيذ مختلف المهام الموكلة إليه بكفاءة وانضباط»، أكدت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا (يوبام) أنها درّبت 30 ضابطاً ليبياً على استخدام ماسحات الأشعة السينية المتطورة المحمولة.

وقالت رئاسة أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، الخميس، إنها بدأت «إعادة تنظيم وحدات المنطقة الجنوبية التابعة لها»، موضحة أن «العمل يشمل توحيد (الكتيبة 101 مشاة) مع سراياها بكامل أفرادها وعتادها القتالي؛ بما يعزز جاهزيتها الميدانية، ويضمن قدرتها على تنفيذ مختلف المهام الموكلة إليها بكفاءة وانضباط».

مؤكدة أنها تعمل على ضبط الحدود الجنوبية الليبية.

جانب من عناصر «الكتيبة 163 مشاة» التابعة لرئاسة الأركان البرية بـ«الجيش الوطني» الليبي (رئاسة الأركان)

وخلال الأسبوعين الماضيين، تفقدت «لجنة تنظيم ركن حرس الحدود» بعض الكتائب التابعة للجيش على الحدود الليبية، وأجرت زيارة ميدانية إلى مقر «كتيبة 628 مشاة» المتمركزة في منطقة تراغن، كما شملت الجولة المرور على النقاط الحدودية، وزيارة خط «مثلث السلفادور». وقالت رئاسة الأركان إن هذه الجولة تستهدف الوقوف على جاهزية الكتيبة ميدانياً، وإجراء حصر دقيق للأفراد والأسلحة والذخائر والآليات، والتأكد من مستوى الانضباط والتقيد بالمهام في مواقع التمركز.

كما أجرت اللجنة زيارة ميدانية إلى مقر «الكتيبة 175 حرس حدود»، شملت المرور على عدد من النقاط الحدودية الواقعة على نطاق (ليبيا – الجزائر) بمناطق غات وأوباري والشاطئ، استهدفت «إعادة تنظيم وتفعيل وحدات حرس الحدود».

في سياق قريب، قالت بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة الحدودية في ليبيا (يوبام) إنها أطلقت تدريباً شمل 30 ضابطاً ليبياً من وكالة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية، وهيئة الجمارك الليبية، على استخدام ماسحات الأشعة السينية المتطورة المحمولة. وأوضحت البعثة، الخميس، أن هذا التدريب الذي تضمّن وحدات نظرية وعملية «جزء أساسي من جهودها التي تستهدف تعزيز قدرة ليبيا على مكافحة الجريمة المنظمة، وتعزيز أمن الحدود»، مشيرة إلى أنها تبرعت بـ10 ماسحات ضوئية.

تكالة مستقبلاً القائم بأعمال السفارة المصرية لدى ليبيا تامر الحفني مساء الأربعاء (المجلس الأعلى للدولة)

في غضون ذلك، بحث رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة، مع القائم بأعمال السفارة المصرية لدى ليبيا تامر الحفني، مستجدات الوضع السياسي في ليبيا و«خريطة الطريق» التي قدمتها المبعوثة الأممية لحل الأزمة السياسية. وقال المجلس إن اللقاء الذي تم مساء الأربعاء في مكتب تكالة تناول أيضاً العلاقات الثنائية، وسبل تعزيز التعاون في شتى المجالات بما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين.

وبخصوص الانتخابات المحلية، رحبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بإعلان المفوضية الوطنية العليا للانتخابات نتائج البلديات الـ34، التي شاركت في الجولة الثانية من الاستحقاق، والتي اختتمت يومي 16 و23 أغسطس (آب) 2025. وأشادت البعثة في تصريح صحافي، الخميس، بإعلان نتائج بلدية الشويرف التي كانت معلقة منذ الجولة الأولى من انتخابات المجالس البلدية، التي عُقدت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024.

وبينما هنَّأت البعثة أعضاء المجالس البلدية المنتخبين حديثاً، أشادت بـ«مثابرة ومهنية المفوضية الوطنية في المضي قدماً بالعملية الانتخابية بنجاح، بما يتماشى مع ولايتها». كما جددت دعوتها لجميع السلطات إلى «إزالة أي عقبات تحول دون إجراء الانتخابات في باقي البلديات»، مؤكدة أنه «من حق جميع المواطنين الليبيين ممارسة حقوقهم السياسية، والمشاركة في اختيار ممثليهم في الحكم المحلي، لا سيما وأن إجراء الانتخابات يعزز الثقة والمساءلة بين المواطنين والسلطات المحلية الشرعية».

