تسارع تضخم أسعار الجملة باليابان في أغسطس

«المركزي» يركز على التخلص من صناديق المؤشرات المتداولة

مركب يبحر ليلاً في نهر سوميدا بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مركب يبحر ليلاً في نهر سوميدا بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

تسارع تضخم أسعار الجملة باليابان في أغسطس

مركب يبحر ليلاً في نهر سوميدا بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مركب يبحر ليلاً في نهر سوميدا بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات يوم الخميس تسارع تضخم أسعار الجملة في اليابان في أغسطس (آب) الماضي مع ارتفاعات مطردة في أسعار المواد الغذائية؛ ما يُبرز ضغوطاً تضخمية ثابتة قد تُبقي على توقعات السوق برفع أسعار الفائدة على المدى القريب.

ومن المرجح أن تكون هذه البيانات، التي تُعدّ مؤشراً رئيسياً لأسعار المستهلك، من بين العوامل التي سيُدقق فيها بنك اليابان المركزي في اجتماعه المقبل للسياسات النقدية يومي 18 و19 سبتمبر (أيلول) الحالي.

وارتفع مؤشر أسعار سلع الشركات (CGPI)، الذي يقيس السعر الذي تفرضه الشركات على سلعها وخدماتها، بنسبة 2.7 في المائة خلال العام حتى أغسطس، مُطابقاً توقعات السوق، ومُتسارعاً من زيادة مُعدلة بنسبة 2.5 في المائة في يوليو (تموز).

وارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 5.0 في المائة في أغسطس مُقارنةً بالعام السابق، مُتجاوزةً الزيادة التي بلغت 4.7 في المائة في يوليو؛ ما يُشير إلى أن ارتفاع تكاليف الغذاء المُستمر سيُبقي التضخم مُرتفعاً.

وأظهرت البيانات انخفاض فواتير الكهرباء والغاز والمياه بنسبة 2.9 في المائة على أساس سنوي في أغسطس، ويعزى ذلك جزئياً إلى الدعم الحكومي لكبح أسعار المرافق. وتراجع مؤشر أسعار الواردات المقومة بالين بنسبة 3.9 في المائة في أغسطس مقارنةً بالعام السابق، وهو أبطأ من الانخفاض المُعدّل بنسبة 10.3 في المائة في يوليو، وفقاً للبيانات.

• شكوك في الاستمرارية

وصرح يوتارو سوزوكي، الخبير الاقتصادي في شركة «دايوا» للأوراق المالية، قائلاً: «من المرجح أن يظل تضخم أسعار الجملة أعلى من 2 في المائة في الوقت الحالي؛ نظراً لارتفاع أسعار السلع الزراعية والأغذية والمشروبات». وأضاف: «لكن ضغط الأسعار التصاعدي يتباطأ تدريجياً»، حيث يُتوقع أن يؤدي ارتفاع قيمة الين إلى خفض تكاليف الاستيراد.

وأنهى بنك اليابان المركزي برنامج تحفيز اقتصادي ضخماً استمر عقداً من الزمان العام الماضي، ورفع أسعار الفائدة إلى 0.5 في المائة في يناير (كانون الثاني)، عادَّاً أن اليابان على وشك تحقيق هدفها المتمثل في التضخم بنسبة 2 في المائة بشكل مستدام. وفي حين تجاوز معدل التضخم الاستهلاكي الأساسي هدف «بنك اليابان» لأكثر من ثلاث سنوات، شدد المحافظ كازو أويدا على ضرورة توخي الحذر في دراسة حجم الضرر الذي لحق بالاقتصاد جراء الرسوم الجمركية الأميركية.

وفي توقعاته الحالية الصادرة في يوليو، يتوقع «بنك اليابان» أن يتباطأ ارتفاع أسعار الأرز وغيره من المواد الغذائية تدريجياً، وأن يدعم الاستهلاك والاقتصاد ككل، إلى جانب الزيادات المطردة في الأجور.

• الأصول الخطرة

وفي غضون ذلك، يُعزز «بنك اليابان» استراتيجيته للتخلص من حيازاته الضخمة من الأصول الخطرة، والتي من المرجح أن تُركز على خطة لبيع صناديق المؤشرات المتداولة تدريجياً في السوق، وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على خطط البنك.

وأضافت المصادر أنه لا يوجد إجماع حتى الآن على موعد اتخاذ قرار بهذا الشأن، حيث يُعقد التوقيت جزئياً بسبب الاضطرابات السياسية الناجمة عن استقالة رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا. وستكون هذه الخطوة هي الأخيرة في خطة المحافظ كازو أويدا لإغلاق ملف تجربة التحفيز النقدي الضخمة التي بدأت في عهد سلفه المؤيد للإنعاش قبل أكثر من عقد.

