«الوحدة» الليبية تتجاوز «توترات طرابلس» وتُعزز تعاونها العسكري مع روما

«مجلس الأمن» يُعرب عن «قلقه» من المناخ الأمني «الهش» بالعاصمة

وزير الدفاع الإيطالي يترأس اجتماعاً يضم مسؤولين من حكومة «الوحدة» (منصة حكومتنا التابعة لـ«الوحدة»)
وزير الدفاع الإيطالي يترأس اجتماعاً يضم مسؤولين من حكومة «الوحدة» (منصة حكومتنا التابعة لـ«الوحدة»)
TT

«الوحدة» الليبية تتجاوز «توترات طرابلس» وتُعزز تعاونها العسكري مع روما

وزير الدفاع الإيطالي يترأس اجتماعاً يضم مسؤولين من حكومة «الوحدة» (منصة حكومتنا التابعة لـ«الوحدة»)
وزير الدفاع الإيطالي يترأس اجتماعاً يضم مسؤولين من حكومة «الوحدة» (منصة حكومتنا التابعة لـ«الوحدة»)

تجاوزت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التوترات التي تعيشها العاصمة طرابلس، ومضت لتعزيز تعاونها العسكري مع السلطات الإيطالية، في حين دعا مجلس الأمن الدولي الأطراف الليبية لدعم «الخريطة الأممية».

ولا تزال الأوضاع الأمنية في العاصمة تُراوح مكانها، في ظل حالة استنفار بين قوات «الوحدة» والداعمين لها، وعناصر «جهاز الردع» والموالين له.

وأعلنت حكومة «الوحدة»، الخميس، عن اجتماع ثلاثي، عُقد في العاصمة الإيطالية روما بين وكيلها لوزارة الدفاع عبد السلام زوبي، ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، ورئيس جهاز المخابرات الإيطالي.

من حفل استقبال وفد حكومة «الوحدة» في روما (الوحدة)

وقالت الحكومة إن الاجتماع «بحث أوجه العلاقات الثنائية بين ليبيا وإيطاليا؛ وسُبل تعزيز التعاون العسكري والأمني، مع التركيز على تطوير القدرات العسكرية لوزارة الدفاع»، بالإضافة إلى «دعم جهود التنسيق الأمني، وتعزيز التعاون في مجالات التدريب، ورفع كفاءة الكوادر العسكرية»، مضيفة أن النقاشات تناولت أيضاً «قضايا الأمن الإقليمي، وأمن المتوسط؛ إلى جانب عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك؛ بما يعكس حرص الجانبين على توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية».

ونقلت الحكومة تأكيد الجانبين «أهمية استمرار التنسيق والتشاور، بما يخدم المصالح المشتركة، ويدعم جهود الأمن والاستقرار في المنطقة، ويُعزز عمق التعاون العسكري والأمني بين ليبيا وإيطاليا».

من حفل تخريج «الكتيبة الثالثة مشاة» التابعة لقوات غرب ليبيا (رئاسة الأركان)

في غضون ذلك، نظّمت المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، (الخميس)، حفلاً عسكرياً بمناسبة تخريج الدورة التدريبية لـ«الكتيبة الثالثة مشاة»، التابعة لـ«اللواء 62 مجحفل»، بحضور معاون رئيس الأركان آمر المنطقة العسكرية بالساحل الغربي، صلاح النمروش.

وشهد الحفل، الذي نقلته رئاسة الأركان بغرب ليبيا، الخميس، عروضاً ميدانية للمهارات القتالية والعسكرية، قدّمها خريجو الدورة؛ حيث أظهروا من خلالها أعلى درجات الانضباط والدقة والجاهزية القتالية.

وتحدّث النمروش أمام الحضور عن «الجهود المبذولة» في إعداد وتدريب الكتيبة الثالثة مشاة، مثمّناً «دور فريق التدريب التركي، وآمر الكتيبة وكل المشرفين على الدورة». ودعا الخريجين إلى أن يكونوا «قدوة في الانضباط وروح الفريق؛ والبقاء على استعداد دائم لحماية الوطن والدفاع عن سيادته».

«الكتيبة الثالثة مشاة» التابعة لـ«اللواء 62 مجحفل» (رئاسة الأركان)

وفي غضون ذلك، وفيما ترابط المدرعات العسكرية والقوات التابعة للطرفين خلف خطوط التماس، تسارع المبعوثة الأممية إلى تفعيل «خريطة الطريق» السياسية لكسر الجمود القائم ووضع البلاد على مسار الانتخابات.

