خضوع أنغام لجراحة «روبوتية» يجذب الاهتمام والتعاطف

مقرّبون وفنانون طالبوا مُحبيها بالدعاء لها

حالة أنغام الصحية تشغل مُحبيها (فيسبوك)
حالة أنغام الصحية تشغل مُحبيها (فيسبوك)
TT

خضوع أنغام لجراحة «روبوتية» يجذب الاهتمام والتعاطف

حالة أنغام الصحية تشغل مُحبيها (فيسبوك)
حالة أنغام الصحية تشغل مُحبيها (فيسبوك)

حالة من القلق الشديد يعيشها مُحبو المطربة المصرية أنغام، منذ توالي الأنباء عن استمرار الألم الذي تعانيه، عقب إجراء جراحة في ألمانيا، الأمر الذي دفع مقرّبين منها وفنانين وجمهورها بالدعاء لها، عبر حساباتهم على مواقع «السوشيال ميديا»، متمنّين أن تتجاوز هذه الأزمة بسلام.

وتصدرت أنغام «الترند» على موقع البحث «غوغل»، الجمعة، في مصر، عقب تداول أنباء عن خضوعها لجراحة روبوتية بألمانيا في ظل معاناتها الشديدة من الألم.

وكتب الدكتور خالد منتصر، وهو طبيب وكاتب، عبر حسابه في «فيسبوك»، أن «أنغام ليست مجرد صوت جميل ولا حنجرة ملائكية (عندليبية)، ولكنها مثل الشقيقة التي يريد المصريون الاطمئنان عليها لأنهم يحبونها، ومِن حقهم عليها أن يشاركوها في رحلة ألمها»، منتقداً أنه «لم يقل أحد أو يصرح بطبيعة المرض، لعدم وجود إعلام طبي أو صحي في مصر».

واستعرض منتصر رحلة أنغام مع المرض التي بدأت بدخولها مستشفى في القاهرة على أثر متاعب صحية أكدت إصابتها بالتهاب حادّ بالبنكرياس وإنزيمات عالية سبّبت لها ألماً شديداً، وبعد إجراء الأشعة اتضح أنه كيس على البنكرياس.

وكشف أن الأطباء الألمان اضطروا لإجراء جراحة بوساطة «الروبوت»، لكن المشكلة أن الألم لا يزال مستمراً، مؤكداً أن هذا أسخفُ ما يواجهه الجرّاح، حين يجد عرضاً لا يوجد تفسير مباشر له، مما جعلهم في حيرة، مؤكداً أن الحالة «ليست سرطاناً» حتى هذه اللحظة لكي نكون منضبطين في كلامنا.

في حين تحدّث الإعلامي محمود سعد، الذي يقوم ببث فيديوهات متوالية، متابعاً حالة أنغام، عبر «فيسبوك»، مؤكداً أنه «قد مضى على إجراء الجراحة أسبوعين، وأنها كانت جراحة كبيرة ولها أعراض جانبية يدركها الأطباء، ومن ضِمنها أن البنكرياس يفرز سائلاً يجري شفطه بوساطة (الدرنقة)، ما يستدعي بقاءها بالمستشفى أسبوعاً آخر»، مشيراً إلى أن الأطباء استأصلوا الكيس مع جزء من البنكرياس، نافياً حدوث تدخُّل جراحي جديد، مشدداً على أن الوضع ليس مخيفاً لكنه شديد وصعب، وأن أنغام تتألم بشدة وتتناول مُسكّنات وأنها تتناول أشياء بسيطة في طعامها وقد فقدت بعضاً من وزنها.

ولفت سعد إلى أن المرض أظهر محبة الناس لأنغام، مطالباً جمهورها بالدعاء لها، ولا سيما أنها تمر بأيام صعبة.

كان الموسيقار محمد علي سليمان، والد أنغام، قد ذكر، في تصريحات تلفزيونية، أن ابنته تعاني ألماً صعباً، ونفى معرفته بإمكانية وجود تدخُّل جراحي آخر، لافتاً إلى أن الأطباء لم يحددوا بعدُ موعد خروجها من المستشفى؛ لأن الأولوية، الآن، تجاوزُ الألم الشديد الذي تعانيه، مطالباً الجمهور بالدعاء لها، لتتوالى تعليقات الجمهور داعين الله أن يخفف من آلامها، وأن يُنعم عليها بالصحة والعافية والشفاء العاجل.

