صدام حفتر يباشر مهامه القيادية ببحث التعاون العسكري مع وفد تركي

دعا عقب أدائه اليمين نائباً لوالده إلى توطيد التعاون بدول العالم

صدام حفتر مستقبلاً وفداً عسكرياً تركياً في بنغازي الأحد (الجيش الوطني الليبي)
صدام حفتر مستقبلاً وفداً عسكرياً تركياً في بنغازي الأحد (الجيش الوطني الليبي)
TT

صدام حفتر يباشر مهامه القيادية ببحث التعاون العسكري مع وفد تركي

صدام حفتر مستقبلاً وفداً عسكرياً تركياً في بنغازي الأحد (الجيش الوطني الليبي)
صدام حفتر مستقبلاً وفداً عسكرياً تركياً في بنغازي الأحد (الجيش الوطني الليبي)

باشر الفريق صدام حفتر أولى مهامه بعد أدائه اليمين نائباً لوالده المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني» الليبي المتمركز في شرق البلاد، عبر لقاء وفد عسكري تركي في ميناء بنغازي، وسط تأكيدات على تعزيز التعاون البحري والعسكري بين الجانبين.

البارجة التركية «جزيرة الحنّة» ترسو في ميناء بنغازي الأحد (مكتب القيادة العامة)

واستقبل صدام الوفد العسكري التركي على متن البارجة التركية «جزيرة الحنّة» بميناء بنغازي، وذلك ضمن زيارة للقوات البحرية التركية إلى المواني الليبية.

وقال مكتب القيادة العامة، الأحد، إن نائب القائد العام بحث مع الوفد التركي سبل التعاون العسكري والبحري وتبادل الخبرات الفنية والتقنية، واصفاً هذه الزيارة بأنها «للتأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين القوات البحرية الليبية والتركية، والحرص المشترك على تطويرها بما يخدم الأمن والاستقرار الإقليمي».

وقال خليفة حفتر مساء السبت، في أعقاب المراسم الرسمية التي أدى خلالها نجله صدام اليمين القانونية نائباً له، إن استحداث منصب نائب القائد العام بقرار من مجلس النواب يمثل «ركيزة قوية تدعم تماسك القوات المسلحة، وتعزز قدرتها على أداء واجبها الوطني».

«تكليف وليس تشريفاً»

وكان حفتر قد أكد أن الجيش الوطني يرسخ وجوده «في ميادين محاربة الإرهاب»، وحقق انتصارات لافتة.

وبعدما قال إن «المناصب تكليف وليست تشريفاً»، دعا حفتر نجليه إلى وضع مصلحة الوطن في مقدمة اهتماماتهما، مؤكداً: «ما زلنا على العهد بأن نمضي لبناء الدولة الليبية الواحدة الموحدة المدنية الديمقراطية كاملة السيادة».

من مراسم تنصيب صدام حفتر نائباً لأبيه (الجيش الوطني)

من جانبه، أكد صدام، عقب مراسم تنصيبه، أن المناطق التي حررتها قوات «الجيش الوطني» من الإرهاب تعيش اليوم حالة من الأمن والانفتاح على الاستثمار والتنمية، وقال: «الجيش يمثل قوة سلام تحارب الإرهاب والتطرف، وتسهم في البناء والإعمار».

وفيما تعهد باستكمال بناء الجيش، أشار إلى أنه «حان الوقت لتوطيد التعاون مع دول العالم في مختلف المجالات، بما يضمن استقرار البلاد ويحقق مصالحها بحماية الجيش».

في غضون ذلك، برز تباين لافت داخل المجلس الرئاسي الليبي، بعدما نفى موسى الكوني، النائب بالمجلس، صلته ببيان مشترك مزعوم باسمه مع زميله بالمجلس عبد الله اللافي، جرى تداوله رداً على إحاطة المبعوثة الأممية هانا تيتيه لمجلس الأمن الدولي الخميس الماضي.

لكنّ اللافي، عدّ في بيان منفرد، أن «حماية السيادة الليبية، وصون وحدة المؤسسات، وتجديد الشرعية عبر الانتخابات تبقى أولوية قصوى»، وشدد - في انتقاد مبطن للدور الأممي - على أن «أي دعم خارجي لن يحقق الاستقرار ما لم ينسجم مع ما وصفه بالإرادة الوطنية الجامعة»، داعياً إلى «شراكة صادقة وحوار يمهد لانتخابات حرة ونزيهة، ويقود البلاد إلى مرحلة جديدة من الاستقرار».

الانتخابات البلدية

وفيما يتعلق بالانتخابات البلدية، رد رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، على تصريح سابق لرئيس مفوضية الانتخابات، عماد السايح، طالب فيه حكومته بتمكين المفوضية من استكمال الانتخابات المعطلة في نطاق سيطرتها.

