تركيا: لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تواجه ضغوطاً ومطالب متباينة

يتصدرها رفض المساس بالدستور والمطالبة بتحسين وضع أوجلان

جانب من الاجتماع السادس للجنة وضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» بالبرلمان التركي (موقع البرلمان)
جانب من الاجتماع السادس للجنة وضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» بالبرلمان التركي (موقع البرلمان)
TT

تركيا: لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تواجه ضغوطاً ومطالب متباينة

جانب من الاجتماع السادس للجنة وضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» بالبرلمان التركي (موقع البرلمان)
جانب من الاجتماع السادس للجنة وضع الأساس القانوني لنزع أسلحة «العمال الكردستاني» بالبرلمان التركي (موقع البرلمان)

تواجه لجنة «التضامن الوطني والإخاء والديمقراطية» التي شكّلها البرلمان التركي للنظر في وضع الأساس القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني ضغوطاً ومطالب متباينة بشأن الدستور وتعديل بعض القوانين ووضع زعيم الحزب السجين عبد الله أوجلان.

وفي مستهل الاجتماع السادس للجنة، الأربعاء، أكد رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، أن «الأحزاب التركية تقع عليها مسؤولية كبيرة في وضع البنية التحتية القانونية الضرورية، وأن دعم نقابات المحامين أساسي لهذه العملية، من أجل وضع نموذجٍ تركي فريدٍ سيُعدّ من الإنجازات التاريخية للجنة». وقال إن هناك فرصة تاريخية الآن، ويجب ضمان الانتقال من مناقشة مسألة نزع الأسلحة، إلى الهدف الأساسي للجنة، وهو تعزيز التوافق الاجتماعي في تركيا.

كورتولموش متحدثاً في افتتاح الجلسة السادسة للجنة البرلمانية (موقع البرلمان التركي)

وأضاف كورتولموش: «لقد تم إحراز تقدم كبير، بشكل استثنائي، في 9 أشهر فقط، أي منذ إطلاق رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب» بدعم من الرئيس رجب طيب إردوغان في 22 أكتوبر (تشرين الأول)، وحتى انطلاق عمل اللجنة في 5 أغسطس (آب) الحالي. ولفت إلى أنه «مقارنةً بعمليات السلام في دول أخرى، التي تستغرق من 4 إلى 5 سنوات، قطعت تركيا شوطاً كبيراً في نموذجها الخاص خلال 9 أشهر فقط».

احترام الدستور والمحاكم

وتم خلال جلسة الأربعاء الاستماع إلى ممثلي اتحاد نقابات المحامين الأتراك ورؤساء عدد من النقابات التابعة له حول عمل اللجنة والأسس القانونية لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني والسلام الداخلي في تركيا.

وشدد رئيس اتحاد نقابات المحامين الأتراك، إرينتش ساغكان، على أن احترام الدستور الحالي للبلاد هو شرط أساسي لنجاح عملية السلام، وأنه لا يمكن حل أي مشكلة دون ذلك.

وطالب باتباع نهج حذر في حل النزاعات، قائلاً إنه: «لا يمكن حل المشاكل المتجذرة التي امتدت لسنوات طويلة باتخاذ خطوات جذرية مفاجئة، بل يجب العمل على بناء الثقة المتبادلة في إطار من الشفافية».

ولفت إلى أن الممارسات غير القانونية والاعتقالات التي تنفذ بشكل غير متناسب وتعسفي، كما حدث في التحقيقات التي أُجريت ضد بعض رؤساء البلديات المنتخبين في المدن والأحياء وفرض ممارسة تعيين الأوصياء فيها تشكل ممارسات معادية للديمقراطية تقوض فرص نجاح هذه العملية.

الشرطة التركية واجهت بالقوة مظاهرات ضد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في مارس الماضي واعتقلت عشرات الشباب المشاركين فيها (أ.ب)

وتابع أن تقييد حرية الصحافة وحبس الصحافيين بسبب آرائهم، وحظر النشر في بعض القضايا، إضافة إلى اعتقال الشباب الذين يمارسون حقهم في التعبير كلها إجراءات تنتهك الحقوق الديمقراطية، وتجرح الضمير العام للمجتمع بشدة.

وشدد على ضرورة احترام أحكام المحكمة الدستورية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بشأن الإفراج عن بعض السياسيين والناشطين المدنيين المعتقلين، وفي مقدمتهم الزعيم الكردي صلاح الدين ديمرطاش، والنائب البرلماني جان أطالاي والناشط المدني عثمان كافالا، وتنفيذ هذه الأحكام دون تأخير.

