كأس السوبر... عندما غزا الإرث السعودي ميادين هونغ كونغ

«الشرق الأوسط» ترصد كواليس البطولة بـ«الصورة»

حافلة النصر تخترق الجموع في طريقها إلى الملعب (الشرق الأوسط)
حافلة النصر تخترق الجموع في طريقها إلى الملعب (الشرق الأوسط)
TT

كأس السوبر... عندما غزا الإرث السعودي ميادين هونغ كونغ

حافلة النصر تخترق الجموع في طريقها إلى الملعب (الشرق الأوسط)
حافلة النصر تخترق الجموع في طريقها إلى الملعب (الشرق الأوسط)

طوى السوبر السعودي صفحته، تاركا خلفه ذكرى لا تنسى لعشاق الكرة في هونغ كونغ، بعد أيام كان فيها الصخب الجماهيري والحضور الإعلامي على أشده، ما عكس قيمة البطولة التي أقيمت في الجزيرة الصينية للمرة الأولى بعد تجربتي لندن وأبو ظبي.

«الشرق الأوسط» بدورها دونت العديد من المشاهد اللافتة في البطولة التي توج بلقبها فريق الأهلي عقب فوزه على النصر في النهائي.

جنون رونالدو اجتاح شوارع هونغ كونغ (الشرق الأوسط)

*صخب جماهيري وسوق سوداء

بلغ عدد الحضور الجماهيري في مباريات بطولة كأس السوبر السعودي أكثر من 80 ألف متفرج خلال المباريات الثلاثة التي أقيمت على ملعب هونغ كونغ الدولي والذي يتسع لأكثر من أربعين ألف متفرج.

وفي مواجهة النصر والاتحاد بلغ عدد الحضور الجماهيري أكثر من 30 ألف مشجع، فيما بلغ عدد الحضور الجماهيري في مواجهة القادسية والأهلي قرابة 30ألف متفرج.

ونشطت السوق السوداء في عدد من المواقع وخصوصا حول محيط الملعب من أشخاص قاموا بشراء التذاكر مع طرحها الأول وأعادوا بيعها بأسعار مضاعفة، فيما لم تقدم بعض الجماهير على شراء التذاكر في السوق السوداء لارتفاع سعرها بصورة مبالغ فيها.

بائع يستعرض قمصان الأهلي قبل مباراته أمام القادسية (الشرق الأوسط)

*الجماهير تلتقي بنجومها

لم يكن التنظيم الأمني عائقا أمام الجماهير لتحقيق أحلامها في رؤية النجم العالمي كريستيانو رونالدو قائد النصر والنجم الفرنسي كريم بنزيمة وكذلك نجوم آخرون مثل جواو فيليكس وساديو ماني وناتشو وإدواردو ميندي ورياض محرز.

فندق ريغنت حيث يقيم النصر، لم يعرف الهدوء حتى في ساعات الصباح الأولى، وجرى وضع سياج أمني حول مدخل اللاعبين وحيث يسمح للجماهير بالاصطفاف ورؤية اللاعبين وحتى التصوير معهم أو الحصول على تواقيعهم.

وبلا شك كان البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الشباك الأول، وظل الاستثناء الوحيد، فيما حظى الفرنسي كريم بنزيمة ونغولو كانتي وفابينيو بمتابعة جماهيرية كبيرة كذلك، وفي النصر حظى المنضم حديثاً جواو فيليكس باهتمام لافت خاصة من صغار السن.

ورغم رحيله عن فريق الأهلي، سألت العديد من الجماهير عن النجم البرازيلي فيرمينو الذي انتقل هذا الصيف لتثميل السد القطري.

*الاتحاد بلا مترجم

في وقت وفرت فيه اللجنة المنظمة ترجمة فورية للمؤتمرات الصحافية من الإنجليزية إلى العربية والعكس، فإن نادي الاتحاد كان الوحيد الذي حضر أحد مؤتمراته الصحافية دون مترجم خاص للغة العربية مكتفياً بمترجم من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية فقط، واعتمد على ترجمة اللجنة المنظمة الفورية للغة العربية ، قبل أن يتدارك الخطأ في المؤتمر الصحافي بعد لقاء النصر ويقوم بإحضار مترجم خاص.

