أقوى وأرفع هاتف قابل للطي في العالم: «أونر ماجيك في 5» يتحدى التوقعات

«الشرق الأوسط» تختبر الهاتف قبل إطلاقه... يجمع بين الذكاء الاصطناعي المتقدم والمتانة الفائقة لأداء غير مسبوق

أرفع هاتف قابل للطي سماكة في العالم
أرفع هاتف قابل للطي سماكة في العالم
TT

أقوى وأرفع هاتف قابل للطي في العالم: «أونر ماجيك في 5» يتحدى التوقعات

أرفع هاتف قابل للطي سماكة في العالم
أرفع هاتف قابل للطي سماكة في العالم

تكشف شركة «أونر» هذا الأسبوع عن هاتفها الجديد بشاشته التي تُطوى «أونر ماجيك في5» Honor Magic V5 بتصميم مطور وسماكة منخفضة وبطارية كبيرة ونظام كاميرات متطور، ودعم متقدم لتقنيات الذكاء الاصطناعي. واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف قبل إطلاقه، ونذكر ملخص التجربة.

تفوق في فئة الهواتف القابلة للطي بمزايا تقنية متقدمة ومتانة مطورة

تصميم نحيف ومفصل «فولاذي خارق»

يتميز الهاتف بتصميمه الرفيع جداً، إذ يُعد أنحف هاتف قابل للطي في العالم. وتبلغ سماكته 4.1 مليمتر لدى فتحه و8.8 ملليمتر عند طيه. وصُمم الهاتف ليكون متيناً جداً، حيث يحتوي على مفصلات مطورة قادرة على تحمل 500 ألف دورة طي، أي 13.6 عام لدى طيه لـ100 مرة في كل يوم. أما اسم المفصل الجديد فهو «مفصل الفولاذ الخارق» Super Steel Hinge، ويتميز بغطاء بقوة شد تبلغ 2300 ميغاباسكال، وهي قيمة أعلى مقارنةً بالجيل السابق في السلسلة، وتسمح له بتحمل وزن يصل إلى 100 كيلوغرام عند استخدامه عمودياً لحمل جسم ما.

كما يتميز الهاتف بمستوى عالٍ من المتانة، ذلك أنه يدعم معياري IP58 وIP59 لمقاومة المياه والغبار، مما يجعله مناسباً للاستخدام في البيئة القاسية. هذا، وتم تعزيز مقاومة الهاتف للصدمات بفضل جيل جديد من زجاج «نانو كريستال» NanoCrystal Shield الذي يوفر حماية ضد السقوط أقوى بمقدار 10 مرات مقارنةً بالزجاج العادي، إضافةً إلى استخدام مادة «الألياف الفضائية الخاصة» في الجهة الخلفية لزيادة مقاومة الصدمات بنسبة 40 في المائة.

شاشتان ساطعتان تضيئان تجارب المستخدم

يحتوي الهاتف على شاشتين تعملان بتقنية «إل تي بي أو أوليد» LTPO OLED، حيث يبلغ قطر الشاشة الأمامية 6.43 بوصة، بينما يبلغ قطر الشاشة الرئيسية الداخلية القابلة للطي 7.95 بوصة. وتعمل الشاشتان بمعدل تحديث يبلغ 120 هرتز وتصل ذروة سطوعهما إلى 5000 شمعة، وهما تدعمان استخدام القلم الإلكتروني.

أفضل كاميرا تقريب في الهواتف القابلة للطي

ويحتوي الهاتف على نظام كاميرا خلفي ثلاثي يتكون من كاميرا رئيسية بدقة 50 ميغابكسل وكاميرا «تليفوتو» منظارية Periscope بدقة 64 ميغابكسل وكاميرا واسعة جداً بدقة 50 ميغابكسل، وهي مدعومة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي وتقدم خيارات لألوان طبيعية وحقيقة بشكل كبير.

وبالنسبة إلى كاميرا «تليفوتو» المنظارية، فيمكن استخدامها لتقريب العناصر البعيدة، التي تتميز عدستها المتقدمة بمستشعر بقطر 1/2 بوصة وفتحة عدسة تبلغ f/2.5، مما يضمن التقاط صور مقرَّبة بوضوح ودقة عالية، مع تحسين امتصاص الضوء في مختلف ظروف الإضاءة. ولتعزيز تجربة تصوير العناصر البعيدة، توفر الكاميرا تقريباً بصرياً (عبر عدسات متخصصة) لغاية 3 أضعاف، وتقريباً رقمياً يصل حتى 100 ضعف، مما يمنح المستخدم قدرات تقريب مبهرة تُعد الأفضل في فئة الهواتف القابلة للطي.

وتُنتج الكاميرات الخلفية صوراً عالية الجودة في مختلف ظروف الإضاءة وتستطيع تصوير عروض الفيديو بالدقة الفائقة 4K بثبات. ويقدم الهاتف كذلك كاميرتين للصور الذاتية (سيلفي) بدقة 20 ميغابكسل لكل منهما، الأولى موجودة في الشاشة الخارجية والأخرى في الشاشة الداخلية.

