تدفّق الأفغان العائدين يؤجّج أزمة السكن في كابل

دفع بالإيجارات إلى مستويات خيالية مع تضاعف أعداد المرحّلين قسراً

ارتفعت أسعار الإيجارات في كابل مع تدفق الأفغان المطرودين من الدول المجاورة مما زاد الضغط على العرض المحدود من المساكن (أ.ف.ب)
ارتفعت أسعار الإيجارات في كابل مع تدفق الأفغان المطرودين من الدول المجاورة مما زاد الضغط على العرض المحدود من المساكن (أ.ف.ب)
TT

تدفّق الأفغان العائدين يؤجّج أزمة السكن في كابل

ارتفعت أسعار الإيجارات في كابل مع تدفق الأفغان المطرودين من الدول المجاورة مما زاد الضغط على العرض المحدود من المساكن (أ.ف.ب)
ارتفعت أسعار الإيجارات في كابل مع تدفق الأفغان المطرودين من الدول المجاورة مما زاد الضغط على العرض المحدود من المساكن (أ.ف.ب)

لا يزال محمد محسن زرياب، الذي أُجبر على العودة من إيران قبل أسابيع، يتلمس طريقه للعثور على مسكن في العاصمة الأفغانية، حيث تشهد أسعار الوحدات السكنية المؤجرة ارتفاعاً جنونياً جرّاء تدفق أفواج المرحّلين من الدول المجاورة.

فمع تضاعف أعداد العائدين قسراً من دول الجوار، تفاقمت أزمة الإسكان في المدينة التي تعاني أصلاً من شحّ الوحدات السكنية؛ مما دفع بالإيجارات إلى مستويات خيالية. وتشير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى عودة أكثر من 2.1 مليون أفغاني من باكستان وإيران منذ مطلع العام الحالي. وبهذا لحقوا بأفواج سابقة مرحّلة من دول الجوار سواء أكانوا من المرحّلين رسمياً أم من الذين رُحّلوا تحت وطأة التهديد بالاعتقال، وفق تقرير من «وكالة الصحافة الفرنسية» السبت.

قال كثير من وسطاء العقارات في كابل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل كبير مع تدفق العائدين (أ.ف.ب)

وصل كثير من العائدين، مثل زرياب، إلى كابل حاملين معهم القليل من ممتلكاتهم ويحدوهم الأمل في أن تقدّم هذه المدينة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 8 ملايين نسمة، أفضل فرص للعمل في بلد يعيش نصف سكانه تحت خط الفقر.

توسّل زرياب إلى المُلّاك لتخفيض الإيجار من أجل أسرته المكوّنة من 8 أفراد، لكن الرد كان دائماً: «إذا لم تستطع الدفع، فهناك من يمكنه الدفع». وقال العامل البالغ 47 عاماً إنه كان يتوقع حين عاد في يوليو (تموز) الماضي أن يجد تضامناً أكبر مع الأفغان «الذين جاءوا من أماكن بعيدة دون منزل». كثير من سماسرة العقارات في كابل أكدوا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، أن أسعار الإيجارات ارتفعت بشكل حاد مع تدفق العائدين.

منذ عودته إلى أفغانستان من إيران يواجه محمد محسن زرياب مصاعب في العثور على مكان للعيش فيه (أ.ف.ب)

وقال وكيل العقارات حامد حساني: «منذ أن لاحظ المُلّاك أن اللاجئين (القادمين من إيران وباكستان) بدأوا العودة، شرعوا في مضاعفة الإيجارات»، داعياً الحكومة إلى «التدخل». وأضاف: «لدينا كثير من اللاجئين الذين يطلبون منا شققاً للإيجار؛ وغالبيتهم لا يستطيعون تحمّل الأسعار المعروضة».

فوضى عمرانية

قبل عام، كان متوسط إيجار منزل مكوّن من 3 غرف نحو 10 آلاف أفغاني (145 دولاراً) شهرياً، لكن يدفع المستأجرون الآن 20 ألفاً، وفقاً لنبي الله قريشي، صاحب أحد مكاتب العقارات.

