موجة تحقيقات وقضايا جديدة ضد زعيم المعارضة التركية بتهمة إهانة إردوغان

تراشق حاد واتهامات تخيم على احتفال «العدالة والتنمية» بالذكرى الـ24 لتأسيسه

جانب من لقاء عُقد بين الرئيس رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة أوزغور أوزيل عقب الانتخابات المحلية عام 2024 (الرئاسة التركية)
جانب من لقاء عُقد بين الرئيس رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة أوزغور أوزيل عقب الانتخابات المحلية عام 2024 (الرئاسة التركية)
TT

موجة تحقيقات وقضايا جديدة ضد زعيم المعارضة التركية بتهمة إهانة إردوغان

جانب من لقاء عُقد بين الرئيس رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة أوزغور أوزيل عقب الانتخابات المحلية عام 2024 (الرئاسة التركية)
جانب من لقاء عُقد بين الرئيس رجب طيب إردوغان وزعيم المعارضة أوزغور أوزيل عقب الانتخابات المحلية عام 2024 (الرئاسة التركية)

وقع تراشق حاد بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وزعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل، على خلفية الاعتقالات والتحقيقات التي تستهدف بلديات الحزب. وألقى أحدث تراشق بين إردوغان وأوزيل بظلاله على احتفال حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالذكرى الـ24 لتأسيسه التي توافق 14 أغسطس (آب).

وقال حسين آيدن، محامي الرئيس إردوغان، الخميس، إنه أقام دعوى تعويض بمبلغ مليون ليرة تركية ضد أوزيل، تعويضات معنوية؛ نتيجة تصريحاته ضد إردوغان خلال تجمع لأنصار حزبه في منطقة بيرام باشا في إسطنبول، ليل الأربعاء- الخميس، وفي تصريحات بعد مغادرته «سجن سيليفري»، حيث زار رئيس بلدية إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو في وقت سابق الأربعاء.

وأضاف أنه تم تقديم شكوى جنائية ضد أوزيل لدى مكتب المدعي العام في أنقرة بتهمة «إهانة الرئيس».

إهانة إردوغان

في الوقت ذاته، أعلن وزير العدل، يلماظ تونتش، أن مكتب المدعي العام في أنقرة قد بدأ تحقيقاً في تصريحات أوزيل ضد إردوغان. وجاء في بيان لتونتش: «بدأ مكتب المدعي العام في أنقرة تحقيقات في التصريحات المهينة التي أدلى بها رئيس حزب (الشعب الجمهوري) تجاه رئيسنا، هذه الكلمات، التي تجاوزت حدود الاحترام، وتجاوزت كل الحدود، تُشكل هجوماً واضحاً على إرادة مواطنينا البالغ عددهم 86 مليوناً. تُمارَس السياسة في حدود اللياقة والأخلاق، هذه اللغة غير اللائقة لم تعد مجرد مسألة أسلوب؛ بل تجاوزت حدود اللياقة السياسية. لن تستسلم أمتنا أبداً، كما فعلت من قبل، لمَن يمارسون سياسة التشهير والقذف».

وعقب زيارة إمام أوغلو في «سجن سيليفري»، الأربعاء، قال أوزيل: «أقول للسيد إردوغان بوضوح: من الآن فصاعداً، يمكن للإنسان أن ينعم بسلام داخلي حقيقي قبل أن ينام. كيف يمكنك أن تقول: أنا شريف، أنا إنسان، أنا مستعد للنوم؟ كيف يمكنك أن تقول: أنا في سلام داخلي؟».

أوزيل متحدثاً خلال تجمع لحزبه في إسطنبول ليل الأربعاء - الخميس (حزب الشعب الجمهوري- «إكس»)

وفي كلمته خلال تجمع حاشد في إسطنبول، كان هو التجمع الـ45 لدعم إمام أوغلو، قال أوزيل: «من العار على رجب طيب إردوغان أن ينحدر إلى تهديد رئيسة بلدية تابعة لحزبنا بالسجن»، في إشارة إلى رئيسة بلدية آيدن، أوزلام تشرتشيجي أوغلو، التي استقالت من حزب «الشعب الجمهوري»، وانضمت إلى حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وعارٌ على البسطاء الذين رضخوا للتهديد.