كما ستكون جزءاً أساسياً من جهود «بنك اليابان» لتقليص ميزانيته العمومية التي توسعت إلى 125 في المائة من حجم الاقتصاد الياباني - وهو الأكبر بين البنوك المركزية الكبرى.

ونظراً للتأثير الهائل الذي قد تُحدثه هذه الخطوة على السوق؛ لم يُحدد «بنك اليابان» موعد بدء بيع حيازاته من صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) البالغة 37 تريليون ين (251 مليار دولار) - والتي تراكمت خلال عمليات الشراء التي استمرت 13 عاماً منذ بدأت عام 2010 لإنعاش اقتصاد مُنهك.

كما التزم البنك الصمت بشأن كيفية بيع حيازاته من صناديق الاستثمار المتداولة، مكتفياً بالقول إنه سيفعل ذلك بسعر «مناسب» يمنع البنك من تكبد خسائر أو التسبب في اضطرابات كبيرة في السوق. لكن «بنك اليابان» بدأ يُطلق تلميحات أكثر وضوحاً، كان آخرها خطاب نائب المحافظ ريوزو هيمينو في وقت سابق من هذا الشهر.

• تضارب في الإشارات

وفي أقوى إشارة على اقتراب الموعد، قال هيمينو إن «بنك اليابان» «سيُفكر في كيفية التعامل مع حيازاته المتبقية من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار العقاري». وتناقض هذا التصريح مع تصريح المحافظ أويدا، الذي قال إن البنك «سيُخصص وقتاً» للتوصل إلى قرار.

وأضاف هيمينو أيضاً أنه عند بيع صناديق الاستثمار المتداولة، سيستفيد «بنك اليابان» من خبرته في بيع الأسهم التي اشتراها بين عامي 2002 و2010 لمساعدة البنوك على تجنّب الخسائر الفادحة الناجمة عن انخفاض أسعار الأسهم.

وأضافت المصادر أن هذا التصريح يُشير إلى أن «بنك اليابان» سيبيع صناديق الاستثمار المتداولة في السوق تدريجياً وبكميات صغيرة، بدلاً من اللجوء إلى أفكار أخرى، مثل تحويلها إلى جهات حكومية.

وأضاف أحد المصادر أن بيع الأسهم المشتراة من البنوك، والذي استغرق 20 عاماً، انتهى في يوليو؛ ما يعني أن «بنك اليابان» يُمكنه الآن المضي قدماً في بيع حيازاته من صناديق الاستثمار المتداولة. وقال المصدر: «من الواضح أن «(بنك اليابان) يُحرز تقدماً في اتجاه بيع صناديق الاستثمار المتداولة. وقد يكون التغيير في أسلوب التواصل أحد مؤشرات ذلك».

• نقطة الخلاف

وبدأ «بنك اليابان» شراء صناديق الاستثمار المتداولة في عام 2010، ووسّع نطاق عمليات الشراء جزءاً من برنامج التحفيز النقدي الجذري الذي أطلقه المحافظ السابق هاروهيكو كورودا في عام 2013. وتوقف البنك المركزي عن شراء صناديق الاستثمار المتداولة عند انسحابه من برنامج التحفيز العام الماضي.

وعلى عكس سندات الحكومة اليابانية (JGB)، لا تُستحق صناديق الاستثمار المتداولة، وبالتالي لن تُخصم من الميزانية العمومية لـ«بنك اليابان» ما لم يبعها البنك المركزي.

وقال عضو مجلس إدارة «بنك اليابان»، كازويوكي ماسو، في مؤتمر صحافي في يوليو: «لا أحد يعتقد أنه من المقبول ترك الأمور على حالها؛ لذا نحتاج إلى تقليص حجم حيازاتنا في مرحلة ما»، مضيفاً أن على البنك توخي «الحذر الشديد»؛ نظراً لتأثير مبيعاته على الأسواق.

ويبدو أن نقطة الخلاف هي التوقيت. ويقول المحللون إنه من غير المرجح أن يتخذ «بنك اليابان» قراراً بشأن بيع صناديق الاستثمار المتداولة في اجتماع السياسة الأسبوع المقبل، على الرغم من أن أويدا قد يُعلق على الموضوع في إحاطة إعلامية عقب الاجتماع في 19 سبتمبر (أيلول).

ومع تسجيل مؤشر نيكي مستويات قياسية، كان من الممكن أن يرى «بنك اليابان» فرصة لاتخاذ قرار في الأشهر المقبلة - لولا استقالة إيشيبا التي أطلقت العنان لأسابيع من عدم اليقين السياسي في ظل سعي المشرعين لاختيار قائد جديد.


