هبوط بورصات الخليج الرئيسية بعد إعلان ترمب إقالة ليزا كوكhttps://aawsat.com/5179361-%D9%87%D8%A8%D9%88%D8%B7-%D8%A8%D9%88%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%86-%D8%AA%D8%B1%D9%85%D8%A8-%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%B2%D8%A7-%D9%83%D9%88%D9%83
هبوط بورصات الخليج الرئيسية بعد إعلان ترمب إقالة ليزا كوك
مستثمر يراقب الشاشات في سوق دبي المالية (رويترز)
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
الرياض:«الشرق الأوسط»
TT
هبوط بورصات الخليج الرئيسية بعد إعلان ترمب إقالة ليزا كوك
مستثمر يراقب الشاشات في سوق دبي المالية (رويترز)
تراجعت بورصات الخليج الرئيسية في ختام تعاملات الثلاثاء، مقتفية أثر الأسهم الآسيوية بعد إقالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لعضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، وهو قرار أثار مخاوف من تقويض الثقة بالأصول الأميركية واستقلالية البنك المركزي.
أسباب الهبوط
اتخذ ترمب، أمس الاثنين، إجراءً غير مسبوق بإقالة كوك، أول سيدة أميركية من أصل أفريقي تشغل منصب عضو بمجلس محافظي البنك المركزي، بسبب اتهامات تتعلق بمخالفات على رهنين عقاريين.
العضو بمجلس محافظي البنك المركزي ليزا كوك (رويترز)
أسواق الأسهم الآسيوية تراجعت بعد هبوط «وول ستريت»، وسط مخاوف من سياسات مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات خفض أسعار الفائدة.
رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول أشار، الجمعة الماضي، إلى احتمال خفض الفائدة الشهر المقبل، مؤكداً أن المخاطر التي تهدد سوق العمل تتزايد، لكن التضخم لا يزال يشكل تهديداً.
تأثير القرار على دول الخليج كبير بسبب ارتباط معظم عملات المنطقة بالدولار.
أداء السوق السعودية
انخفض مؤشر «تاسي» 0.2 في المائة عند 10875 نقطة، مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ 11 أغسطس (آب).
بسبب تراجع سهم «مصرف الراجحي» في المائة عند 96.20 ريال، وهبوط سهم «أكوا باور» 4 في المائة إلى 216.90 ريال.
في المقابل، تصدر سهم «الأبحاث والإعلام» ارتفاعات السوق بنسبة 8 في المائة عند 181.80 ريال، فيما صعدت أسهم «العربية» 4 في المائة إلى 91.80 ريال و«مجموعة إم بي سي» 5 في المائة عند 30.98 ريال.
الأسواق الخليجية
سوق دبي المالي أغلق منخفضاً 0.5 في المائة، مسجلاً أكبر خسارة يومية منذ 12 أغسطس.
وتراجعت بورصة أبوظبي 0.4 في المائة، في أكبر خسارة يومية منذ أول أغسطس.
وارتفعت بورصة قطر 1 في المائة بدعم من صعود سهم بنك قطر الوطني 3.5 في المائة، مسجلة أعلى وتيرة منذ 13 أغسطس.
ارتفع عائد السندات الحكومية الألمانية لأجل 10 سنوات بشكل طفيف، يوم الثلاثاء، قبيل صدور محضر اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» لشهر ديسمبر (كانون الأول).
ارتفعت أسهم الأسواق الناشئة في الأسبوع الأخير من عام 2025، مدفوعة بقوة الأسواق الآسيوية، رغم أن عطلات نهاية العام أدت إلى تراجع السيولة وإبطاء حركة التجارة.
وكانت التوقعات أو المخاوف تشير إلى أن ترمب قد يفرض على نتنياهو خطة الانتقال للمرحلة الثانية، وأنه قد يرفض تهديد إيران أو «حزب الله» اللبناني.
لكن الإفادات قبل وبعد اللقاء المرتقب، قرأها الإسرائيليون بوصفها ضوءاً أخضر لنتتياهو لإكمال ما بدأه من خطط على الجبهات كافة.