ذكاء اصطناعي يفهم ما تفعله

ولتعزيز تجربة المستخدم القائمة على الذكاء الاصطناعي بشكل أكبر، يقدم الهاتف ميزة الشريط الذكي «ماجيك سايدبار» Magic Sidebar الذي يعمل على تقديم اقتراحات مفيدة في الشريط الجانبي بناء على ما يفعله المستخدم حالياً. وعلى سبيل المثال، ستظهر ميزة الترجمة التلقائية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لدى مشاهدة عرض فيديو ما، أما إن كنت تقرأ مقالاً ما فيمكن للشريط أن يعرض ملخصاً مباشراً للمحتوى. هذا ويتكيف الشريط مع ما يفعله المستخدم لحظةً بلحظة بهدف جعل المهام اليومية أسرع وأسهل مما يزيل الحاجة إلى التنقل بين التطبيقات المختلفة للعثور على أدوات مثل الترجمة أو الملخصات.

ويدمج الهاتف ذكاء «غوغل جيميناي» مسبق التثبيت الذي يساعد على التخطيط والكتابة والتعلم وتنظيم المهام اليومية، مما يجعل الحياة اليومية أكثر سهولة وفاعلية. ولجعل الوصول إلى «جيميناي» أكثر سلاسة، طوَّرت الشركة طريقة تفاعل جديدة تُعرف باسم «تاب تاب» Tap Tap تسمح بالنقر المزدوج على ظهر الهاتف لتفعيل مساعد «جيميناي» للذكاء الاصطناعي على الفور دون الحاجة إلى الضغط المطول على زر التشغيل أو فتح تطبيق محدد. هذا، ويدعم الذكاء الاصطناعي اكتشاف التزييف العميق في مكالمات الفيديو التي تصل إلى المستخدم.

أكبر بطارية في هاتف قابل للطي

ويقدم الهاتف طاقة استثنائية تدوم طوال اليوم بفضل أكبر بطارية في فئة الهواتف القابلة للطي تعتمد على تقنية «سيليكون-كربون» بنسبة «سيليكون» أعلى مقارنةً بالإصدار السابق تبلغ 15 في المائة، الأمر الذي يسمح بتقديم بطارية أقل سماكة وأعلى وكثافة لتوفير طاقة وأداء أعلى بكفاءة مطورة. كما يدعم الهاتف الشحن السلكي السريع بقدرة 66 واط، والشحن اللاسلكي بقدرة 50 واط، والشحن اللاسلكي العكسي بقدرة 5 واط، لشحن الأجهزة والملحقات الأخرى.

مواصفات تقنية متقدمة

وبالنسبة إلى المواصفات التقنية للهاتف، فيقدم شاشة خارجية بقطر 6.43 بوصة تعمل بتقنية «إل تي بي أو أوليد» LTPO OLED، وتعرض الصورة بدقة 2376x1060 بكسل، وبكثافة 404 بكسل في البوصة، وبتردد 120 هرتز، وبشدة سطوع تبلغ 5000 شمعة، وهي مقاومة للخدوش بفضل طبقة حماية مصنوعة من «نانو كريستال».

وبالنسبة إلى الشاشة الداخلية، فيبلغ قطرها 7.95 بوصة، وهي تعمل بتقنية «إل تي بي أو أوليد» أيضاً، وتَعرض الصورة بدقة 2352x2172 بكسل، وبكثافة 403 بكسل في البوصة، وبتردد 120 هرتز، وبشدة سطوع تبلغ 5000 شمعة، وهي مقاومة للخدوش بفضل طبقة حماية مصنوعة من «نانو كريستال».

تصميم أنيق ببطارية ذات عمر طويل جداً

وننتقل إلى كاميرات الهاتف، إذ يقدم 3 كاميرات خلفية تعمل بدقة 50 و64 و50 ميغابكسل (للزوايا العريضة ولتقريب العناصر البعيدة وللزوايا العريضة جداً)، مع تقديم كاميرا أمامية في الشاشة الخارجية للصور الذاتية «سيلفي» تعمل بدقة 20 ميغابكسل بعدسة للصور العريضة، وكاميرا أمامية أخرى للشاشة الداخلية بالمواصفات نفسها الموجودة في كاميرا الشاشة الخارجية.

ويعمل الهاتف بمعالج «سنابدراغون 8 إيليت» ثُمانيّ النواة (منها نواتان بسرعة 4.32 غيغاهرتز، و6 نوى بسرعة 3.53 غيغاهرتز)، بدقة تصنيع 3 نانومترات، ويقدم 16 غيغابايت من الذاكرة للعمل، و512 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة عبر نظام التشغيل «آندرويد 15» وواجهة الاستخدام «ماجيك أو إس 9».

ويقدم الهاتف سماعتين في الجهتين العلوية والسفلية مع تقديم مستشعر بصمة في زر التشغيل الجانبي، وهو يدعم شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6e و7، ويُعد من أول هواتف هذا العالم التي تدعم تقنية «بلوتوث 6.0» التي تحدثنا عنها أخيراً، إلى جانب دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC، وتقدم منفذ للأشعة تحت الحمراء للتحكم بالأجهزة المنزلية المختلفة.