مقالات ذات صلة

تراشق جديد بين بكين وواشنطن على خلفية الرقائق والرسوم

يظهر علم صيني بجوار عبارة «صنع في الصين» على لوحة دوائر (رويترز)

تراشق جديد بين بكين وواشنطن على خلفية الرقائق والرسوم

أعلنت الصين توسيع قائمة القطاعات المشمولة بحوافز الاستثمار الأجنبي، في محاولة لوقف تراجع تدفقات رؤوس الأموال الخارجية وتعزيز ثقة المستثمرين

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد لافتة تحمل عبارة «الذكاء الاصطناعي» خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي في شنغهاي (أرشيفية - رويترز)

الذكاء الاصطناعي يرسخ مكانته في صميم استراتيجيات الاستثمار لعام 2026

مع دخول الأسواق العالمية عصر «الاقتصاد المعرفي»، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد قطاع تقني عابر أو ظاهرة مؤقتة، بل أصبح محركاً رئيسياً يُعيد تشكيل النظام المالي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد زوار في متجر للعب الأطفال على شكل قطار وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

حساسية الحكومة اليابانية تزداد تجاه عوائد السندات القياسية

تتجه اليابان إلى خفض إصداراتها من السندات الحكومية طويلة الأجل للغاية في السنة المالية المقبلة إلى أدنى مستوى لها منذ 17 عاماً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد مشاة بأحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو يمرون أمام شاشة إلكترونية تعرض حركة الأسهم (أ.ب)

انتعاش الين يدفع «نيكي» لأول خسارة في 4 جلسات رغم مكاسب الرقائق

تراجعت الأسهم اليابانية، يوم الأربعاء، تحت وطأة ارتفاع الين، مما أدى لتسجيل مؤشر نيكي أول خسارة له في أربع جلسات تداول

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد بائعة ترتب مجوهرات ذهبية معروضة للبيع في متجر بمدينة ليانيونغانغ بمقاطعة جيانغسو شرق الصين (أ.ف.ب)

الذهب يكسر حاجز الـ4500 دولار للمرة الأولى في تاريخه

تجاوز سعر الذهب حاجز 4500 دولار للأونصة، للمرة الأولى يوم الأربعاء، في حين سجلت الفضة والبلاتين مستويات قياسية جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

المعادن... مستويات قياسية شبه يومية

سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
TT

المعادن... مستويات قياسية شبه يومية

سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)
سبائك ذهبية وفضية مكدسة في غرفة صناديق الودائع في متجر للذهب في ميونيخ (رويترز)

لفتت المعادن أنظار المتعاملين في الأسواق بشكل جعلها تسجل بشكل شبه يومي مستويات قياسية جديدة، قبل نهاية العام الحالي، نتيجة النمو القوي في الاقتصادات الكبرى، وزيادة الطلب الناتج عن مرحلة عدم يقين تسيطر على معظم المستثمرين قبل بداية عام جديد، ربما يحمل كثيراً من المفاجآت للأسواق.

فمع استمرار مشتريات البنوك المركزية للذهب، ‍وتراجع الدولار، زاد أيضاً الطلب على الملاذ الآمن من قبل الأفراد بشكل ملحوظ في أسواق محددة، حتى إن بعض محافظ المستثمرين رفعت نسبة المعادن النفيسة في محافظهم المالية إلى نسبة مسيطرة، حتى تتضح الأمور مع بداية 2026.

وتجاوز الذهب مستوى 4500 دولار للأوقية (الأونصة)، الأربعاء، للمرة الأولى، وارتفعت الفضة والبلاتين والنحاس إلى مستويات قياسية أيضاً، إذ عززت زيادة الطلب ​على أصول الملاذ الآمن والتوقعات بمواصلة خفض أسعار الفائدة الأميركية العام المقبل شهية المضاربين تجاه المعادن النفيسة.

وارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.1 في المائة إلى 4493.76 للأوقية بحلول الساعة 10:23 بتوقيت غرينيتش، بعد أن سجّل مستوى قياسياً مرتفعاً عند 4525.19 دولار في وقت سابق. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم فبراير (شباط) 0.3 في المائة إلى مستوى قياسي بلغ 4520 دولاراً.

وزادت الفضة ‌في المعاملات ‌الفورية 0.9 في المائة إلى 72.‌09 ⁠دولار للأوقية. ​وسجّلت الفضة ‌أعلى مستوى على الإطلاق عند 72.70 دولار.