اللجنة المنظمة للبطولة وفرت ترجمة فورية للمؤتمرات الصحافية من الإنجليزية إلى العربية والعكس، ولوجود مترجمي الأندية لم يتجه الكثير من ممثلي وسائل الإعلام للترجمة الفورية، باستثناء مؤتمر الفرنسي لوران بلان مدرب فريق الاتحاد والنجم كريم بنزيمة قبل لقاء النصر.

روح السعودية حاضرة في كل مكان (الشرق الاوسط)

*تفاعل إعلامي

رغم تجاوز عدد الإعلاميين الحاضرين لتغطية أحداث بطولة كأس السوبر السعودي حاجز الـ 200 إعلامي، بينهم ما يقارب 100 أجنبي من هونغ كونغ ودول آسيوية وأوروبية، إلا أن التفاعل الإعلامي من جانب الأندية لم يكن على مستوى التطلعات باستثناء القادسية.

ووفقاً لتنظيم البطولة، يُتاح لممثلي وسائل الإعلام حضور أول 15 دقيقة من التدريب الذي يسبق المباراة وكذلك الحصول على فرصة إجراء لقاء صحافي مع اللاعبين المحددين من جانب الأندية.

القادسية كان النادي الوحيد الذي منح وسائل الإعلام لقاءات وتصاريح قبل مبارياته لأكثر من لاعب، أما نادي الاتحاد فقد قدم لاعبه الهولندي ستيفن بيرغوين للإعلام دون أن يختار بمعيته لاعباً آخر.

أما في النصر فقد غاب الجميع عن المشهد واقتصر حضور الإعلام لحصصه التدريبية على التقاط المشاهد ورصد الصور والفيديوهات.

وقدم الأهلي بعد تتويجه بلقب البطولة أكثر من ثمانية لاعبين للتصريحات، خلافاً للتصريحات للناقل الرسمي، لكن الأهلي قبل لقاء القادسية كان تدريبه يتزامن مع مواجهة النصر والاتحاد وبالتالي كان الحضور الإعلامي محدود ولم يقدم النادي أي لاعب في حصته التدريبية قبل لقاء النصر.

الزميل فهد العيسى مع أحد المشجعين الذين حضروا مباراة النصر (الشرق الأوسط)

*روح السعودية ... حضور مستمر في الملاعب العالمية

بعد حضورها في ملاعب كأس العالم للأندية التي أقيمت يوليو الماضي في أميركا، وكذلك بطولة الكأس الذهبية الكونكاكاف التي شهدت مشاركة المنتخب السعودية للمرة الأولى، استمر الترويج للثقافة والسياحة في السعودية بملعب هونغ كونغ الدولي.

وجرى وضع «بيت شعر» في مدخل الجماهير وتوفر من خلاله عزف موسيقي سعودية على آلة العود وكذلك توفير الزي السعودي لمن رغب ارتداه والتصوير فيه، مع تواجد فرقة فنون شعبية.

ووزعت على مدى أيام مباريات البطولة هدايا رمزية للجماهير تحتوى على كتيب عن السياحة والثقافة في السعودية وكذلك هدايا تذكارية مثل دمية «لابوبو الشهيرة» لكنها ترتدي الشماغ في دلالة على الثقافة السعودية.

السوق السوداء حاضرة في مشهد السوبر (الشرق الأوسط)

*من مكاو والصين إلى هونغ كونغ

لم يقتصر الحضور على الجماهير المحلية، بل شهدت البطولة توافد مشجعين من مكاو ومدن صينية مجاورة، كثيرون حضروا خصيصاً لرؤية رونالدو، الذي انتشرت قمصانه بشكل كبير بين الحاضرين، في مشهد يعكس مكانته كأيقونة كروية عالمية.