مسجد الصحابة في درنة الليبية بعد إعادة تأهيله عقب الإعصار (صندوق إعادة الإعمار)

في شأن آخر يتعلق بالأوضاع في مدينة درنة (شرق)، وبمناسبة الذكرى الثانية لإعصار «دانيال»، دعا بالقاسم حفتر، مدير «صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا»، المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني والصحافيين والمدونين إلى زيارة المدينة، للوقوف على ما شهدته من «إنجازات عظيمة».

وقال بالقاسم في بيان، الخميس: «لقد قطعنا وعداً بأن تعود درنة أجمل مما كانت، مدينة للأمل والحضارة والإعمار؛ وها نحن اليوم نوجه رسالة محبة وأمل، نمحو بها ذكريات الحزن والألم، ونحن نرى أهلنا في درنة يعيشون حياة مستقرة وهادئة في مدينة طالما عانت ويلات حقب أليمة».

بدوره، قال أسامة حماد، رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، الخميس، إنه «قبل عامين من اليوم، مرّت على وطننا لحظة فارقة ستظل محفورة في الذاكرة، حين اجتاح إعصار دانيال مدننا وقرانا، حاملاً معه مأساة لم يعرفها تاريخنا الحديث من قبل، وفي ساعات قليلة تغيّرت ملامح مدن بأكملها، وفقدنا أحبة وأهلاً وأصدقاء ارتقوا شهداء، تاركين في قلوبنا جرحاً لا يندمل». مضيفاً أن أبناء الشعب الليبي «جسَّد أروع معاني اللُّحمة الوطنية، حيث وقف الجميع من مدن الوطن كافة صفاً واحداً، متكاتفين بأيديهم وقلوبهم لمواجهة آثار الدمار، مؤكدين أن قوتنا في وحدتنا وتضامننا، وأن هذا الشعب قادر دائماً على تجاوز المحن والصعاب».


مقالات ذات صلة

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» تعتمد نتائج «مجالس بلدية»

شمال افريقيا مركز العد والإحصاء بمفوضية الانتخابات (مكتب المفوضية)

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» تعتمد نتائج «مجالس بلدية»

اعتمدت مفوضية الانتخابات الليبية، الثلاثاء، نتائج المرحلة الثالثة من استحقاق المجالس البلدية، كما ألغت نتائج بعضها «بعد ثبوت خروقات ومخالفات».

خالد محمود (القاهرة)
خاص القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر (إعلام القيادة العامة)

خاص «الوطني الليبي» يتجاهل مجدداً اتهامات بـ«التعاون» مع «الدعم السريع»

يرى محلل عسكري ليبي أن مطار الكفرة «منشأة مهمة تُستخدم لدعم القوات الليبية المنتشرة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وهو نقطة وصل بين شرق ليبيا وجنوبها»

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا في ليبيا بات كل مواطن يحتفل بـ«ثورته» في مواعيدها (أ.ف.ب)

الليبيون يحتفلون بالذكرى الـ74 للاستقلال على وقع انقسام حاد

بشكل منفصل أعلن كل من رئيسي حكومتي ليبيا الدبيبة وحماد يومي الأربعاء والخميس عطلة رسمية لمناسبة «عيد الاستقلال» في بلد يعاني من تداعيات انقسام سياسي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الدفاع التركي يشار غولر استقبل رئيس الأركان الليبي محمد على الحداد في أنقرة الثلاثاء غداة موافقة البرلمان على تمديد بقاء القوات التركية بليبيا (الدفاع التركية-إكس)

برلمان تركيا يمدّد بقاء قواتها في ليبيا حتى 2028

وافق البرلمان التركي على تمديد مهمة القوات التركية في ليبيا لمدة عامين بدءاً من 2 يناير المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا المنفي والدبيبة يتوسطان قيادات أمنية وعسكرية خلال اجتماع عُقد في طرابلس يوم 22 ديسمبر (المجلس الرئاسي الليبي)

اجتماع أمني وعسكري برئاسة المنفي حول الأوضاع في العاصمة الليبية

قال المجلس الرئاسي الليبي إن رئيسه محمد المنفي اطلع على إحاطة «شاملة ومفصلة» حول الأوضاع الأمنية الراهنة، وسير تنفيذ المهام الموكلة للوحدات العسكرية.

خالد محمود (القاهرة)

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
TT

تركيا: طائرة رئيس الأركان الليبي أبلغت عن عطل كهربائي قبيل تحطمها

الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)
الفريق محمد الحداد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الدبيبة خلال اجتماعه مع وزير الدفاع التركي في أنقرة (وزارة الدفاع التركية)

قال برهان الدين دوران، رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية اليوم (الأربعاء)، إن الطائرة الخاصة التي كانت تقل رئيس ​أركان الجيش الليبي، أبلغت عن عطل كهربائي وطلبت الهبوط الاضطراري، قبيل تحطمها بالقرب من أنقرة.

