«غوغل» تطرح التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها عبر الذكاء الاصطناعي

الميزة تحمل اسم «AI Mode»

يتيح الوضع الجديد طرح أسئلة معقدة واستكشافية بوسائط متعددة مثل النص والصوت والصور والكاميرا المباشرة (شاترستوك)
يتيح الوضع الجديد طرح أسئلة معقدة واستكشافية بوسائط متعددة مثل النص والصوت والصور والكاميرا المباشرة (شاترستوك)
TT

«غوغل» تطرح التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها عبر الذكاء الاصطناعي

يتيح الوضع الجديد طرح أسئلة معقدة واستكشافية بوسائط متعددة مثل النص والصوت والصور والكاميرا المباشرة (شاترستوك)
يتيح الوضع الجديد طرح أسئلة معقدة واستكشافية بوسائط متعددة مثل النص والصوت والصور والكاميرا المباشرة (شاترستوك)

تبدأ «غوغل» اليوم بطرح تجربتها الأقوى حتى الآن في البحث، والمعروفة باسم «AI Mode»، لمستخدميها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وستظهر هذه الميزة تدريجياً باللغة الإنجليزية خلال الأيام المقبلة، على الحواسيب والهواتف، سواء عبر صفحة نتائج البحث أو من خلال تطبيق «غوغل» على أنظمة «أندرويد» (Android) و «آي أو إس» (iOS).

وتصف الشركة هذه الخطوة بأنها التطور الأكبر في تاريخ البحث لديها، حيث يجمع الوضع الجديد بين قدرات متقدمة في الاستنتاج، وإمكانية التعامل مع عدة وسائط، وأدوات للتعمّق أكثر في طرح الأسئلة والوصول إلى روابط أكثر فائدة. وعلى الرغم من أن الإطلاق يبدأ باللغة الإنجليزية، تؤكد «غوغل» أن لغات إضافية ستُتاح قريباً.

نحو أسئلة أكثر تعقيداً

يستند «AI Mode» إلى أحدث نموذج لدى «غوغل» (Gemini 2.5) الذي جرى تخصيصه للبحث. هذه التقنية تتيح للمستخدمين طرح أسئلة دقيقة ومركبة، كانت في السابق تتطلب عمليات بحث متكررة ومجزأة.

وتشير بيانات «غوغل» إلى أن المستخدمين الأوائل يميلون إلى كتابة استفسارات أطول بمرتين أو ثلاث مرات من الاستعلامات التقليدية، مما يعكس اعتمادهم على هذا الوضع للمهام الاستكشافية الأكثر تعقيداً.

فمن مقارنة المنتجات، إلى إعداد برنامج رحلة مفصّل، أو حتى فهم إرشادات معقدة، بات بالإمكان إنجاز ذلك من خلال طلب واحد.

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم أن يسأل: «أود معرفة المزيد عن عجائب الدنيا السبع الجديدة. ما أهميتها وأين تقع كل واحدة منها؟».

خلف الكواليس، تعتمد «غوغل» تقنية «توسيع الاستعلام»، حيث يُقسَّم السؤال إلى موضوعات فرعية، ويُطلق عدد كبير من عمليات البحث في آن واحد نيابةً عن المستخدم. النتيجة: استكشاف أعمق لمحتوى الويب، يكشف صفحات ومواد أكثر دقة وملاءمة.

تعزز الميزة من اكتشاف محتوى الويب عبر ملخصات مدعومة بالذكاء الاصطناعي وروابط مفيدة تدعم الناشرين والمستخدمين معاً (غيتي)

ميزة تعدد الوسائط

من أبرز خصائص «AI Mode» أنه متعدد الوسائط بطبيعته، فلا يقتصر على النص المكتوب. يمكن للمستخدمين التفاعل عبر الصوت أو الصور، أو حتى باستخدام الكاميرا مباشرة. بلمسة واحدة على أيقونة الميكروفون، يمكن طرح السؤال صوتياً. كما يمكن رفع صورة أو التقاطها فوراً وطلب إجابة. بهذه الطريقة، تصبح عملية البحث أكثر مرونة وانسجاماً مع طبيعة المستخدمين واحتياجاتهم اليومية.