مصفوفة كاميرات متقدمة بتقريب مبهر للعناصر البعيدة

وتبلغ شحنة البطارية 5820 مللي أمبير/ ساعة ويمكن شحنها سلكياً بسرعة بقدرة 66 واط أو لاسلكياً بقدرة 50 واط، مع دعمها الشحن اللاسلكي العكسي للأجهزة والملحقات الأخرى بقدرة 5 واط. ويدعم الهاتف استخدام شريحتي اتصال والشريحة الإلكترونية eSIM، وهو مقاوم للمياه والغبار وفقاً لمعياري IP59 وIP58 (مقاوم للضغط القوي للمياه ويمكن غمره في المياه لعمق متر ولمدة 30 دقيقة)، وهو يدعم استخدام القلم الذكي وتبلغ سماكته 4.1 ملليمتر لدى فتح الشاشة و8.8 ملليمتر لدى إغلاقها، ويبلغ وزنه 217 غراماً (222) فقط.

والهاتف متوافر بألوان الذهبي والبني والأسود والأبيض بسعر 6499 ريالاً سعودياً (نحو 1733 دولاراً أميركياً) بدءاً من 21 أغسطس (آب) الحالي.

مقارنة مع الهواتف المنافسة

ولدى مقارنة الهاتف مع «سامسونغ غالاكسي زيد فولد7» الذي أُطلق قبل نحو أسبوعين، نجد أن «أونر ماجيك في5» يتفوق في:

• شدة سطوع الشاشة الخارجية (5000 مقارنةً بـ2600 شمعة).

• شدة سطوع الشاشة الداخلية (5000 مقارنةً بـ2600 شمعة).

• دقة الشاشة الداخلية (2352x2172 مقارنةً بـ2184x1968 بكسل).

• كثافة عرض الشاشة الداخلية (403 مقارنةً بـ368 بكسل في البوصة).

• كاميرا الشاشة الخارجية (20 مقارنةً بـ10 ميغابكسل).

• كاميرا الشاشة الداخلية (20 مقارنةً بـ10 ميغابكسل).

• الكاميرتان الخلفيتان (64 و50 مقارنةً بـ10 و12 ميغابكسل).

• دعم إصدار «بلوتوث» (إصدار 6.0 مقارنةً بـ5.4).

• تقديم منفذ للأشعة تحت الحمراء للتحكم بالأجهزة المنزلية المختلفة.

• شحنة البطارية (5820 مقارنةً بـ4400 مللي أمبير/ساعة).

• سرعة الشحن السلكي (66 مقارنةً بـ25 واط).

• سرعة الشحن اللاسلكي (50 مقارنةً بـ15 واط).

• سرعة الشحن اللاسلكي العكسي للأجهزة والملحقات (5 مقارنةً بـ4.5 واط).

• سماكة الهاتف وهو مفتوح (4.1 مقارنةً بـ4.2 ملليمتر).

• سماكة الهاتف وهو مغلق (8.8 مقارنةً بـ8.9 ملليمتر).

• مقاومة المياه والغبار (معيار IP58 وIP59 مقارنةً بمعيار IP48).

• دعم استخدام القلم الإلكتروني للكتابة والرسم والتفاعل مع المحتوى.

ويتعادل الهاتفان في:

• تردد عرض الشاشتين الداخلية والخارجية (120 هرتز).

• نوع المعالج («سنابدراغون 8 إيليت» ثماني النواة بدقة التصنيع 3 نانومترات).

• الذاكرة (16 غيغابايت).

• السعة التخزينية المدمجة (512 غيغابايت، مع توفير إصدارات أخرى بسعات 256 و1024 غيغابايت).

• تقديم سماعتين لتجسيم الصوتيات.

• دعم تقنيات «واي فاي» (a وb وg وn وac و6e و7).

• دعم تقنية الاتصال عبر المجالي القريب (Near Field Communication).

• تقديم مستشعر بصمة جانبي.

• دعم استخدام شريحتي اتصال في آن واحد ودعم الشريحة الإلكترونية eSIM.

ويتفوق «سامسونغ غالاكسي زيد فولد7» في:

• قُطر الشاشة الخارجية (6.5 مقارنةً بـ6.43 بوصة).

• قُطر الشاشة الداخلية (8.0 مقارنةً بـ7.95 بوصة).

• دقة الشاشة الخارجية (2520x1080 مقارنةً بـ2376x1060 بكسل).

• كثافة عرض الشاشة الخارجية (422 مقارنةً بـ404 بكسل في البوصة).

• سرعة المعالج (نواتان بسرعة 4.47 غيغاهرتز و6 نوى بسرعة 3.53 غيغاهرتز، مقارنةً بنواتين بسرعة 4.32 غيغاهرتز و6 نوى بسرعة 3.53 غيغاهرتز).

• الكاميرا الخلفية (200 مقارنةً بـ50 ميغابكسل).

• الوزن (215 مقارنةً بـ217 غراماً).