وخاطب إردوغان أوزيل، الأربعاء، متهكماً بقوله: «على السيد أوزيل ألا يقلق، فبفضل عمليات مكافحة الفساد، ستتحرر البلديات من عصابات المرتشين، ومن أذرع حزب الشعب الجمهوري (الأخطبوطية)، وسيتحرر هو نفسه من القيود. الأموال التي يجب أن تذهب للاستثمار والخدمات والمشروعات يتم نهبها من قبل حفنة من الجشعين، وأعتقد أن هذا يزعجه أيضاً».

وشاركت رئيسة بلدية آيدن في الاحتفال بالذكرى الـ24 لتأسيس حزب «العدالة والتنمية»، وقلدها إردوغان شارة الحزب، وألقت كلمة قالت فيها: «كما خدمتُ آيدن، أعدكم مجدداً بأن أخدم أكثر تحت رعاية رئيسي (إردوغان)، لم أخشَ القضاء أو المحاكمة يوماً، جبهتي بيضاء، ورأسي مرفوع».

وأضافت أنها لم تعد ترى فرصةً في حزب «الشعب الجمهوري» للنزاهة أو الخدمة في إطار القانون والالتزام الصارم بالأخلاق العامة التي تشكل مبادئها الأساسية؛ بسبب الممارسات المناهضة للديمقراطية.

استقالة من «الشعب الجمهوري»

وبدأت تشرتشيجي أوغلو (57 عاماً)، العمل السياسي من خلال حزب «الشعب الجمهوري» لمدة 23 عاماً، حيث كانت نائبة بالبرلمان لدورتين قبل أن تفوز برئاسة البلدية في انتخابات مارس (آذار) 2024، واستقالت و3 من نوابها وانضموا إلى الحزب الحاكم. وتظاهر المئات من الناخبين من أعضاء حزب «الشعب الجمهوري» أمام بلدية آيدن تعبيراً عن استيائهم من تصرفها.

إردوغان خلال تقليد تشرتشيجي أوغلو شارة حزب «العدالة والتنمية» (الرئاسة التركية)

ودافع إردوغان عن تشرتشيجي أوغلو، في خطاب في حفل ذكرى تأسيس حزب «العدالة والتنمية»، قائلاً: «منذ الأمس، يتصرف حزب الشعب الجمهوري بطريقة غير أخلاقية ومتهورة، أقول لمَن يهاجمون الأعضاء الجدد في أسرة حزبنا ابتعدوا من هنا».

وأضاف: «إنهم (حزب الشعب الجمهوري) يعبثون بالقاذورات، ويلقونها يميناً ويساراً. إنهم يتصرفون كجلادين للشرف والسمعة ليطمسوا الرائحة الكريهة المنبعثة من منزلهم».

وكرر أوزيل، في مؤتمر صحافي عقده بمقر حزبه في أنقرة الخميس، بالتزامن مع احتفال «العدالة والتنمية» بذكرى تأسيسه، أن تشرتشيجي أوغلو تعرضت للتهديد بالسجن، عبر ربطها بالتحقيقات في بلدية إسطنبول من خلال اعترافات رجل الأعمال عزيز إحسان أكطاش.

كما كشف عن تورط المحامي مجاهد بيرنجي عضو اللجنة التنفيذية لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم، سابقاً، في جريمة ابتزاز مراد كباكي أحد المتهمين في تحقيقات الفساد والرشوة المزعومة في بلدية إسطنبول، وعرض خطاباً بخط يده يطلب فيه من كباكي مبلع مليونَي دولار من أجل تحويله إلى شاهد والاستفادة من مبدأ «التوبة الفعالة» والإفراج عنه. وعلى الفور فتح مكتب المدعي العام في إسطنبول تحقيقاً في ما أعلنه أوزيل بشأن بيرنجي وكباكي.