ولم تكن بطولة «السوبر السعودي» في هونغ كونغ مجرد منافسات عابرة، بل قصة رياضية ناجحة مع مرور السنوات خاصة في شرق قارة آسيا، الدول التي تتابع كرة القدم بشكل جنوني وكبير وتترصد لكبار نجوم اللعبة حول العالم.


مقالات ذات صلة

كيفو مدرب الإنتر: «ركلات الحظ» أقصتنا

رياضة عالمية كيفو أشاد بشجاعة لاعبيه خلال ركلات الترجيح (رويترز)

كيفو مدرب الإنتر: «ركلات الحظ» أقصتنا

قدم كريستيان كيفو مدرب ⁧‫إنتر ميلان⁩ تحيته للاعبين الذين تصدو لتنفيذ ركلات الترجيح أمام بولونيا مؤكدا أن ذلك يدل على شجاعتهم.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة عالمية  إيتاليانو يوجه لاعبيه خلال المباراة (رويترز)

إيتاليانو بعد الإطاحة بالإنتر: بولونيا فريق كبير

قال فينشينزو إيتاليانو مدرب ⁧‫بولونيا⁩ أن فريقه أثبت تحسنه وامتلاكه لجودة عالية وثقة بالنفس وذلك بعد فوزه الكبير على الانتر في نصف نهائي كأس السوبر الإيطالي.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة عالمية فرحة لاعبي بولونيا بعد الفوز المثير (إ.ب.أ)

السوبر الإيطالي: بولونيا يصعق إنتر وجماهيره في الرياض ويبلغ النهائي

فجّر بولونيا مفاجأة من العيار الثقيل، وبلغ نهائي بطولة كأس السوبر الإيطالي المقامة في العاصمة السعودية الرياض، بعد إطاحته إنتر ميلان.

هيثم الزاحم (الرياض ) فارس الفزي (الرياض )
رياضة عالمية جانب من اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني (الاتحاد الإسباني)

الاتحاد الإسباني يقرّ ميزانية بـ400 مليون يورو لعام 2026

أقرَّت الجمعية العمومية للاتحاد الإسباني لكرة القدم ميزانية تتجاوز 400 مليون يورو (مليار و757 مليون ريال سعودي) لعام 2026.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية كونتي أكد أن الروح الرجولية قادتهم للفوز في مباراة السوبر (رويترز)

كونتي: «الروح الرجولية» قادتنا للفوز على الميلان

قال أنطونيو كونتي، مدرب فريق نابولي، أن الفوز في المباريات الكبيرة يمنح فريقه دفعة قوية على مستوى الثقة.

فارس الفزي (الرياض ) هيثم الزاحم (الرياض )

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
TT

الأخضر السعودي... أين الخلل؟

رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)
رينارد ولاعبيه تحت مجهر النقد اللاذع بعد الاخفاق العربي (تصوير: بشير صالح)

ألقت خسارة الأخضر على يد المنتخب الأردني في نصف نهائي كأس العرب 2025، بظلالها على الشارع الرياضي المحلي الذي كان يمني النفس ببطولة تعيد للكرة السعودية شيئاً من أمجادها وصولاتها التاريخية. كما أثار الخروج في المنعطف الأخير من المنافسة على الكأس التساؤلات حول مستقبل الأخضر على صعيد اللاعبين والجهاز الفني وموطن الخلل الواجب إصلاحه قبل المشاركة المرتقبة في مونديال 2026.

«الشرق الأوسط» بدورها سلطت الضوء على واقع المنتخب السعودي مع عدد من المدربين الوطنيين المطلعين من كثب على حال الكرة المحلية والمنتخبات السعودية بما فيها المنتخب الأول، حيث قال المدرب بندر الجعيثن إن «الخسارة أمام الأردن كانت مؤلمة ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار التطور الذي بدا عليه المنتخب الأردني والاستقرار الفني الكبير الذي يعيشه، وعلى أساسه تحققت العديد من المنجزات للمرة الأولى سواء على الصعيد القاري أو تصفيات المونديال والوصول التاريخيّ لكأس العالم، فيما لم يستقر المنتخب السعودي لفترة طويلة؛ نظراً للتغييرات المتلاحقة سواء من جهة اللاعبين أو الجهاز الفني».