وأوضح ساغكان أن هناك شروطاً يجب على حزب العمال الكردستاني استيفاؤها لضمان سير عملية السلام بسلاسة، حيث يجب تسليم جميع الأسلحة والذخائر بشكل كامل، وتقديم ضمانات بعدم إعادة تأسيسه تحت مسمى جديد، وإعلان الالتزام الكامل بوحدة تركيا غير القابلة للتجزئة.

وحذَّر رئيس اتحاد نقابات المحامين من تضمين مبدأ «العفو الضمني» عن عناصر «العمال الكردستاني» في قانون محتمل للفترة الانتقالية، موضحاً أن أي قانون سيُسنّ فقط لضمان العدالة الانتقالية لن يحقق الهدف الأساسي للجنة، والذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اتخاذ خطوات تشمل المجتمع بأكمله وتوسع نطاق الحقوق والحريات الأساسية.

وضع أوجلان

واستبقت الرئيس المشارك لحزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» المؤيد للأكراد، تولاي حاتم أوغلاري انعقاد الجلسة السادسة للجنة البرلمانية، بالتأكيد على وجود توقعات جدية بسن قوانين ديمقراطية معينة في تركيا تتعلق بمواصلة عملية نزع الأسلحة؛ كونها عملية لا تخص بعض الأفراد، وإنما تشكل آلافاً من مسلحي حزب العمال الكردستاني.

تولاي حاتم أوغلاري (حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب» - إكس)

وأضافت أوغلاري أن اللجنة البرلمانية لا تملك صلاحية التشريع، لكنها تملك صلاحيات اقتراح إصدار قوانين سريعة يتوقعها المجتمع لدفع العملية الجارية وتنفيذها بسرعة، ومنها التعديلات على قانون مكافحة الإرهاب وقانون تنفيذ العقوبات والإجراءات الجنائية والسماح للأكراد باستخدام لغتهم الأم، وينبغي أن تبدأ اللجان المتخصصة بالبرلمان عملها على هذه الاقتراحات مع انطلاق الدورة التشريعية الجديدة في الأول من أكتوبر المقبل.

وكررت أوغلاري المطالبة بعقد جلسة استماع لزعيم حزب العمال الكردستاني، السجين عبد الله أوجلان، قائلة إن هذا مطلب لحزبها، وكذلك لحزب العمال الكردستاني، وإن رئيس حزب الحركة القومية، دولت بهشلي، كان قد دعا إلى ذلك عندما أطلق مبادرته مطالباً بأن يتم إحضار أوجلان للحديث في البرلمان.

آلاف الأكراد طالبوا بإطلاق سراح أوجلان خلال احتفالات عيد النوروز في مارس الماضي (رويترز)

وقالت إن «أهم ما ينتظره المجتمع، وبخاصة الشعب الكردي، هو لقاء اللجنة بالسيد أوجلان في أقرب وقت ممكن، سيكون هذا في غاية الأهمية، كما يجب وضع التشريع اللازم لتسهيل الالتقاء به بعد انتهاء العملية الجارية في البرلمان، وإن عدم تحقيق ذلك سيكون إهمالاً تاريخياً».

ومن المنتظر أن يلتقي وفد حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المعروف باسم «وفد إيمرالي» أوجلان في محبسه، الخميس، للمرة الأولى منذ انطلاق أعمال اللجنة البرلمانية، حيث يقدم له معلومات حول أنشطتها.


مقالات ذات صلة

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

شؤون إقليمية مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)

تضارب أنباء عن زيارة متوقعة لعبدي إلى دمشق

انتقدت قيادات كردية سياسة تركيا تجاه سوريا والتلويح المتكرر بالتدخل العسكري ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مؤكدة أن أكراد سوريا لا يسعون إلى تقسيم البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

مددت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمرّ عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قائد «قسد» مظلوم عبدي (رويترز)

أوجلان يطالب «قسد» بالتخلص من عناصرها الأجنبية

بعث زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان، برسالة إلى قائد «قسد» مظلوم عبدي، طالبه فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوفها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

أوجلان أكد في رسالة إصراره على إنجاح «عملية السلام»

وجّه زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان رسالة دعم جديدة لعملية السلام بتركيا في الوقت الذي تستمر فيه الاتصالات والمناقشات حولها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