واستغربت الحكومة من تصريحات السايح، وعدَّتها «باطلة ومزاعم خطيرة تمس مؤسسات الدولة وشرعيتها».

وأكدت الحكومة في بيان، مساء السبت، «دعمها الكامل للمفوضية»، مشيرة إلى أن هذا الدعم «كان واضحاً من خلال توفير الإمكانات اللوجيستية والأمنية لإجراء الانتخابات البلدية في عدد كبير من البلديات».

كما قالت إنها «تصدت لمحاولات بعض الأطراف تعطيل العملية الانتخابية أو توظيفها لأجندات سياسية ضيقة، مؤكدة أنها ستواصل جهودها لتوفير أجواء ديمقراطية نزيهة تعكس إرادة الليبيين».

جانب من فرز الأصوات في اقتراع البلديات بغرب ليبيا (مفوضية الانتخابات)

وبدأت المفوضية العليا للانتخابات فرز أوراق الاقتراع داخل المراكز، التي تم إغلاقها في سبع بلديات، دون تسجيل أي خروقات أمنية، ضمن المجموعة المؤجلة من المرحلة الثانية لانتخابات المجالس البلدية التي أجريت في 21 أغسطس (آب) الحالي.

وأعلنت مفوضية الانتخابات، مساء السبت، وصول صناديق استمارات النتائج من مراكز الاقتراع بالبلديات إلى مخازن الإدارة العامة بطرابلس، وذلك وفق الإجراءات المعتمدة لضمان سلامة ونزاهة العملية الانتخابية.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد دعت مجدداً حكومة حماد، المُعيّنة من مجلس النواب، لإزالة المعوقات والسماح بشكل عاجل بمواصلة الانتخابات في البلديات التي عُلّقت فيها العملية، كي يتسنى لجميع المواطنين الليبيين ممارسة حقوقهم السياسية والمشاركة في تشكيل مجالسهم البلدية، وعدت أن إجراء الانتخابات يُمكّن من بناء الثقة، ويحقق المساءلة بين المواطنين والقيادات المحلية.

ورحبت البعثة بإعلان المفوضية النتائج الأولية لـ26 بلدية في المنطقة الغربية، ودعت كل الأطراف لقبول نتائج التصويت بصورة سلمية واللجوء إلى الآليات القضائية في حال وجود أية اعتراضات.

كما رحبت بالاقتراع الذي شهدته سبع بلديات، عقب إضرام النار الذي وصفته بأنه «اعتداء مؤسف متعمد» استهدف مستودع المفوضية في مكتب الزاوية الميداني الأسبوع الماضي.


مقالات ذات صلة

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

شمال افريقيا شهدت مدن غرب ليبيا احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة برحيل حكومة الدبيبة (إعلام محلي)

تجدد المطالب في غرب ليبيا برحيل الدبيبة وإجراء انتخابات رئاسية

أُقيمت في العاصمة الليبية طرابلس، السبت، مراسم تأبين رسمية وعسكرية مهيبة لرئيس أركان قوات حكومة «الوحدة» (المؤقتة)، محمد الحداد، ومرافقيه.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا سجن معيتيقة في طرابلس (المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان)

«تكدس مراكز الاحتجاز» في ليبيا يعيد ملف السجناء للواجهة

دفعت الشكاوى المتصاعدة بشأن «تكدس مراكز الاحتجاز» وتردّي أوضاع السجناء، حكومتي شرق وغرب ليبيا إلى إعادة فتح ملف السجون.

علاء حموده (القاهرة )
شمال افريقيا الحداد خلال حفل تخرج سابق لفوج جديد من الضباط في ثكنة الخمس العسكرية (رويترز)

ما هي تداعيات وفاة رئيس الأركان الليبي وتأثيرها على المؤسسة العسكرية؟

عدَّ المحلل السياسي، فرج فركاش، أن غياب رئيس الأركان الليبي، الفريق أول محمد الحداد، بهذا الشكل المفاجئ «يشكل ضربة قوية للمؤسسة العسكرية في غرب البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا لجنة التحقيق في حادثة سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد ورفاقه (وزارة الداخلية بطرابلس)

نقل الصندوق الأسود لطائرة رئيس الأركان الليبي إلى ألمانيا للتحقيق

توقع مصدر ليبي مقرب من المجلس الرئاسي وصول جثامين ضحايا الطائرة المنكوبة إلى البلاد، السبت، وذلك عقب انتهاء مراسم تأبينهم بقاعدة مرتد العسكرية في أنقرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا شكّل التراجع النسبي لنفوذ «جهاز الردع» محطةً مفصليةً في هذا التحول عززت سيطرة «الوحدة» على العاصمة (الشرق الأوسط)

سقوط قادة ميليشيات يُعيد رسم خريطة النفوذ الأمني في العاصمة الليبية

يرى مراقبون ليبيون أن التحول الأبرز في المشهد المسلح بغرب ليبيا تمثل في مقتل عبد الغني الككلي، رئيس جهاز «دعم الاستقرار»، قبل سبعة أشهر، ثم التخلص من الدباشي.