وتابع: «هناك أسماء طموحة لكنها تكن قادرة على تحمل الأعباء، لذا من المهم أن يتم البحث الدائم عن الأسماء الموهوبة ليس فقط في دوري المحترفين السعودي بل حتى في دوري الدرجة الأولى والدرجات الأقل».

وأشار الجعيثن إلى أن التطور الفني يحتاج لمزيد من العمل في المنتخب والأندية، بعيداً عن القرارات العاطفية، مع الحرص على مواكبة الدعم الذي تحظى به الكرة السعودية في البطولات كافة.

وواصل: «يعاني المنتخب السعودي بشكل واضح في الأطراف وحتى في الكرات الثابتة وهناك سوء في التمرير».

واعتبر الجعيثن أن العمل في المنتخب الأول يختلف عنه في المنتخبات الاخرى، ولذا يجب أن يكون هناك تقييم شامل لكل مشاركة تتم ويحصل فيها إخفاق أو حتى نجاح، كما أنه من المهم أن يكون عمل من جانب اللجنة الفنية لتقييم الأمور في هذا الجانب، وألا يتم طي أي مشاركة دون تحقيق الأهداف الكاملة أو الاستفادة من الدروس منها، من خلال التقارير التي يتم تدوينها.

وختم بالقول: «يعاني الأخضر من التعامل مع الكرات العالية والعرضية والثابتة».

بدوره، قال محمد أبو عراد، المدرب السعودي، إن الأخضر لم يتطور، بل يعود إلى الوراء.

وتابع: «مشكلتنا إدارية وفنية، لا يوجد لدينا فكر إداري والفكر الفني في المنتخب ضعيف جداً رغم أن إمكانيات اللاعب السعودي عالية جداً وتحتاج للعمل الصحيح والعمل الجاد من اللاعبين والجهاز الفني وهذا غير موجود في المرحلة الحالية».

جماهير الأخضر خرجت خائبة من البطولة العربية في قطر (تصوير: سعد العنزي)

وأضاف: «نحتاج إلى الكثير للعودة لمكانتنا الطبيعية على مستوى القارة والخليج والعرب، نحتاج للعمل أكثر، نحتاج لمدرب لديه إمكانيات، نحتاج لإدارة لديها فكر، نحتاج للطموح والإخلاص».

فيما قال حمد الدوسري مدرب المنتخب السعودي السابق إن الأخضر بات كتاباً مفتوحاً للجميع، ويمكن تحجيم عناصر القوة فيه كون المدرب ليست لديه حلول أخرى، واستقر على طريقة واحدة طوال المباريات.

ورأى الدوسري أن المسؤولية تقع على الاتحاد السعودي ورأس الهرم واللجان التي ترى الأخطاء ولا تصححها أو توصي بتصحيحها، مبيناً ضرورة أن يكون اللاعبون السعوديون قادرين على خوض دقائق أكثر في دوري قوي، وكذلك الاستفادة من العناصر الصاعدة وآخرها المنتخب الذي حقق بطولة كأس الخليج الأولمبي، ولذا لا يمكن أن نضع المسؤولية على أشخاص ونترك آخرين، وكل من يعمل فعليه تحمل النقد.

وتمنى الدوسري أن تحصل تجديدات في المنتخب السعودي للفترة المقبلة وقبل المونديال القادم «كما أن على رينارد العمل على تصحيح الوضع الفني وعدم اختلاق الأعذار».

من جانبه، قال المدرب خالد المرزوق، إن «الخسارة يتحملها الجميع والفشل يتحمله المدرب واللاعبون، لذا أرى أن الخسارة يجب أن يتحملها الجميع وأولهم الجمهور، حينما نجعل من أي فوز إنجازاً كبيراً ونتغنى به، كأننا حققنا إنجازاً كبيراً دون أن نعرف من هو هذا المنتخب وما الفرق بيننا وبينه، وأيضاً حينما نهلل ونتراقص حينما يسجل هذا اللاعب دون غيره لكونه من النادي الذي أنتمى له وأتجاهل دور البقية، وحينما ينبهر الجمهور من مراوغة لاعب بطريقة غير اعتيادية، لذا فالجمهور شريك في المشكلة».

