الدولار يتراجع ترقباً لبيانات الوظائف الحاسمة واتجاه الفائدة

موظف يعرض أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرافة بنيودلهي (أ.ف.ب)
موظف يعرض أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرافة بنيودلهي (أ.ف.ب)
TT

الدولار يتراجع ترقباً لبيانات الوظائف الحاسمة واتجاه الفائدة

موظف يعرض أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرافة بنيودلهي (أ.ف.ب)
موظف يعرض أوراقاً نقدية بالدولار الأميركي في مكتب صرافة بنيودلهي (أ.ف.ب)

انخفض الدولار الأميركي، يوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين صدور حزمة من بيانات سوق العمل الأميركية، هذا الأسبوع، والتي من المرجح أن تحدد حجم الخفض المتوقع بأسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلال اجتماعه في وقت لاحق من الشهر الحالي.

ويواصل المتداولون تقييم بيانات التضخم، الصادرة يوم الجمعة، إلى جانب الحكم القضائي الذي أبطل معظم الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، والخلاف المتصاعد بين ترمب والبنك المركزي بشأن محاولاته لإقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، وفق «رويترز».

وتراجع الدولار بنسبة 0.04 في المائة أمام الين، ليصل إلى 146.98 ين في الجلسة الآسيوية، ممدداً خسائره الشهرية إلى 2.5 في المائة مقابل العملة اليابانية في أغسطس (آب) الماضي. وارتفع اليورو بنسبة 0.25 في المائة إلى 1.1710 دولار، في حين صعد الجنيه الإسترليني 0.14 في المائة إلى 1.3522 دولار. وتوقفت الأسواق الأميركية عن التداول، يوم الاثنين، بمناسبة عطلة عيد العمال.

وسيكون تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركية، المقرر صدوره يوم الجمعة، في بؤرة اهتمام المستثمرين، تسبقه بيانات عن الوظائف الشاغرة والتوظيف في القطاع الخاص. وقالت كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في «بنك الكومنولث الأسترالي»: «ستُولي الأسواقُ إصدارات البيانات اهتماماً بالغاً؛ لتقييم حالة سوق العمل... أيُّ مفاجآت سلبية ستزيد من رهانات خفض أسعار الفائدة، وهو ما قد يحدد إذا كان الخفض سيقتصر على 25 نقطة أساس، أم يصل إلى 50 نقطة أساس».

وتعكس أداة «فيدووتش» حالياً تقديرات المستثمرين باحتمال يبلغ نحو 88 في المائة لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في اجتماع الفيدرالي يوميْ 16 و17 سبتمبر (أيلول) الحالي.

ومقابل سلة عملات رئيسية، تراجع مؤشر الدولار الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ 28 يوليو (تموز) عند 97.552، وسجل، في أحدث تداول له، انخفاضاً بنسبة 0.29 في المائة عند 97.564.

وعلاوة على توقعات الفائدة، تأثر الدولار بالمخاوف بشأن استقلالية «الاحتياطي الفيدرالي»، في ظل تكثيف ترمب ضغوطه لتعزيز نفوذه على السياسة النقدية. فقد انتهت جلسة استماع قضائية، يوم الجمعة، بشأن محاولته إقالة كوك دون صدور حكم فوري، ما أبقاها في منصبها مؤقتاً.

في الوقت نفسه، يظل الغموض مسيطراً على مستقبل الرسوم الجمركية. وأكد الممثل التجاري الأميركي، جيمسون غرير، يوم الأحد، أن إدارة ترمب تواصل مفاوضاتها مع شركائها التجاريين، رغم حكم محكمة الاستئناف بعدم قانونية معظم تلك الرسوم. وقالت كونغ: «أشكُّ في أن استمرار فرض الرسوم سيُحدث تغييراً كبيراً بالسوق، وحتى إذا ثبت عدم قانونيتها، فمن المرجح أن يجد ترمب سبيلاً قانونية أخرى لتطبيقها».

أما في أسواق العملات الأخرى، فقد ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة 0.11 في المائة إلى 0.6544 دولار، بعد أن سجل، في وقت سابق، أعلى مستوى له في أسبوعين، بينما صعد الدولار النيوزيلندي 0.13 في المائة إلى 0.5902 دولار. واستقر اليوان الصيني في التعاملات المحلية قرب أعلى مستوياته في عشرة أشهر، يوم الجمعة، عند 7.1318 مقابل الدولار.

وحظي اليوان بدعم من تثبيتات قوية للبنك المركزي الصيني وانتعاش سوق الأسهم المحلية، رغم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد في تحقيق تعافٍ متين. وأظهر مسح خاص، صدر الاثنين، أن نشاط المصانع توسَّع في أغسطس بأسرع وتيرة، خلال خمسة أشهر، بفضل ارتفاع الطلبات الجديدة، على عكس بيانات رسمية، نُشرت الأحد، أظهرت استمرار انكماش النشاط الصناعي للشهر الخامس على التوالي.