مقالات ذات صلة

تركيا: زعيم المعارضة يؤكد استمرار الاحتجاجات في 2026 بأساليب جديدة

شؤون إقليمية زعيم المعارضة التركية أوزغور أوزيل متحدثاً خلال المؤتمر العام لحزب الشعب الجمهوري الذي أعيد فيه انتخابه رئيساً للحزب 29 نوفمبر الماضي (حساب الحزب في إكس)

تركيا: زعيم المعارضة يؤكد استمرار الاحتجاجات في 2026 بأساليب جديدة

أكد زعيم المعارضة التركية رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوغور أوزيل استمرار المسيرات التي انطلقت عقب اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو 19 مارس الماضي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مجمع الرئاسة بأنقرة يوم 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

البرهان يطلب من الرئيس التركي المساعدة في وقف الحرب

طلب رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التدخل والمساعدة في وقف الحرب ببلاده

محمد أمين ياسين (نيروبي)
خاص ترمب يستقبل إردوغان بالبيت الأبيض للمرة الأولى منذ 6 سنوات في 25 سبتمبر الماضي (الرئاسة التركية)

خاص تركيا تعلق آمالاً على «صداقة» ترمب لحل الملفات العالقة

تبرز العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة بوصفها واحدةً من أكثر العلاقات تعقيداً وتقلباً بالرغم من التحالف في «ناتو» يحرص البلدان على تسييرها من منظور براغماتي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية متظاهرون يرفعون صورة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو مطالبين بإطلاق سراحه (حزب الشعب الجمهوري - إكس)

تركيا: المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعطي أولوية لنظر احتجاز إمام أوغلو

قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إعطاء الأولوية لمراجعة قضية احتجاز رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال استقباله رئيس المجلس السيادي في السودان عبد الفتاح البرهان في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان بحث مع البرهان التطورات بالسودان في ظل تصعيد «الدعم السريع»

بحث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان آخر التطورات في السودان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
TT

إسرائيل تعترف بجنودها المنتحرين بعد مشاركتهم في الحرب

جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)
جنود إسرائيليون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة (أ.ب)

قرر الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع الإسرائيلية منح صفة «المتوفى بعد الخدمة» للجنود الذين خدموا في الحرب على غزة وجبهات أخرى خلال العامين الأخيرين، وانتحروا بعد تسريحهم من الخدمة.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، الثلاثاء، فإن «القرار يأتي في إطار الرغبة في مساعدة عائلات الجنود، التي ستحصل عند الاعتراف بهذه الصفة، على إعانة شهرية من وزارة الدفاع لمدة عامين».

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، فإن نهج الاعتراف سيكون «شاملاً ومتكاملاً»، وسيتم النظر لاحقاً في إمكانية تمديد مدة العامين، في حال ثبت أن هناك علاقة ما بين سبب الانتحار والخدمة العسكرية.

ودرست لجنة خاصة الطلبات المقدمة من أسر جنود خدموا نظامياً واحتياطياً، وانتحروا بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وفي ظروف قد تكون مرتبطة بخدمتهم خلال مدة الحرب.

توصيات للدفن والتحقيق

كما أوصت اللجة بـ«دفن أي جندي ينتحر مجدداً في مقبرة مدنية مع وضع شاهد قبر مدني، وبإشارة عسكرية أخرى، تشمل تأبينه عسكرياً، على أن يتم التحقيق في غضون ساعات من انتحاره، فيما إذا كان المنتحر قد خدم خلال فترة الحرب كجندي».

وأشارت إلى أنه ستستمر مرافقة الجيش الإسرائيلي للجثمان خلال فترة 7 أيام، وبعدها ستقوم لجنة الاعتراف التابعة لوزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي بدراسة ملابسات القضية لتحديد مدى الصلة بين الأسباب الظاهرة للانتحار والخدمة العسكرية في الحرب، وذلك بالتشاور مع قادة الجندي، والحصول على رأيهم في خدمته.