تعزيز الاكتشاف عبر الويب

تؤكد «غوغل» أن هدف الوضعية الجديدة ليس حصر المستخدم داخل بيئة مغلقة، بل توسيع نطاق اكتشافه للويب.

وقد أثبتت التجربة السابقة مع ميزة «AI Overviews» التي أُطلقت في المنطقة في مايو (أيار) الماضي، أن الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي شجعت المستخدمين على زيارة عدد أكبر من المواقع الإلكترونية. والأهم أن هذه الزيارات كانت ذات جودة أعلى، إذ أظهرت بيانات «غوغل» أن المستخدمين قضوا وقتاً أطول في تصفح الصفحات التي وصلوا إليها عبر هذه الملخصات. وبالمنهجية نفسها، يقدّم «AI Mode» إجابات مختصرة غنية بالمعلومات، لكنها دائماً ترافقها روابط لمصادر ومواقع إلكترونية، مما يعزز من قيمة المحتوى المتاح على الإنترنت ويدعم الناشرين والشركات.

«AI Overviews» ميزة الملخصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تشجع المستخدمين على زيارة عدد أكبر من المواقع الإلكترونية (غوغل)

موازنة بين الإجابات والنتائج التقليدية

ورغم الطموح الكبير وراء هذا التطوير، تعترف «غوغل» بوجود حدود للذكاء الاصطناعي. فقد بُني «AI Mode» على أنظمة الترتيب والجودة الأساسية لدى الشركة، مع تقنيات إضافية لتحسين دقة النتائج. فحين يكون الذكاء الاصطناعي واثقاً من إجابته، يقدمها مباشرة. أما في الحالات التي لا تتوفر فيها درجة كافية من اليقين، فستظهر مجموعة من النتائج التقليدية إلى جانب الإجابة الآلية. وكحال أي منتج جديد قائم على الذكاء الاصطناعي، قد لا تكون النتائج مثالية دائماً، لكن «غوغل» تؤكد التزامها بالتحسين المستمر، مع مراعاة عناصر الأمان والموثوقية والشفافية.

خطوة متقدمة للمنطقة

يمثل إطلاق «AI Mode» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا محطة لافتة في استراتيجية «غوغل»، التي تسعى إلى إتاحة تقنياتها الأكثر تطوراً لشرائح أوسع عالمياً، وليس الاقتصار على أسواق غربية فقط. فبالنسبة للمستخدمين، يعدّ هذا التطوير وسيلة أكثر ديناميكية وبديهية للبحث، حيث يمكن لطلب واحد أن يفتح آفاقاً أوسع من الإجابات والروابط. أما بالنسبة للناشرين والأعمال التجارية، فهو يوفّر مساراً جديداً لجذب الجمهور، عبر نتائج أغنى وأكثر ارتباطاً بما يبحث عنه المتصفح.

إلى أين يتجه البحث؟

لا يمثل «AI Mode» مجرد تحديث إضافي، بل هو إعادة تعريف لمفهوم البحث في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي. إنه بحث متعدد الوسائط، قائم على السياق، ومصمم لتوسيع الاكتشاف. ومع بدء الإطلاق التدريجي في المنطقة، والوعود بدعم لغات أخرى قريباً، تضع «غوغل» أساساً لمرحلة جديدة من استكشاف المعلومات، حيث يلتقي ذكاء النماذج التوليدية بانفتاح الويب. وكما تصف الشركة نفسها: «مهمة البحث لا تقتصر على الإجابة عن الأسئلة، بل على مساعدة الناس في الاستكشاف والمقارنة والفهم العميق للعالم من حولهم».


