قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن الجيش يمضي قدماً في خططه للسيطرة على مدينة غزة، وإنه لن يُوقف عملياته في القطاع الفلسطيني قبل «تحرير» المحتجزين و«القضاء على حركة (حماس)».
وأضاف إيال زامير، خلال زيارة إلى جنوده في خان يونس بجنوب قطاع غزة، الخميس: «نتقدم بجهودنا في مدينة غزة. لدينا بالفعل قوات تعمل على مشارف المدينة، وستنضم إليها قوات إضافية لاحقاً».
واستطرد: «تبقى مهمتنا تحرير الرهائن وهزيمة (حماس)، لن نهدأ ولن نتوقف حتى نحققهما. إن تحقيق هذه المهمات ضروري لمستقبلنا ولقيمنا كمجتمع»، مؤكداً أن الجيش وجّه «ضربة قاسية» لـ«حماس».
وقال زامير: «سنواصل ضرب (حماس) في كل مكان، وملاحقتهم كلما دعت الحاجة، وحيثما دعت الحاجة».
وبخصوص جنود الاحتياط الستين ألفاً الذين استدعاهم الجيش لتنفيذ الهجوم على مدينة غزة، قال رئيس الأركان: «لا نستدعيهم إلا عند الحاجة. وأنا على يقين من أنهم سيتمّون المهمة».
وأضاف: «نحن نتباحث مع القيادة السياسية حول الخطط المستقبلية، ونعمل على تحقيق أفضل الإنجازات العملياتية على أرض المعركة لنقدم لهم أوسع مجموعة من الخيارات».
استعدادات لنقل السكان
وفي وقت سابق، الخميس، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي، إن الجيش بدأ إجراء اتصالات تحذيرية مع جهات طبية ومنظمات دولية في شمال قطاع غزة؛ للاستعداد لنقل سكان مدينة غزة جنوباً.
وجاء في البيان الصادر عن الجيش أن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أبلغوا هذا الأسبوع «المسؤولين في القطاع الطبي والمنظمات الدولية في شمال قطاع غزة من أجل الاستعداد لإجلاء السكان إلى جنوب القطاع».
ونشرت المتحدثة كابتن إيلا، على منصة «إكس»، تسجيلاً لاتصال هاتفي قالت إنه بين ضابط الارتباط والتنسيق لقطاع غزة في الجيش الإسرائيلي، ومسؤول في الصحة بشمال القطاع؛ لإبلاغه بدخول الجيش مدينة غزة، ومطالبته «بإجلاء تام من غزة للجنوب».
تسجيل لمكالمة بين ضابط منسقية أعمال الحكومة في غزة ومسؤول صحي رفيع في شمال القطاعجيش الدفاع الإسرائيلي بدأ بمكالمات تحذيرية أولية مع جهات طبية ومنظمات دولية في شمال قطاع #غزة الهدف: الاستعداد لتحريك السكان من مدينة غزة جنوباً لحمايتهم. pic.twitter.com/8xlODdNEyT
— كابتن إيلا Captain Ella (@CaptainElla1) August 21, 2025
ورفضت وزارة الصحة التابعة لـ«حماس» في غزة، الخميس، أمر الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات الواقعة في مدينة غزة نحو جنوب القطاع.
وأعربت الوزارة، في بيان نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن «رفضها لأي خطوة من شأنها تقويض ما تبقى من النظام الصحي بعد عملية التدمير الممنهج التي قامت بها سلطات الاحتلال»، مناشدة المؤسسات الدولية والأممية «حماية ما تبقى من النظام الصحي، وتوفير كل الموارد اللازمة لإنقاذ الأرواح».
ضربات مكثفة
واستهدفت ضربات إسرائيلية مكثّفة مدينة غزة والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الماضية، وذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي بدء العمليات التمهيدية للسيطرة على المدينة.
وكانت إسرائيل أقرّت، الأربعاء، خطة عسكرية للسيطرة على مدينة غزة، واستدعت 60 ألف جندي احتياط، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعاني منها أكثر من مليوني شخص في القطاع الفلسطيني المحاصر. ومن المتوقع أن تقرّ الحكومة في وقت لاحق، الخميس، العملية في مدينة غزة.
وقال الجيش، مساء الأربعاء: «نحن لا ننتظر، شرعنا في العمليات التمهيدية للسيطرة على مدينة غزة، قواتنا موجودة في أطراف المدينة».
وأثار إعلان إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية من أجل السيطرة على مدينة غزة انتقادات دولية ومعارضة داخلية أيضاً.
وآخر تلك الانتقادات، وجهتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، التي أدانت المخططات الإسرائيلية، وقالت إنها «غير مقبولة».
وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه سيبدأ مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل استدعاء عشرات آلاف جنود الاحتياط.
وتسببت الحرب الإسرائيلية، التي اندلعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد هجوم نفَّذته «حماس» على جنوب إسرائيل، في مقتل أكثر من 62 ألف فلسطيني، وحوَّلت القطاع المكتظ بالسكان أنقاضاً.