وتقول صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، إن المراقبين في تل أبيب كانوا ينتظرون اجتماعاً مصيرياً يتضح فيه أخيراً مدى قدرة حكومة نتنياهو على تنسيق تحركاتها مع إدارة ترمب؛ والأهم من ذلك، مدى اتفاق نتنياهو وترمب على ما يجب أن يحدث في السنة الجديدة، وهي سنة انتخابية ذات أهمية بالغة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وسنة انتخابات منتصف الولاية للرئيس الأميركي.
لا حسم ولا خلافات جوهرية
ورأت الصحيفة، استناداً لما جرى في قصر ترمب، أنه لم تتخذ أي قرارات أو اتفاقيات حاسمة بشأن أي قضية، وأيضاً لم تظهر أي خلافات جوهرية بين الطرفين كما كان يُخشى في إسرائيل.
وعدَّت أن ما جرى يخدم الرؤية الإسرائيلية، بدءاً من غزة، ببقاء الخط الأصفر كما ترغب المؤسسة الأمنية لفترة طويلة وربما لسنوات، وفي الساحات الأخرى تتمتع إسرائيل بحريّة شبه كاملة في فعل ما تراه مناسباً، وهو جوهر ما طالبت به المؤسسة الأمنية خلال المناقشات التي سبقت زيارة نتنياهو.
خريطة لمراحل الانسحاب من غزة وفق خطة ترمب (البيت الأبيض)
وبيَّنت «يديعوت أحرونوت» أن الخلاف الوحيد الذي يبدو أنه نوقش بجدية هو التحركات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث طالب الأميركيون، نتنياهو بوقف بناء مستوطنات جديدة، ووقف إضعاف السلطة الفلسطينية، وقبل كل شيء منع أعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون، مبينةً أن رد نتنياهو، لم يتضح بشأن هذه المطالب، في وقت كان ترمب وفريقه واضحين في مطالبهم.
قوة الاستقرار عقبة أميركية
ورجحت الصحيفة أن يكون ترمب قرر مسبقاً أن الاجتماع لن يكون المكان والزمان المناسبين لتسوية نقاط الاتفاق والاختلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وتنسيق خطواتهما للمستقبل.
وذهبت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه «يمكن الافتراض أن سبب عدم كون اجتماع فلوريدا حاسماً ومؤثراً كما كان متوقعاً هو أن الأميركيين ببساطة ليسوا مستعدين بعد، ولا يرغبون في الانتقال فوراً إلى المرحلة التالية، ليس فقط في غزة، بل على جبهات أخرى أيضاً، ويكمن جوهر الأمر في غزة، حيث لم يتمكن الأميركيون بعد من إنشاء قوة استقرار دولية، وهو عنصر أساسي لتنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترمب النقاط العشرين ذاتها».
وبيَّنت أن الدولتين الوحيدتين المستعدتين حالياً للمشاركة في قوة تحقيق الاستقرار هما تركيا وإيطاليا، لكن إسرائيل ترفض مشاركة أنقرة ليس فقط في هذه القوة، بل أيضاً في إعادة إعمار قطاع غزة، بينما روما وحدها لا ترغب في الانضمام إلى قوة يُفترض أن تكون دولية، في حين أبدت إندونيسيا استعدادها أيضاً، لكن فقط لإرسال فرق إغاثة طبية ومدنية، وليس قوات قتالية. مضيفةً: «على أي حال، لا توجد دولة من الدول المرشحة للانضمام إلى قوة تحقيق الاستقرار مستعدة لمواجهة (حماس) ونزع سلاحها».
روبيو داخل مركز التنسيق الأميركي في إسرائيل خلال زيارة له (رويترز)
ولفتت الصحيفة كذلك إلى أن لجنة التكنوقراط الفلسطينية التي من المفترض أن تدير شؤون غزة المدنية، حتى الآن لم يتم التوافق بشأنها، و«حماس» لا توافق على نزع سلاحها، وهذا الوضع يدفع الأميركيين إلى تنفيذ خطة «رفح الخضراء» التي يجري تطبيقها بالكامل في الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل.
إيران وتركيا وسوريا ولبنان
وبشأن إيران، تقول الصحيفة، إن ترمب لا ينوي الدخول في صراع معها، خاصةً في ظل الانهيار الاقتصادي والبنيوي المستمر الذي تشهده طهران، واحتمالية انهيار النظام، في ومثل هذه الحالة أيضاً لا ترغب إسرائيل في شن هجوم قد يوحّد الإيرانيين حول النظام، مشيرةً إلى أن تهديدات ترمب هدفها إعادة طهران إلى طاولة المفاوضات.