اختراق إيراني مزعوم لهاتف رئيس طاقم نتنياهو يربك تل أبيب

صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية من شعار مجموعة «حنظلة»
صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية من شعار مجموعة «حنظلة»
TT

اختراق إيراني مزعوم لهاتف رئيس طاقم نتنياهو يربك تل أبيب

صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية من شعار مجموعة «حنظلة»
صورة نشرتها وكالة «مهر» الحكومية من شعار مجموعة «حنظلة»

قالت مجموعة قراصنة إيرانية تطلق على نفسها اسم «حنظلة»، الأحد، إنها تمكنت من اختراق الهاتف الجوال لرئيس طاقم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، تساحي برفرمان، في إعلان أثار حالة من القلق داخل الدائرة الضيقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

ونفى متحدث باسم برفرمان وقوع أي اختراق، غير أن شهود عيان تحدثوا عن حالة ارتباك، وقالوا إن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية سارعت إلى فحص المعلومات المتداولة، ووضع خطة طوارئ للتعامل مع تداعيات محتملة.

وقالت مصادر سياسية في تل أبيب إن الحكومة تتعامل بجدية مع إعلان «حنظلة»، لا سيما أنه جاء بعد نحو أسبوع من إعلان المجموعة مسؤوليتها عن اختراق هاتف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق نفتالي بنيت، في هجوم سيبراني قالت إنه نُفذ ضمن عملية أطلقت عليها اسم «عملية الأخطبوط».

وبحسب مراجعة أولية للمواد التي نشرتها المجموعة، فإنها تتضمن قوائم بأسماء شخصيات إسرائيلية ودولية، قالت المجموعة إنها حصلت عليها من خلال بيانات استُخرجت من هاتف بنيت. كما شملت المواد صوراً ومقاطع فيديو، إضافة إلى محادثات جزئية يُعتقد أنها مأخوذة من حساب على تطبيق «تلغرام» منسوب إليه.

وقال مصدر رفيع في مكتب رئيس الحكومة، الأحد، إنه «لا توجد في هذه المرحلة مؤشرات على اختراق هاتف رئيس الطاقم برفرمان، إلا أن الفحص لا يزال مستمراً»، مضيفاً أنه «حتى الآن لم تُسجل دلائل على كشف قواعد بيانات واسعة أو وثائق حساسة تشير إلى اختراق شامل للجهاز، بما في ذلك استخراج معلومات سرية، خلافاً لما أعلنه القراصنة».

وفي الوقت نفسه، بدأت المجموعة بنشر مواد قالت إنها مأخوذة من هاتف برفرمان، من بينها صور ووثائق لاجتماعات مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وأطلقت المجموعة على ما وصفته بالهجوم اسم «قضية بي بي غيت - سقوط حارس البوابة»، ووجهت عبر حساباتها تهديدات مباشرة إلى مكتب رئيس الحكومة، وإلى ما سمته «الدائرة القريبة من نتنياهو».

وقالت المجموعة في رسالة تهديدية: «أنتم تشعرون بذلك الآن - الضغط في الصدر، والعرق البارد، والخوف المتآكل. ليس هذا مجرد خوف، بل إدراك أن كل طبقات الحماية لديكم، وكل سر أُودع لدى تساحي برفرمان، بات مكشوفاً».

وزعمت المجموعة أن هاتفاً من طراز «آيفون 16 برو ماكس» يعود لبرفرمان قد اختُرق، مضيفة: «ليس الآن فقط. (حنظلة) تراقب، وتتسلل، وتستمع منذ سنوات». كما ادّعت أن بحوزتها «محادثات مشفرة، وصفقات مخفية، وإساءة استخدام للسلطة تشمل ابتزازاً ورشوة».

ولوّحت المجموعة بنشر وثائق. وقالت: «الملفات، التسجيلات، المقاطع المصورة... كل سر يربط نظامكم بالفساد سيطفو إلى السطح».

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن إعلان «مسؤول رفيع في مكتب نتنياهو» أن «الفحوصات الجارية لا تشير حتى الآن إلى اختراق هاتف برفرمان» قوبل بتشكيك، مشيرة إلى أن الحكومة سبق أن أصدرت نفياً مشابهاً بعد الإعلان عن اختراق هاتف بنيت، قبل أن يتبيّن لاحقاً عدم دقته، ويقرّ بنيت نفسه بالاختراق.