وأضاف -في بيان- أن الطائرة -وهي من طراز «داسو فالكون 50»- أقلعت من مطار أسن بوغا في أنقرة الساعة 17:17 بتوقيت غرينيتش، أمس (الثلاثاء) متجهة إلى طرابلس، وفي الساعة 17:33 ‌بتوقيت غرينيتش، ‌أبلغت مراقبة الحركة الجوية بوجود حالة ‌طوارئ ⁠ناجمة ​عن ‌عطل كهربائي.

وأعلن مسؤولون ليبيون وأتراك عن مقتل 8 أشخاص، بينهم 3 من أفراد الطاقم، في الحادث.

وقال دوران إن مراقبة الحركة الجوية أعادت توجيه الطائرة نحو مطار أسن بوغا، وجرى اتخاذ إجراءات الطوارئ، ولكن الطائرة اختفت من على شاشة الرادار في ⁠الساعة 17:36 بتوقيت غرينيتش في أثناء هبوطها، وانقطع الاتصال بها.

وزير الدفاع التركي يشار غولر خلال استقباله رئيس الأركان الليبي محمد علي الحداد في أنقرة الثلاثاء (وزارة الدفاع التركية- إكس)

و أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا في وقت لاحق، العثور على الصندوق الأسود للطائرة. وقال قايا إن الطائرة المنكوبة كان على متنها خمسة ركاب وثلاثة من أفراد الطاقم، وانقطع الاتصال بها بعد حوالي 40 دقيقة من إقلاعها في طريقها إلى ليبيا بعد أن أنهى الحداد زيارة رسمية إلى تركيا أمس الثلاثاء.

وأوضح وزير الداخلية التركي أن أعمال فحص الصندوق الأسود وجهاز التسجيل بالطائرة المنكوبة بدأت للوقوف على تفاصيل الحادث. وأضاف «نحقق في كافة جوانب الحادث وكل الأجهزة المعنية في الدولة تتابع ذلك، وعازمون على الإفصاح عن أسباب الحادث في أسرع وقت».

وأكد قايا وجود فريق ليبي من 22 فردا في أنقرة للمشاركة في التحقيق في سقوط الطائرة.


البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
TT

البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي

أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)
أعضاء لجنة صياغة قانون تجريم الاستعمار (أرشيفية - البرلمان الجزائري)

يصوت البرلمان الجزائري الأربعاء على مشروع قانون يهدف الى تجريم الاستعمار الفرنسي للجزائر وتوصيفه على انه «جريمة دولة» ويطالب فرنسا بـ«اعتذار رسمي»، في وقت لا يزال البلدان غارقين في أزمة كبرى.

ويطالب النص الذي اطلعت وكالة الصحافة الفرنسية على نسخة منه وينتظر أن يصادق النواب عليه إلا اذا حدث طارئ، بتحمل الدولة الفرنسية «المسؤولية القانونية عن ماضيها الاستعماري للجزائر، وما خلفه من مآس» ويطالبها بالتعويض. وفي حال المصادقة عليه، ستكون للقانون دلالة رمزية قوية، لكن يبدو ان أثره العملي على مطالب التعويضات محدودا من دون اللجوء إلى هيئات دولية أو اتفاق ثنائي.

وأثناء عرض مشروع القانون أمام النواب، قال رئيس المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى في البرلمان) إبراهيم بوغالي السبت، إن هذا المقترح «فعل سيادي بامتياز»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية. وأضاف أنه أيضا «رسالة واضحة إلى الداخل والخارج بأن الذاكرة الوطنية الجزائرية غير قابلة للمحو أو المساومة».

ولدى سؤاله الأسبوع الماضي عن هذا التصويت، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال كونفافرو، إنه لا يعلّق «على نقاشات سياسية تجري في دول أجنبية».

قطيعة

بالنسبة إلى حسني قيطوني، الباحث في تاريخ الحقبة الاستعمارية في جامعة إكستر البريطانية، فإنه «من الناحية القانونية، لا يحمل هذا القانون أي بُعد دولي، وبالتالي لا يمكنه إلزام فرنسا» و«أثره القانوني محلي فقط». وأضاف «لكن أثره السياسي والرمزي مهم: فهو يمثّل لحظة قطيعة في العلاقة التاريخية مع فرنسا».