وفي السياق نفسه، أعادت البعثة الأممية، الخميس، نشر بيان ترحيب «مجلس الأمن» بإحاطة المبعوثة هانا تيتيه، التي قدّمتها في 21 أغسطس (آب) 2025، معلنة خلالها إطلاق «خريطة الطريق» الخاصة بالعملية السياسية.

ودعا أعضاء مجلس الأمن «أصحاب الشأن» من المؤسسات الليبية العمل على «حلول وسط»، تكفل إحراز تقدم في عملية بقيادة وملكية ليبية، تحت رعاية البعثة و«بشكل كامل وشفاف، وبنيات صادقة دون إملاء شروط مسبقة»، مجددين دعوتهم للمجتمع الدولي لتقديم الدعم لهذه العملية.

ورحّب أعضاء مجلس الأمن بإعادة إحياء لجنة المتابعة الدولية بشأن ليبيا، المعروفة باسم «عملية برلين»؛ وشجعوا على مواصلة تطورها والمضي قدماً. مشيرين إلى «مدى أهمية التقدم نحو توحيد جميع المؤسسات، بما فيها المؤسسات العسكرية والأمنية».

هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي في 21 أغسطس الماضي (البعثة الأممية)

وأعرب أعضاء مجلس الأمن عن «قلقهم» إزاء «المناخ الأمني الهش» في ليبيا، مشددين على «أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في عموم ليبيا». ونصحوا الأطراف الليبية بـ«احترام اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 2020؛ والنأي عن أي أفعال أحادية الجانب، قد تُهدد الوضع الأمني الهش وأمن المدنيين».

كما شدّد أعضاء مجلس الأمن على أهمية إسراع جميع الأطراف الليبية لإحراز تقدم ملموس، وصولاً إلى ديمومة للسلام والاستقرار والأمن من أجل الشعب الليبي. كما أكّدوا احترامهم لسيادة ليبيا واستقلالها، وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية.

وبخصوص الموازنة العامة، دعا الأعضاء المؤسسات المعنية «للاضطلاع باتخاذ الخطوات اللازمة الكفيلة بوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات المالية، وإعداد ميزانية موحدة تكفل استقرار النظام المالي لليبيا لصالح الليبيين كافة».

كما تطرّق أعضاء مجلس الأمن إلى المجالس المحلية، ورحبوا باستكمال انتخابات المجالس البلدية، التي أنجزت مؤخراً في 34 بلدية في ليبيا، مشيدين بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات على جهودها، ومشددين «على أهمية ضمان مشاركة المرأة في العملية على نحو تام، يتحرّى المساواة والفاعلية والأمان».

المنفي ملتقياً المبعوثة الأممية في الثالث من سبتمبر الحالي (المجلس الرئاسي الليبي)

وكانت هانا تيتيه قد بحثت مع محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، الذي يُجري زيارة رسمية إلى الجزائر، مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية في طرابلس، والتحديات التي تواجه جهود التهدئة والتسوية السياسية في البلاد.

وقال مكتب المنفي، مساء الأربعاء، إنه التقى نائبة هانا تيتيه للشؤون السياسية، ستيفاني خوري، لبحث مجمل الأوضاع في طرابلس، على خلفية التوترات التي تشهدها العاصمة.

وأعربت هانا تيتيه، حسب بيان البعثة، عن «تقديرها لجهود» المجلس الرئاسي؛ ولجنتي «الترتيبات الأمنية» و«العسكرية» ولجنة «الهدنة»، في التوسط لإيجاد حل سلمي للوضع الراهن في طرابلس.

وانتهت هانا تيتيه مؤكدة «دعمها المتواصل» لجميع جهود الوساطة الجارية للتهدئة في طرابلس، وجددت «استعداد البعثة لتقديم مزيد من المساعدة لاستكمال الاتفاق ودعم تنفيذه».


