طهران ترفض فرضية «التتبع الإلكتروني» في استهداف إسرائيل قادة عسكريينhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5182357-%D8%B7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%81%D8%B6-%D9%81%D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AA%D8%A8%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%A7%D9%81-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%86
طهران ترفض فرضية «التتبع الإلكتروني» في استهداف إسرائيل قادة عسكريين
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية في طهران (أرشيفية - رويترز)
لندن-طهران:«الشرق الأوسط»
TT
لندن-طهران:«الشرق الأوسط»
TT
طهران ترفض فرضية «التتبع الإلكتروني» في استهداف إسرائيل قادة عسكريين
دخان يتصاعد بعد غارة إسرائيلية في طهران (أرشيفية - رويترز)
نفى رئيس هيئة الدفاع السلبي في إيران، الجنرال غلام رضا جلالي، أن يكون أي من القادة العسكريين الإيرانيين الذين قُتلوا خلال حرب الـ12 يوماً مع إسرائيل قد استخدم أدوات إلكترونية أو تطبيقات ذكية قد وفّرت معلومات حيوية، أسهمت في تتبعهم واستهدافهم.
ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن جلالي قوله: «بحسب معلوماتي الدقيقة، لم يكن أي من القادة يستخدم هذه الأدوات أو الشبكات. بالنسبة للكثير منهم، لدي علم مؤكد، وبالنسبة للبقية أرجح بقوة أنهم لم يكونوا يستخدمونها».
وأوضح أن القادة العسكريين الإيرانيين كانوا يتعاملون بـ«حذر ووعي تام مع التكنولوجيا»، ما يجعل فرضية تتبعهم من خلال هذه الوسائل «مستبعدة تماماً»، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات جلالي رداً على تقارير غير رسمية زعمت أن استخدام الهواتف الذكية والتطبيقات المثبتة عليها قد لعب دوراً في تحديد مواقع قادة «الحرس الثوري» أو كوادر عسكرية أخرى، ما أدى إلى استهدافهم خلال العمليات الإسرائيلية الأخيرة.
ومع ذلك، أقر جلالي بوجود قدرات تكنولوجية متطورة يمكن أن تُستغل في هذا المجال، مشيراً إلى أن «الأدوات الذكية تمتلك فعلاً قدرات على تحديد المواقع والتجسس، ويمكن إثبات ذلك في مختبرات متخصصة، وهو أمر يعترف به الخبراء».
وأضاف: «لا تقتصر هذه المخاطر على الهواتف المحمولة فقط، بل تشمل كل أشكال التكنولوجيا الحديثة، التي رغم تسهيلها الكثير من المهام، فإنها تحمل أيضاً قابلية للتحول إلى أدوات تهديد أو حتى أسلحة، وهو ما يتبناه الأميركيون في تعاملهم مع التكنولوجيا».
وأشار جلالي إلى ما وصفه بـ«حادثة البيجر» التي استهدفت قوات «حزب الله» اللبناني، كمثال على إمكانية استخدام وسائل إلكترونية في تنفيذ عمليات استهداف، معتبراً أن مثل هذه الحوادث تعزز من ضرورة تبني «نهج ذكي في استخدام التكنولوجيا»، خصوصاً في الأوساط العسكرية والأمنية.
وكانت حرب الـ12 يوماً بين إسرائيل وإيران قد شهدت تصعيداً غير مسبوق، وتخللتها عمليات اغتيال نوعية استهدفت شخصيات عسكرية بارزة، ما فتح الباب أمام تساؤلات حول الوسائل التي استخدمت لتحديد أماكنهم.