وارتفع البلاتين 0.3 في المائة عند 2282.70 دولار، وبلغ ذروته عند 2377.50 دولار قبل أن يتخلى عن مكاسبه.

وارتفع سعر النحاس للجلسة السادسة على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى له على الإطلاق قرب 12300 دولار للطن المتري، يوم الأربعاء، مدعوماً بنمو اقتصادي أميركي قوي عزّز توقعات الطلب، وضعف الدولار الذي دعم الأسعار.

وانخفض البلاديوم 2.5 في المائة إلى 1815.25 دولار، متراجعاً بعد أن لامس أعلى مستوى في 3 سنوات.

وقال فؤاد رزاق زاده، محلل الأسواق لدى «سيتي إندكس وفوركس»، وفقاً لـ«رويترز»، إن ⁠الذهب تلقى دعماً «بسبب عدم وجود أي عوامل سلبية وزخم قوي، وكل ذلك مدعوم ‌بأساسيات متينة، تشمل استمرار مشتريات البنوك المركزية ‍وتراجع الدولار وقدر من الطلب ‍على الملاذ الآمن».

وأضاف: «ارتفعت معادن أساسية أخرى، مثل النحاس، ما ‍وفّر دعماً لسوق المعادن كله».

وارتفع الذهب بأكثر من 70 في المائة هذا العام، مسجلاً أكبر مكاسبه السنوية منذ عام 1979، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن، وسط التوتر الجيوسياسي وتوقعات باستمرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) ​في تيسير السياسة النقدية.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، إنه يريد من رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي القادم ⁠خفض أسعار الفائدة إذا كانت الأسواق في حالة جيدة.

وغالباً ما ترتفع قيمة الأصول، التي لا تدر عائداً، مثل الذهب عند انخفاض أسعار الفائدة. وتشير أداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي» إلى أن المتعاملين يتوقعون حالياً خفضين محتملين لأسعار الفائدة العام المقبل.

وارتفعت الفضة بأكثر من 150 في المائة منذ بداية العام متجاوزة الذهب بفضل الطلب الاستثماري القوي وإدراج الفضة في قائمة المعادن الحيوية في الولايات المتحدة وتزايد استخدامها في الصناعة.

وارتفع سعر البلاتين نحو 160 في المائة، والبلاديوم أكثر من 100 في المائة منذ بداية العام، وهما معدنان يستخدمان بشكل أساسي في المحولات الحفزية للسيارات ‌لتقليل الانبعاثات، وذلك بسبب محدودية إمدادات المناجم وضبابية الرسوم الجمركية والتحول من الطلب الاستثماري على الذهب.


«وول ستريت» تحوم قرب مستويات قياسية قبل عطلة الميلاد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
TT

«وول ستريت» تحوم قرب مستويات قياسية قبل عطلة الميلاد

متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)
متداول يعمل في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

سادت حالة من الهدوء النسبي على «وول ستريت»، في مستهل تعاملات يوم الأربعاء، حيث استقرت المؤشرات الرئيسية بالقرب من مستويات قياسية في جلسة تداول قصيرة تسبق عطلة عيد الميلاد.

وبحلول الساعة 9:45 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.1 في المائة، فيما صعد مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة طفيفة تقل عن 0.1 في المائة، بينما تراجع مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.1 في المائة، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

ومن المقرر أن تُغلق الأسواق أبوابها عند الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت الساحل الشرقي عشية عيد الميلاد، على أن تظل مغلقة طوال عطلة العيد. وتُستأنف التداولات بجلسة كاملة يوم الجمعة، وسط توقعات باستمرار ضعف أحجام التداول هذا الأسبوع، في ظل موسم العطلات، وإغلاق معظم المستثمرين مراكزهم مع اقتراب نهاية العام.

ولا يزال اهتمام المستثمرين منصباً بشكل أساسي على أداء الاقتصاد الأميركي، وتوجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية؛ إذ تتزايد التوقعات بإبقاء البنك المركزي أسعار الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه المرتقب في يناير (كانون الثاني).

وتشير أحدث البيانات الاقتصادية إلى استمرار الضغوط التضخمية وتراجع ثقة المستهلكين القلقين من ارتفاع الأسعار، إلى جانب مؤشرات على تباطؤ سوق العمل وتراجع مبيعات التجزئة.

وفي هذا السياق، أفادت وزارة العمل الأميركية، الأربعاء بأن عدد المتقدمين بطلبات إعانات البطالة انخفض خلال الأسبوع المنتهي في 20 ديسمبر (كانون الأول) بمقدار 10 آلاف طلب، ليصل إلى 214 ألف طلب، مقارنة بـ224 ألفاً في الأسبوع السابق. وجاء هذا الرقم دون توقعات المحللين الذين استطلعت آراءهم شركة «فاكت سيت»، والبالغة 232 ألف طلب، ما يشير إلى استمرار متانة سوق العمل نسبياً، رغم بعض إشارات الضعف.