مقالات ذات صلة

مشاورات بين الدبيبة والمنفي لتعيين رئيس أركان جديد لجيش غرب ليبيا

شمال افريقيا من حفل استقبال الحداد في أنقرة قبل ساعات من مقتله (وزارة الدفاع التركية)

مشاورات بين الدبيبة والمنفي لتعيين رئيس أركان جديد لجيش غرب ليبيا

بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» في غرب ليبيا عبد الحميد الدبيبة مشاورات مكثفة لتعيين رئيس جديد لهيئة أركان الجيش

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا محمد الحداد في مكتبه برئاسة أركان قوات الوحدة (أرشيفية - رئاسة الأركان)

مصرع الحداد... نهاية مفجعة لقائد عسكري تبنى «وحدة الجيش» الليبي

طوى تحطم طائرة في تركيا الثلاثاء الفصل الأخير من مسيرة رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية غرب ليبيا، منهياً على نحو صادم حياة قائد تبنى وحدة الجيش

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا  رئيس «الأعلى للدولة» محمد تكالة متحدثاً في إحدى الجلسات (الصفحة الرسمية للمجلس)

ترقب ليبي لـ«آلية أممية بديلة» تفك الجمود السياسي

تباينت التوقعات السياسية في ليبيا حول ملامح «الآليات البديلة» التي قد تقترحها مبعوثة الأمم المتحدة هانا تيتيه للتعامل مع الأجسام السياسية خصوصاً مجلسي النواب

علاء حموده (القاهرة)
شمال افريقيا مركز العد والإحصاء بمفوضية الانتخابات (مكتب المفوضية)

ليبيا: «مفوضية الانتخابات» تعتمد نتائج «مجالس بلدية»

اعتمدت مفوضية الانتخابات الليبية، الثلاثاء، نتائج المرحلة الثالثة من استحقاق المجالس البلدية، كما ألغت نتائج بعضها «بعد ثبوت خروقات ومخالفات».

خالد محمود (القاهرة)
خاص القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي المشير خليفة حفتر (إعلام القيادة العامة)

خاص «الوطني الليبي» يتجاهل مجدداً اتهامات بـ«التعاون» مع «الدعم السريع»

يرى محلل عسكري ليبي أن مطار الكفرة «منشأة مهمة تُستخدم لدعم القوات الليبية المنتشرة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وهو نقطة وصل بين شرق ليبيا وجنوبها»

علاء حموده (القاهرة)

مشاورات بين الدبيبة والمنفي لتعيين رئيس أركان جديد لجيش غرب ليبيا

من حفل استقبال الحداد في أنقرة قبل ساعات من مقتله (وزارة الدفاع التركية)
من حفل استقبال الحداد في أنقرة قبل ساعات من مقتله (وزارة الدفاع التركية)
TT

مشاورات بين الدبيبة والمنفي لتعيين رئيس أركان جديد لجيش غرب ليبيا

من حفل استقبال الحداد في أنقرة قبل ساعات من مقتله (وزارة الدفاع التركية)
من حفل استقبال الحداد في أنقرة قبل ساعات من مقتله (وزارة الدفاع التركية)

بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، ورئيس حكومة «الوحدة الوطنية» في غرب ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، مشاورات مكثفة لتعيين رئيس جديد لهيئة أركان قوات الجيش في غرب البلاد، عقب مصرع الفريق أول محمد الحداد في حادث تحطم طائرة مساء الثلاثاء، خلال رحلة عودته من تركيا، وفق ما أفاد به مصدر حكومي مطلع في العاصمة طرابلس.

وكان المنفي قد أصدر قراراً بتكليف الفريق صلاح النمروش، معاون رئيس الأركان العامة، بتولي مهام رئاسة الأركان بصفة مؤقتة، إلى حين تسمية خلف دائم للحداد. وقال مصدر حكومي في غرب ليبيا لـ«الشرق الأوسط» إن حادث تحطم طائرة الفريق الحداد «سيفتح الباب أمام تغيير مرتقب في هيكل قيادة المؤسسة العسكرية في الغرب»، مشيراً إلى أن «مشاورات مكثفة تجري حالياً بين المنفي والدبيبة للتوافق على اسم الرئيس الجديد للأركان».

آخر اجتماع رسمي حضره الحداد في طرابلس (الوحدة)

وأوضح المصدر، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، أن دائرة الترشيحات المحتملة لخلافة الحداد تضم كلاً من الفريق صلاح النمروش، وقائد المنطقة العسكرية بالجبل الغربي التابعة للمجلس الرئاسي اللواء أسامة الجويلي، إلى جانب اللواء محمد موسى، آمر المنطقة العسكرية الوسطى.

وكان المنفي قد قال في تصريحات بثتها قناة «ليبيا الأحرار» الثلاثاء، إن «النمروش سيتولى مهام رئاسة الأركان بشكل مؤقت، إلى حين تسمية رئيس جديد خلفاً للفريق أول محمد الحداد».