مقالات ذات صلة

وزيرة سويسرية منفتحة على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي

أوروبا وزيرة سويسرية تقول إنه تجب حماية الأطفال من خطر منصات التواصل الاجتماعي (أ.ف.ب)

وزيرة سويسرية منفتحة على حظر دخول الأطفال إلى منصات التواصل الاجتماعي

نقلت صحيفة، الأحد، عن وزيرة الداخلية السويسرية إليزابيث بوم - ​شنايدر قولها إنه يتعين على بلادها بذل مزيد من الجهود لحماية الأطفال من مخاطر منصات التواصل.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
الاقتصاد امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

توقعات بتراجع مبيعات الهواتف الذكية في 2026 بسبب ارتفاع تكاليف الرقائق

توقعت شركة «كاونتربوينت» لأبحاث السوق انخفاض شحنات الهواتف الذكية العالمية 2.1 في المائة العام المقبل، إذ من المرجح أن يؤثر ارتفاع تكاليف الرقائق على الطلب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
تكنولوجيا بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

بدائل لتطبيقات الدردشة الرئيسية بالذكاء الاصطناعي في الجوالات

إليكم بعض البدائل، ومنها مجانية، التي يمكن إحلالها محل تطبيقات الدردشة التوليدية الذكية الرئيسية المعروضة الأسبوع الماضي، في الجوالات.

جيرمي كابلان (واشنطن)
تكنولوجيا هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

هاتف ذكي متين بنظم ملاحة أميركية - روسية - صينية - أوروبية

أحد أكثر الهواتف الذكية المتينة ومتعددة الاستخدامات في السوق

غريغ إيلمان (واشنطن)
تكنولوجيا امرأة تستخدم جوالها داخل متجر لشركة «أبل» في بكين (رويترز)

الطلب الشديد على رقائق الذاكرة قد يرفع أسعار الجوالات الذكية... ما القصة؟

مع استهلاك مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من رقائق الذاكرة المستخدمة في صناعة الإلكترونيات قد يواجه المستهلكون ارتفاعاً بأسعار منتجات تكنولوجية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من الطاقة إلى الرقاقة: تحالف سعودي - أميركي نحو عصر تقني جديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
TT

من الطاقة إلى الرقاقة: تحالف سعودي - أميركي نحو عصر تقني جديد

الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرحبا بالأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض (أ.ف.ب)

في عام 1945، وعلى سطح البارجة الأميركية «كوينسي»، وُلد تحالف غيّر وجه العالم. لقاء جمع الملك عبد العزيز آل سعود بالرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وكانت لحظته انطلاقة شراكة نفطية، وولادة تحالف سعودي - أميركي أعاد تشكيل خريطة الطاقة الدولية.

واليوم، يتكرر هذا اللقاء الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، ولكن بلغة مختلفة تواكب تحولات العصر. إذ تمثل زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إلى واشنطن ولقاؤه بالرئيس الأميركي دونالد ترمب انطلاقة عصر جديد لاقتصاديات المستقبل التقنية من الرقائق الإلكترونية الدقيقة والحوسبة إلى الذكاء الاصطناعي.

الأمير محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترمب خلال حضورهما منتدى الاستثمار الأميركي - السعودي في واشنطن (رويترز)

فمنذ اللحظة الأولى لهذه الزيارة، برز التحول نحو عصر تقوده التكنولوجيا واضحاً. ففي أول ظهور إعلامي مشترك لولي العهد السعودي والرئيس الأميركي، لم يكن السؤال الافتتاحي للصحافيين عن الأمن أو السياسة أو الطاقة، بل كان عن الرقائق الإلكترونية.

ومن هنا، تعكس أولوية السؤال عن الرقائق الإلكترونية قبل ملفات استراتيجية أخرى الدور المحوري الذي باتت تؤديه هذه الرقائق في تشكيل عالمنا التقني، حيث أصبحت هذه الرقائق بنية تحتية غير مرئية للاقتصادات العالمية، وبها تُقاس القوة الأمنية والسيادة التقنية للدول.

الرقائق الإلكترونية نفط هذا العصر

في عالم اليوم، باتت أشباه الموصلات (أو ما تُعرف بالرقائق الإلكترونية) الأساس لكل تقنية نعتمد عليها في حياتنا المعاصرة. فهي تُعدّ المحرك الخفي لكل ما نستخدمه من هواتف، وسيارات، وطائرات، وصولاً إلى الأجهزة الطبية وأنظمة الذكاء الاصطناعي. جميعها تعتمد بشكل رئيسي على هذه الرقائق. عملياً، لا يمكن لأي جهاز إلكتروني حديث أن يعمل من دونها.

أثر هذا الاعتماد الكبير على هذه الرقائق (أو ما يُعرف بالرقاقات) انكشف بشكل واضح، خصوصاً خلال جائحة «كورونا». فقد أدى النقص في إمداد رقاقات متناهية الصغر إلى التسبب في شلل خطوط إنتاج مصانع سيارات عملاقة حول العالم، نظراً لاعتماد السيارات الحديثة في عملها على هذه الرقاقات، إذ يصل عددها من 1000 إلى 3000 في السيارة الواحدة بحسب النوع والمواصفات.

والمفارقة أن هذه الرقائق، رغم أهميتها الاستراتيجية، فإنها صغيرة جداً لا تُرى بالعين المجردة. فعلى سبيل المثال، يضم معالج (A19) الأحدث من شركة «آبل» لجهاز «آيفون 17»، الذي لا يتجاوز حجم ظفر الإصبع، ما بين 25 و30 مليار ترانزستور تم تصنيعها بتقنية (3 نانومتر) من شركة (TSMC).