وأضافت هذه الوسائل أنه «رغم ضرورة التعامل بحذر مع إعلانات القراصنة، فإن الاستهانة بها قد تكون محفوفة بالمخاطر، نظراً إلى سجل المجموعة في تهديد مسؤولين كبار وبث الخوف».

وكانت مجموعة «حنظلة» قد هددت، بعد إعلانها اختراق هاتف بنيت الأسبوع الماضي، بنشر مواد إضافية تعود لسياسيين إسرائيليين، من بينهم وزيرا الدفاع السابقان بيني غانتس ويوآف غالانت، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والنائبة تالي غوتليب.

وأقرّ بنيت في وقت سابق من الشهر الحالي بأن الوصول تم إلى حسابه على تطبيق «تلغرام»، وأن البيانات التي جرى الحصول عليها «تم الوصول إليها بشكل غير قانوني»، وشملت قائمة جهات اتصال وصوراً ومحادثات. وقال إن القضية قيد معالجة الجهات الأمنية. وضمت قائمة جهات الاتصال المسربة نحو خمسة آلاف اسم، من بينهم رؤساء دول، ومسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل وخارجها، وسياسيون وصحافيون، وأفراد من عائلات أسرى، علماً بأن بنيت كان قد نفى في البداية اختراق هاتفه.

في الجانب الإيراني، عرض التلفزيون الرسمي أحد مقاطع الفيديو التي نشرتها المجموعة، قائلاً إن القراصنة حصلوا على «كمية كبيرة من المعلومات السرية» من الدائرة القريبة من مسؤول إسرائيلي.

وقالت وكالة «نور نيوز»، المحسوبة على مجلس الأمن القومي الإيراني، إن المجموعة عرضت 110 صفحات من جهات الاتصال الخاصة بهاتف برفرمان لـ«إثبات عملية الاختراق»، ونقلت عن بيان للمجموعة قولها: «ربما حان الوقت لكي يرى الناس مدى عمق التغلغل؛ فالأسماء والأرقام والصلات مكشوفة بوضوح. هذا ليس تهديداً، بل مجرد عرض».

أما وكالة «أرنا» الرسمية، فقد وصفت الوضع في تل أبيب بأنه «صدمة». وتقول وسائل إعلام إيرانية تابعة لـ«الحرس الثوري» إن مجموعة «حنظلة» تنشط في مجال الهجمات الإلكترونية وتسريب البيانات، وبرز اسمها مع تصاعد المواجهة الإعلامية والسيبرانية بين إيران ووسائل إعلام خارجية ناطقة بالفارسية.

وتعرف المجموعة نفسها على أنها جهة «مستقلة» تعمل في إطار ما تصفه بالرد على حملات إعلامية معادية لإيران، في سياق تصاعد «حرب الروايات»، وتعتمد أسلوب الاختراق الإلكتروني متبوعاً بنشر وثائق أو معلومات تقول إنها حصلت عليها من الجهات المستهدفة. وتدرج المجموعة أنشطتها ضمن ما تسميه «الحرب المعرفية» أو «الاشتباك الإعلامي».

وكانت المجموعة قد أعلنت، الصيف الماضي، مسؤوليتها عن اختراق أنظمة تابعة لوسائل إعلام خارجية، من بينها قناة «إيران إنترناشنال»، مدّعية الوصول إلى بيانات داخلية ونشر أجزاء منها عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ولا توجد حتى الآن تأكيدات مستقلة أو رسمية تثبت وجود ارتباط تنظيمي مباشر بين المجموعة وأي جهة حكومية، غير أن التسمية ذات الدلالة الآيديولوجية (حنظلة بن أبي عامر من أنصار الحسين في كربلاء) توحي، وفق توصيفات إعلامية إيرانية، باحتمال تقاطعها أو قربها مما يُعرف بـ«الجيش السيبراني» التابع لـ«الحرس الثوري الإيراني».


قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
TT

قراصنة من إيران يعلنون «اختراق» هاتف رئيس مكتب نتنياهو

صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)
صورة أرشيفية لعملية اختراق (رويترز)

أعلنت مجموعة قرصنة إلكترونية مرتبطة بإيران، اليوم (الأحد)، أنها اخترقت هاتفاً جوالاً لأحد كبار مساعدي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك بعد أيام من إعلانها اختراق حساب رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت على تطبيق «تلغرام».