ويعدّ هذا المبلغ ثروة بالنسبة إلى غالبية سكان أفغانستان البالغ عددهم 48 مليون نسمة؛ إذ يعيش 85 في المائة منهم بأقل من دولار واحد في اليوم، وفق الأمم المتحدة.

منذ عامين، كان كثير من المُلّاك يأتون شهرياً إلى مكتب قريشي طلباً للمساعدة في تأجير عقاراتهم، أما الآن فالطلب يفوق العرض بكثير. وتنفي بلدية كابل وجود أزمة سكن في المدينة.

وتزيد خطط التطوير الحضري الكبرى، التي تشمل إنشاء طرق جديدة حتى لو استلزم الأمر هدم كثير من المنازل، الضغط على توفر المساكن.

وقال نعمت الله باركزاي، المتحدث باسم البلدية: «جرى تطوير 75 في المائة من المدينة بشكل غير مخطط له، ولا نريد أن يحدث ذلك مرة أخرى».

لاجئات أفغانيات يرتدين النقاب يمررن أمام منزل طيني بمخيم «خراسان» للاجئين على مشارف بيشاور في باكستان يوم 10 أغسطس 2025 (أ.ف.ب)

الرحيل ليس سهلاً

تخشى زهرة هاشمي أن تُطرد من الغرفة السفلية الصغيرة التي تعيش فيها مع أسرتها منذ عودتهم من إيران. يكسب زوجها، وهو من العمالة المؤقتة، نحو 80 أفغانياً يومياً (أكثر بقليل من دولار واحد)، وهو مبلغ لا يكفي لدفع إيجار المسكن الذي يفتقر إلى الكهرباء والمياه الجارية.

وقالت زهرة: «فقدنا كل شيء عندما عدنا إلى أفغانستان»، مضيفة أن ابنتها الكبرى لم تعد قادرة على الالتحاق بالمدرسة بسبب قوانين «طالبان» التي تحظر تعليم النساء والفتيات وعملهن.

أما ابنتاها الأصغر منها سناً فبإمكانهما الالتحاق بالمدرسة الابتدائية، لكن لا تستطيع العائلة سداد الرسوم الدراسية.

طالت ضغوط السكن أيضاً من يقيمون في كابل منذ مدة طويلة، مثل تمانا حسيني، التي تُدرّس الحياكة في غرب المدينة حيث الإيجارات أقل، لكنها قالت إن المالك يريد رفع إيجار شقتهم المكوّنة من 3 غرف نوم، من الإيجار الحالي البالغ 3 آلاف أفغاني. وأضافت: «لقد حاولنا الانتقال، لكن الإيجارات مرتفعة جداً... الوضع محبط، فلا يمكنك البقاء ولا يمكنك الرحيل».

في غضون ذلك، طالبت الأمم المتحدة بتوفير دعم أكبر للسيدات والفتيات الأفغانيات العائدات من إيران وباكستان اللاتي يواجهن مخاطر متصاعدة من الفقر، والزواج المبكر، وتنامي تهديدات حقوقهن وسلامتهن.

يتجمع أفغان عائدون من إيران عند معبر «إسلام قلعة» الحدودي بالقرب من هيرات غرب أفغانستان (يونيسف)

وأطلقت «هيئة الأمم المتحدة للمرأة»، التي تدعم تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين، بالتعاون مع منظمة «كير» الدولية الإنسانية وشركائها، والمجتمع الدولي، هذه الدعوة في تقرير نُشر يوم الخميس، أشار أيضاً إلى التحديات والاحتياجات الرئيسية التي تواجه عاملات الإغاثة الإنسانية اللاتي يقدمن المساعدة للعائدين.

