ترمب يتوعد وموسكو تؤكد أن العقوبات لن تجبرها على تغيير مسارها

قادة أوروبيون يتوافدون على واشنطن لمناقشة إجراءات ضد روسيا

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
TT

ترمب يتوعد وموسكو تؤكد أن العقوبات لن تجبرها على تغيير مسارها

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث للصحافيين بعد نزوله من طائرة الرئاسة في 7 سبتمبر (أيلول) 2025 في قاعدة «أندروز» المشتركة بولاية ماريلاند (أ.ف.ب)

أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، استعداده لتصعيد العقوبات على روسيا، مهدداً بمرحلة ثانية من العقوبات، في أعقاب ما وصفه المسؤولون الأوكرانيون بأنه أكبر هجوم جوي روسي منذ بداية الغزو في عام 2022، الذي أدى إلى أضرار بمبنى حكومي رئيسي في كييف.

وقال ترمب للصحافيين مساء الأحد، إنه مستعد للمرحلة الثانية من العقوبات، من دون أن يعطي تفاصيل عن طبيعة العقوبات، أو الدول التي سيتم استهدافها بعقوبات لشرائها النفط الروسي. وأضاف ترمب أنه «غير راضٍ» عن استمرار الحرب، لكنه أعرب مجدداً عن ثقته في إمكانية وقف الحرب، وقال: «سنقوم بحل الوضع في أوكرانيا وروسيا»، وشدد على أنه سينهي الحرب، وإلا فسوف يكون هناك ثمن باهظ. ويخطط الرئيس ترمب للحديث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الثلاثاء، ويخطط أيضاً للحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد خرجت تصريحات روسية رافضة لتغيير المسار الروسي في الحرب، حيث أعلن الكرملين يوم الاثنين، أن فرض أي عقوبات أميركية لن يجبر روسيا على تغيير مسارها في الحرب. وصرح المتحدث دميتري بيسكوف بأن العقوبات لن تجبر الاتحاد الروسي على تغيير موقفه الثابت، وأن العقوبات الغربية أثبتت عدم جدواها في الضغط على روسيا.

وأوضح المتحدث باسم الكرملين أن روسيا تفضل تحقيق أهدافها بالطرق السياسية والدبلوماسية، وقال: «بما أن أوروبا وكييف لا ترغبان في الانخراط، فإن روسيا ستواصل العملية العسكرية الخاصة»، وأشار بيسكوف إلى نمو الاقتصاد الروسي بوتيرة أسرع من اقتصاديات دول مجموعة السبع، وصموده أمام التوقعات الغربية بانهياره.

مواقف ترمب المتذبذبة

وتظهر التطورات الأخيرة تشاؤماً مزداداً بالبيت الأبيض، وعدم القدرة على التوصل إلى حل سريع مع جهود الوساطة التي تزداد صعوبة، وأدى ذلك إلى انتقادات ما بين اتهام الإدارة بالتحلي عن أوكرانيا وإجبارها على الاستسلام لمطالب بوتين، وبين الانتقاد لانحياز ترمب لصالح بوتين وإضفاء الشرعية على العدوان الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرأس اجتماعاً بشأن تطوير صناعة بناء المحركات (أ.ب)

وقد ازدادت الشكوك في الموقف الأميركي، حيث وصف البعض تهديدات ترمب بأنها «فارغة» ومتذبذبة لتجنب إعلانه الفشل في الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب كما وعد، فيما يشير محللون إلى أن ترمب تأخر في تنفيذ العقوبات، ربما للحفاظ على النفوذ في المحادثات مع بوتين حتى اللحظة الأخيرة. فيما طالب خبراء بخطوة حاسمة لمصادرة الأصول الروسية، وفرض عقوبات فورية ورفع تمويل دفاع أوكرانيا، خصوصاً أن استمرار الهجمات الروسية على أوكرانيا يشير بوضوح إلى أن بوتين غير منزعج من التهديدات.

وتقول كيمبرلي دونوفان، الباحثة بـ«مجلس أتلانتيك»، إن الرئيس الأميركي في وضع جيد لإحلال السلام في أوكرانيا، لكن إدارته بحاجة إلى التسلح بأفضل الأدوات، ونصحت بممارسة أقصى قدر من الضغط على الرئيس بوتين، من خلال فرض عقوبات نفطية ومصادرة الأصول الروسية. ونصح مايكل ماكفول السفير الأميركي السابق لدى روسيا، بفرض عقوبات استباقية على روسيا، للتأكيد على أن الوقت ليس في صالح بوتين.