وتبقى مسألة الاستعمار الفرنسي في الجزائر أحد أبرز مصادر التوتر بين باريس والجزائر. فغزو الجزائر في 1830، وتدمير بنيتها الاجتماعية والاقتصادية عبر عمليات ترحيل واسعة والقمع الشرس لعديد الانتفاضات قبل حرب الاستقلال الدامية (1954-1962) التي اسفرت عن 1,5 مليون قتيل جزائري وفق الرواية الجزائرية، و500 ألف بينهم 400 ألف جزائري وفق المؤرخين الفرنسيين.

وما زالت السردية الوطنية حول حرب التحرير طاغية، بينما في فرنسا يستمر الحرص على مراعاة من يعارضون أي «طلب للاعتذار». وكان إيمانويل ماكرون صرح في 2017 حين كان مرشحا للرئاسة الفرنسية، بأن استعمار الجزائر كان «جريمة ضد الإنسانية». وقال «إنه جزء من ذلك الماضي الذي يجب أن ننظر إليه وجها لوجه بتقديم اعتذاراتنا أيضا تجاه الذين ارتكبنا بحقهم تلك الأفعال».

وبعد نشر تقرير المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا في يناير (كانون الثاني) 2021، تعهّد ماكرون اتخاذ «خطوات رمزية» لمحاولة المصالحة بين البلدين، لكنه استبعد هذه المرة «الاعتذار». ثم عاد وتسبب في إثارة غضب شديد في الجزائر بعد تشكيكه في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار، بحسب صحيفة لوموند.

تجارب نووية

ويأتي التصويت في وقت ما زالت فيه باريس والجزائر غارقتين في أزمة دبلوماسية عقب اعتراف فرنسا في صيف 2024 بخطة حكم ذاتي «تحت السيادة المغربية» للصحراء الغربية.

ومنذ ذلك الحين، ازدادت التوترات حدّة، مع إدانة وسجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال الذي استفاد في نهاية المطاف من عفو رئاسي بفضل تدخل ألماني.

ويؤكد مشروع القانون أن «التعويض الشامل والمنصف، عن كافة الاضرار المادية والمعنوية التي خلفها الاستعمار الفرنسي، حق ثابت للدولة والشعب الجزائري». وينصّ على إلزام الدولة الجزائرية السعي من أجل «الاعتراف والاعتذار الرسميين من طرف دولة فرنسا عن ماضيها الاستعماري» و«تنظيف مواقع التفجيرات النووية» وكذلك «تسليم خرائط التفجيرات النووية والتجارب الكيماوية، والألغام المزروعة».

وبين عامَي 1960 و1966، أجرت فرنسا 17 تجربة نووية في مواقع عدة في الصحراء الجزائرية. ويطالب النص أيضا فرنسا بإعادة «أموال الخزينة التي تم السطو عليها» وكل الممتلكات المنقولة من الجزائر، بما في ذلك الأرشيف الوطني.

وأخيرا، ينص مشروع القانون على عقوبات بالسجن ومنع الحقوق المدنية والسياسية لكل من «يروّج» للاستعمار أو ينفي كونه جريمة. وطُرحت مسألة تجريم الاستعمار الفرنسي مرارا في الماضي في الجزائر، من دون أن تفضي حتى الآن إلى إصدارها في قانون.


واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
TT

واشنطن تحث طرفي النزاع السوداني على قبول مبادرتها

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان كامل إدريس متحدثاً مع الصحافيين في مبنى الأمم المتحدة بنيويورك (صور الأمم المتحدة)

حثت الولايات المتحدة طرفي النزاع السوداني على القبول الفوري بالهدنة الإنسانية التي اقترحتها، مشيرةً إلى أن وقف القتال أولوية عاجلة مع استمرار المعاناة الإنسانية.

وقال نائب المندوب الأميركي جيفري بارتوس، لأعضاء مجلس الأمن الدولي مساء الاثنين، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب عرضت هدنة إنسانية سبيلاً للمضي قدماً، مضيفاً: «نحض الطرفين المتحاربين على قبول هذه الخطة فوراً من دون شروط مسبقة». وأضاف: «نُدين بشدة العنف المروِّع في دارفور ومنطقة كردفان، والفظائع التي ارتكبتها كل من القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع)، التي يجب محاسبة المسؤولين عنها».

ويأتي الموقف الأميركي بالتزامن مع تقديم رئيس الحكومة الانتقالية في السودان، كامل إدريس، مبادرة سلام شاملة أمام مجلس الأمن، تهدف إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ ألف يوم. وحذّر إدريس من أن السودان يواجه «أزمة وجودية»، داعياً إلى وقف إطلاق النار بإشراف دولي، وانسحاب «قوات الدعم السريع» من المناطق التي تسيطر عليها ونزع سلاحها، وسط تحذيرات أممية من معاناة إنسانية غير مسبوقة.