وكتبت الإعلامية لميس الحديدي رسالة إلى أنغام، نشرتها عبر حسابها بـ«فيسبوك»، قالت فيها: «كم أشعر بألمكِ ووجعكِ، وأحياناً إحباطكِ، فالمرض امتحان قاسٍ نواجهه دون سابق إنذار، نظن أنها أيام معدودة، فإذا بها تمتد يوماً بعد يوم، وأسبوعاً تلو الآخر، فنحلم ليومٍ واحد بلا ألم»، مشيدة بصبر أنغام في مواجهة المرض.

بينما نشر المخرج مجدي أحمد علي مقطع فيديو لأنغام، وهي تؤدي أغنية لأم كلثوم على المسرح، قائلاً «الصوت اللي حيلتنا... شدّي حيلك».

الكثير من رسائل الدعم لأنغام في مرضها (فيسبوك)

وأرسل الفنان محمد رمضان رسالة دعم لأنغام، خلال حفله في بيروت، وطلب من جمهوره الدعاء للفنانة أنغام، وقال: «هي أخت وفنانة كبيرة شاركتني أغنية في شهر رمضان الماضي سأغنيها الليلة على المسرح، وهذه مفاجأة مني لأنغام».

كما ساند المطرب تامر عاشور أنغام، خلال حفله بمهرجان العلمين الجديدة، متمنياً لها الشفاء وأن تعود لتُمتعنا بفنها الجميل.

وأرجع الناقد الموسيقي أمجد مصطفى تعاطف الجمهور مع أنغام إلى كونها مطربة كبيرة حققت تأثيراً على الجمهورين المصري والعربي على مدى 30 عاماً، وقدمت أعمالاً ناجحة ولم تكن طرفاً في أي مشكلات، بل ظلت مشغولة بفنّها الذي منحته عمرها، ومن الطبيعي أن يلتف حولها الناس بالدعاء لتتجاوز الألم.

ولفت مصطفى، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «أنغام خضعت في ألمانيا لعمليتين؛ الأولى استئصال جزء من الكيس الموجود على البنكرياس، وفي الثانية استأصل الأطباء الكيس كاملاً وجزءاً من البنكرياس»، متمنياً أن «تنتهي الآلام التي تعانيها، وتعود أنغام لمُحبيها بكل خير كمطربة أولى في مصر والوطن العربي».


مقالات ذات صلة

حفلات رأس السنة في بيروت... راغب علامة يتصدر والبعض يُفضلها منزلية

يوميات الشرق الموسيقي غي مانوكيان (فيسبوك)

حفلات رأس السنة في بيروت... راغب علامة يتصدر والبعض يُفضلها منزلية

في نهاية كل عام، ينشغل اللبنانيون بالبحث عن سهرات تناسب ميزانياتهم وأذواقهم لقضاء سهرة رأس السنة. وعادةً ما تتوزّع هذه الحفلات بين العاصمة بيروت ومناطق ساحلية…

فيفيان حداد (بيروت)
الوتر السادس  مي كساب تعوض ظهورها في الحفلات بالغناء في السينما (الشرق الأوسط)

مي كساب: أعوّض غيابي عن الحفلات بالغناء في السينما

عن وجهة نظري قالت المطربة المصرية مي كساب إنها ترفع القبعة لكل مطرب يواصل نجاحه اعتماداً على نفسه، في ظل غياب بعض المؤسسات وشركات الإنتاج الكبرى

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق منى زكي وكريم عبد العزيز وعدد من صناع الفيلم في كواليس التصوير - حساب مراد على «فيسبوك»

«الست» يفجر زخماً واسعاً بمصر حول حياة أم كلثوم

فجر فيلم «الست» زخما واسعاً في مصر حول كواليس حياة أم كلثوم، بمراحلها المختلفة وعلاقاتها الشخصية بمن حولها من عائلتها وزملائها، بالإضافة إلى قصص حبها.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق نسمة محجوب مع منى زكي (حساب نسمة محجوب على فيسبوك)

نسمة محجوب: تجربتي في «الست» التحدي الأصعب بمشواري

أعربت المطربة المصرية نسمة محجوب عن فخرها بمشاركتها في فيلم «الست» بالأداء الصوتي للأغنيات، والذي اعتبرته أصعب تحدٍّ خلال مشوارها الفني.