وقد أطلق ترمب سلسلة من التحذيرات لروسيا، معطياً مهلة زمنية تلو الأخرى، وهدد بفرض عقوبات إذا لم يتم إحراز تقدم نحو السلام. وعكست تصريحات ترمب خلال الشهرين الماضيين، مواقف متذبذبة، حيث أقر بأن العقوبات قد لا تؤدي إلى وقف الصراع فوراً، لكنها قد تجبر على التفاوض، ثم عاد مرة أخرى إلى التهديد بفرض العقوبات.

وقد تغير موقف ترمب في أعقاب قمة ألاسكا الشهر الماضي، وتراجع عن مطلب وقف إطلاق النار الفوري، واختار بدلاً منه اتفاق سلام شاملاً يتضمن الاعتراف بالسيطرة الروسية على أراضٍ محتلة؛ مثل شبه جزيرة القرم، وإنشاء منطقة منزوعة السلاح تراقبها القوات الأوروبية، ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسي، مع السماح لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول 2030.

وتحرص إدارة ترمب على عدم التدخل المباشر، وتطالب أوروبا بتقديم الضمانات الأمنية، وتمويل إعادة الإعمار بما يصل قيمته إلى 468 مليار دولار، وطرح ترمب فكرة تقديم مساعدات أميركية لضمان أمن أوكرانيا، ووعد روسيا برفع العقوبات المفروضة عنها إذا وافقت على الاتفاق، إضافة إلى استئناف العلاقات الاقتصادية.

ويقول المحللون إن اتفاق السلام لإنهاء الحرب يتوقف على قضيتين رئيسيتين؛ الأولى تتعلق بتقسيم الأراضي، والثانية تتعلق بالهيكل المستقبلي للأمن الأوكراني، وكلاهما محفوف بالتعقيدات القانونية والسياسية. وفيما يتعلق بالأرض، تقول أوكرانيا إن دستورها يمنعها من التنازل عن أي أرض. كما لا يمكنها إجراء استفتاء أو انتخابات لحل هذه القضية في ظل الأحكام العرفية المفروضة عليها بسبب الغزو الروسي، لكن روسيا ترفض الموافقة على وقف إطلاق النار.

وفيما يتعلق بالأمن، تسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات قوية ضد أي عدوان روسي مستقبلي، بما في ذلك نشر قوات حفظ سلام غربية على الأرض. لكن روسيا استبعدت الموافقة على وجود قوات غربية في أوكرانيا، خصوصاً قوات حلفاء «الناتو».

قادة أوروبيون إلى واشنطن

وأشار ترمب إلى زيارات يقوم بها القادة الأوروبيون إلى العاصمة واشنطن. وقد صرح رئيس مجلس الاتحاد الأوربي أنطونيو كوستا، بأن عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي يجري تنسيقها بشكل وثيق مع الولايات المتحدة.

من جانبه، قال كيفن هاسيت مدير المجلس الاقتصادي بالبيت الأبيض، إنه في أعقاب ازدياد الهجمات الروسية، فإنه سيكون هناك كثير من النقاشات اليوم وغداً، حول مستوى العقوبات وتوقيتها. فيما أشار وزير الخزانة الأميركي إلى إمكانية زيادة العقوبات على الدول التي تشتري النفط الروسي، من خلال حث الدول الأوروبية على الانضمام للولايات المتحدة في فرض عقوبات ثانوية لإجبار روسيا على التفاوض.

وتنتقد إدارة ترمب قيام عدد من الدول بالاتحاد الأوروبي بشراء الغاز الروسي من روسيا بشكل مباشر، إضافة إلى شراء منتجات نفطية من الهند مصنوعة من النفط الروسي، وهو ما أشار إليه سكوت بيسنت وزير الخزانة بأنه يتوجب على الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات عقابية على الهند. وقال بيسنت لقناة «إن بي سي» الأميركية، إنه إذا استطاعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فرض عقوبات وتعريفات جمركية ثانوية على الدول التي تشتري النفط الروسي، فسوف ينهار الاقتصاد الروسي تماماً، وهذا سيدفع الرئيس بوتين إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: «نحن مستعدون لفرض العقوبات على روسيا، لكننا بحاجة لأن يقوم الأوروبيون بذلك أيضاً».