ويأتي هذا التحذير وسط ازدياد هائل في أعداد العائدين إلى أفغانستان، حيث تحكم حركة «طالبان» منذ 4 سنوات وتعمل على تنفيذ كثير من القرارات التي تقيد حقوق النساء في ظل أزمة اقتصادية، وصدمات مناخية، واحتياجات إنسانية هائلة.

منذ سبتمبر (أيلول) 2023، عاد أو أُجبر على العودة أكثر من 2.4 مليون مهاجر أفغاني غير موثق من باكستان وإيران. وتشكل النساء والفتيات ثلث العائدين من إيران منذ بداية هذا العام، ونحو نصف العائدين من باكستان. وتصل كثيرات منهن إلى بلد لم يعشن فيه من قبل، دون مأوى أو دخل أو فرصة للتعليم أو الرعاية الصحية.


مقالات ذات صلة

كيف ترى القاهرة مقترح لقاء السيسي - نتنياهو؟

شمال افريقيا صورة أرشيفية للقاء سابق جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في نيويورك (الرئاسة المصرية)

كيف ترى القاهرة مقترح لقاء السيسي - نتنياهو؟

نقل موقع «أكسيوس» الأميركي عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي الأحد أن البيت الأبيض يسعى إلى التوسط لعقد قمة بين السيسي ونتنياهو.

هشام المياني (القاهرة)
آسيا لاجئ أفغاني تم ترحيله ينتظر هذا الشهر بجوار شاحنات ركاب متوقفة بالقرب من معبر تورخام الحدودي في باكستان (نيويورك تايمز »

في ظل تصاعد المواجهات... باكستان ترحل الأفغان نحو المجهول

في ظل تصاعد المواجهات العسكرية بين كل من باكستان وأفغانستان، وغلق الحدود بين البلدين، كثفت السلطات الباكستانية عمليات الطرد الجماعية للأفغان

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد - كابل)
الولايات المتحدة​ تجمع الأفغان في المركز الوطني للمؤتمرات في ليزبورج (فرجينيا) الذي كان بمثابة موقع مأوى مؤقت خلال عملية الترحيب بالحلفاء في عام 2022 (غيتي)

الوافدون الأفغان يخشون على مستقبلهم في أميركا بعد تهديد وضعهم القانوني

يشعر الكثيرون بالقلق بعد أن تعهدت إدارة ترمب بإجراء مراجعات شاملة لملفات المهاجرين عقب حادثة إطلاق النار التي أودت بحياة جنديين من الحرس الوطني.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية غزيون تهجروا إلى مخيمات النزوح في جنوب قطاع غزة يعودون إلى ديارهم بشماله يوم 11 أكتوبر 2025 (رويترز)

يوسي كوهين: أطلقتُ خطة «التهجير المؤقت» للغزيين... والسيسي أسقطها

يكشف مدير «الموساد» السابق، يوسي كوهين، أنه صاحب فكرة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة خلال الحرب الحالية، لكنه يؤكد أن فكرته لا تتعلق بتهجير دائم، بل مؤقت.

نظير مجلي (تل أبيب)
شمال افريقيا ميناء دلس (الشرق الأوسط)

هواجس ورعب وسط عائلات جزائرية بعد انقطاع أخبار أبنائها المهاجرين في «قوارب الموت»

تسود حالة من القلق والحيرة بين عدد من العائلات شرق العاصمة الجزائرية، عقب انقطاع أخبار أبنائها الذين غادروا عبر البحر باتجاه السواحل الإسبانية.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

«بطل هجوم بونداي»: هدفي كان انتزاع السلاح من المهاجم ومنعه من قتل الأبرياء

يقف فنان الشارع جارود جريش لالتقاط صورة بجانب لوحته التي تصور أحمد الأحمد وهو صاحب متجر سوري أسترالي يبلغ من العمر 43 عاماً والذي نزع سلاح أحد مهاجمي حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني في ملبورن أستراليا (أ.ب)
يقف فنان الشارع جارود جريش لالتقاط صورة بجانب لوحته التي تصور أحمد الأحمد وهو صاحب متجر سوري أسترالي يبلغ من العمر 43 عاماً والذي نزع سلاح أحد مهاجمي حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني في ملبورن أستراليا (أ.ب)
TT