ويذهب تحليل «يديعوت أحرونوت» إلى أنه في لبنان وسوريا، لا تملك الولايات المتحدة مقترحات أو خططاً جديدة حقيقية لنزع سلاح «حزب الله» وتحقيق الاستقرار للنظام في دمشق؛ ولذلك فهي تماطل في هاتين الجبهتين أيضاً، وتدعم تهديدات إسرائيل، على أمل أن يدفع ذلك حكومتي البلدين إلى إبداء مرونة، والامتثال لرغبات إسرائيل.
أما بالنسبة لتركيا، فقد أوضح مستشارو ترمب له على ما يبدو أن إسرائيل محقة في معارضتها للوجود التركي بالقرب من حدودها الشمالية والجنوبية؛ ولذلك اكتفى الرئيس الأميركي بالتصريحات الشكلية التي تشيد بالرئيس رجب طيب إردوغان، لكنه لا ينوي إجبار نتنياهو على قبول أي مشاركة تركية في أي جبهة كانت.
وتخلص الصحيفة، إلى أن «الأميركيين حالياً ليس لديهم أي قدرة ولا خطط بديلة لتغيير الوضع بشكل جذري في غزة وإيران ومسارح الحرب الأخرى التي لا تزال مفتوحة، وبالتالي لا يوجد حالياً أي سبب يدفع ترمب للدخول في نقاش جاد ومثير للجدل مع نتنياهو في عام الانتخابات الإسرائيلية، حيث يمكن لأي تنازل للمطالب الأميركية أن يؤدي إلى انهيار ائتلافه».
لا مديح من دون مقابل
وتطرقت وسائل الإعلام العبرية إلى أن مديح ترمب لنتنياهو، كان بمثابة «هدية سياسية انتخابية» جاءت مصحوبة بدعم فكرة منحه العفو، عادَّةً أن ذلك «لن يكون من دون مقابل؛ بل سيدفع نتنياهو ثمنه لاحقاً بفرض بعض المطالب عليه».
وذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن ترمب، أبلغ نتنياهو، خلال القمة بأنه سيعلن في الخامس عشر من الشهر المقبل خطته بشأن اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، والتي ستتضمن إنشاء تشكيل مجلس السلام، والعمل على تشكيل كيان مدني حاكم لغزة، لتولي حكم القطاع بدلاً من «حماس».
وتنص المرحلة الثانية من خطة ترمب، على نزع سلاح حركة «حماس»، وانسحاب إسرائيل من أجزاء جديدة من القطاع، وتشكيل حكومة تكنوقراط، ونشر قوة استقرار دولية.
أطفال فلسطينيون نازحون داخل خيمة غمرتها مياه الأمطار في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
من جهتها، رأت صحيفة «معاريف»، أن ترمب انحاز تماماً لنتنياهو في جميع النقاط المهمة التي تناولها الاجتماع بينهما، وليس العكس، وفق التوقعات التي كانت تشير إلى إمكانية تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي لضغوط كبيرة من الرئيس الأميركي بشأن الكثير من الملفات، أهمها الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وترى الصحيفة أن كلمات ترمب ومديحه الكبير لنتنياهو، يهدفان إلى منح الأخير القدرة على الفوز في الانتخابات الإسرائيلية، وكذلك في حملة الليكود الانتخابية المقبلة، عادَّةً أن ترمب فعل ذلك عن قصد ووعي.
مدرب الكاميرون: لن نقيّد حرية مبويمو في الملعبhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9/%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/5224680-%D9%85%D8%AF%D8%B1%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%86-%D9%84%D9%86-%D9%86%D9%82%D9%8A%D9%91%D8%AF-%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%A8%D9%88%D9%8A%D9%85%D9%88-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D8%B9%D8%A8
قال ديفيد باغو، مدرب الكاميرون، إن برايان مبويمو يحب اللعب بحرية في أرض الملعب، مضيفاً أن نجم مانشستر يونايتد يضغط على نفسه للغاية سعياً لتحقيق النجاح في كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم.
ويحمل مبويمو، الذي غيّر ولاءه الدولي بعد أن لعب لفرنسا على مستوى الفئات السنية، آمال الجماهير في نجاح الكاميرون بالبطولة المقامة في المغرب، بينما يسعى الفريق للفوز باللقب الأفريقي لأول مرة منذ عام 2017.
