موجة بيع عالمية تضرب سندات الحكومات... والعوائد الأميركية تقترب من 5 %

متداول ببورصة نيويورك يراقب تطور أسعار الأسهم وخلفه شاشة تُظهر رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول وهو يتحدث في أغسطس (رويترز)

استمرت الضغوط على سندات الحكومات العالمية، يوم الأربعاء، مما دفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً إلى الاقتراب من 5 في المائة، لأول مرة منذ يوليو (تموز) الماضي، حيث سيطرت مخاوف المستثمرين بشأن ازدياد الديون على حركة التداول.

كانت السندات ذات الآجال الأطول هي الأكثر تضرراً من موجة البيع التي بدأت في لندن، حيث ارتفع عائد سندات الخزانة لأجَل 30 عاماً بنسبة 0.02 نقطة مئوية ليصل إلى 4.99 في المائة. وارتفعت عوائد سندات الخزانة اليابانية لأجل 20 عاماً إلى أعلى مستوياتها منذ عام 1999، بينما ارتفعت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات إلى مستويات لم تشهدها منذ يوليو. كما ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية، حيث اقتربت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 30 عاماً من مستوى 5 في المائة الذي يحظى بمتابعة دقيقة.

وتتحرك العوائد بشكل عكسي مع أسعار السندات.

وتعكس هذه الخسائر مخاوف المتداولين بشأن الإنفاق الحكومي الضخم والتداعيات التضخمية المحتملة عالمياً. كما أن سيل مبيعات الشركات، يوم الثلاثاء، بالإضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن استقلالية «الاحتياطي الفيدرالي»، يزيدان من الضغوط.

تحديات الديون تثير قلق المستثمرين

تأتي الضغوط التي تتعرض لها أسواق السندات السيادية في الوقت الذي يواجه فيه عدد من الاقتصادات الكبرى تحدياً مزدوجاً يتمثل في إدارة الديون الضخمة ومحاولة تعزيز النمو دون إثارة التضخم.

تجددت المخاوف بشأن العجز في الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، بعد أن قضت محكمة استئناف، يوم الجمعة، بأن معظم تعريفات الرئيس دونالد ترمب غير قانونية، مما يهدد بمئات المليارات من الدولارات من الإيرادات الحكومية المحتملة.

يقول ميتول كوتشا، رئيس استراتيجية الاقتصاد الكلي للأسواق الناشئة ببنك «باركليز»: «إنها عاصفة شبه كاملة من المخاوف بشأن السياسات المالية الحالية التي قد تصبح تضخمية، واحتمال إصدار مزيد من السندات العالمية، مع عدم وجود طلب كافٍ»، وفق ما نقلت عنه صحيفة «فاينانشال تايمز».

الأسواق العالمية تتأثر بتراجع السندات

استمر القلق بأسواق السندات الحكومية في زعزعة أسواق الأسهم، يوم الأربعاء، حيث انخفض مؤشر توبيكس الياباني بنسبة 1.2 في المائة، ومؤشر «S&P/ASX 200» الأسترالي بنسبة 1.8 في المائة.

وفي «وول ستريت»، أغلق مؤشر «ناسداك» المركب منخفضاً بنسبة 1.2 في المائة، يوم الثلاثاء، في حين أنهى مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» تداولاته على انخفاض بنسبة 0.6 في المائة. وارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز» بنسبة 0.2 في المائة، يوم الأربعاء، في حين ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك» بنسبة 0.4 في المائة.

وفي اليابان، يخشى المستثمرون من أن يضطر رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا قريباً إلى التنحي بعد مراجعة خسائر حزبه الليبرالي الديمقراطي الحاكم في انتخابات مجلس الشيوخ في يوليو (تموز) الماضي.