مقالات ذات صلة

«غوغل» تُحذِّر موظفيها حاملي التأشيرات الأميركية من السفر الدولي

يوميات الشرق شعار «غوغل» (رويترز)

«غوغل» تُحذِّر موظفيها حاملي التأشيرات الأميركية من السفر الدولي

أفاد موقع «بيزنس إنسايدر» نقلاً عن رسالة بريد إلكتروني داخلية، بأن شركة «غوغل» التابعة لـ«ألفابت» نصحت بعض الموظفين الذين يحملون تأشيرات أميركية بتجنب السفر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار «غوغل» على هاتف ذكي أمام علم الاتحاد الأوروبي في بروكسل (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يحقق مع «غوغل» بشأن استخدام المحتوى لتدريب الذكاء الاصطناعي

أعلنت المفوضية الأوروبية يوم الثلاثاء أن شركة «غوغل»، التابعة لشركة «ألفابت»، تواجه تحقيقاً من قِبل الاتحاد الأوروبي لمكافحة الاحتكار.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
تكنولوجيا شكل تسارع التحول الرقمي واتساع تأثير الذكاء الاصطناعي ملامح المشهد العربي في عام 2025 (شاترستوك)

بين «غوغل» و«يوتيوب»... كيف بدا المشهد الرقمي العربي في 2025؟

شهد عام 2025 تحوّلًا رقميًا واسعًا في العالم العربي، مع هيمنة الذكاء الاصطناعي على بحث غوغل وصعود صنّاع المحتوى على يوتيوب، وتقدّم السعودية في الخدمات الرقمية.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد الرئيس التنفيذي لـ «إنفيديا» جنسن هوانغ يتحدث قبل انطلاق مؤتمر تقنية وحدات معالجة الرسوميات في واشنطن - 28 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

جنون الذكاء الاصطناعي يخلق أزمة جديدة في سلاسل الإمداد العالمية

يُشعل النقص العالمي الحاد في رقاقات الذاكرة سباقاً محموماً بين شركات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الاستهلاكية لتأمين إمدادات آخذة في التراجع.

«الشرق الأوسط» (لندن )

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
TT

دراسة: 20 % من فيديوهات «يوتيوب» مولّدة بالذكاء الاصطناعي

محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة
محتوى على «يوتيوب» تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يصوّر قطاً يتم القبض عليه بواسطة رجال الشرطة

أظهرت دراسة أن أكثر من 20 في المائة من الفيديوهات التي يعرضها نظام يوتيوب للمستخدمين الجدد هي «محتوى رديء مُولّد بالذكاء الاصطناعي»، مُصمّم خصيصاً لزيادة المشاهدات.

وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد أجرت شركة تحرير الفيديو «كابوينغ» استطلاعاً شمل 15 ألف قناة من أشهر قنوات يوتيوب في العالم - أفضل 100 قناة في كل دولة - ووجدت أن 278 قناة منها تحتوي فقط على محتوى رديء مُصمم بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وقد حصدت هذه القنوات مجتمعةً أكثر من 63 مليار مشاهدة و221 مليون مشترك، مُدرّةً إيرادات تُقدّر بنحو 117 مليون دولار سنوياً، وفقاً للتقديرات.

كما أنشأ الباحثون حساباً جديداً على «يوتيوب»، ووجدوا أن 104 من أول 500 فيديو تم التوصية به في الصفحة الرئيسية لهذا الحساب كانت ذات محتوى رديء مولد بالذكاء الاصطناعي، تم تطويره بهدف الربح المادي.

وتُقدّم هذه النتائج لمحةً عن صناعةٍ سريعة النمو تُهيمن على منصات التواصل الاجتماعي الكبرى، من «إكس» إلى «ميتا» إلى «يوتيوب»، وتُرسّخ حقبةً جديدةً من المحتوى، وهو المحتوى التافه الذي يحفز على إدمان هذه المنصات.