المرشد الإيراني يقلد حاجي زاده وسام «الفتح» في 6 أكتوبر الماضي بعد ضربة صاروخية لإسرائيل... ويبدو على يسار خامنئي قادة قُتلوا في الحرب الإسرائيلية قائد «الحرس الثوري» حسين سلامي وعلى يمينه رئيس الأركان السابق محمد باقري وقائد العمليات غلام علي رشيد ويتوسطهما عبد الرحيم موسوي رئيس الأركان الحالي (موقع خامنئي)
والسبت الماضي، كشف تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» عن دور تتبع أجهزة إلكترونية في تعرض اجتماع سري لمجلس الأمن القومي الإيراني لهجوم إسرائيلي في 16 يونيو (حزيران) رابع أيام الحرب، داخل مخبأ تحت الأرض غرب طهران. وجاء الهجوم بعدما استهدفت إسرائيل 30 قائداً عسكرياً رفيع المستوى خلال الساعات الأولى من بدء الهجوم في 13 يونيو.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف ورئيس القضاء وكبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، في الاجتماع الذي عُقد في ظروف شديدة السرية، دون استخدام أي أجهزة اتصال. ورغم ذلك، استهدفته إسرائيل بـ6 قنابل موجهة بدقة، أصابت مداخل المخبأ ومخارجه.
ولم يسجل الهجوم سقوط قتلى بين المسؤولين الحاضرين، إلا أن عدداً من الحراس الشخصيين قُتلوا جراء القصف. وكشف التحقيقات الإيرانية لاحقاً عن اختراق أمني كبير، تمثل في اختراق هواتف أعضاء فريق الحماية الذين رافقوا القادة، وهو ما مكّن إسرائيل من تحديد الموقع بدقة.
وقال مسؤولون إسرائيليون للصحيفة إن تعقّب العلماء النوويين الإيرانيين بدأ منذ نهاية عام 2022، وقد نُوقشت مسألة اغتيالهم في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إلا أن القرار أُجل لتجنب صدام مع إدارة الرئيس السابق جو بايدن.
ووفقاً لمسؤول إسرائيلي، فقد كان اللواء أمير علي حاجي زاده، قائد الوحدة الصاروخية في «الحرس الثوري»، هو الهدف الأول.
وفي الليلة الأولى من الهجوم، جمع حاجي زاده فريقه القيادي في الوحدة الصاروخية، والطائرات المسيرة، بعدما وردت معلومات عن هجوم إسرائيلي وشيك. لكن الطائرات الحربية الإسرائيلية نفذت غارة دقيقة استهدفت المخبأ الذي لجأ إليه، ما أدى إلى مقتله وعدد من كبار القادة.
وأشارت تقارير إلى اختراق أجهزة إلكترونية لاثنين من الحراس الشخصيين لحاجي زاده، ما أدى إلى كشف تحركاته.
لم تستبعد طهران احتمال تعرضها لهجوم إسرائيلي جديد، وتشدد على تمسكها بمواصلة تخصيب اليورانيوم، فيما يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يصل إلى البيت.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
تل أبيب:«الشرق الأوسط»
TT
نتنياهو: نعلم بالتدريبات الإيرانية الأخيرة
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدسفي القدس (إ.ب.أ)
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن تل أبيب على علم بأن إيران تجري «تدريبات» في الآونة الأخيرة.
وأضاف نتنياهو، وفقاً لوكالة «رويترز»، أن أنشطة طهران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال زيارته في وقت لاحق من هذا الشهر.
و أضاف نتنياهو في بيان مشترك مع نظيره اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس «نحن نراقب الوضع ونتخذ الاستعدادات اللازمة. أود أن أوضح لإيران أن أي عمل ضد إسرائيل سيقابل برد قاس للغاية»، بحسب صحيفة«يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني (واي نت).
ولم يدل نتنياهو بمزيد من المعلومات عن إشارته إلى التدريبات الإيرانية.
تأتي تصريحات نتنياهو في سياق تصاعد التحذيرات الأميركية – الإسرائيلية من عودة إيران إلى إعادة بناء قدراتها الصاروخية والنووية، بعد الحرب التي اندلعت بين الطرفين في يونيو (حزيران) الماضي.
ويتزايد القلق في إسرائيل، من أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة قد لا تكون مجرد تدريبات اعتيادية، بل جزءاً من جهود أوسع لإعادة بناء الترسانة الباليستية التي تضررت خلال الحرب.
ونقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين أمس، أن هامش تحمل المخاطر بات أقل من السابق، في ظل تجربة الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وما أعقبه من حرب متعددة الجبهات.