مصطفى ياسين (القاهرة)
يوميات الشرق شيرين عبد الوهاب - حسابها على «إنستغرام»

شيرين تهدد بمقاضاة مُروجي إشاعات «إفلاسها»

عاد اسم الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب للواجهة مجدداً، بعد إشاعات شخصية عدة طاردتها خلال الساعات الماضية.

داليا ماهر (القاهرة)

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)
TT

تغريم «ديزني» 10 ملايين دولار بتهمة انتهاك «خصوصية الأطفال»

شعار «ديزني بلس» (رويترز)
شعار «ديزني بلس» (رويترز)

وافقت مجموعة الترفيه والإعلام الأميركية العملاقة «ديزني» على دفع 10 ملايين دولار لتسوية قضية خاصة بجمع بيانات الأطفال، وفقاً لما أعلنته وزارة العدل الأميركية، مساء أمس.

وقالت الوزارة إن محكمة اتحادية أميركية أقرّت اتفاق تسوية نزاع بينها وبين كل من «ديزني» و«ورلد سيرفيسز» و«ديزني إنترتينمنت أوبريشنز».

وبموجب التسوية، ستدفع ديزني 10 ملايين دولار غرامات مدنية لتسوية ادعاءات لجنة التجارة الفيدرالية بأنها انتهكت قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت فيما يتعلق بمحتوى الفيديوهات الخاصة بها على منصة بث الفيديوهات «يوتيوب».

ويحظر قانون حماية خصوصية الأطفال على المنصات الإلكترونية جمع أو استخدام أو الكشف عن المعلومات الشخصية للأطفال دون سن 13 عاماً، دون إخطار الوالدين وموافقتهما.

وزعمت شكوى الحكومة أن «ديزني» لم تصنف محتوى «يوتيوب» الخاص بها بشكل صحيح على أنه موجَّه للأطفال، مما أدى إلى استهداف الإعلانات وجمع بيانات الأطفال بشكل غير قانوني.

وقال بريت شومات، مساعد المدعي العام الأميركي، إن الوزارة «ملتزمة التزاماً راسخاً» بضمان حق الآباء في إبداء رأيهم في كيفية جمع معلومات أطفالهم واستخدامها، مضيفاً: «ستتخذ الوزارة إجراءات سريعة للقضاء على أي انتهاك غير قانوني لحقوق الآباء في حماية خصوصية أطفالهم».

وتُعد فيديوهات «ديزني» من بين الأكثر شعبية على «يوتيوب»، حيث حصدت مليارات المشاهدات في الولايات المتحدة وحدها.

وإلى جانب الغرامة المالية، تمنع التسوية شركة ديزني من العمل على «يوتيوب» بما يخالف قانون حماية خصوصية الأطفال على الإنترنت، ويُلزمها بوضع برنامج امتثال؛ لضمان التزامها مستقبلاً بحماية خصوصية الأطفال.


مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن ورش أثرية لتجهيز السمك المملح وجبّانة رومانية في البحيرة

منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)
منحوتات من العصر البطلمي في الجبانة الأثرية (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت البعثة الأثرية المصرية الإيطالية المشتركة، بين المجلس الأعلى للآثار وجامعة بادوفا الإيطالية، الثلاثاء، اكتشاف عدد من الورش الصناعية التي ترجع إلى العصر المتأخر وبدايات العصر البطلمي، إلى جانب الكشف عن جزء من جبانة رومانية تضم أنماطاً متنوعة من الدفن، أثناء أعمالها بموقعي كوم الأحمر وكوم وسيط بمحافظة البحيرة (غرب الدلتا).