شعار شركة الرقائق «إنفيديا» في مقرها الرئيسي بوادي السيليكون (د.ب.أ)

لذلك أصبحت هذه الرقائق الصغيرة جداً تمثل القلب النابض للعالم التقني، بل وأساس القوة الاقتصادية للدول. لذا برزت شركات أشباه الموصلات مثل «إنفيديا» (Nvidia)، و«تي إس إم سي» (TSMC)، و«برودكوم» (Broadcom) ضمن قائمة أعلى عشر شركات قيمة سوقية في العالم، بل إن شركة «إنفيديا» - المتخصصة فقط في تصميم الرقائق الإلكترونية - تصدرت القائمة كأعلى شركة قيمة سوقية في العالم منذ الربع الثاني من عام 2025. وبهذا يمكن اعتبار الرقائق الإلكترونية نفط القرن الحادي والعشرين، ومن يمتلك هذه التقنية يمتلك مفاتيح القوة الاقتصادية والقيادة العالمية.

الرقائق والطاقة: عنوان سباق الذكاء الاصطناعي

أدى التسارع الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى ارتفاع غير مسبوق في الطلب على الرقائق الإلكترونية المتقدمة، مثل وحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، والدوائر المتخصصة (ASICs)، والمعالجات الأخرى عالية الأداء. وفي ضوء هذا التحول، أصبحت هذه الرقائق أصولاً وطنية استراتيجية، تؤثر في التنافسية الاقتصادية والسيادة التكنولوجية للدول، مما دفع الحكومات حول العالم إلى تسريع جهودها لتأمين سلاسل الإمداد، وتوطين الإنتاج، وحماية تقنيات أشباه الموصلات الحساسة.

ومع ذلك، في هذه المرحلة الجديدة من سباق الذكاء الاصطناعي، لم يعد أداء الرقائق الإلكترونية سوى نصف المعادلة، بينما يتمثل النصف الآخر في القدرة على توفر كميات هائلة من الطاقة اللازمة لتدريب وتشغيل هذه الرقائق داخل مراكز بيانات الحوسبة المتقدمة. وهنا تكمن الميزة التنافسية الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية لتكون لاعباً عالمياً في هذا السباق.

إيلون ماسك خلال حفل عشاء بالبيت الأبيض أقامه الرئيس دونالد ترمب احتفاءً باستقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (رويترز)

فكما تكتسب مادة السيليكون الخام قيمتها الحقيقية عندما تتحول إلى رقاقة إلكترونية، يكتسب النفط السعودي بُعداً استراتيجياً مختلفاً عندما يُستخدم لتوليد الطاقة لتشغيل وتبريد مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. فالمملكة، من خلال تحويل مواردها النفطية إلى كهرباء موثوقة ومنخفضة التكلفة للحوسبة المتقدمة، تُعظّم القيمة الاقتصادية لمواردها الطبيعية، وتضع نفسها في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي. وبهذا، لم يعد دور المملكة مقتصراً على تصدير الطاقة فحسب، بل امتد ليشمل تمكين القدرة الحاسوبية التي تقوم عليها اقتصاديات المستقبل.

تكشف كثافة استهلاك الذكاء الاصطناعي للطاقة طبيعة هذا التحول. فقد أظهرت دراسات حديثة أن توليد رد واحد من الذكاء الاصطناعي من 500 كلمة قد يستهلك كمية طاقة تعادل شحن هاتف ذكي لمرة واحدة. ومع نمو أحمال الذكاء الاصطناعي، بدأ السؤال المحوري الذي يُشكّل اقتصاد اليوم يتحول من: كم تبلغ تكلفة برميل النفط؟ إلى: كم تبلغ تكلفة حوسبة رمز («توكن») واحد للذكاء الاصطناعي؟

اليوم، أصبحت الرقائق الإلكترونية القلب النابض للذكاء الاصطناعي، بينما باتت الطاقة هي الأكسجين لهذه الرقائق. وضمن هذه المعادلة الثلاثية (رقائق - ذكاء اصطناعي - طاقة)، تقف المملكة العربية السعودية في موقع قوة فريد كواحدة من أكبر منتجي الطاقة في العالم.

في الوقت الحالي، يخضع الوصول إلى تقنيات أشباه الموصلات المتقدمة، بما في ذلك رقائق الذكاء الاصطناعي، لقيود تنظيمية مشددة للغاية من قبل الحكومة الأميركية، تُقنّن عملية بيع هذه الرقائق كمنتجات، من دون الحديث عن نقل صناعتها. لذلك، لا تُمنح موافقات الوصول لهذه التقنيات إلا لحلفاء يتمتعون بتوافق استراتيجي ويملكون بيئات تنظيمية مستقرة وآمنة لهذه الرقائق المتقدمة، كواحدة من أكثر التقنيات حساسية وتأثيراً في ميزان القوى العالمي. وقد برزت السعودية كأحد هؤلاء الحلفاء الاستراتيجيين.

