في الماضي، كان من الآمن نشر صورة لطفلك على «إنستغرام» أو «فيسبوك»، ثم وضع ملصق رمز تعبيري لطيف على وجهه لحماية هويته، وهو أيضا تقليد تتبعه شخصيات عامة وفنانون حول العالم.
يبدو أن هذا يتغير الآن: إذ يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي الآن إزالة الملصق بسهولة وإعادة وضع وجه الطفل بما يسهل أغراض التنمر الإلكتروني والابتزاز وإنشاء محتوى متعلق بالإساءة.
ويدعو خبراء الأمن السيبراني ومحو الأمية الإعلامية في عدة دول الآباء إلى التوقف تماماً عن نشر صور أطفالهم.
في يونيو، صرحت ليزا فينتورا، المتخصصة في الأمن السيبراني ومؤسسة «سايبر سيكيوريتي يونيتي»، لصحيفة «الإندبندنت» أنه حتى لو لم يتمكن أحد من إزالة ملصق الرمز التعبيري عن وجه الطفل، فإن الوالد لا يزال يشارك كمية كبيرة من المعلومات عنه.
وقالت فينتورا: «أريد أن أكون صريحة تماماً هنا: وضع رمز تعبيري على وجه الطفل لا يوفر أي حماية حقيقية للخصوصية على الإطلاق».
يقول خبراء الأمن السيبراني إنه يمكن استنتاج العمر والبنية والموقع وحتى المدرسة التي يدرس فيها الطفل من تفاصيل الصورة. وصرحت فينتورا لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «إن البيانات المُجمعة من كل هذه المنشورات تُشكل خطراً أكبر بكثير على الخصوصية من أي صورة منفردة».
وتابعت الخبيرة: «يجب على أي شخص ينشر صوراً أو مقاطع فيديو للأطفال أن يفهم أن هذا يمكن أن يكون له عواقب غير مرغوب فيها على المدى الطويل بالنسبة للطفل - لأن الإنترنت لا ينسى أبداً».
إذا قرر الآباء نشر الصور، يوصي خبراء الإعلام بمراعاة النقاط التالية:
فقدان حقوق الاستخدام: عند نشر الصور أو مقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يتنازل الآباء عادةً عن حقوق استخدام هذه الصور. يمكن للمنصات استخدام الصور مجاناً في جميع أنحاء العالم، وفي بعض الحالات، تمريرها إلى جهات خارجية.
قد تكشف معلوماتك الخاصة دون قصد: إذا كانت صور الأطفال مصحوبة ببيانات أخرى مثل الأسماء والعناوين والمدارس ورياض الأطفال أو النوادي، فيمكن للغرباء، نظرياً، تحديد مكان الطفل والتواصل معه بمعلومات شخصية.
قد تؤدي الصور إلى التنمر الإلكتروني: يمكن بسهولة استخدام صور الأطفال للتنمر عليهم وإذلالهم عبر الإنترنت. كما يمكن أن تُستخدم الصور أو مقاطع الفيديو وسيلة للتنمر الإلكتروني بعد سنوات.
يمكن استخدام الصور في سياق جنسي: تقول الشرطة إن صور الأطفال التي تُنشر على الإنترنت غالباً ما يُساء استخدامها لأغراض جنسية. يبحث مجرمو الأطفال بنشاط عن هذه الصور لتوزيعها وبيعها في منتديات إلكترونية غير قانونية.
أي صورة قابلة للتعديل: حتى الصور غير الضارة قابلة للتعديل رقمياً. يمكن تعديل الصور بسرعة للسخرية من الطفل أو تصويره في مواقف غير لائقة، وخاصةً من قِبل المتصيدين والمتنمرين الإلكترونيين.