وأضاف: «من أهم المشاكل في لاعبي المنتخب هو عدم الثبات على مستوى معين، فيوماً ترى هذا اللاعب بمستوى عالٍ وآخر أقل من عاديّ. ومن ناحية أخرى نحن لا نفرق بين منتخب وآخر، وأقصد لاعباً يقدم مستوى عالياً، لأن الخصم ضعيف وينكشف في مباراة أخرى، فما يقدمه اللاعبون غير مقنع بالشكل العام ولا حجة لهم في ذلك، فاللاعب الذي يلعب في دوري قوي جداً ومنافسة قوية وضد ومع لاعبين مميزين على مستوى العالم، يجب عليه مراجعة نفسه».

من جانبه، قال المدرب زياد العفر، إن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب السعودي في البطولة العربية يمكن عدّه أقصى إمكانياتهم ولا يمكن الضغط عليهم أكثر، بل يجب العمل على خطط سابقة بتطوير المنتخب واللاعبين في الأداء الفني، وهذا يعتمد على جانب مهم وهو التحفيز على الاحتراف الخارجي الذي يطور اللاعبين، كما حصل في تجربة اللاعب سالم الدوسري في إسبانيا، التي تطور بعدها للأفضل، كما يجب العمل على البرنامج المخصص في الابتعاث الخارجي وتعزيزه، والبدء في الفئات العمرية، لأن هناك لاعبين في المنتخب الاول يفتقدون أساسيات المهارات والتمرير وأموراً أخرى.

وبين أن هناك دعماً كبيراً مقدماً للكرة السعودية، ويجب أن ينعكس فعلاً على المنتخب السعودي الذي يعد الواجهة الأساسية لكرة القدم في الوطن. وشدد على أهمية العمل على تجاوز العديد من السلبيات في وقت ضيق قبل دخول معترك المونديال القادم؛ لأن الشارع الرياضي السعودي لا يمكن أن يقتنع بمشاركة باهتة.


الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
TT

الوابل لـ «الشرق الأوسط» : الإجهاد وراء تزايد الإصابات في الدوري السعودي

تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)
تزايد الإصابات كابوس يلاحق الأندية السعودية هذا الموسم (تصوير: سعد العنزي)

يشكل كابوس الإصابات هاجساً مقلقاً للاعبين والمدربين وحتى الجماهير، ذلك أن بعضها يعد بمثابة ضربة موجعة لأحلام الفرق الطموحة للمنافسة على البطولات، مع الأخذ في الاعتبار تأثيرها على مسيرة النجوم وصعوبة عودتهم إلى مستوياتهم المعهودة في الملاعب الخضراء.

وفي الدوري السعودي للمحترفين وتحديداً نسخة هذا الموسم، داهمت الإصابة عدداً لا يستهان به من اللاعبين، ما جعل بعض الأندية تضطر للعب في مواجهات كثيرة بقائمة غير مكتملة.

لذلك شرعت «الشرق الأوسط» في تسليط الضوء على هذا الملف الحساس، خصوصاً من ناحية الإصابات الأكثر شيوعاً، والأسباب التي تؤدي لكثرة حدوثها، وكيف يمكن أن يتم العمل بشكل صحيح وعلمي لتقليل وجودها.

الدكتور راكان الوابل (الشرق الأوسط)

الدكتور راكان الوابل، اختصاصي أول علاج طبيعي وإصابات رياضية، والمقيم في البورد السعودي للجهاز العضلي الهيكلي، أكد بدوره أن الإصابات بشكل عام تتفاوت من كسور وتمزقات عضلية وقطع بالأوتار والأربطة، وكدمات وفتوق رياضية، وبعض الارتجاجات الدماغية.