في السياق ذاته، نعى المجلس الرئاسي الليبي الفريق أول محمد الحداد، الذي لقي حتفه إثر تحطم طائرته قرب أنقرة، معلناً الحداد الرسمي في البلاد لمدة ثلاثة أيام، تُنكس خلالها الأعلام في جميع مؤسسات الدولة، وتُعلق المظاهر الاحتفالية والرسمية.

وعمّت مشاعر الصدمة الأوساط الليبية، رغم الانقسامين السياسي والعسكري بين شرق البلاد وغربها، إذ أعلن كل من حكومة «الوحدة الوطنية» في غرب البلاد، والحكومة المكلفة من مجلس النواب (شرق البلاد) الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في عموم البلاد. كما أعرب رئيس مجلس النواب عقيلة صالح عن خالص تعازيه وصادق مواساته في وفاة الحداد والفيتوري ومرافقيهما، مؤكداً أن الحادث يمثل «خسارة كبيرة للمؤسسة العسكرية».

وجاء ذلك عقب نعي القائد العام للجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، للفريق أول محمد الحداد، واصفاً إياه بأنه «أحد رجالات المؤسسة العسكرية، الذين أدوا واجبهم العسكري بكل تفانٍ ومسؤولية، وتحملوا الأمانة في مراحل دقيقة من تاريخ الوطن، وأعلوا المصلحة الوطنية على أي اعتبارات أخرى».

عقيلة صالح أكد أن مقتل الحداد يمثل «خسارة كبيرة للمؤسسة العسكرية» (النواب)

في سياق ذلك، أعلنت وسائل إعلام محلية ليبية وصول وفد من حكومة «الوحدة الوطنية» إلى موقع تحطم الطائرة في منطقة هايمانا جنوب أنقرة، فيما أكدت السفارة الليبية في تركيا الاتفاق مع السلطات التركية على تحديد نقطة اتصال مباشرة لتنسيق العمل، ومباشرة التحقيقات فوراً من موقع الحادث.

من جانبه، أفاد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا بوصول وفد ليبي يضم 22 شخصاً، من بينهم خمسة من ذوي ركاب الطائرة إلى أنقرة لمتابعة تطورات الحادث، بالتزامن مع إجراء التحاليل اللازمة للتثبت من هوية الضحايا، بعد العثور على الصندوق الأسود للطائرة.

وأوضح السفير الليبي لدى تركيا، مصطفى القليب، من موقع الحادث أن الطائرة سقطت في منطقة وعرة التضاريس وبعيدة عن المناطق المأهولة بالسكان.

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن «حزنها العميق إزاء حادث تحطم الطائرة المأسوي، الذي أودى بحياة الفريق أول محمد الحداد وزملائه أثناء عودتهم من مهمة رسمية إلى أنقرة». كما نعت البعثة الفريق الفيتوري غريبيل، رئيس أركان القوات البرية وعضو اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، مشيرة إلى دوره المحوري في التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار عام 2020، إلى جانب مرافقيه.

وأشادت البعثة الأممية بما وصفته «الخدمات المخلصة التي قدمها الحداد خلال فترة عمله»، مؤكدة أنه كان «مدافعاً قوياً عن توحيد المؤسسات العسكرية والمدنية، وعن السلام والاستقرار، واضعاً المصلحة الوطنية فوق كل الاعتبارات»، واصفة إياه بأنه «ضابط مهني ووطني غيور على بلاده».

المشير خليفة حفتر وصف الراحل محمد الحداد بأنه أحد رجالات المؤسسة العسكرية الذين أدوا واجبهم العسكري بكل تفانٍ ومسؤولية (الجيش الوطني)

بدوره، أعرب سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن تضامنه مع عائلات الضحايا، مشيداً «بالخدمة الوطنية المخلصة التي قدمها الحداد ورفاقه»، فيما قال السفير البريطاني مارتن رينولدز إن «الحداد خدم بلاده بتفانٍ ورؤية ثاقبة»، مقدماً تعازيه للشعب الليبي باسم المملكة المتحدة.

ويُعد محمد الحداد من أبرز القادة العسكريين في مرحلة ما بعد الحرب على طرابلس (2019 - 2020)، حيث لعب دوراً محورياً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية الليبية من خلال اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5).