جاكلين زاهر (القاهرة)

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
TT

استنفار عربي لمواجهة اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال»

مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)
مواطنون يحتفلون باعتراف إسرائيل ب "أرض الصومال" في العاصمة هارجيسا أول من أمس (أ. ف. ب)

يعوّل الصومال على دعم عربي وإسلامي لمواجهة اعتراف إسرائيل بإقليم «أرض الصومال» دولةً مستقلةً، وقد استجابت جامعة الدول العربية لطلبه بعقد اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، اليوم.

وأكَّد السفير الصومالي في القاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة، علي عبدي أواري، لـ«الشرق الأوسط» أنَّ «بلاده تتحرَّك على المستويين العربي والإسلامي، لرفض ما أعلنت عنه تل أبيب، والدفاع عن السيادة الصومالية»، وقال: «من بين التحركات طلب اجتماع للجامعة العربية بشكل عاجل». وأشار إلى أنَّ «بلاده تدعو لاجتماع قمة عربية إسلامية قريباً، ضمن تحركاتها الدبلوماسية».

وحرّك الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الانفصالي «أرض الصومال»، تحذيراتٍ من السلطة الفلسطينية و«حماس» ومقديشو، من أنَّه يحمل احتمالاً لأن يكون هذا الإقليم موطناً جديداً لاستقبال الفلسطينيين ضمن مخطط تهجير سعت إليه إسرائيلُ منذ بداية الحرب قبل نحو عامين.

وأشار خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إلى مخاوفَ من أنَّ الخطوة الإسرائيلية ستُعيد ملف التهجير للواجهة بقوة، وستعمل تل أبيب على زيادة الضغوط على الضفة وغزة لدفعهم قسراً لذلك، وسط غياب خطط تنفيذية للإعمار والاستقرار.

وسط طوفان ردود فعل على الخطوة الإسرائيلية، وبخلاف الرفض العربي، جاء موقف لافت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ طغى عليه «السخرية من ذلك الإقليم». فقد أعلن ترمب عن رفضه الاعترافَ باستقلال «أرض الصومال»، متسائلاً: «هل يعرف أحدٌ ما هي أرض الصومال، حقّاً؟».


بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
TT

بعثة إنسانية تدخل الفاشر للمرة الأولى

سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)
سودانيون فرّوا من الفاشر يستريحون لدى وصولهم إلى مخيم "الأفاد" للنازحين بمدينة الدبة شمال السودان 19 نوفمبر 2025 (أ.ف.ب)

دخلت بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وذلك للمرة الأولى منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية.

وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أنَّ بعثة تقييم وصلت إلى مدينة الفاشر، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة، مضيفاً أنَّ البعثة تضمُّ وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية.

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، وقال في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول جاء عبر مسار يسَّرتْه الولايات المتحدة.


بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
TT

بعثة أممية إنسانية تدخل الفاشر المنكوبة للمرة الأولى منذ 18 شهراً

جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)
جرحى أُصيبوا خلال معارك الفاشر في وقت سابق يخضعون للعلاج بمستشفى ميداني شمال دارفور (رويترز)

كشفت الأمم المتحدة عن وصول بعثة إنسانية أممية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أول دخول إنساني للمدينة منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها، بعد حصار طويل استمرَّ لأكثر من عام، خلّف أوضاعاً إنسانية كارثية. في غضون ذلك دانت قيادة الجيش التشادي، السبت، هجوماً شنَّته «قوات الدعم السريع» السودانية على بلدة حدودية داخل الأراضي التشادية؛ ما أسفر عن مقتل جنديَّين تشاديَّين وإصابة ثالث، ووصفت الهجوم بأنه «عدوان غير مُبرَّر» على سيادة تشاد.

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أحكمت «قوات الدعم السريع» سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، بعد حصار استمرَّ لأكثر من 18 شهراً، تخللته معارك عنيفة، وسط تقارير وأدلة على وقوع عمليات قتل جماعي، واختطاف، واغتصاب بحق المدنيين.