ويساهم هذا الكشف في تعميق فهم طبيعة الحياة والنشاط البشري في مناطق غرب دلتا النيل والمناطق الداخلية المحيطة بمدينة الإسكندرية، وفق الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد، موضحاً في بيان للوزارة، الثلاثاء، أن «هذه الاكتشافات تمثل إضافة علمية مهمة لدراسة أنماط الاستيطان والممارسات الجنائزية والأنشطة الصناعية في غرب الدلتا، كما تسهم في تقديم رؤى جديدة حول شبكات التواصل الإقليمي منذ العصر المتأخر وحتى العصرين الروماني والإسلامي المبكر».

وتتكون الورش الصناعية المكتشفة من مبنى كبير مقسّم إلى ما لا يقل عن ست غرف، خُصصت اثنتان منها لمعالجة الأسماك، حسب تصريحات رئيس قطاع الآثار المصرية، محمد عبد البديع، حيث عثرت البعثة على نحو 9700 عظمة سمك، بما يشير إلى وجود نشاط واسع لصناعة السمك المملح في تلك الفترة.

الكشف عن جبانة رومانية بمصر (وزارة السياحة والآثار)

ويرجح تخصيص الغرف الأخرى لإنتاج الأدوات المعدنية والصخرية، وتمائم الفيانس، إذ عُثر على عدد من التماثيل الجيرية غير المكتملة، إلى جانب قطع أخرى في مراحل تصنيع مختلفة.

وأسفر الكشف أيضاً عن العثور على جرار أمفورا مستوردة وقطع من الفخار اليوناني، الأمر الذي يؤرخ نشاط هذه الورش إلى القرن الخامس قبل الميلاد.

وأسفرت أعمال الحفائر كذلك عن اكتشاف جزء من جبانة رومانية تضم عدة دفنات بثلاثة أنماط رئيسية، شملت الدفن المباشر في الأرض، والدفن داخل توابيت فخارية، بالإضافة إلى دفنات أطفال داخل أمفورات كبيرة، وفق بيان الوزارة.

فيما أوضحت رئيسة البعثة من جامعة بادوفا الإيطالية، الدكتورة كريستينا موندين، أن فريق العمل يجري حالياً عدداً من الدراسات البيو - أثرية على الهياكل العظمية المكتشفة، بهدف تحديد النظام الغذائي، والعمر، والجنس، والحالة الصحية للمدفونين بالموقع، والبالغ عددهم 23 شخصاً من الذكور والإناث والأطفال والمراهقين والبالغين.

وأشارت إلى أن النتائج الأولية لهذه الدراسات تشير إلى أن هؤلاء الأفراد عاشوا في ظروف معيشية جيدة نسبياً، دون وجود دلائل واضحة على إصابتهم بأمراض خطيرة أو تعرضهم لأعمال عنف.

وعدّ عالم الآثار المصرية، الدكتور حسين عبد البصير، هذه الاكتشافات، تمثل إضافة نوعية لفهم تاريخ غرب الدلتا خلال العصر الروماني، إذ تكشف بوضوح عن تداخل الحياة الاقتصادية مع الممارسات الاجتماعية والدينية في تلك المنطقة، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «ورش تجهيز السمك المملح تعكس نشاطاً صناعياً منظماً يعتمد على استغلال الموارد الطبيعية، ما يدل على أهمية غرب الدلتا بوصفها مركزَ إنتاجٍ غذائي وتجاري مرتبط بشبكات أوسع داخل مصر وخارجها».

من القطع المكتشفة في الجبانة (وزارة السياحة والآثار)

كما رأى عبد البصير أن «الكشف عن الجبانة الرومانية يقدّم مادة علمية ثرية لدراسة المعتقدات الجنائزية والبنية الاجتماعية للسكان، من خلال تنوع طقوس الدفن واللقى المصاحبة».

ونجحت البعثة في الكشف عن عشرات الأمفورات الكاملة (جرار خزفية)، بالإضافة إلى زوج من الأقراط الذهبية يعود لفتاة شابة، وقد نُقلت هذه القطع الأثرية إلى المتحف المصري في القاهرة، تمهيداً لإجراء أعمال الدراسة والترميم اللازمة لها، وفق بيان الوزارة.