جنود إسرائيليون يبكون خلال تشييع زميل لهم قُتل في غزة يناير 2024 (رويترز)

وأكدت اللجنة أنه «إذا تم تحديد وجود صلة، فلن يُعترف بالجندي كضحية من ضحايا الجيش الإسرائيلي أو كشخص معوَّق توفي نتيجة إصابته، بل كشخص (توفي بعد انتهاء خدمته)، وستتلقى عائلته معاشاً شهرياً عدة سنوات».

وتناولت اللجنة، التي ضمت خبراء في الصحة النفسية ومستشارين قانونيين وكبار المسؤولين من قسم شؤون الأسرة، الظاهرة المنهجيةللانتحار وليس الحالات الفردية.

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه عند دراسة حالة المنتحر، ستتم مراعاة مدة الخدمة، وطبيعة المنصب، والتعرض لأحداث غير عادية، والمدة الزمنية بين تاريخ التسريح والوفاة، وغيرها من الظروف الشخصية الخاصة.

ما حدود الظاهرة؟

وحتى الآن، ووفقاً للجيش الإسرائيلي، سُجلت 15 حالة انتحار خلال حرب «السيوف الحديدية» أي الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وسط توقعات بارتفاع هذا العدد مستقبلاً.

جنود إسرائيليون يحملون نعش زميل لهم خلال مراسم تشييعه في مقبرة بتل أبيب (أ.ب)

وذكرت «هيئة البث الإسرائيلية» أنه منذ بداية العام الحالي وحتى شهر أغسطس (آب) الماضي سُجلت 16 حالة انتحار في صفوف الجنود، منهم 7 من قوات الاحتياط، و4 انتحروا خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، بينهم اثنان في أثناء الخدمة، وآخران بعد إتمام خدمتهما الاحتياطية.

وفي عام 2024، انتحر 21 جندياً منهم 12 من قوات الاحتياط، وفي 2023، انتحر 17 جندياً.

وأظهر تقرير صدر عن مركز أبحاث ومعلومات الكنيست الإسرائيلي، في شهر أكتوبر الماضي، أنه مقابل كل جندي انتحر سُجلت 7 محاولات انتحار إضافية.


توقيف 357 شخصاً في تركيا في إطار عملية ضد تنظيم «داعش»

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)
وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)
TT

توقيف 357 شخصاً في تركيا في إطار عملية ضد تنظيم «داعش»

وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)
وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا (من حسابه في إكس)

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا الثلاثاء أن الشرطة التركية أوقفت 357 شخصاً في إطار عملية واسعة النطاق نفذتها في 21 مقاطعة عبر البلاد، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأفاد الوزير عبر «إكس» أنه «خلال عمليات نفذتها قوات الشرطة بالتزامن هذا الصباح في 21 محافظة، اعتقلنا 357 مشتبهاً بهم على ارتباط بتنظيم داعش» مضيفاً: «لم ندع يوماً أي فرصة للذين يحاولون إركاع هذا البلد بواسطة الإرهاب».


تركيا تفرض تدابير أمنية مشددة مدة 4 أيام لتأمين البلاد في رأس السنة

أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
TT

تركيا تفرض تدابير أمنية مشددة مدة 4 أيام لتأمين البلاد في رأس السنة

أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)

أعلنت السلطات التركية تطبيق تدابير أمنية مشددة، تستمر حتى الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل، كما نفَّذت حملة أمنية واسعة في 21 ولاية في أنحاء البلاد، ألقت خلالها القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، غداة اشتباكات دامية مع إحدى خلاياه في مدينة يالوفا (غرب) ما تسبب في مقتل 3 شرطيين.

وكشف وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن تدابير مشددة ستستمر لمدة 4 أيام، تشارك فيها جميع الوحدات الأمنية، ولا سيما أجهزة الشرطة والدرك وخفر السواحل وإدارة الهجرة والقضاء.