وعلى صعيد الشركات، قفزت أسهم شركة «داينافاكس تكنولوجيز» بنسبة 38 في المائة عقب إعلان شركة «سانوفي» الفرنسية للأدوية استحواذها على شركة اللقاحات الأميركية، ومقرها كاليفورنيا، في صفقة بلغت قيمتها 2.2 مليار دولار.

وستضيف «سانوفي» لقاحات «داينافاكس» المضادة لالتهاب الكبد الوبائي (ب) إلى محفظتها، إلى جانب لقاح قيد التطوير ضد الهربس النطاقي، في حين لم تسجل أسهم «سانوفي» تغيراً يُذكر في تعاملات ما قبل الافتتاح.

أما في الأسواق العالمية فقد تباين أداء الأسهم الأوروبية بين ارتفاعات محدودة وتراجعات طفيفة، بينما سادت حالة من الهدوء في الأسواق الآسيوية؛ إذ ارتفع مؤشر «هونغ كونغ» بنسبة 0.2 في المائة، في مقابل تراجع مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 0.1 في المائة.


«أكوا باور» ترفع ملكيتها في «الشعيبة للمياه والكهرباء» إلى 62 %

مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«أكوا باور» ترفع ملكيتها في «الشعيبة للمياه والكهرباء» إلى 62 %

مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
مقر شركة «أكوا باور» السعودية في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

وقّعت شركة «أكوا باور» اتفاقية شراء أسهم «إس بي إيه» للاستحواذ على كامل حصة شركة المياه والكهرباء القابضة «بديل» – التابعة لصندوق الاستثمارات العامة – في شركة الشعيبة للمياه والكهرباء، والبالغة 32 في المائة من رأس المال.

وأفادت «أكوا باور»، في بيان على «تداول السعودية»، بأن أصول شركة الشعيبة تضم قدرات لتوليد الكهرباء تبلغ 900 ميغاواط، وطاقة لتحلية المياه تصل إلى 880 ألف متر مكعب يومياً.

وقالت الشركة إنها تعد حالياً مساهماً غير مباشر في «الشعيبة للمياه والكهرباء»، مشيرة إلى أن الصفقة سترفع ملكيتها من 30 في المائة إلى 62 في المائة.

وذكرت أن المشروع ينطوي على مخاطر تشغيلية محدودة، ويتمتع بتدفقات نقدية متعاقد عليها حتى عام 2030، ما يُتوقع أن ينعكس بمساهمة إضافية في أرباح «أكوا باور» وتدفقاتها النقدية.

وبحسب البيان، يتم تنفيذ الاستحواذ عبر شركة «الواحة للمشروعات» المملوكة بالكامل لـ«أكوا باور»، على أن تبلغ قيمة الصفقة 843.32 مليون ريال (224.8 مليون دولار) قبل أي تعديلات متفق عليها لسعر الشراء.

وأوضحت «أكوا باور» أن إتمام الصفقة يظل مشروطاً باستيفاء الشروط المسبقة الواردة في اتفاقية شراء الأسهم، بما في ذلك الحصول على جميع الموافقات التنظيمية اللازمة.

ولفتت الشركة إلى أن «الشعيبة للمياه والكهرباء» تُعد أول مشروع مستقل لإنتاج المياه والكهرباء في السعودية، وبدأ تشغيله عام 2010 بالقدرات نفسها المعلنة حالياً: 900 ميغاواط للكهرباء و880 ألف متر مكعب يومياً للتحلية.

وأكدت أن الصفقة ستسهم في زيادة صافي الدخل المتكرر والتدفقات النقدية الحرة لحملة الأسهم، مبينة أن الطرف البائع هو «بديل» التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، التي تُعد كذلك أكبر مساهم في «أكوا باور».

وتعد هذه الصفقة جزءاً من استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة في سياق التزامه بتمكين القطاع الخاص بوصفه ركيزة أساسية لدعم تنويع الاقتصاد الوطني، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030».

كما تنسجم هذه الصفقة مع استراتيجية الصندوق الهادفة إلى استقطاب استثمارات القطاع الخاص محلياً وعالمياً إلى شركات محفظته، بما يسهم في تعظيم قيمتها وإطلاق كامل قدراتها، إلى جانب مواصلة دوره في دفع جهود التحول الاقتصادي للسعودية وتحقيق عوائد مستدامة على المدى الطويل.