وقال الخبير الآثاري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، إن «هذا الاكتشاف الأثري في غرب الدلتا يفتح آفاقاً جديدة لفهم فترة حكم العصور المتأخرة وما تلاها من حقب تعاقبت على الحضارة المصرية القديمة، بل وتعيد قراءة التاريخ المصري القديم من منظور جديد».

من القطع الأثرية المكتشفة (وزارة السياحة والآثار)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا الكشف سوف يضيف لنا علمياً كثيراً عن تلك الحقبة، كما أنه معروف أن الأمفورات كانت تستخدم في عمليات التجارة الخارجية، وكان يوضع بها النبيذ، وأحياناً في نقل السمك المملح، وهذه ليست المرة الأولى في العثور على الأمفورات، حيث كانت متداولة في التجارة الخارجية للدولة المصرية مع اليونان في فترات كثيرة».


للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
TT

للمرة الأولى عالمياً... نحل الأمازون يحصل على حقوق قانونية

مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)
مدينتان في بيرو تمنحان النحل غير اللاسع حقوقاً قانونية (ميريان ديلغادو)

يواجه أحد أقدم أنواع النحل على كوكب الأرض، والمُلقِّح الأساس في غابات الأمازون، تهديدات متزايدة نتيجة إزالة الغابات، والتغيرات المناخية، وتلوث المبيدات، والمنافسة من نحل العسل الأوروبي العدواني.

في خطوة تاريخية، أصبح نحل الأمازون غير اللاسع، أي الذي لا يلسع على عكس نحل العسل الأوروبي «النحل العدواني»، أول الحشرات في العالم التي تُمنح حقوقاً قانونية، تشمل الحق في الوجود، والازدهار، والحماية القانونية في حال التعرض للأذى.

وقد أُقرّت هذه القوانين في بلديتين في بيرو هما: ساتيبو وناوتا، بعد سنوات من البحث وجهود الضغط التي قادتها روزا فاسكيز إسبينوزا، مؤسسة منظمة «أمازون ريسيرتش إنترناشيونال».

يُربي السكان الأصليون هذا النوع من النحل منذ عصور ما قبل كولومبوس، ويُعد مُلقحاً رئيسياً يساهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية، إذ يلقح أكثر من 80 في المائة من النباتات، بما في ذلك محاصيل الكاكاو، والقهوة، والأفوكادو. وأظهرت أبحاث إسبينوزا، التي بدأت عام 2020، أن عسل هذا النحل يحتوي على مئات المركبات الطبية المضادة للالتهاب والفيروسات والبكتيريا، كما وثقت المعرفة التقليدية في تربيته وجني عسله.

أفاد السكان الأصليون بتراجع أعداد النحل وصعوبة العثور على الأعشاش، كما كشف التحليل الكيميائي للعسل عن آثار المبيدات حتى في المناطق النائية. وأظهرت الدراسات صلة بين إزالة الغابات وتراجع أعداد النحل، بالإضافة إلى المنافسة المتزايدة من نحل العسل الأفريقي المهجن، الذي بدأ في إزاحة النحل غير اللاسع من موائله الطبيعية منذ القرن الـ20.

وفقاً لكونستانزا برييتو، مديرة قسم شؤون أميركا اللاتينية في «مركز قانون الأرض»، تمثل هذه القوانين نقطة تحوُّل في علاقة البشر بالطبيعة، إذ تعترف بالنحل غير اللاسع بوصفه من الكائنات الحاملة للحقوق وتؤكد أهميته البيئية.

وأوضح زعيم السكان الأصليين آبو سيزار راموس أن القانون يحتفي بالمعرفة التقليدية ويعترف بالدور الحيوي للنحل غير اللاسع في دعم نُظم الأمازون البيئية وثقافات الشعوب الأصلية.

تتطلب هذه القوانين، حسبما ذكرت «الغارديان» البريطانية، استعادة المَواطن البيئية، وتنظيم استخدام المبيدات، واتخاذ تدابير للحد من آثار تغيُّر المناخ، وقد اجتذبت عريضة عالمية مئات الآلاف من التوقيعات، في حين أبدت دول أخرى اهتماماً بتطبيق نموذج بيرو لحماية المُلقِّحات المحلية.