زيلينسكي الغاضب

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت في أوزهورود - أوكرانيا - الجمعة 5 سبتمبر 2025 (أ.ب)

وفي تصريحات لشبكة «إيه بي سي» يوم الأحد، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عن غضبه واستيائه من استمرار الهجمات الروسية على بلاده، مشيراً إلى أن قمة ألاسكا حققت لبوتين ما أراد. وأبدى زيلينسكي شكوكه في أن يقبل بوتين بعقد لقاء مباشر معه، وقال إن الرئيس الروسي يقترح شروطاً للاجتماع لا يمكنه قبولها، وإن بوتين «يتلاعب بالولايات المتحدة». وانتقد الرئيس الأوكراني قيام الأوروبيين بشراء النفط والغاز الروسي، وطالب بالتوقف عن شراء أي نوع من الطاقة من روسيا.

وفي أعقاب الهجمات الروسية، نشر زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي مشيراً إلى أن روسيا أصبحت أكثر جرأة في الهجوم على بلاده، وقال: «هذه إشارة واضحة إلى أن بوتين يختبر العالم، فهل سيقبل العالم بذلك؟».


مقالات ذات صلة

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

أعلن دونالد ترمب الاثنين إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه، وهي خطوة غير معتادة بالنسبة إلى رئيس في منصبه.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب) play-circle

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «الرحيل».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) (رويترز)

البنتاغون: الصين ربما حمّلت نحو 100 صاروخ باليستي عابر للقارات في مواقع إطلاق

ذكرت مسودة تقرير لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) سلطت الضوء على طموحات الصين العسكرية الكبيرة أن بكين حمّلت على الأرجح ما يربو على 100 صاروخ باليستي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي إنزال الأمن السوري حمولة صواريخ «غراد» بمحافظة حمص في سيارة معدة للتهريب باتجاه الحدود اللبنانية (أرشيفية - الداخلية السورية)

واشنطن تتدخل لتهدئة الاشتباكات بين «قسد» والأمن السوري

تقارير: إيران ليس لديها أي تردد في إبرام ترتيبات تكتيكية مع الجماعات المتطرفة مثلما حدث مع تنظيم «القاعدة» و«طالبان»، وقد تتبنى هذا التكتيك في سوريا مع «داعش».

هبة القدسي (واشنطن)
أفريقيا وزير الإعلام النيجيري محمد إدريس (رويترز)

نيجيريا تعلن حل الخلاف الدبلوماسي مع واشنطن

أعلنت الحكومة النيجيرية أن الخلاف الدبلوماسي مع الولايات المتحدة الذي هدد فيه دونالد ترمب بالتدخل العسكري قد تم حلّه إلى حد كبير.

«الشرق الأوسط» (أبوجا)

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
TT

ترمب يطلق مدمرة جديدة تحمل اسمه: نُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات

الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه (أ.ف.ب)

أعلن دونالد ترمب الاثنين إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية التي ستحمل اسمه، وهي خطوة غير معتادة بالنسبة إلى رئيس في منصبه، كما كشف أن بلاده تُصنّع 15 غواصة و3 حاملات طائرات
وأكد الرئيس الأميركي خلال مؤتمر صحافي من مقر إقامته في مارالاغو في ولاية فلوريدا أن تلك السفينة ستكون «أكبر سفينة حربية في تاريخ بلادنا، وأكبر سفينة حربية تم بناؤها في تاريخ العالم على الإطلاق».

وأضاف ترمب أن ‌البحرية الأميركية ‌تعتزم البدء ‌في ⁠بناء ​طراز ‌جديد من السفن الحربية التي وصفها بأنها ستكون أكبر ⁠وأسرع وأقوى ‌100 ‍مرة ‍من أي ‍بارجة حربية سابقة شيدتها الولايات المتحدة. وأضاف ترمب ​أن المشروع سيبدأ ببناء سفينتين ⁠حربيتين من هذا النوع، قبل أن يتوسع لاحقا ليشمل 20 إلى 25 سفينة جديدة.


وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
TT

وزيرة الأمن الداخلي الأميركية: على مادورو «الرحيل»

وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)
وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم خلال جلسة استماع أمام لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب في مبنى الكابيتول في واشنطن يوم الخميس 11 ديسمبر 2025 (أ.ب)

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية، كريستي نويم، يوم الاثنين، إن على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو «الرحيل»، في واحد من أوضح المؤشرات حتى الآن على أن واشنطن تسعى إلى تغيير القيادة في كراكاس.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، في وقت سابق هذا الشهر، فرض حصار على سفن نفط خاضعة للعقوبات تبحر من فنزويلا وإليها، وقد صادرت القوات الأميركية سفينتين وطاردت ثالثة حتى الآن.

وفي إشارة إلى تلك الخطوات، قالت نويم، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، إن «الأمر لا يقتصر على اعتراض هذه السفن، بل إننا نبعث أيضاً برسالة إلى العالم مفادها أن النشاط غير القانوني الذي يشارك فيه مادورو لا يمكن أن يستمر، وعليه الرحيل»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وكثّفت واشنطن هذا العام ضغوطها على مادورو بوسائل أخرى، متهمةً إياه بقيادة ما يُعرف بـ«كارتل الشمس»، الذي صنفته «منظمة إرهابية لتهريب المخدرات»، كما عرضت مكافأة قدرها 50 مليون دولار مقابل معلومات تؤدي إلى توقيفه.

كما حشدت الولايات المتحدة أسطولاً ضخماً من السفن الحربية في البحر الكاريبي، بينها أكبر حاملة طائرات في العالم، ونفذت في الأسابيع الأخيرة طلعات متكررة لطائرات عسكرية بمحاذاة السواحل الفنزويلية.

ونفذت القوات الأميركية أيضاً سلسلة ضربات استهدفت قوارب تشتبه واشنطن بضلوعها في تهريب المخدرات في الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، أسفرت عن تدمير نحو 30 سفينة ومقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص.

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يحمل سيفاً كان ملكاً لإيزيكيل زامورا وهو جندي فنزويلي وقائد الفيدراليين في الحرب الفيدرالية فيما يخاطب أنصاره خلال مسيرة لإحياء ذكرى معركة سانتا إينيس في اليوم نفسه الذي مُنحت فيه زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو جائزة «نوبل للسلام» لعام 2025 في النرويج... وذلك في كاراكاس بفنزويلا يوم 10 ديسمبر 2025 (رويترز)

غير أن الحكومة الأميركية لم تقدم أدلة قاطعة تُظهر أن السفن المستهدفة كانت تنقل مخدرات، فيما اعتبر خبراء في القانون الدولي أن هذه الضربات على الأرجح «غير قانونية».

وتصر إدارة ترمب على أن هدف هذه الضربات هو كبح التهريب، لكن كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز قالت لمجلة «فانيتي فير»، إن الضربات تهدف إلى ممارسة الضغط على فنزويلا، موضحة أن الرئيس الأميركي «يريد الاستمرار في تفجير القوارب إلى أن يرضخ مادورو».

اقرأ أيضاً


بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحرية

مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
TT

بنما: ناقلة مرتبطة بفنزويلا اعترضتها أميركا لم تتبع القواعد البحرية

مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)
مروحية عسكرية أميركية تحلق فوق ناقلة النفط «سنتشريرز» التي ترفع علم بنما والتي اعترضها خفر السواحل الأميركي (رويترز)

قال وزير خارجية ​بنما، خافيير مارتينيز آشا، اليوم الاثنين، إن ناقلة النفط التي اعترضتها الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة ‌لم تحترم القواعد ‌البحرية للدولة ‌الواقعة ⁠في ​أميركا ‌الوسطى.

ووفقاً لـ«رويترز»، أضاف في مقابلة تلفزيونية أنها فصلت جهاز الإرسال والاستقبال في أثناء إبحارها خارج المياه الفنزويلية ⁠وهي تحمل شحنة من ‌النفط الخام. وأشار إلى ‍أن ‍بنما ستتخذ الإجراءات ‍اللازمة وفقاً لذلك. ولم يخض في مزيد من التفاصيل.

ويمكن لأي دولة تقدم ​علمها لسفينة أضيفت رسمياً إلى سجلها أن تلغي تسجيل ⁠السفينة إذا قرر التحقيق أنها لم تتبع القواعد البحرية.

وكانت ناقلة النفط العملاقة «سنتشريرز»، التي استهدفها خفر السواحل الأميركي يوم السبت بعد مغادرتها فنزويلا، ‌ترفع علم بنما.