وأردف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «الجهاز العضلي هو كابوس اللاعبين المحترفين، ومن الأعلى تكراراً، وهو يعني تمزق العضلة الخلفية بالمقام الأول، ويشكل هذا النوع من الإصابات ما يقارب 17 إلى 20 في المائة من الإصابات، ونسبة تكرارها تصل إلى 33 في المائة، أمّا من ناحية أنواع الإصابات الأخرى، فمنها الأربطة عبر التواء الكاحل أو إصابات الأوتار، ومنها وتر الصابونة الرضفية ووتر أخيل، أما الكدمات فهي ما تسمى الساق الميتة أو كدمة العضلة الرباعية».

وفيما يتعلق بالأسباب التي تسهم وتساعد على حدوث الإصابات، قال الدكتور الوابل: «الإجهاد العالي وعدم التدرج بالأحمال التدريبية وكثرة المشاركات وعدم الاستشفاء الجيّد، وكذلك عدم الجاهزية النفسية كلها أسباب تؤدي لحدوث الإصابات، وأيضاً من الأسباب الأخرى التي أسهمت في تكرارها تقليص قائمة عدد اللاعبين في الفرق، ما يسهم في زيادة الحمل على بعضهم، وكذلك عدم التواصل الجيد بين الفريق الفني والطبي».

وعن رأيه كمختص بشأن كيفية تلافي اللاعبين والأجهزة الفنية والطبية حدوث الإصابات وتكرارها، قال: «يجب أن يعرف الجميع أنه لا يمكن تلافي حدوث الإصابات، لكن يمكن تقليلها بشكل كبير من خلال متابعة الأحمال التدريبية بشكل مستمر، والمداورة بين اللاعبين، واتّباع منهجيّة مدروسة للاستشفاء وربطها مع مكافآت للاعبين الذين يتبعون ذلك بتقيد كبير، كما هو معمول به في بعض أندية الدوري الإنجليزي، بجانب استخدام التقنية والذكاء الاصطناعي، والاهتمام بالتغذية ودورها بالاستشفاء، والنوم الجيّد واتّباع برامج الوقاية المثبتة علمياً بناءً على دراسات طويلة الأمد لكل عضلة، بناءً على موقع اللاعب وتاريخ إصاباته وعمره وعدد مشاركته بالساعات، سواء في تدريب أو في المشاركة الفعلية في المباريات».

وحول رؤيته بشأن مستوى الكوادر والفرق الطبية الموجودة في الأندية والمنتخب السعودي الأول، أوضح الوابل أن أغلبها لا تواكب التطور الكبير الحاصل في الرياضة السعودية، ولا المناهج والتخصصات الحديثة والدقيقة، قائلاً: «البعض منهم يعمل في الجهاز الطبي بعامل الخبرة فقط، وعلى ما تعلمه في السابق، دون النظر إلى تطور الطب وطرق العلاج والوقاية يوماً بعد يوم، لكن بلا شك توجد أسماء مميزة في بعض الأندية».

وفيما يتعلق بجودة المنشآت والمراكز الطبية الرياضية على وجه الخصوص، وهل على مستوى عالٍ؟ قال: «بعد غياب مستشفى الأمير فيصل بن فهد الأولمبي عن المشهد، ووجود بعض المنشآت الطبية الكبرى في المنطقة، نفتقر إلى وجود صرح طبي رياضي يصبح مرجعاً طبياً وبحثياً وسياحياً على مستوى الشرق الأوسط، بل حتى على مستوى قارة آسيا؛ خصوصاً مع الأسماء الرياضية الكبيرة في أنديتنا، والأحداث والبطولات الرياضية الكبيرة التي نستضيفها، وأيضاً لتقليل التكلفة على الأندية والمنتخبات، وتقليل مسألة إهدار الوقت، وهذا الأمر يتطلب وجود صرح طبي كبير».


جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
TT

جونز: صلاح اعتذر للاعبي ليفربول... إنه رجل

جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)
جدارية لصلاح بالقرب من ملعب انفيلد معقل ليفربول (إ.ب.أ)

كشف كيرتس جونز لاعب وسط ليفربول، أن زميله المصري محمد صلاح، قدّم اعتذارًا لزملائه في الفريق بعد الجدل الذي أعقب المقابلة الصحافية التي انتقد فيها النادي والمدرب آرني سلوت، مؤكدًا أن ما صدر عن صلاح لم يكن بدافع زعزعة استقرار الفريق بل نابعًا من رغبته الدائمة في الفوز.

ووفقا للغارديان، أوضح جونز أن صلاح اعتذر لزملائه عن التداعيات التي أحدثتها تصريحاته، وذلك عقب استبعاده من مباراة ليفربول أمام إنتر في دوري أبطال أوروبا، بعدما اتهم النادي «برميه تحت الحافلة» على خلفية تراجع النتائج، كما أشار إلى أن علاقته بالمدرب سلوت وصلت إلى طريق مسدود، وأنه استحق مكانه في التشكيلة بعد ثمانية مواسم وصفها بالاستثنائية.

وكان سلوت قد رفض الإفصاح عمّا إذا كان قد تلقى اعتذارًا مباشرًا من صلاح، قبل أن يعيد إشراكه في الفوز على برايتون السبت الماضي.

وقال المدرب الهولندي في مؤتمر صحافي، الجمعة، إنه لن يعلّق أكثر على قضية صلاح «حتى لا تتحول إلى مصدر تشتيت»، في ظل وجود الدولي المصري مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا.

غير أن جونز كشف، في حديثه لقناة «سكاي سبورتس»، أن صلاح تحدث إلى زملائه في غرفة الملابس واعتذر لهم عن الضجة التي أعقبت مقابلته المثيرة بعد التعادل 3-3 مع ليدز.

وقال لاعب الوسط الإنجليزي: «مو رجل يعتمد على نفسه، ويستطيع أن يقول ما يشاء. لقد اعتذر لنا وقال: إذا كنت قد أثّرت على أي شخص أو جعلته يشعر بأي شيء سلبي، فأنا أعتذر. هذا هو الرجل الذي أعرفه. أستطيع أن أتحدث فقط من واقع معرفتي به وكيف كان معنا وكيف تصرّف. كان إيجابيًا، هو نفسه مو بابتسامته الكبيرة، والجميع كان طبيعيًا معه. أعتقد أن الأمر جزء من عقلية الفوز».

وشدد جونز على أنه كان سيجد مشكلة أكبر لو كان أحد اللاعبين سعيدًا بالجلوس على دكة البدلاء، مقارنة بلاعب يطالب بالمشاركة.

وأضاف: «أتفهم أن هناك طرقًا مختلفة للتعامل مع مثل هذه الأمور، لكن إذا كان لاعب ما مرتاحًا للجلوس على الدكة ولا يريد اللعب ومساعدة الفريق، فهذه مشكلة أكبر برأيي».

ويأتي ذلك في وقت لم يتعرض فيه ليفربول لأي خسارة في المباريات الخمس التي خاضها منذ قرار سلوت بإبعاد صلاح عن التشكيلة الأساسية، عقب الهزيمتين القاسيتين على ملعب أنفيلد أمام نوتنغهام فورست وبي إس في.

ويرى جونز أن تصريحات صلاح الصريحة لم تكن تهدف إلى زعزعة استقرار الفريق.

وقال في هذا السياق: «عندما يكون هناك أي غضب من جانبنا، بما في ذلك أنا شخصيًا، فإنه دائمًا ما يكون بدافع إيجابي. في اللحظة نفسها قد لا يخرج الأمر بالطريقة الصحيحة، لكنه لا يكون أبدًا بقصد التأثير على الفريق أو الجهاز الفني أو المدرب أو أي شخص آخر. لقد تجاوزنا ذلك الآن، ونحن ننسجم بشكل جيد كفريق، ونلعب بصورة أفضل ونبدأ في تحقيق الانتصارات».