خطة شاملة

وقال يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس» الثلاثاء، إن استعداداتنا وأعمالنا الأمنية لرأس السنة الميلادية الجديدة استمرت على مدار الشهر الماضي، من دون انقطاع.

وأضاف أنه في هذا السياق تتواصل عملياتنا ضد المنظمات الإرهابية التي تسعى إلى تبرير العنف باستغلال معتقداتنا الدينية، لافتاً إلى أنه تم نشر 325 ألفاً و267 من رجال الأمن، منهم 298 ألفاً لحفظ النظام العام، و27 ألفاً لتنظيم المرور.

وتابع بأنه سيتم نشر 44 ألفاً و68 فريقاً في ليلة رأس السنة لحفظ الأمن العام، وتنظيم المرور، إلى جانب 270 وحدة جوية، و238 وحدة بحرية، ونشر 107 آلاف و423 نقطة أمنية، و31 ألفاً، و424 كاميرا مراقبة، مع آلاف من أنظمة التعرف على لوحات المركبات، وتزويد عناصر الشرطة بكاميرات الصدر.

كما تم رفع درجة الاستعداد من جانب إدارة الهجرة إلى أعلى مستوى، في مكافحة الهجرة غير النظامية، مع نشر المركبات المتنقلة التابعة لها على مدار الساعة، بدءاً من 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأشار يرلي كايا إلى نشر آلاف نقاط التفتيش عند مداخل ومخارج المدن، وفي محطات الحافلات والقطارات والمطارات والحدائق والمتنزهات والشواطئ.

مراسم رسمية لتشييع جنازة 3 من رجال الشرطة التركية قُتلوا في عملية ضد «داعش» في يالوفا شمال غربي البلاد (من البث المباشر)

وأقيمت، الثلاثاء، أمام مديرية الأمن في يالوفا، مراسم رسمية لتشييع جنازة رجال الشرطة الثلاثة الذين قتلوا في الاشتباك مع عناصر «داعش»، في مشهد مؤثر، وسط حضور عائلاتهم وأعداد من المواطنين.

حملة موسعة على «داعش»

وأطلقت وزارة الداخلية التركية منذ ليل الاثنين حملة أمنية موسعة، شملت 21 ولاية من ولايات البلاد الـ81، تستهدف عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في أعقاب الاشتباكات التي وقعت بين إحدى خلاياه وقوات الأمن في يالوفا، في شمال غربي البلاد، الاثنين، وأسفرت عن مقتل 3 من رجال الشرطة، وإصابة 8 آخرين وحارس أمن، فضلاً عن مقتل 6 من الإرهابيين تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، لدى تنفيذ العملية التي استغرقت نحو 8 ساعات، في أحد المنازل.

دخان كثيف يتصاعد من منزل كان مسرحاً لعملية أمنية ضد «داعش» في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)

وقال يرلي كايا -عبر حسابه في «إكس»- إن قوات الدرك ومكافحة الإرهاب والشرطة ألقت القبض على 357 مشتبهاً بهم في عملية ضد «داعش»، بعد يوم واحد من الاشتباك الدامي في يالوفا، لافتاً إلى تنفيذ مداهمات متزامنة في 21 ولاية.

وأضاف: «لم يسبق أن تركنا مجالاً لأولئك الذين يحاولون إخضاع هذا البلد بالإرهاب، ولن نترك لهم مجالاً في المستقبل أيضاً».

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال مكتب المدعي العام في إسطنبول، إن الشرطة نفذت 114 مداهمة متزامنة، مركزها إسطنبول وشملت ولايتين أخريين.

إحباط هجمات انتحارية

في الوقت ذاته، كشفت مصادر أمنية عن القبض على 4 عناصر من تنظيم «داعش»، بينهم عراقيان، في العاصمة أنقرة، خلال الأسبوع الماضي، كانوا يخططون لتنفيذ «هجمات انتحارية».

وقالت المصادر، الثلاثاء، إن اثنين من الإرهابيين الأربعة من العراق، كانا سينفذان الهجوم الانتحاري بينما الشخصين الآخرين (لم تحدد جنسيتهما) كانا مسؤولين عن توفير السلاح والمواد المتفجرة.