وأعلنت مجموعة «حنظلة» أنها اخترقت هاتف تساحي برافرمان، رئيس ديوان نتنياهو والسفير المُعيّن لدى بريطانيا. وفي بيان نُشر على الإنترنت، ادّعى المخترقون أنهم تمكنوا من الوصول إلى جهاز برافرمان وحذّروا الدائرة المقربة من نتنياهو من تسريب معلومات حساسة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الادعاء قيد التحقيق، وإنه لم يتم تأكيد أي اختراق حتى الآن، حسبما أورد موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ووفقاً للصحيفة، أصدر المخترقون ادعاءات واسعة النطاق بامتلاكهم اتصالات مشفرة ومواد حساسة أخرى، لكنهم لم يقدموا أي دليل يدعم هذه الادعاءات. وأشاروا إلى أنه سيتم نشر معلومات إضافية لاحقاً. كما نشرت المجموعة صوراً لبرافرمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وسلفه جو بايدن.

وأعلنت المجموعة نفسها مسؤوليتها عن اختراق هاتف بينيت الجوال قبل نحو أسبوع ونصف، فيما أطلقت عليه اسم «عملية الأخطبوط». وفي البداية، نفى مكتب بينيت اختراق الهاتف، لكن المخترقين نشروا لاحقاً صوراً ووثائق وآلاف أرقام الهواتف على صفحات متعددة، بما في ذلك أرقام زعموا أنها مرتبطة بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.

وأقرّ بينيت لاحقاً باختراق حسابه على تطبيق «تلغرام». ولم تؤكد السلطات الإسرائيلية علناً صحة ادعاءات المخترقين الأخيرة، وقالت إن التحقيقات لا تزال جارية.


تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
TT

تقرير: نتنياهو تجاهل تحذيرات الجيش و«الشاباك» بشأن الادعاءات الكاذبة ضد مصر

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

قال مسؤولون أمنيون كبار في إسرائيل إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهل مخاوف وتحذيرات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) بشأن سلسلة من التقارير الكاذبة أضرت بالعلاقات مع القاهرة.

وبحسب صحيفة «إسرائيل هيوم»، فقد شملت هذه التقارير مزاعم بأنّ مصر تُشيِّد قواعد هجومية في سيناء، وهو ما ردّده السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، وأيضاً مزاعم بأنّ شخصيات بارزة في المخابرات المصرية كانت تتقاضى عمولات من تهريب الأسلحة إلى سيناء، وبأنّ مصر كانت متواطئة في خداع إسرائيل قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول).

واحتجّت مصر على حملة التشويه، وأثارت القضية في اجتماعات بين مسؤولين أمنيين من البلدين، ولكن دون جدوى. وقد تسبب ذلك في تصاعد الخلاف بين مصر وإسرائيل.

وتتعدد ملفات الخلاف بين مصر وإسرائيل وتتعلق بالأوضاع في قطاع غزة وتحميل إسرائيل مسؤولية عدم البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من «اتفاق وقف إطلاق النار»، وكذلك فتح معبر رفح مع وجود رغبة إسرائيلية لأن يكون في اتجاه واحد، وملف تهجير الفلسطينيين، والوجود الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» والتأكيد المصري على ضرورة إيجاد مسار سياسي لدولة فلسطينية، ما يتعارض مع توجهات اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وبين الحين والآخر يخرج الجيش الإسرائيلي ببيانات رسمية يشير فيها إلى أنه «أسقط طائرة مُسيَّرة كانت تُهرّب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل»، وحدث ذلك أكثر مرة في أكتوبر الماضي قبل قرار تحويل الحدود إلى «منطقة عسكرية مغلقة».

وسبق أن عدَّ رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، أن «اتهامات إسرائيل بتهريب السلاح من مصر خطاب مستهلك»، وأشار في تصريحات إعلامية إلى أن القاهرة «سئمت من هذه الادعاءات التي تُستخدم لإلقاء المسؤولية على أطراف خارجية كلّما واجهت الحكومة الإسرائيلية مأزقاً سياسياً أو عسكرياً».

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، أعلن نتنياهو «مخاوفه من حشد مصر لقواتها العسكرية في سيناء»، وردت «الهيئة العامة للاستعلامات» بتأكيدها على أن «انتشار القوات المسلحة جاء بموجب تنسيق كامل مع أطراف معاهدة السلام».

وأشارت «الهيئة» حينها إلى أن «القوات الموجودة في سيناء في الأصل تستهدف تأمين الحدود المصرية ضد كل المخاطر، بما فيها العمليات الإرهابية والتهريب».