وكان المجلس الرئاسي قد عيّن الحداد رئيساً لهيئة أركان الجيش الليبي، التابع لحكومة «الوحدة الوطنية»، بعد ترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، حيث تسلم مهامه رسمياً في 17 سبتمبر (أيلول) 2020، خلفاً للفريق ركن محمد الشريف.


«قوات الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود التشادية

لاجئون سودانيون من دارفور يجلسون على الأرض أثناء عاصفة رملية في مخيم طولوم على مشارف بلدة إيريبا شرق تشاد - ٣٠ نوفمبر (رويترز)
لاجئون سودانيون من دارفور يجلسون على الأرض أثناء عاصفة رملية في مخيم طولوم على مشارف بلدة إيريبا شرق تشاد - ٣٠ نوفمبر (رويترز)
TT

«قوات الدعم السريع» تعلن سيطرتها على مناطق قرب الحدود التشادية

لاجئون سودانيون من دارفور يجلسون على الأرض أثناء عاصفة رملية في مخيم طولوم على مشارف بلدة إيريبا شرق تشاد - ٣٠ نوفمبر (رويترز)
لاجئون سودانيون من دارفور يجلسون على الأرض أثناء عاصفة رملية في مخيم طولوم على مشارف بلدة إيريبا شرق تشاد - ٣٠ نوفمبر (رويترز)

أعلنت «قوات الدعم السريع» الأربعاء إكمال سيطرتها على مناطق في شمال دارفور في غرب السودان على الحدود مع تشاد، ونشرت عناصر تابعة لها مقاطع مصورة تظهر انتشارها في عدد من البلدات، بينما لم يصدر أي تعليق بعد من الجيش السوداني بهذا الخصوص.

وقالت «قوات الدعم السريع» في بيان إن «قوات تأسيس» المتحالفة معها أحكمت سيطرتها على منطقتي أم قمرة، وأم برو أقصى غرب شمال دارفور، مضيفة أن هذه المناطق شهدت اعتداءات ممنهجة، وأعمال انتقام نفّذتها عناصر من الجيش و«القوة المشتركة»، المتحالفة معه، كانت تستهدف قيادات الإدارة الأهلية، وعدداً من المدنيين الأبرياء.

وأوضح البيان أن الهجوم جاء لإنهاء وجود الجيوب المسلحة في المنطقة، ووضع حد لعمليات الانتقام والفوضى. وأكدت «قوات الدعم السريع» نشرها فرقاً عسكرية لحماية المدنيين، وتأمين الطرقات، والأماكن العامة في محلية كرنوي، والمناطق المجاورة، بهدف إعادة الحياة إلى طبيعتها.

انتقادات واسعة لتحذيرات حاكم دارفور

وحذّر حاكم إقليم دارفور، رئيس حركة «جيش تحرير السودان»، مَنّي أركو مناوي، من هجوم وشيك لـ«قوات الدعم السريع» على محليات الطينة وكرنوي وأمبرو، وذلك قبيل ساعات من الهجوم، مشيراً إلى استعداد تلك القوات لشن عمليات عسكرية في المنطقة.

حاكم إقليم دارفور رئيس حركة «جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي (أ.ف.ب)

ودعا مناوي المواطنين إلى الدفاع عن أنفسهم وأراضيهم، قائلاً في منشور على صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك» ليل الثلاثاء: «تشبثوا بحقكم ودافعوا عن وجودكم... فالأرض التي لا يحميها أهلها تُسرق، والكرامة التي لا يُدافع عنها تُغتال».

وأثار هذا النداء انتقادات حادة من كيانات مدنية ونشطاء في إقليم دارفور، اعتبروا أن تصريحات مناوي تمثل دعوة مباشرة لزجّ المدنيين في مواجهة غير متكافئة مع «قوات الدعم السريع» التي تتمتع بتفوق واضح في العتاد، والقوة البشرية. وتساءلوا لماذا انسحبت قوات الحركات المشتركة، ولم تدافع عن المنطقة. وشنت «قوات الدعم السريع» في الساعات الأولى من صباح الأربعاء هجوماً متزامناً على بلدتي الطينة وكرنوي، دون اشتباكات تُذكر مع «القوة المشتركة» لحركات الكفاح المسلح التي كانت قد انسحبت من المنطقة في وقت سابق.

وبسيطرة «قوات الدعم السريع» على الجزء السوداني من المناطق الحدودية المشتركة مع تشاد تكون قد بسطت نفوذها على حدود السودان مع كل من ليبيا، وتشاد، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان.