وأضافت أنهم كانوا يخططون لتنفيذ الهجوم في أنقرة، وأن التحضيرات له كانت مستمرة منذ فترة طويلة.

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية خلال عملية ضد «داعش» (الداخلية التركية)

وفي إزمير، شمال غرب -وهي إحدى المدن الثلاث الكبرى في تركيا بعد إسطنبول وأنقرة- أُلقي القبض على 40 مشتبها بهم، في عملية استهدفت تنظيم «داعش»، وتم ضبط مخبأ أسلحة، من بينها سيوف وخناجر ومناجل.

وذكرت مصادر أمنية أن العملية نُفِّذت على هيئة مداهمات متزامنة في وقت واحد في مركز مدينة إزمير وأحيائها، الاثنين، وأن الموقوفين كانوا يعملون داخل التنظيم الإرهابي، ويشاركون في أنشطة الدعاية والترويج له.

وأشارت المصادر إلى أنه تم خلال عمليات التفتيش، خلال المداهمات التي نُفذت في إطار العملية، ضبط مواد رقمية ومنشورات تنظيمية، بالإضافة إلى سكين دوارة، وخنجر، و4 أدوات قطع نجمية الشكل، و10 سكاكين من أنواع مختلفة، وفأسين، و3 مناجل، و6 سكاكين رمي، و3 سيوف «كاتانا»، وعصا ملفوفة بسلك فولاذي، و187 طلقة مسدس.

وذكرت المصادر أنه تم خلال الفترة بين 22 و28 ديسمبر القبض على 29 أجنبياً مطلوبين.

عمليات مستمرة

والأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً ينتمون لـ«داعش»، تبين أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول، أنهم كانوا يخططون لهجمات تستهدف «غير المسلمين» على وجه الخصوص.

جاء ذلك بعدما أصدرت قيادة قوات الدرك في أنقرة في 19 ديسمبر الحالي تعميماً لمختلف فروعها في الولايات، حذَّرت فيه من احتمال شن «داعش» هجمات إرهابية بسيارات مفخخة وطرق أخرى، عبر خلاياه النائمة، في المناطق المزدحمة، قبل وفي أثناء احتفالات رأس السنة، بتعليمات من قيادة التنظيم؛ بهدف منع الانشقاقات في صفوفه، ورفع معنويات المتعاطفين معه، وبثِّ الخوف والضغط في نفوس العامة.

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول في أثناء عملية ضد «داعش» (الداخلية التركية)

وقبل ذلك بأسبوع واحد، ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 170 من عناصر «داعش» في عمليات متزامنة في 32 ولاية، في أنحاء مختلفة من البلاد.

وأكدت وزارة الداخلية أنها نفذت عمليات متكررة في جميع أنحاء تركيا عام 2025، وأنه تم القبض على أكثر من 160 عضواً من التنظيم في سبتمبر (أيلول)، وأكثر من 150 في يونيو (حزيران) الماضيين.

وأدرجت تركيا «داعش» على لائحتها للمنظمات الإرهابية عام 2013، وأعلن التنظيم -أو نُسب إليه- سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، في الفترة بين عامَي 2015 و2017 -منها هجومان متزامنان- تسببت في مقتل نحو 300 شخص وإصابة عشرات؛ حيث استخدم مقاتلو التنظيم الأجانب تركيا كنقطة عبور رئيسية من وإلى سوريا خلال الحرب الداخلية فيها.

وعقب هجوم نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنَّى بـ«أبو محمد الخراساني» على نادي «رينا» الليلي في إسطنبول، في رأس السنة عام 2017، أطلقت أجهزة الأمن التركية عمليات لم تتوقف، حتى الآن، ألقت خلالها القبض على آلاف كما رحَّلت مئات من المقاتلين الأجانب، ومنعت دخول آلاف من المشتبه بهم إلى البلاد، ما أدى إلى تراجع هجمات «داعش» بشكل ملحوظ.