وصنع الجناح (26 عاماً) هدف الفوز في المباراة الافتتاحية أمام الغابون، والتي انتهت 1-صفر، قبل أن يتعادل الفريق 1-1 مع كوت ديفوار. وستلتقي بطلة أفريقيا خمس مرات مع موزمبيق في المجموعة السادسة يوم الأربعاء.
وقال باغو في مؤتمر صحافي، الثلاثاء: «برايان لاعب يحب الحرية، ولديه هذه الصفات؛ لذلك لن نحرمه من ذلك أو نمنعه من التعبير عن نفسه في الملعب بالطريقة التي يريدها».
وأضاف: «نسمح له بالتعبير عن نفسه في جميع أنحاء الملعب. صحيح أنه واجه بعض الصعوبات في التألق، وأعتقد أنكم تعلمون أنه لم يلعب كثيراً مؤخراً. إنه يضغط على نفسه كثيراً، لكنني أعتقد أنه سيتجاوز ذلك. إنه لاعب رائع بالنسبة لهذا البلد. يحب هذا الفريق ويريد الالتزام ليكون فعالاً قدر الإمكان. واليوم، مرة أخرى، في حديثنا القصير معه وجدنا لديه الرغبة ليكون حاضراً ويحقق أشياء كبيرة».
وسجل مبويمو 7 أهداف في 29 مباراة دولية.
وأشاد المدرب باجو بموزمبيق التي ضمنت التأهل إلى دور الـ16 بعد الفوز على الغابون في مباراة مثيرة.
وقال: «سنلعب دون أن نتقيّد بصعوبات، لكن يجب أن نحترم هذا المنافس الذي يتحسن وحقق الفوز مؤخراً على الغابون».
مستشار الرئيس اليمني: تحرك جاد لفرض منطق القانون والمؤسساتhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5224679-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%86%D9%8A-%D8%AA%D8%AD%D8%B1%D9%83-%D8%AC%D8%A7%D8%AF-%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%B6-%D9%85%D9%86%D8%B7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA
مستشار الرئيس اليمني: تحرك جاد لفرض منطق القانون والمؤسسات
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)
قال المهندس بدر باسلمة، مستشار الرئيس اليمني، إن المشهد اليمني يمرّ بمحاولة جادة لـ«هندسة عكسية» تستعيد من خلالها الدولة زمام المبادرة، بدعم إقليمي وثيق، وبما يرسّخ منطق القانون والمؤسسات.
ووصف باسلمة القرارات الرئاسية الأخيرة، المتعلقة بالأوضاع في المحافظات الشرقية، بأنها «خطوة مفصلية» تنطوي على دلالات سياسية عميقة تمسّ جوهر بقاء الدولة، على حدّ تعبيره.
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي (سبأ)
وأوضح بدر باسلمة، في تصريح خاص، لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه القرارات تمثل انتقالاً نوعياً لمجلس القيادة الرئاسي من مربع «امتصاص ردود الأفعال» إلى مربع «صناعة الفعل» والمبادرة، بما يفضي إلى تحصين مركزية القرار السيادي ومنع تفتت الدولة.
وشدّد على أن الموقف السعودي الداعم للشرعية وقراراتها يشكّل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الراهنة، مشيراً إلى أن هذا الدعم لا يُقرأ بوصفه تدخلاً لصالح طرف على حساب آخر، بقدر ما يعكس استراتيجية تهدف إلى «ضبط إيقاع» المشهد ومنع الانزلاق نحو المجهول.
ويرى باسلمة أن المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها حضرموت والمهرة، تمرّ بمخاض سياسي دقيق قد يرسم ملامح مستقبل شكل الدولة، ويؤسس لنموذج «الدولة الاتحادية» المقبلة.
من «إدارة التوازنات» إلى «سيادة المؤسسات»
ووفقاً للمهندس بدر باسلمة، فإنه «لا يمكن قراءة القرارات الأخيرة الصادرة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، في سياقها الإداري الروتيني فحسب، بل تمثل خطوة مفصلية تنطوي على دلالات سياسية عميقة تتصل بجوهر بقاء الدولة».