وفي هذا السياق، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن بعثة تقييم أممية وصلت إلى مدينة الفاشر بعد مفاوضات إنسانية مطولة، عادّاً هذه الخطوة «مؤشراً على انفراجة محدودة» في ملف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدينة التي عانت حصاراً خانقاً. وأوضح المكتب أن البعثة ضمَّت وفداً من «برنامج الأغذية العالمي»؛ لتقييم الاحتياجات الغذائية العاجلة، وفريقاً من منظمة الصحة العالمية؛ لتقييم الأضرار التي لحقت بالمرافق الصحية واحتياجاتها الطارئة، إضافة إلى فريق من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) مختص بتقييم أوضاع الأطفال، والاحتياجات الإنسانية الملحّة.

ترحيب أميركي

من جهته، رحَّب كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون العربية والأفريقية، مسعد بولس، بوصول بعثة التقييم إلى الفاشر، عادّاً ذلك دليلاً على إسهام الدبلوماسية الأميركية في «إنقاذ الأرواح». وقال بولس، في تغريدة على منصة «إكس»، إن هذا الوصول الحاسم جاء بعد أشهر من المفاوضات عبر مسار يسَّرته الولايات المتحدة، وبجهود مشتركة مع «أوتشا»، وشركاء إنسانيين على الأرض.

مسعد بولس مستشار الرئيس الأميركي (أ.ف.ب)

ودعا بولس، الذي يشارك في جهود الوساطة الرامية إلى وقف الحرب في السودان، إلى إعلان هدنة إنسانية شاملة، مطالباً طرفَي النزاع بقبولها وتنفيذها فوراً «دون شروط»، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان، كما حثّ المجتمع الدولي على زيادة التمويل لدعم استجابة «أوتشا». ويُعد وصول البعثة التقييمية الأممية إلى الفاشر أول دخول إنساني إلى المدينة منذ مايو (أيار) 2024.

وفي المقابل، أعلنت قوات «حكومة تأسيس» الموالية لـ«قوات الدعم السريع»، والتي تسيطر على إقليم دارفور، في بيان صدر أمس (السبت)، استعدادها الكامل لتأمين وتسهيل العمل الإنساني في إقليمَي دارفور وكردفان. وأفادت بأن زيارة وفد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) ودائرة الأمم المتحدة للسلامة والأمن (UNDSS) شملت مراكز النزوح، والمقار الأممية، وعدداً من المرافق الحيوية داخل مدينة الفاشر.

ووفقاً لبيان «تأسيس»، أكملت البعثة الأممية زيارتها للفاشر، ووصلت بسلام إلى محلية طويلة، دون صدور أي تعليق رسمي من الجيش السوداني بشأن دخول البعثة.

آلاف اللاجئين من دارفور يعيشون حالياً بمخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

يُذكر أن الجيش السوداني ظل يرفض، لفترات طويلة، السماح بدخول المنظمات الإنسانية والمساعدات، عبر معبر إدري الحدودي مع تشاد، ما فاقم من الأزمة الإنسانية داخل المدينة، حيث واجه السكان نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والخدمات الصحية. وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» قد نقلت في وقت سابق عن مدير «برنامج الأغذية العالمي» أن الأمم المتحدة اضطرت إلى تقييد عمليات الإغاثة عبر تشاد باتجاه دارفور.

تهديد تشادي

في سياق ثانٍ، نفَّذت طائرة مسيّرة تابعة لـ«قوات الدعم السريع»، التي تخوض حرباً مفتوحة مع الجيش السوداني منذ أبريل (نيسان) 2023، هجوماً استهدف بلدة الطينة الواقعة على الحدود التشادية. وقال ضابط رفيع في الجيش التشادي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن هذه الحادثة تمثل المرة الأولى التي يتكبَّد فيها الجيش التشادي خسائر بشرية مباشرة منذ اندلاع الحرب في السودان.

وعدّت هيئة الأركان العامة التشادية الهجوم «متعمَداً ومقصوداً»، ويمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، محذّرة جميع أطراف النزاع السوداني من أي تجاوز أو مساس بسيادة الأراضي التشادية. وأكد الجيش التشادي، في بيان رسمي، احتفاظه بـ«حق الرد بجميع الوسائل القانونية»، وبممارسة حق الدفاع المشروع عن النفس في حال تكرار أي اعتداء، استناداً إلى المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة.

وتسيطر «قوات الدعم السريع» على معظم مناطق شمال وغرب إقليم دارفور، باستثناء جيوب محدودة تخضع لسيطرة جماعات قبلية محايدة. وكانت القوات قد أعلنت، الأربعاء الماضي، سيطرتها على بلدتَي أبو قمرة وأم برو في شمال دارفور، وهما منطقتان تقعان على الطريق المؤدي إلى بلدة الطينة التشادية.