«بطل هجوم بونداي»: هدفي كان انتزاع السلاح من المهاجم ومنعه من قتل الأبرياء

يقف فنان الشارع جارود جريش لالتقاط صورة بجانب لوحته التي تصور أحمد الأحمد وهو صاحب متجر سوري أسترالي يبلغ من العمر 43 عاماً والذي نزع سلاح أحد مهاجمي حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني في ملبورن أستراليا (أ.ب)
يقف فنان الشارع جارود جريش لالتقاط صورة بجانب لوحته التي تصور أحمد الأحمد وهو صاحب متجر سوري أسترالي يبلغ من العمر 43 عاماً والذي نزع سلاح أحد مهاجمي حادثة إطلاق النار في شاطئ بونداي بسيدني في ملبورن أستراليا (أ.ب)

قال رجل وصف بـ«البطل» بسبب تعامله مع أحد المسلَّحين اللذين نفذا هجوم شاطئ بونداي في أستراليا، إنه تصرف لمنع سقوط المزيد من القتلى، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء البريطانية (بي إيه ميديا)، الاثنين.

وانتشرت حول العالم مقاطع فيديو يظهر فيها مالك أحد المتاجر في سيدني، ويدعى أحمد الأحمد، وهو يجرد المسلح ساجد أكرم من سلاحه، قبل أن يصاب هو نفسه.

يقف الناس قرب باقات الزهور الموضوعة على شاطئ بونداي تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الجماعي الذي استهدف احتفالاً بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بونداي يوم الأحد في سيدني أستراليا (رويترز)

وكان مسلحان فتحا نيران أسلحتهما على حشد يزيد عدده عن ألف شخص، كانوا يحتفلون بعيد الأنوار اليهودي (حانوكا) في متنزه «آرتشر» بشاطئ بونداي في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة العشرات.

ويواجه أحد المسلحين المزعومين، ويدعى نافيد أكرم، 59 اتهاماً، بينما قتلت الشرطة المسلح الآخر، وهو والده، ساجد.

وفي مقابلة مع محطة «سي بي إس»، من المقرر بثها الاثنين، قال أحمد، الذي أصيب بأربع رصاصات بعد تدخله، إنه كان يريد فقط إنقاذ المزيد من الأرواح.

وقال: «كان هدفي أن انتزع السلاح منه فقط، وأن أمنعه من قتل إنسان وعدم قتل الأبرياء». وأضاف: «أعلم أنني أنقذت الكثيرين، ولكنني أشعر بالأسف على من فقدوا أرواحهم».

في غضون ذلك، نشرت عائلات ضحايا المجزرة الأخيرة في سيدني، التي استهدفت مهرجاناً يهودياً، رسالة مفتوحة (الاثنين)، دعت فيها إلى مزيد من التحرك على المستوى الاتحادي للتحقيق في تصاعد معاداة السامية وإخفاقات الإجراءات الأمنية التي نجم عنها أسوأ حادث إطلاق نار جماعي تشهده أستراليا منذ ثلاثة عقود.

ويواجه مسلحان اتهامات بقتل 15 شخصاً وإصابة 40 آخرين بجروح، في هجوم استهدف مهرجاناً للاحتفال بعيد حانوكا اليهودي على شاطئ بونداي في 14 ديسمبر.

وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، دعت 17 عائلة من ذوي القتلى والجرحى إلى إجراء تحقيق على المستوى الاتحادي يعرف بـ«لجنة ملكية»، للبحث في أسباب تصاعد معاداة السامية في أستراليا منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» عام 2023، والإخفاقات الأمنية التي تلت ذلك من جانب الأجهزة الأمنية.