ورغم أن التقديرات الاستخباراتية لا تشير إلى هجوم إيراني وشيك، فإن المخاوف تتركز على احتمال سوء تقدير متبادل قد يقود إلى مواجهة غير مقصودة.
وتقول تقديرات أمنية غربية إن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية حساسة خلال تلك الحرب لم تُنه التهديد بالكامل، بل دفعت طهران، وفق هذه التقديرات، إلى السعي لإعادة ترميم قدراتها بأساليب أكثر تحصيناً.
وقال قائد الجيش الإيراني، أمير حاتمي أن القوات المسلحة تراقب «بدقة» تحركات خصومها، وستتعامل «بحزم» مع أي أعمال عدائية.
تباينت وسائل إعلام رسمية في إيران بشأن تقارير عن بدء اختبار صاروخي في عدة محافظات من البلاد، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتواصل الخلاف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ونقلت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري»، عن مشاهدات ميدانية وتقارير واردة من مواطنين وقوع اختبار صاروخي في نقاط مختلفة من إيران.
وفي وقت لاحق، نفى حساب التلفزيون الرسمي في بيان مقتضب على «تلغرام» إجراء أي مناورات صاروخية.
نتنياهو: إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الدفاعي مع اليونان وقبرصhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5222167-%D9%86%D8%AA%D9%86%D9%8A%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%88%D8%A7%D9%81%D9%82%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D9%8A%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%A8%D8%B1%D8%B5
نتنياهو: إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الدفاعي مع اليونان وقبرص
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (إ.ب.أ)
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن إسرائيل وافقت على تعزيز التعاون الأمني مع اليونان وقبرص.
وجاءت تعليقات نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس في القدس.
وقال نتنياهو أيضاً إن الدول الثلاث تعتزم المضي قدماً في مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، وهو مبادرة لربط الهند بأوروبا عبر الشرق الأوسط بحراً وبراً.
مخاوف أميركية - إسرائيلية من إعادة بناء القدرات الإيرانيةhttps://aawsat.com/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9/5222160-%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%88%D9%81-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A8%D9%86%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
مخاوف أميركية - إسرائيلية من إعادة بناء القدرات الإيرانية
صورة نشرها وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على منصة «إكس» من محادثاته مع السيناتور ليندسي غراهام
تتصاعد التحذيرات الأميركية والإسرائيلية من عودة إيران إلى بناء قدراتها الصاروخية والنووية، في وقت تشير فيه تقديرات أمنية إلى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خلال حرب يونيو (حزيران) لم تنه التهديد بالكامل.
وبينما تؤكد واشنطن أن طهران «لم تستوعب الرسالة كاملة» بعد قصف منشأة فوردو، تتحدث تل أبيب عن نافذة زمنية تضيق، وخيارات عسكرية تعود إلى الطاولة، وسط مخاوف من سوء تقدير قد يقود إلى مواجهة جديدة غير مقصودة.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، إن إيران «لم تستوعب الرسالة كاملة» عقب القصف الأميركي لمنشأتها النووية بواسطة قاذفات الشبح «بي 2» خلال الحرب الإسرائيلية - الإيرانية في يونيو، وذلك وسط تقارير تشير إلى محاولات طهران إعادة ترميم قدراتها النووية والصاروخية.
وأضاف هاكابي، في مقابلة أُجريت على هامش مؤتمر لمعهد دراسات الأمن القومي، أنه «لا يعتقد أن إيران أخذت الرئيس الأميركي دونالد ترمب على محمل الجد إلى أن جاءت الليلة التي توجهت فيها قاذفات الشبح إلى فوردو»، وفق ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية.
ورداً على سؤال بشأن التقارير المتداولة حول مساعي طهران لإعادة ترميم المنشأة، قال: «آمل أنهم فهموا الرسالة، لكن يبدو أنهم لم يفهموها كاملة؛ لأنهم يحاولون إعادة تشكيل الموقع وإيجاد طرق جديدة لتعميق التحصينات وجعلها أكثر أمناً».