مقالات ذات صلة

الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يستقر قرب أدنى مستوى في 5 أسابيع

استقر الدولار الأميركي يوم الجمعة قرب أدنى مستوى له في 5 أسابيع مقابل العملات الرئيسية، فيما يستعد المستثمرون لاحتمال إقدام «الفيدرالي» على خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يحمل عملات ورقية من فئة 100 يوان في أحد المتاجر بالعاصمة الصينية بكين (رويترز)

الصين تضخ تريليون يوان عبر اتفاقات إعادة الشراء

أعلن البنك المركزي الصيني، يوم الخميس، أنه سيجري اتفاقات إعادة شراء عكسية بقيمة 1 تريليون يوان (141 مليار دولار) وبأجل ثلاثة أشهر.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد امرأة تمسك بورقة نقدية فئة 500 روبية في الأحياء القديمة لدلهي (رويترز)

الروبية الهندية تصل لمستوى قياسي جديد مع انسحاب المستثمرين الأجانب

هبطت الروبية الهندية، يوم الخميس، إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق، متجاوزةً حاجز 90 روبية للدولار، مع استمرار انسحاب المستثمرين الأجانب من الأسهم المحلية.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

توقعات خفض الفائدة تدفع الدولار لأدنى مستوياته في أسابيع

انخفض الدولار الأميركي، يوم الخميس، بعدما عزَّزت البيانات الاقتصادية الضعيفة مبررات خفض الفائدة المتوقع من جانب «الاحتياطي الفيدرالي»، الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد زينات في أحد المتاجر بسوق شعبية في سرينغار بالهند (أ.ف.ب)

الروبية الهندية تهبط لأدنى مستوى في تاريخها والحكومة تطمئن الأسواق

تواصل الروبية الهندية تراجعها الحاد أمام الدولار، لتسجل مستوى قياسياً جديداً في سوق الصرف، وسط ضغوط متزايدة من اتساع العجز التجاري وضعف التدفقات الرأسمالية.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
TT

تحسّن ثقة المستهلك الأميركي بأكثر من المتوقع في بداية ديسمبر

رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)
رجل يتسوق في قسم الأجهزة بمتجر هوم ديبوت في واشنطن (رويترز)

أظهرت البيانات الأولية الصادرة يوم الجمعة ارتفاع مؤشر ثقة المستهلك لجامعة ميشيغان إلى 53.3 نقطة في بداية ديسمبر (كانون الأول)، مقارنةً بقراءة نهائية بلغت 51 نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين عند 52 نقطة، لكنه لا يزال منخفضاً بشكل كبير مقارنة بمستوى 71.7 نقطة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وشهد تقييم المستهلكين للظروف الاقتصادية الحالية انخفاضاً طفيفاً، بينما تحسّنت توقعاتهم المستقبلية إلى حد ما. كما تراجعت توقعات التضخم للعام المقبل إلى 4.1 في المائة مقابل 4.5 في المائة في الشهر السابق، مسجلة أدنى مستوى منذ يناير، مع استمرار الضغوط على الأسعار بسبب الرسوم الجمركية على الواردات، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقالت جوان هسو، مديرة المسوحات الاقتصادية في ميشيغان: «الاتجاه العام للآراء يبقى قاتماً، حيث يواصل المستهلكون الإشارة إلى عبء ارتفاع الأسعار». على الرغم من تراجع التضخم عن أعلى مستوياته منتصف 2022، إلا أنه يظل أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة بثبات.


مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
TT

مؤشر التضخم المفضل لـ«الفيدرالي» يتباطأ في سبتمبر

يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)
يتسوق أشخاص في سوبر ماركت في لوس أنجليس (رويترز)

تباطأ مؤشر التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي» قليلاً في سبتمبر (أيلول)، مما يمهّد الطريق على الأرجح لخفض أسعار الفائدة المتوقع على نطاق واسع من قِبل البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وأعلنت وزارة التجارة، يوم الجمعة، أن الأسعار ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة في سبتمبر مقارنة بأغسطس (آب)، وهي نسبة الشهر السابق نفسها. وباستثناء فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 0.2 في المائة، وهو معدل مماثل للشهر السابق، ويقارب هدف «الاحتياطي الفيدرالي» للتضخم البالغ 2 في المائة إذا استمر على مدار عام كامل، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الإجمالية بنسبة 2.8 في المائة، بزيادة طفيفة عن 2.7 في المائة في أغسطس، في حين ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بالعام السابق، بانخفاض طفيف عن 2.9 في المائة المسجلة في الشهر السابق. وأظهرت البيانات التي تأخرت خمسة أسابيع بسبب إغلاق الحكومة، أن التضخم كان منخفضاً في سبتمبر، مما يعزز مبررات خفض سعر الفائدة الرئيسي لمجلس «الاحتياطي الفيدرالي» في اجتماعه المقبل يومَي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول).