وسبق أن كشف تحليل أجرته صحيفة «الغارديان» هذا العام أن ما يقرب من 10في المائة من قنوات «يوتيوب» الأسرع نمواً هي قنوات مُولّدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، حيث حققت ملايين المشاهدات رغم جهود المنصة للحد من «المحتوى غير الأصلي».

وتُعدّ القنوات التي رصدتها شركة كابوينغ عالمية الانتشار وتحظى بمتابعة واسعة من ملايين المشتركين في مختلف أنحاء العالم.

وتعتبر قناة «بندر أبنا دوست»، هي القناة الأكثر مشاهدة في الدراسة، ومقرها الهند، ويبلغ عدد مشاهداتها حالياً 2.4 مليار مشاهدة. وتعرض القناة مغامرات قرد ريسوس وشخصية مفتولة العضلات مستوحاة من شخصية «هالك» الخارقة، يحاربان الشياطين ويسافران على متن مروحية مصنوعة من الطماطم. وقدّرت كابوينغ أن القناة قد تُدرّ أرباحاً تصل إلى 4.25 مليون دولار.

أما قناة «بوتى فرينشي»، ومقرها سنغافورة، والتي تروي مغامرات كلب بولدوغ فرنسي، فقد حصدت ملياري مشاهدة، ويبدو أنها تستهدف الأطفال. وتشير تقديرات كابوينغ إلى أن أرباحها تقارب 4 ملايين دولار سنوياً.

كما يبدو أن قناة «كوينتوس فاسينانتس»، ومقرها الولايات المتحدة، تستهدف الأطفال أيضاً بقصص كرتونية، ولديها 6.65 مليون مشترك.

في الوقت نفسه، تعرض قناة «ذا إيه آي وورلد»، ومقرها باكستان، مقاطع فيديو قصيرة مُولّدة بالذكاء الاصطناعي عن الفيضانات الكارثية التي ضربت باكستان، تحمل عناوين مثل «الفقراء»، و«العائلات الفقيرة»، و«مطبخ الفيضان». وقد حصدت القناة وحدها 1.3 مليار مشاهدة.

وتعليقاً على هذه الدراسة، صرح متحدث باسم «يوتيوب» قائلاً: «الذكاء الاصطناعي التوليدي أداة، وكأي أداة أخرى، يمكن استخدامه لإنتاج محتوى عالي الجودة وآخر منخفض الجودة. نركز جهودنا على ربط مستخدمينا بمحتوى عالي الجودة، بغض النظر عن طريقة إنتاجه. يجب أن يتوافق المحتوى المرفوع على (يوتيوب) مع إرشاداتنا، وإذا وجدنا أن المحتوى ينتهك أياً من سياساتنا، فسنحذفه».


الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
TT

الصين تصدر مسوّدة قواعد لتنظيم الذكاء الاصطناعي المحاكي للتفاعل البشري

امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)
امرأة في معرض حول الذكاء الاصطناعي وعالم الإنترنت بمقاطعة جيجيانغ الصينية (رويترز)

أصدرت هيئة الفضاء الإلكتروني الصينية، اليوم (السبت)، مسودة ​قواعد لتشديد الرقابة على خدمات الذكاء الاصطناعي المصممة لمحاكاة الشخصيات البشرية والتفاعل العاطفي مع المستخدمين.

وتؤكد هذه الخطوة ما تبذله بكين من جهود للسيطرة على الانتشار السريع لخدمات ‌الذكاء الاصطناعي ‌المقدمة للجمهور ‌من ⁠خلال ​تشديد معايير ‌السلامة والأخلاقيات.

وستطبق القواعد المقترحة على منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي المقدمة للمستهلكين في الصين، والتي تعرض سمات شخصيات بشرية وأنماط تفكير وأساليب تواصل تتم محاكاتها، وتتفاعل ⁠مع المستخدمين عاطفياً من خلال النصوص ‌أو الصور أو الصوت أو الفيديو، أو غيرها من الوسائل.