يحمل المشيعون جثمان دان إلكيام الشاب اليهودي الفرنسي البالغ من العمر 27 عاماً والذي هاجر إلى أستراليا وقُتل في حادث إطلاق نار خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) على شاطئ بونداي في سيدني وذلك خلال جنازته في أشدود إسرائيل في 25 ديسمبر الحالي (رويترز)

وتعد اللجان الملكية أقوى شكل من أشكال التحقيقات العامة في أستراليا، إذ يمكن سجن الشهود في حال تعمدهم حجب الأدلة، لكن ألبانيزي واصل مقاومة الدعوات التي أطلقتها العائلات وقادة الجالية اليهودية ونواب المعارضة لتشكيل مثل هذه اللجنة الملكية، قائلاً إن التوصل إلى إجابات من خلالها سيستغرق سنوات. وبدلاً من ذلك، أعلن ألبانيزي شروط تحقيق يتولاه المسؤول الحكومي المتقاعد دينيس ريتشاردسون، سيتناول فحص أوجه القصور المحتملة في الإجراءات والقوانين التي أدت إلى إطلاق النار، والذي يتردد أنه كان مستلهماً من أفكار تنظيم «داعش». ومن المقرر أن يرفع هذا التحقيق تقريره في أبريل (نيسان) من العام المقبل.


الصين تبدأ مناورات عسكرية حول تايوان...وتايبيه تندد بـ«ترهيب عسكري»

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
TT

الصين تبدأ مناورات عسكرية حول تايوان...وتايبيه تندد بـ«ترهيب عسكري»

مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)
مقاتلة صينية تستعد للإقلاع من حاملة الطائرات «شاندونغ» خلال تدريبات عسكرية حول تايوان (أرشيفية - أ.ب)

أعلنت الصين، صباح اليوم (الاثنين)، أنها بدأت تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية حول تايوان، بعد ساعات من إعلانها أنها ستجري مناورات «كبيرة» في البحر والجو قرب الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي.

صورة من مقطع نشرته قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي الصيني صباح اليوم لمناورات شرق تايوان (رويترز)

وذكر بيان صادر عن قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، أن الجيش الصيني «يستخدم مدمرات وفرقاطات ومقاتلات وقاذفات وطائرات مسيّرة في التدريبات التي بدأت الاثنين والتي تشمل تدريبات بالذخيرة الحية على أهداف بحرية شمال تايوان وجنوب غربها».

من جهتها، -نددت تايوان بممارسة الصين «الترهيب العسكري»، وقالت الناطقة باسم مكتب الرئاسة كارين كو في بيان: «تعرب تايوان عن إدانتها الشديدة في مواجهة تجاهل السلطات الصينية المعايير الدولية واستخدامها الترهيب العسكري لتهديد الدول المجاورة».

مقاتلة تابعة لسلاح الجو التايواني تقلع من قاعدة هسينتشو الجوية بعد إعلان الصين إجراء مناورات حول الجزيرة (ا.ف.ب)

وأعلنت تايوان، صباح اليوم (الاثنين)، إنها رصدت أربع سفن تابعة لخفر السواحل الصينيين قرب مياه الجزيرة، بعد إعلان بكين بدء تدريبات بالذخيرة الحية.وقال خفر السواحل التايوانيون، إن السفن الأربع كانت «تبحر قرب المياه قبالة السواحل الشمالية والشرقية لتايوان»، مضيفاً أنه «نشر فوراً سفنا كبيرة لوضع استجابات مسبقة في المناطق ذات الصلة وأرسل وحدات دعم إضافية».

وجاء في بيان صادر عن الكولونيل شي يي، الناطق باسم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي، قبيل انطلاق المناورات حول تايوان، أنه «اعتباراً من 29 ديسمبر (كانون الأول)، ستقوم قيادة المسرح الشرقي لجيش التحرير الشعبي بإرسال قوات من الجيش ومن البحرية وسلاح الجو وقوات الصواريخ لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة تحمل الاسم الرمزي (مهمة العدالة 2025)».

