أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، «إدراك ما يحاك ضد بلاده»، مشدداً على مواجهة التحديات بـ«إجراءات مدروسة».
جاء ذلك في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، الذي أُقيم في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية بشرق القاهرة، وقال فيها: «أُطمئن الشعب المصري العظيم على يقظتنا وإدراكنا ما يدور حولنا ويُحاك ضدنا».
وأشار إلى «وقوف بلاده في مواجهة التحديات بإجراءات مدروسة... واثقين في عون الله تعالى، ومرتكزين على صلابة شعبنا، ومعتمدين على قدراتنا، لتوفير حياة آمنة ومستقرة لمواطنينا، في كل ربوع الوطن». وأضاف: «مهما تعددت وجوه الشر، وتنوعت أساليبه، فستبقى مصر».
وسبق أن أكد السيسي مراراً قدرة مصر على تجاوز «الظروف الصعبة»، معولاً على «تماسك وصلابة» المصريين في مواجهة «تحديات استثنائية» تمر بها المنطقة.
وأضاف السيسي في كلمته، الأربعاء: «احتفالنا بالمولد النبوي يمثل فرصة عظيمة، لإحياء منظومة القيم والأخلاق المحمدية في كل مفاصل الحياة... من إكرام الطفولة والعناية بها واكتشاف مواهبها، ومن إكرام المرأة والبر بها وجبر خاطرها، ومن الصدق في القول والفعل، ومن الأمانة والوفاء... ومن مواجهة كل صور الحزن والقنوط واليأس، ومن المواجهة الجسورة لكل صور الغلو والتطرف والعنف والإرهاب».
وأكد أن الدولة المصرية ماضية في تحفيز مؤسسات الدولة كافة؛ سواء الدينية أو التعليمية أو الإعلامية وغيرها، «على الانطلاق بقوة، نحو منظومة القيم الأخلاقية الرفيعة، التي تبني الإنسان على الفكر والعلم والإبداع من ناحية، مع الارتباط الصادق بالله جل جلاله من ناحية أخرى».

وحسب متحدث الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، فإن برنامج الاحتفال شمل تكريم عدد من علماء الأزهر ووزارة الأوقاف بمنحهم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، كما تم منح نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى لاسم خالد شوقي عبد العال، وهو سائق سيارة لنقل المواد البترولية، توفي متأثراً بإصابته في أثناء محاولته نقل سيارة إمداد بنزين اشتعلت بها النيران داخل محطة وقود بمنطقة العاشر من رمضان إلى منطقة خالية، حيث «ضرب أروع أمثلة البطولة والتضحية والإيثار، مقدماً روحه فداءً لسلامة زملائه والمواطنين الموجودين في موقع الحادثة».
حضر احتفال مصر بذكرى المولد النبوي الشريف رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، وشيخ الأزهر أحمد الطيب، ووزير الأوقاف أسامة الأزهري، ومفتى مصر نظير عياد، إلى جانب رئيسي مجلسي النواب والشيوخ، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وكانت «الحرب في غزة» حاضرة خلال احتفالية «المولد» في مصر، إذ شدد شيخ الأزهر على «حُرمة قتل غير المقاتلين كالأطفال والنساء والشيوخ ورجال الدين»، مؤكداً أن «الإسلام وضع قواعد أخلاقية صارمة للحرب لم تعرفها البشرية من قبل، حيث جعل القتال مقتصراً على دفع العدوان، وحرَّم الإسراف في القتل والتخريب».
وقال وزير الأوقاف إن «مصر تبذل كل جهودها لإطفاء نيران الحرب في غزة والضفة الغربية، وترفض؛ قيادةً وشعباً، رفضاً قاطعاً تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وتدعوهم إلى التمسك التام بأرض وطنهم مهما كانت التضحيات الفادحة، وإنه لا حل للأزمة إلا بقيام الدولة الفلسطينية».

وتؤكد مصر بشكل متكرر رفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وضرورة البدء في إعادة إعمار قطاع غزة، وإحياء العملية السياسية الرامية إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبدأ حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، بوصفه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
واعتمدت «القمة العربية الطارئة» التي استضافتها القاهرة في الرابع من مارس (آذار) الماضي «خطة لإعادة إعمار وتنمية قطاع غزة، تستهدف العمل على التعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وفق مراحل محددة، في فترة زمنية تصل إلى 5 سنوات».
ودعت القاهرة إلى مؤتمر دولي لدعم إعادة الإعمار في غزة بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وأشار الرئيس المصري خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أثناء زيارته مصر، في أبريل (نيسان) الماضي، إلى أن «المؤتمر سيُعقد بمجرد وقف الأعمال العدائية في القطاع».
وتطالب مصر بضرورة الضغط على إسرائيل لوضع حد للقيود التي تفرضها على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتشدد على «ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، واضطلاع المجتمع الدولي بدوره لوضع حد للجرائم الإسرائيلية السافرة في قطاع غزة والضفة الغربية».
وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإنّ نحو مليون شخص يعيشون في مدينة غزة ومحيطها، أي في المنطقة التي قالت المنظمة الدولية في نهاية أغسطس (آب) الماضي، إنّها تشهد مجاعة.