رغم ذلك، لا يزال التضخم أعلى من هدف البنك المركزي البالغ 2 في المائة، جزئياً بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، لكن العديد من مسؤولي «الاحتياطي الفيدرالي» يرون أن ضعف التوظيف، والنمو الاقتصادي المتواضع، وتباطؤ مكاسب الأجور؛ سيؤدي إلى انخفاض مطرد في مكاسب الأسعار خلال الأشهر المقبلة.

ويواجه «الاحتياطي الفيدرالي» قراراً صعباً الأسبوع المقبل: الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لمكافحة التضخم، مقابل خفضها لتحفيز الاقتراض ودعم الاقتصاد، وسط تباطؤ التوظيف وارتفاع البطالة ببطء.


«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

«وول ستريت» تختتم أسبوعاً هادئاً... والأسهم تلامس المستويات القياسية

متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)
متداول يراقب شاشة تعرض مؤشرات الأسهم في بورصة نيويورك (رويترز)

اقتربت الأسهم الأميركية، يوم الجمعة، من مستوياتها القياسية، مع توجه «وول ستريت» نحو نهاية أسبوع اتسم بالهدوء النسبي.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 في المائة، ليصبح على بُعد 0.2 في المائة فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق، فيما صعد مؤشر «داو جونز» الصناعي بـ46 نقطة (0.1 في المائة). أما مؤشر «ناسداك» المركّب فزاد بنحو 0.4 في المائة، في حين تراجع مؤشر «راسل 2000» لأسهم الشركات الصغيرة بنسبة 0.2 في المائة بعدما لامس مستوى قياسياً في الجلسة السابقة، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وفي قطاع الشركات، سجّل سهم «نتفليكس» انخفاضاً بنسبة 2.1 في المائة، بعد إعلانها خططاً لشراء «وارنر براذرز» إثر انفصالها عن «ديسكفري غلوبال»، في صفقة تبلغ 72 مليار دولار نقداً وأسهماً. وارتفع سهم «ديسكفري» التابعة للشركة بنسبة 2.6 في المائة.

وقفز سهم «ألتا بيوتي» بنسبة 11 في المائة بعد إعلان نتائج فصلية فاقت توقعات المحللين من حيث الأرباح والإيرادات، مع إشارتها إلى تحسّن ملحوظ في التجارة الإلكترونية، مما دفعها إلى رفع توقعاتها للإيرادات السنوية.

كما حققت «فيكتوريا سيكريت» أداءً قوياً، إذ سجّلت خسارة أقل من المتوقع ورفعت توقعاتها لمبيعات العام، ليرتفع سهمها بنسبة 14.4 في المائة.

أما سهم «هيوليت باكارد إنتربرايز» فانخفض 3.9 في المائة رغم تحقيق أرباح أعلى من التوقعات، نتيجة إعلان الشركة إيرادات دون المستوى المأمول.

وجاء هذا الأداء في أسبوع هادئ نسبياً بالنسبة إلى السوق الأميركية، بعد أسابيع شهدت تقلبات حادة بفعل مخاوف مرتبطة بتدفقات كبيرة على قطاع الذكاء الاصطناعي وتوقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

بعد فترة من التردد، يتوقع المستثمرون الآن بالإجماع تقريباً أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة القياسي الأسبوع المقبل لدعم سوق العمل البطيئة. وسيكون ذلك الخفض الثالث هذا العام إن حدث.

وتحظى أسعار الفائدة المنخفضة بدعم المستثمرين، لأنها تعزّز تقييمات الأصول وتحفّز النمو الاقتصادي، لكنها قد تزيد الضغوط التضخمية التي لا تزال أعلى من هدف «الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

ويدعم توقع خفض الفائدة عودة مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» إلى مشارف مستوياته القياسية المسجلة في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يترقب المستثمرون إشارات جديدة من اجتماع «الفيدرالي» حول مسار الفائدة العام المقبل.

وفي أسواق السندات، استقرت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات عند 4.11 في المائة، في حين ارتفع العائد على السندات لأجل عامَين إلى 3.54 في المائة من 3.52 في المائة.

وعالمياً، ارتفعت المؤشرات في معظم أوروبا وآسيا؛ فقد صعد مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.9 في المائة، وقفز مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي بنسبة 1.8 في المائة.

في المقابل، تراجع مؤشر «نيكي 225» في طوكيو بنسبة 1.1 في المائة بعد بيانات أظهرت انخفاض إنفاق الأسر اليابانية بنسبة 3 في المائة في أكتوبر على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ يناير (كانون الثاني) 2024، وسط تقلبات أثارها احتمال رفع «بنك اليابان» أسعار الفائدة.