حركة المرور أمام جدارية دعائية تصور رأساً حربياً لصاروخ إيراني يحمل شعاراً بالفارسية يقول: «سقط الصاروخ بين العفاریت» في أحد شوارع طهران يوليو الماضي (إ.ب.أ)
وتعرب الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون عن قلق متزايد إزاء تقدم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، متهمين طهران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، لا سيما مع وقوع إسرائيل ضمن مدى هذه الصواريخ.
وحسب شبكة «إن بي سي» الأميركية، يتخوف مسؤولون أميركيون بصورة متزايدة من توسع البرنامج الصاروخي الإيراني، ونقلت الشبكة عن مصادر لم تسمّها، السبت، أن مسؤولين يستعدون لإطلاع الرئيس الأميركي على «الخيارات المتاحة» للتعامل مع هذا التهديد، بما في ذلك سيناريوهات عسكرية محتملة.
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرئيس الأميركي دونالد ترمب في 29 ديسمبر (كانون الأول) في ميامي، حيث يعتزم، وفق مصادر إسرائيلية، بحث مساعي إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية، إضافة إلى احتمال توجيه ضربة أخرى لإيران في عام 2026. وكانت قناة «إن بي سي نيوز» قد كشفت سابقاً عن نية نتنياهو عرض هذا الملف على ترمب، في إطار ما تصفه إسرائيل بأنه تهديد آخذ في التصاعد.
وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تمنح الضوء الأخضر لهجوم إسرائيلي جديد على إيران في حال رأت إسرائيل أن ذلك ضروري، أجاب هاكابي: «كل ما يمكنني فعله هو التذكير بما قاله الرئيس ترمب مراراً، وهو أن إيران لن يُسمح لها بتخصيب اليورانيوم أبداً، ولن تمتلك سلاحاً نووياً». وأضاف أن استئناف إيران لقدراتها في مجال الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي لا يشكل تهديداً لإسرائيل والولايات المتحدة فحسب، بل «يمثل تهديداً حقيقياً لأوروبا بأكملها»، متابعاً بنبرة حادة أن الأوروبيين «إن لم يفهموا ذلك، فهم أكثر غباءً مما أعتقد أحياناً»، مع الإشارة إلى أن أوروبا أعادت تفعيل عقوبات «سناب باك» ضد إيران.
واشنطن على الخط
وفي السياق ذاته، قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام إنه «يؤيد شن هجوم على إيران»، محذّراً من أن مساعي طهران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية باتت تشكل تهديداً لا يقل خطورة عن برنامجها النووي.
وجاءت تصريحات غراهام خلال زيارة يجريها حالياً إلى إسرائيل، التقى خلالها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين كباراً في الجيش الإسرائيلي، من بينهم رئيس شعبة العمليات ووزير الأمن يسرائيل كاتس. وقال غراهام في مقابلة مع محطة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية إن إيران «تحاول استعادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم»، معتبراً أن ذلك، إلى جانب تطوير الصواريخ الباليستية، يمثل «تهديداً حقيقياً لإسرائيل».
وأضاف السيناتور الجمهوري أن «أي شيء يضعف إسرائيل يضعف الولايات المتحدة أيضاً»، داعياً إلى استهداف القدرات الصاروخية الإيرانية في أي ضربة مقبلة. وفي مقابلة منفصلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، قال غراهام إن الصواريخ الباليستية الإيرانية قد «تغرق القبة الحديدية»، مؤكداً أنه «لا يمكن السماح لإيران بإنتاجها». وأوضح أنه لا يؤيد غزواً أميركياً لإيران، لكنه يدعم «توجيه ضربة عسكرية» في حال ظهرت مؤشرات على استئناف البرنامج النووي أو برنامج الصواريخ.
قلق إسرائيلي متصاعد
بالتوازي، أفاد تقرير لموقع «أكسيوس» بأن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا إدارة ترمب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أن التحركات الصاروخية الإيرانية الأخيرة تثير قلقاً متزايداً، رغم أن المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لا تظهر حتى الآن سوى تحركات قوات داخل إيران.
أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية تتصدى للصواريخ الإيرانية فوق تل أبيب (أ.ب)
وأشار التقرير إلى أن هامش تحمل المخاطر لدى الجيش الإسرائيلي بات أدنى بكثير مما كان عليه في السابق، بعد تداعيات هجوم حركة «حماس» في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. ونقل «أكسيوس» عن مصدر إسرائيلي قوله إن «احتمالات الهجوم الإيراني تقل عن 50 في المائة، لكن لا أحد مستعد لتحمّل المخاطرة والاكتفاء بالقول إنها مجرد مناورة». في المقابل، أكد مصدر أميركي أن الاستخبارات الأميركية لا تملك حالياً مؤشرات على هجوم إيراني وشيك.
ونبّهت مصادر إسرائيلية وأميركية إلى أن سوء تقدير متبادل قد يقود إلى حرب غير مقصودة، إذا اعتقد كل طرف أن الآخر يستعد للهجوم وسعى إلى استباقه. وفي هذا السياق، أجرى رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الفريق أول إيال زامير، اتصالاً مع قائد القيادة المركزية الأميركية، الأدميرال براد كوبر، أبلغه خلاله بقلق إسرائيل من المناورة الصاروخية التي بدأها «الحرس الثوري».
وأشار زامير إلى أن تحركات الصواريخ الإيرانية وخطوات تشغيلية أخرى قد تكون غطاءً لهجوم مفاجئ، داعياً إلى تنسيق دفاعي وثيق بين القوات الأميركية والإسرائيلية.
تلميحات بحرب جديدة
وترافق القلق الاستخباراتي مع تصعيد في الخطاب العلني. وحذر زامير، خلال مراسم تسليم مهام رئيس مديرية التخطيط في الجيش الإسرائيلي في تل أبيب، من أن الجيش سيضرب أعداء إسرائيل «حيثما يتطلب الأمر، على الجبهات القريبة والبعيدة على حد سواء»، في تلميح واضح إلى احتمال استهداف إيران مجدداً.
وقال زامير إن «في صميم أطول وأعقد حرب في تاريخ إسرائيل تقف الحملة ضد إيران»، معتبراً أن طهران هي التي «مولت وسلّحت حلقة الخنق حول إسرائيل»، في إشارة إلى الحرب متعددة الجبهات التي اندلعت منذ أكتوبر 2023.
تهديد مُلح
وترى الاستخبارات الإسرائيلية مؤشرات مبكرة على استئناف إيران بناء قدراتها الصاروخية بزخم متسارع مقارنة بفترة ما بعد حرب الأيام الاثني عشر في يونيو. وتشير تقديرات إسرائيلية إلى أن إيران خرجت من تلك الحرب وهي تمتلك نحو 1500 صاروخ، مقارنة بنحو 3000 صاروخ قبلها، إضافة إلى 200 منصة إطلاق من أصل 400 كانت بحوزتها.
وتؤكد المصادر أن طهران بدأت بالفعل خطوات لإعادة بناء قواتها الصاروخية، لكنها لم تعد بعد إلى مستويات ما قبل الحرب. ولا ترى الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ولا جهاز «الموساد» أن وتيرة هذه الخطوات تفرض تحركاً عسكرياً عاجلاً خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة، إلا أنها قد تتحول إلى مسألة أكثر إلحاحاً لاحقاً هذا العام.
طفل يجلس فوق رأس حربي لصاروخ باليستي في المعرض الدائم التابع لـ«الحرس الثوري» بضواحي طهران نوفمبر الماضي (أ.ب)
وفي هذا الإطار، يتركز القلق الإسرائيلي بشكل متزايد على الصواريخ الباليستية بوصفها تهديداً أكثر إلحاحاً من البرنامج النووي نفسه، رغم وصف إسرائيل العلني للنووي الإيراني بأنه تهديد وجودي؛ إذ يرى مسؤولون إسرائيليون أن الصواريخ تمثل الخطر الفوري الأكبر، خصوصاً بعد التجربة الأخيرة التي لم تتمكن فيها الدفاعات الإسرائيلية من اعتراض جميع الهجمات.