مقاتلة صينية خلال تدريبات عسكرية حول جزيرة تايوان نفذتها قيادة المسرح الشرقي ﻟ«جيش التحرير الشعبي الصيني» في نانجينغ شرق الصين 8 أبريل 2023 (أ.ب)

وأظهر بيان منفصل خريطة خمس مناطق كبيرة تحيط بالجزيرة حيث «ستنظّم نشاطات إطلاق نار حي» من الساعة الثامنة صباحا حتى السادسة بعد الظهر (من الساعة 00,00 إلى 10,00 بتوقيت غرينتش الثلاثاء).

وجاء في البيان «لأمور تتعلق بالسلامة، ينصح بعدم دخول أي سفينة أو طائرة غير ذات صلة إلى المياه والمجال الجوي المذكورين أعلاه».

ويأتي هذا الاستعراض للقوة بعد أسابيع من التوترات بين الصين واليابان والتي بدأت بتصريحات تشير إلى دعم طوكيو المحتمل لتايوان في حال نشوب نزاع مسلح في المستقبل.

ويأتي ذلك أيضاً عقب أحدث جولة من مبيعات الأسلحة إلى تايبيه من الولايات المتحدة، وهو ما أثار رد فعل غاضب من بكين التي فرضت الأسبوع الماضي عقوبات على 20 شركة دفاع أميركية.

وقال شي يي في البيان إن التدريبات التي ستجرى هذا الأسبوع هي «تحذير شديد اللهجة ضد القوى الانفصالية المطالبة باستقلال تايوان، وهي إجراء مشروع وضروري لحماية سيادة الصين ووحدتها الوطنية».


زعيم كوريا الشمالية يشهد تجربة إطلاق صاروخ كروز بعيد المدى

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
TT

زعيم كوريا الشمالية يشهد تجربة إطلاق صاروخ كروز بعيد المدى

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)
زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ب)

أشرف الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، على تجربة إطلاق صاروخ كروز استراتيجي بعيد المدى في البحر، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية.

وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية، اليوم (الاثنين أن كيم دعا خلال مناورة صاروخية أجريت الأحد إلى تطوير «غير محدود ومستدام» للقوة النووية لبلاده.

ويبدو أن هذه التجربة كانت أول اختبار من هذا النوع منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).

صورة بثتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية لإطلاق مقذوف حيث أشرف كيم على تجربة صاروخ كروز استراتيجي (رويترز)

من جهتها، ذكرت وكالة «يونهاب» للأنباء أن الجيش الكوري الجنوبي أعلن أنه رصد إطلاق صواريخ عدة من منطقة سونان قرب بيونغ يانغ.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية بأن الهدف من العملية كان مراجعة «وضع الاستجابة الهجومية المضادة والقدرة القتالية للوحدات الفرعية للصواريخ البعيدة المدى».

وأضافت أن كيم صرح بأن الحكومة والحزب الحاكم في كوريا الشمالية «سيواصلان كما دائماً تكريس كل جهودهما للتطوير غير المحدود والمستدام للقوة النووية للدولة».

وأجرت كوريا الشمالية تجربة صاروخية بالستية في 6 نوفمبر، بعد أكثر من أسبوع بقليل من إعراب الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي كان يقوم بجولة في المنطقة، عن اهتمامه بالاجتماع مع كيم، وهو اقتراح لم ترد عليه بيونغ يانغ.

وفي السنوات الأخيرة، زادت بيونغ يانغ بشكل ملحوظ من تجاربها الصاروخية. ويرى محللون أن هذا يهدف إلى تحسين قدراتها للضربات الدقيقة وتحدي الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إضافة إلى اختبار الأسلحة قبل تصدير محتمل إلى روسيا.

ومنذ فشل قمة مع ترمب عام 2019 بشأن نزع السلاح النووي، تؤكد كوريا الشمالية بشكل مستمر أنها لن تتخلى أبدا عن أسلحتها النووية.