إذ لم تأتِ الشراكات التقنية الأخيرة بين المملكة وكبرى الشركات الأميركية مصادفة، بل جاءت كنتيجة للبيئة الاستثمارية التنافسية للسعودية، التي تجعلها قبلة للشركات الأميركية، كون المملكة تملك:

  • تحالفاً استراتيجياً طويل الأمد مع الولايات المتحدة.
  • ثقلاً اقتصادياً لدولة ضمن مجموعة العشرين ذات قدرة استثمارية كبيرة.
  • تكلفة استهلاك طاقة منخفضة جداً، تقل بما يصل إلى 30 - 40 في المائة مقارنة بالولايات المتحدة.

ونتيجة لذلك، لم تعد المملكة مجرد شريك للشركات الأميركية، بل امتداداً استراتيجياً لهذه الشركات لتطوير قدراتها التقنية. فبالنسبة للولايات المتحدة، يضمن التعاون مع حليف استراتيجي مثل السعودية بقاء التقنيات الحساسة ضمن منظومات موثوقة تشترك في المصالح والمعايير الأمنية. أما بالنسبة للمملكة، فيفتح هذا التعاون مساراً متسارعاً لنقل التقنية، وتوطين سلاسل الإمداد، وخلق وظائف نوعية عالية القيمة، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

في ضوء هذه المعطيات، شهدت المملكة مؤخراً تزايداً متسارعاً في استثمارات كبرى الشركات الأميركية، بدءاً من إنشاء «كوالكوم» (Qualcomm) مركزاً لتصميم الرقائق في المملكة، مروراً بإنتاج خوادم مراكز البيانات محلية الصنع عبر شراكات تجمع «إتش بي إي» (HPE) و«إيه إم دي» (AMD) مع شركة «الفنار» السعودية، وبناء «أمازون ويب سيرفيسز» (AWS) مراكز بيانات وحوسبة متقدمة داخل المملكة، وصولاً إلى شراكات تجمع شركات أميركية مثل «إنتل» (Intel) و«إنفيديا» (Nvidia) و«سوبرمايكرو» (Supermicro) و«غروك» (Groq) مع شركات سعودية، بهدف بناء مراكز بيانات متخصصة في الذكاء الاصطناعي.

تحالف يربح فيه الجميع

على الرغم من التمويل الكبير الذي يقدمه قانون دعم برنامج أشباه الموصلات الأميركي (CHIPS Act) منذ إطلاقه عام 2022، لا تزال صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة، تشمل ارتفاع تكاليف التصنيع المحلية، ومحدودية إمدادات الطاقة وارتفاع أسعارها. وتتفاقم هذه التحديات مع تصاعد المنافسة العالمية، بالتوازي مع النمو المتسارع للتقنيات المتقدمة، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد بشكل أساسي على توفر رقائق عالية الأداء، إلى جانب احتياج كميات هائلة من الطاقة لأغراض الحوسبة بتكلفة اقتصادية تنافسية.

لذلك، تحتاج الشركات الأميركية للحفاظ على تنافسيتها العالمية إلى شركاء يملكون أسواقاً كبيرة ومستقرة. وتبرز السعودية هنا بوصفها شريكاً استراتيجياً قادراً على توفير العمق الاستثماري والتشغيلي، إلى جانب الوصول الموثوق إلى إمدادات طاقة منخفضة التكلفة، بما يدعم توسع قدرات أشباه الموصلات الأميركية، من التصميم والتصنيع إلى استضافة وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي خارج الحدود الأميركية، مع الحفاظ الكامل على التوافق مع المصالح الأمنية والاستراتيجية للولايات المتحدة.

لهذا، جاءت زيارة ولي العهد الأخيرة في توقيت مثالي، في لحظة باتت فيها منظومة أشباه الموصلات الأميركية بحاجة إلى شراكات دولية موثوقة ومتوافقة للحفاظ على ريادتها وتنافسيتها العالمية. وقد أسفرت الزيارة عن نتائج تاريخية، من أبرزها:

  • إطلاق شراكة استراتيجية سعودية - أميركية في مجال الذكاء الاصطناعي.
  • موافقة الولايات المتحدة على تصدير 35 ألف وحدة معالجة رسومية متقدمة (GPUs) إلى المملكة، بالتوازي مع استثمارات سعودية في قطاع أشباه الموصلات تبدأ بـ50 مليار دولار لتصل مستقبلاً إلى مئات المليارات.
  • توسع واسع لكبرى شركات الرقائق والذكاء الاصطناعي الأميركية داخل المملكة.

إن حجم هذه الاتفاقيات يتجاوز إطار التقدم التدريجي، ليعكس تحولاً تقنياً استراتيجياً يضع السعودية في موقع متقدم بين القوى التقنية الصاعدة عالمياً. فبالنسبة للمملكة، يمثل هذا التحالف تحولاً نوعياً بكل المقاييس، إذ يفتح المجال أمام توطين أجزاء محورية من سلسلة القيمة لصناعة أشباه الموصلات، وتطوير رأس المال البشري المحلي في مجالات التقنية العميقة، واستضافة مراكز عالمية للحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي، إلى جانب استقطاب الكفاءات التقنية العالمية، وتسريع تحقيق مستهدفات «رؤية السعودية 2030» في الريادة التقنية وتنويع الاقتصاد. ولا تندرج هذه الجهود في إطار مجرد اللحاق بالركب، بل في سياق القفز إلى مقدمة الاقتصادات التكنولوجية العالمية.