وتحدد المسودة نهجاً تنظيمياً يلزم مقدمي الخدمات بتحذير المستخدمين من الاستخدام المفرط، وبالتدخل عندما تظهر على المستخدمين ​علامات الإدمان.

وبموجب هذا المقترح، سيتحمل مقدمو الخدمات مسؤوليات ⁠السلامة طوال دورة حياة المنتج، ووضع أنظمة لمراجعة الخوارزميات وأمن البيانات وحماية المعلومات الشخصية.

وتحدد هذه الإجراءات الخطوط الحمراء للمحتوى والسلوك، وتنص على أنه يجب ألا ينشئ مقدمو الخدمات محتوى من شأنه تهديد الأمن القومي، أو نشر الشائعات، أو الترويج ‌للعنف أو الفحشاء.


ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
TT

ما الاختراق القادم في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يتوقعه رئيس «أوبن إيه آي»؟

سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)
سام ألتمان رئيس شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

توقع سام ألتمان، رئيس شركة «أوبن إيه آي»، أن يكون الإنجاز الكبير التالي نحو تحقيق ذكاء اصطناعي فائق القدرة هو اكتساب هذه الأنظمة «ذاكرة لا نهائية، ومثالية».

وقد ركزت التطورات الأخيرة التي حققها مبتكر «تشات جي بي تي»، بالإضافة إلى منافسيه، على تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي على الاستدلال، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

لكن في حديثه ضمن بودكاست، قال ألتمان إن التطور الذي يتطلع إليه بشدة هو قدرة الذكاء الاصطناعي على تذكر «كل تفاصيل حياتك»، وأن شركته تعمل على الوصول إلى هذه المرحلة بحلول عام 2026.

شرح ألتمان: «حتى لو كان لديك أفضل مساعد شخصي في العالم... فلن يستطيع تذكر كل كلمة نطقت بها في حياتك».

وأضاف: «لا يمكنه قراءة كل وثيقة كتبتها. ولا يمكنه الاطلاع على جميع أعمالك يومياً، وتذكر كل تفصيل صغير. ولا يمكنه أن يكون جزءاً من حياتك إلى هذا الحد. ولا يوجد إنسان يمتلك ذاكرة مثالية لا متناهية».

وأشار ألتمان إلى أنه «بالتأكيد، سيتمكن الذكاء الاصطناعي من فعل ذلك. نتحدث كثيراً عن هذا الأمر، لكن الذاكرة لا تزال في مراحلها الأولى جداً».

تأتي تصريحاته بعد أسابيع قليلة من إعلانه حالة طوارئ قصوى في شركته عقب إطلاق «غوغل» لأحدث طراز من برنامج «جيميناي».

وصفت «غوغل» برنامج «جيميناي 3» بأنه «عهد جديد من الذكاء» عند إطلاقها تطبيق الذكاء الاصطناعي المُحدّث في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث حقق النموذج نتائج قياسية في العديد من اختبارات الأداء المعيارية في هذا المجال.

قلّل ألتمان من خطورة التهديد الذي يمثله مشروع «جيميناي 3»، مدعياً ​​أن ردّ شركة «أوبن إيه آي» الحازم على المنافسة الجديدة ليس بالأمر غير المألوف.

وقال: «أعتقد أنه من الجيد توخي الحذر، والتحرك بسرعة عند ظهور أي تهديد تنافسي محتمل».

وتابع: «حدث الشيء نفسه لنا في الماضي، حدث ذلك في وقت سابق من هذا العام مع (ديب سيك)... لم يكن لـ(جيميناي 3) التأثير الذي كنا نخشى أن يحدث، ولكنه حدد بعض نقاط الضعف في منتجاتنا واستراتيجيتنا، ونحن نعمل على معالجتها بسرعة كبيرة».

يبلغ عدد مستخدمي «تشات جي بي تي» حالياً نحو 800 مليون، وفقاً لبيانات «أوبن إيه آي»، وهو ما يمثل نحو 71 في المائة من حصة سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. ويقارن هذا الرقم بنسبة 87 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.