وخلال الأشهر الماضية، شهدت بلدة أبو قمرة التابعة لمحلية كرنوي، والمجاورة للحدود التشادية، تدفقاً كثيفاً لآلاف النازحين القادمين من مدينة الفاشر والمخيمات المحيطة بها. وعقب سيطرة «قوات الدعم السريع» على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، انسحبت أعداد كبيرة من قوات الجيش و«القوة المشتركة» إلى مناطق نفوذ قبيلة الزغاوة على الحدود مع تشاد.

وتتبع «قوات تأسيس» لتحالف السودان التأسيسي، الذي تشكّل أساساً من «قوات الدعم السريع»، ويضم حركات مسلحة منشقة عن حركات دارفور، إلى جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان–تيار عبد العزيز الحلو، وقوى سياسية ومدنية، وذلك عقب إعلان التحالف في كينيا خلال فبراير (شباط) الماضي.

وفي سياق متصل، شنّ الجيش السوداني، يوم الثلاثاء، ضربات جوية باستخدام مسيّرات حديثة استهدفت مواقع عسكرية تابعة لـ«قوات الدعم السريع» في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، التي تُعد مقراً للحكومة الموازية لتحالف «تأسيس».

وأفادت مصادر محلية لصحيفة «الشرق الأوسط» بسماع دوي انفجارات عنيفة هزّت أرجاء المدينة، في حين أكدت منصات إعلامية تابعة للجيش أن الغارات دمّرت منظومات الدفاع الجوي والتشويش الأرضية التي كانت توفر حماية كبيرة للمدينة، وسط تكتم من جانب «قوات الدعم السريع».

وفي تطور آخر، تأكد مقتل قائد «الفرقة 22 مشاة» التابعة للجيش السوداني في مدينة بابنوسة، اللواء الركن معاوية حمد عبد الله، خلال الهجوم الأول الذي شنته «قوات الدعم السريع» قبل سيطرتها على المدينة مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري. ورغم عدم صدور بيان رسمي من الجيش السوداني بشأن مقتل قائده، أفاد موقع رسمي تابع لحكومة الولاية الشمالية بأن حاكمها العسكري، عبد الرحمن عبد الحميد إبراهيم، قدّم واجب العزاء في الفقيد بمنطقة أنقري التابعة لمحلية البرقيق.


تركيا تعلن أن الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة «سيُحلّل في دولة محايدة»

عناصر الوفد الليبي خلال وصولهم إلى مكان تحطم الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
عناصر الوفد الليبي خلال وصولهم إلى مكان تحطم الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
TT

تركيا تعلن أن الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة «سيُحلّل في دولة محايدة»

عناصر الوفد الليبي خلال وصولهم إلى مكان تحطم الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)
عناصر الوفد الليبي خلال وصولهم إلى مكان تحطم الطائرة المنكوبة (أ.ف.ب)

أعلنت تركيا، الأربعاء، أن الصندوق الأسود الخاص بالطائرة، التي تحطمت مساء الثلاثاء قرب أنقرة وقتل جميع ركابها، بمن فيهم رئيس الأركان العامة للجيش الليبي وعدد من مرافقيه، سيُحلّل في دولة محايدة.

وحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، فقد أكد وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو عبر منصة «إكس»، أنه «سيجري تحليل مسجل الصوت، ومسجل بيانات الرحلة لتحديد سبب تحطم الطائرة في دولة محايدة»، بعد الفحص الأولي. مؤكداً أن نتائج فحص الصندوق الأسود وجهاز التسجيل للطائرة الليبية المنكوبة «ستعلن بشفافية».

من جهته، جدد وزير الداخلية التركي، الأربعاء، التأكيد أن الطائرة أبلغت بتعرضها لـ«عطل كهربائي» بعد نحو ربع ساعة من الإقلاع، قبل أن يفُقد الاتصال في منطقة هايمانا بعد عشرين دقيقة. لكن الخبير تولغا طوسون إينان من جامعة بهتشه شهير في إسطنبول، أكد للقناة التركية الخاصة «إن تي في»، أن عطلاً كهربائياً وحده لا يؤدي إلى توقف الطائرة كلياً. وأوضح أن «هناك عوامل عدة محفزة، بالإضافة إلى الظروف الجوية، يمكن أن تتسبب في الحادث». مشيراً إلى أن البيانات المستخرجة من الصندوق الأسود ستكشف ما حدث، ومؤكداً أن تحليلها قد يستغرق أشهراً عدة.