وأضاف أن أهمية هذه القرارات تكمن في كونها تُجسّد انتقالاً نوعياً لمجلس القيادة من مربع «امتصاص ردود الأفعال» إلى مربع «صناعة الفعل والمبادرة»، وعَدَّ ذلك «رسالة سياسية بليغة إلى الداخل والخارج مفادها أن الدولة، بمفهومها الدستوري والشرعي، هي صاحبة الكلمة الفصل في إدارة مؤسساتها السيادية، وأنها يجب أن تظل مظلة وطنية جامعة، لا ساحة لتقاسمها أو توظيفها خارج إطار المشروع الوطني الجامع».
ولفت باسلمة إلى أن هذه الخطوة تمثل «بمعناها الأعمق، عملية تحصين لمركزية القرار السيادي، ومنع انزلاق الدولة نحو التفكك أو تحولها إلى جُزر إدارية وأمنية معزولة».
الدور السعودي حجر الزاوية
وأكد بدر باسلمة أن الموقف السعودي الداعم للشرعية وقراراتها يمثل حجر الزاوية في معادلة الاستقرار الراهنة، موضحاً أن هذا الدعم «لا يُقرأ بوصفه تدخلاً لصالح طرف على حساب آخر، بقدر ما يعكس استراتيجية تهدف إلى ضبط إيقاع المشهد ومنع الانزلاق نحو المجهول».
وأضاف أن أهمية هذا الدور تتجلى في ترسيخ «قاعدة ذهبية مفادها أن الشراكة لا تعني الاستحواذ»، مشيراً إلى أن الدعم الموجَّه لمجلس القيادة الرئاسي يستهدف خفض التصعيد ومنع فرض سياسات «الأمر الواقع» بقوة السلاح، ولا سيما في المناطق ذات الحساسية الاستراتيجية مثل حضرموت والمهرة.
وتابع أن المملكة، من خلال هذا النهج، «تعيد رسم الخطوط الحمراء التي تضمن بقاء جميع الأطراف تحت مظلة الدولة»، وتدفع القوى السياسية نحو طاولة الحوار بوصفه الخيار الوحيد، بدلاً من «مغامرات غير محسوبة قد تُهدد الأمن الإقليمي والنسيج الاجتماعي اليمني».
المحافظات الشرقية... ملامح الدولة المقبلة
ويقول بدر باسلمة إن المحافظات الشرقية، وفي مقدمتها حضرموت والمهرة، باتت، اليوم، تمثّل «الرقم الصعب» في المعادلة اليمنية، وتعيش مخاضاً سياسياً قد يرسم ملامح مستقبل شكل الدولة.
وأضاف باسلمة أن «القراءة المتفحصة للمشهد تشير إلى تنامي الوعي المجتمعي والسياسي في هذه المحافظات، باتجاه رفض التبعية المطلقة أو الاستقطاب الحاد»، موضحاً أن ما يجري في حضرموت «لا يندرج في إطار حراك مناطقي عابر، بل يندرج في سياق تأسيس لنموذج الدولة الاتحادية المقبلة».
وأشار إلى أن هذه المحافظات تسعى لانتزاع حقوقها في إدارة شؤونها وتأمين أراضيها، «من خلال تشكيلات وطنية، مثل قوات درع الوطن، وذلك تحت مظلة الشرعية الدستورية»، لافتاً إلى أن المؤشرات الراهنة توحي بأن خيار «الضم والإلحاق القسري» تراجع لصالح مسار يتجه نحو صيغة توافقية تضمن للأقاليم خصوصيتها الإدارية والأمنية ضمن يمن موحد واتحادي.
مسلَّح من أنصار «المجلس الانتقالي الجنوبي» (أ.ف.ب)
وختم باسلمة حديثه بالقول إن «اليمن يشهد، اليوم، محاولة جادة لـ(هندسة عكسية) للمشهد، فبدلاً من أن تفرض الفصائل واقعها على الدولة، تسعى الدولة، بدعم إقليمي وثيق، إلى استعادة زمام المبادرة وفرض منطق القانون والمؤسسات».
وأضاف أن هذه العملية «تمثل معركة نفَس طويل تتطلب قدراً عالياً من الحكمة السياسية»، مؤكداً أن «الرابح فيها هو مَن ينحاز لمنطق الدولة ومصالح المواطنين»، مستنداً في ذلك إلى «الشرعية الدولية والغطاء العربي الداعم».