ختاماً، لقد قدمت هذه الزيارة ما هو أبعد من الاتفاقيات، إذ أعادت رسم مسار تحالف استراتيجي امتد لعقود، وانتقلت به من قاعدة بنائه النفطية إلى تحالف يقوم أيضاً على اقتصاديات المستقبل التقنية. واليوم، تدخل السعودية والولايات المتحدة عصراً جديداً، لا كشريكين في الطاقة فحسب، بل كشريكين في بناء الأساس التكنولوجي الذي سيحدد معالم القيادة العالمية لعقود مقبلة.


روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر لدعم برنامجها الفضائي

وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
TT

روسيا تعتزم إنشاء محطة طاقة نووية على القمر لدعم برنامجها الفضائي

وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)
وكالة الفضاء الأميركية تخطط لبناء مُفاعل نووي على سطح القمر (رويترز)

تعتزم روسيا إنشاء محطة طاقة نووية على سطح القمر خلال العقد المقبل، لتوفير ​الطاقة لبرنامجها الفضائي على القمر ودعم محطة أبحاث روسية - صينية مشتركة، وسط سباق القوى الكبرى لاستكشاف الكوكب.

ومنذ أن أصبح رائد الفضاء السوفياتي يوري جاجارين، أول إنسان ينطلق إلى الفضاء عام 1961، تفتخر روسيا بمكانتها بوصفها قوة رائدة ‌في استكشاف الفضاء، ‌لكنها تراجعت في العقود القليلة ‌الماضية، خلف الولايات ​المتحدة ‌والصين بشكل كبير.

وتعرضت طموحات روسيا لانتكاسة كبيرة في أغسطس (آب) 2023، عندما اصطدمت مركبة الفضاء «لونا - 25» غير المأهولة بسطح القمر أثناء محاولتها الهبوط عليه، في وقت أحدث فيه إيلون ماسك ثورة في عمليات إطلاق المركبات الفضائية التي كانت ذات يوم ‌مجالاً تتفوق فيه روسيا.

وقالت ‍وكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس) في بيان، إنها تخطط لبناء ‍محطة طاقة على القمر بحلول عام 2036، ووقعت عقداً مع شركة «لافوتشكين أسوسييشن» الفضائية للقيام بذلك.

مركبة فضائية تدور حول كوكب القمر (إكس)

وقالت «روسكوسموس» إن الغرض من المحطة ​هو تزويد برنامج روسيا القمري بالطاقة، بما في ذلك المركبات الجوالة والمرصد والبنية التحتية لمحطة الأبحاث القمرية الدولية الروسية - الصينية المشتركة.

وأضافت: «يعدّ المشروع خطوة مهمة نحو إنشاء محطة علمية دائمة على القمر والانتقال من بعثات فردية إلى برنامج طويل الأمد لاستكشاف القمر».

ولم تذكر «روسكوسموس» صراحة أن المحطة ستكون نووية، إلا أنها أشارت إلى أن من بين المشاركين شركة «روس آتوم» النووية الحكومية ومعهد كورتشاتوف، ‌وهو أكبر معهد للبحوث النووية في روسيا.


ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة
TT

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

ألعاب الأطفال المدعومة بالذكاء الاصطناعي... تخرج عن السيطرة

إذا كنت تفكر في شراء دمية دب ناطقة لطفلك، فمن المرجح أنك تتخيلها تهمس بنصائح جيدة، وتعلمه أمور الحياة. ربما لا تتخيل هذه الدمية اللطيفة وهي تمارس أدواراً جنسية، أو تُقدم نصائح للأطفال الصغار حول كيفية إشعال أعواد الثقاب.

لكن هذا ما وجدته مجموعة أبحاث المصلحة العامة (PIRG)، وهي منظمة معنية بحماية المستهلك، في اختبار أجرته أخيراً على ألعاب جديدة لموسم الأعياد.

انفلات الدب «كوما»

وجدت المجموعة أن دمية الدب «كوما» Kumma من شركة «FoloToy، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستخدم نموذج «جي بي تي-40» GPT-40 من شركة «أوبن إيه آي» لتشغيل عملية نطقها، كانت على «استعداد تام للخروج عن الموضوع» أثناء حديثها مع الأطفال.

وجدت «PIRG» أن دمية الدب «كوما» من «فولوتوي» FoloToy، والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وتستخدم نموذج GPT-40 من OpenAI لتشغيل نطقها وحديثها، كانت على استعداد تام للخروج عن الموضوع أثناء حديثها مع الأطفال.

محادثات صوتية

يُعدّ استخدام وضع الصوت في نماذج الذكاء الاصطناعي لألعاب الأطفال أمراً منطقياً: فهذه التقنية مصممة خصيصاً للألعاب السحرية التي يعشقها الأطفال. ولذا تتكاثر الدمى الواقعية التي تُصدر أصواتاً مثل التجشؤ، والكائنات الرقمية الشبيهة بـ«تاماغوتشي» (اللعبة الشبيهة بالساعة-البيضة) التي يرغب الأطفال في محاولة الحفاظ عليها.

وتكمن المشكلة في أنه على عكس الأجيال السابقة من الألعاب، يمكن للأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تتجاوز الاستجابات المبرمجة، والمُدققة بعناية، والمناسبة للأطفال، إلى خلق استجابات غير مطلوبة، وغير ملائمة.

مشكلة سلامة الأطفال

تُسلط مشكلة «كوما» الضوء على مشكلة رئيسة في الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي: فهي غالباً ما تعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي تابعة لجهات خارجية لا تملك السيطرة عليها، والتي يُمكن اختراقها حتماً، سواء عن طريق الخطأ، أو عمداً، ما يُسبب مشكلات تتعلق بسلامة الأطفال.

وتقول كريستين ريفا، المتخصصة في قانون المستهلك بجامعة ريدينغ في إنجلترا: «هناك غموض كبير حول نماذج الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الألعاب، وكيفية تدريبها، وما هي الضمانات التي قد تحتويها لتجنب تعرض الأطفال لمحتوى غير مناسب لأعمارهم».

«ابتعدوا عن ألعاب الذكاء الاصطناعي»

لهذا السبب، أصدرت منظمة «فيربلاي» Fairplay المعنية بحقوق الطفل تحذيراً للآباء قبل موسم الأعياد، تنصحهم فيه بالابتعاد عن ألعاب الذكاء الاصطناعي، حفاظاً على سلامة أطفالهم. وتقول راشيل فرانز، مديرة برنامج «ازدهار الأطفال الصغار خارج الإنترنت» التابع لمنظمة «فيربلاي»: «هناك نقص في الأبحاث التي تدعم فوائد ألعاب الذكاء الاصطناعي، ونقص في الأبحاث التي تُظهر آثارها على الأطفال على المدى الطويل».

إيقاف بيع دمية «كوما»

وبينما أوقفت شركة «فولوتوي» بيع دمية «كوما»، وسحبت «أوبن إيه آي» إمكانية وصول «فولوتوي» إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، فإن هذه مجرد شركة واحدة من بين العديد من شركات تصنيع ألعاب الذكاء الاصطناعي. فمن يتحمل المسؤولية في حال حدوث خطأ ما؟

وتقول ريفا إن هناك غموضاً في هذا الشأن أيضاً. وتضيف: «قد تتعلق مسائل المسؤولية بالبيانات، وطريقة جمعها، أو حفظها. وقد تتعلق بالمسؤولية عن دفع لعبة الذكاء الاصطناعي الطفل لإيذاء نفسه، أو الآخرين، أو تسجيل البيانات المصرفية لأحد الوالدين».

مخاطر انعدام الإشراف القانوني

وتخشى فرانز من أن المخاطر -كما هو الحال مع شركات التكنولوجيا الكبرى التي تتسابق دائماً للتفوق على بعضها البعض- تكون أكبر بكثير عندما يتعلق الأمر بمنتجات الأطفال التي تصنعها شركات الألعاب. وتقول: «من الواضح تماماً أن هذه الألعاب تُطرح في الأسواق دون أبحاث، أو ضوابط تنظيمية».

وترى ريفا أن شركات الذكاء الاصطناعي التي تُزوّد ​​الألعاب بالنماذج التي تُساعدها على «التحدث»، وشركات الألعاب التي تُسوّقها، وتبيعها للأطفال، ستكون مسؤولة قانونياً في القضايا القانونية.

وتضيف: «بما أن خصائص الذكاء الاصطناعي مُدمجة في المنتج، فمن المرجح جداً أن تقع المسؤولية على عاتق مُصنّع اللعبة»، مشيرةً إلى أنه من المُحتمل وجود بنود قانونية في العقود التي تُبرمها شركات الذكاء الاصطناعي تحميها من أي ضرر، أو مخالفة. وتتابع: «هذا يعني أن مُصنّعي الألعاب، الذين قد لا يملكون في الواقع سوى سيطرة ضئيلة على نماذج التعلم الآلي المُستخدمة في ألعابهم، سيتحملون مخاطر المسؤولية القانونية».

مقاطعة شراء ألعاب الأطفال

لكن ريفا تُشير أيضاً إلى أنه بينما تقع المخاطر القانونية على عاتق شركات الألعاب، فإن المخاطر الفعلية «تعتمد كلياً على طريقة عمل نموذج التعلم الآلي»، ما يُوحي بأن شركات الذكاء الاصطناعي تتحمل أيضاً بعض المسؤولية. ولعل هذا ما دفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل تطوير ألعاب الذكاء الاصطناعي مع «Mattel» هذا الأسبوع.

وتقترح ريفا اقتراحاً بسيطاً: «إحدى الخطوات التي يمكننا اتخاذها كمجتمع، بصفة أننا مسؤولون عن رعاية الأطفال، هي مقاطعة شراء هذه الألعاب التي تعمل بالذكاء الاصطناعي».

* مجلة «فاست كومباني» خدمات «تريبيون ميديا»