برلمان تركيا يبدأ التحرك على صعيد نزع أسلحة «الكردستاني»

لجنة من 51 نائباً ستناقش الأسس القانونية

البرلمان التركي (الموقع الرسمي)
البرلمان التركي (الموقع الرسمي)
TT

برلمان تركيا يبدأ التحرك على صعيد نزع أسلحة «الكردستاني»

البرلمان التركي (الموقع الرسمي)
البرلمان التركي (الموقع الرسمي)

تنطلق، الثلاثاء، أعمال اللجنة التي شكلها البرلمان التركي تحت اسم «تركيا خالية من الإرهاب» لوضع الأساس القانوني لعملية نزع أسلحة حزب «العمال الكردستاني»، التي بدأت بعملية رمزية في السليمانية شمال العراق في 11 يوليو (تموز) الماضي، استجابة لدعوة زعيمه التاريخي عبد الله أوجلان.

وانتهى البرلمان، الخميس، من تشكيل اللجنة المؤلفة من 51 نائباً من الأحزاب التي لها مجموعات برلمانية، فيما عدا حزب «الجيد» القومي الذي رفض المشاركة في هذه اللجنة، وفي العملية الجارية بالكامل مع حزب «العمال الكردستاني»، وغير الممثلة بمجموعات برلمانية، باستثناء حزب «النصر» القومي الذي اتخذ موقفاً مماثلاً لحزب «الجيد».

ودعا رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، اللجنة لعقد أول اجتماع لها، الثلاثاء، للبدء في مناقشة تعديلات القانون والتشريعات الجديدة للتعامل مع القرار الذي أعلنه حزب «العمال الكردستاني»، الذي اتخذ بناءً على نداء «دعوة للسلام والمجتمع الديمقراطي»، التي أطلقها أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي.

أوجلان أطلق دعوته لحل «العمال الكردستاني» في 27 فبراير (إ.ب.أ)

وجاء نداء أوجلان بموجب مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، التي أطلقها رئيس حزب «الحركة القومية»، شريك حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في «تحالف الشعب»، في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، بدعم من الرئيس رجب طيب إردوغان.

جدل وانقسام

وينعقد أول اجتماع للجنة، وسط جدل كبير وانقسام حول تسميتها، التي ترفضها الأحزاب الأخرى باستثناء حزبي «العدالة والتنمية» و«الحركة القومية»، نظراً لأن الاجتماع يركز على البعد الأمني فقط، بينما يطالب حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، الذي قاد الاتصالات بين الدولة وأوجلان، ومعه حزب «الشعب الجمهوري»، أكبر أحزاب المعارضة، ويؤيدهما في ذلك أحزاب المعارضة الأخرى، بألا يقتصر عمل اللجنة على مسألة نزع السلاح، وأن يتم التركيز على تعزيز الديمقراطية وحل المشكلة الكردية من الجذور.

رئيس البرلمان نعمان كورتولموش عقد اجتماعاً مع نوابه لبحث تشكيل اللجنة (البرلمان التركي - إكس)

ومن المتوقع أن يجري ممثلو الأحزاب في أول اجتماع للجنة، التي يستمر عملها طول العطلة الصيفية للبرلمان التي تستمر حتى الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، تقييماً عاماً ووضع أسس عملها ومبادئها.

وتمّ تحديد عدد أعضاء اللجنة بـ51 عضواً من نواب البرلمان، بينهم 21 نائباً من حزب «العدالة والتنمية»، و10 من «حزب الشعب الجمهوري»، و4 من كل من حزبَي «الديمقراطية والمساواة للشعوب» و«الحركة القومية»، و3 نواب لكل من حزبَي «الجيد» و«الطريق الجديد»، ونائب واحد من كل من أحزاب «الرفاه الجديد»، و«هدى بار»، و«العمال التركي»، و«العمل»، و«الديمقراطي»، و«اليسار الديمقراطي».

شروط «الشعب الجمهوري»

واستبق حزب «الشعب الجمهوري»، اجتماع اللجنة، بعقد اجتماع لنوابه المشاركين فيها، برئاسة رئيس الحزب، أوزغور أوزيل، تم الاتفاق خلاله على «استخدام لغة مشتركة».

وقرر نواب الحزب المطالبة بأن تكون الاجتماعات مفتوحة للصحافة، باستثناء الاجتماعات التي يتم التطرق فيها إلى أمنِ الدولة، وبألا يكون لرئيس اللجنة حق التصويت واتخاذ القرارات بأغلبية الثلثين.

وأكد النواب أن الحزب يطالب بحل القضية الكردية، وأن تقود اللجنة مسيرة التحول الديمقراطي في تركيا، مشددين على أنهم لن يكونوا مجرد تابعين للجنة لا تسعى إلا لتحقيق أجندة حزب العدالة والتنمية.

رئيس حزب «الشعب الجمهوري» أوزغور أوزيل (حساب الحزب في «إكس»)

ورداً على سؤال، عقب الاجتماع، الذي عقد السبت بمقر الحزب، قال أوزيل: «هذه ليست لجنة ستُغير مجرى التاريخ، الأحزاب مُمثلة بما يتناسب مع قوتها، ويجب أن يتاح للجميع التعبير عن مخاوفهم».

وأضاف: «في الحكومة التي سنرثها (في إشارة إلى الفوز بالانتخابات المقبلة)، نريد أن ننفق أموال الدولة ليس على مكافحة الإرهاب، بل على العاملين ذوي الأجور الدنيا والمتقاعدين والمواطنين».

وتابع: «نسعى إلى إيجاد أساس للتوافق حول حل المشكلة الكردية وتعزيز الديمقراطية، ولسنا منخرطين في نقاش حول الدستور، وإذا حدث ذلك فسننسحب من اللجنة».

مجموعة من عناصر حزب «العمال الكردستاني» دمروا أسلحتهم في مراسم رمزية في السليمانية يوم 11 يوليو الماضي (أ.ف.ب)

وأفادت مصادر بأن اللجنة ستتخذ قراراتها بأغلبية 31 من أعضائها الـ51، وأنها سترسم خريطة طريق حل حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، وستناقش اللوائح والتعديلات اللازمة لتشريعها، بما في ذلك لوائح مماثلة لـ«قانون العودة للوطن» الذي طُبّق عام 2003، والذي نصّ على أحكام مخففة لأعضاء حزب «العمال الكردستاني» غير المتورطين في هجمات إرهابية ممن يختارون الخروج من الحزب، وأن عملها سيكون بمثابة دليل إرشادي لمشاريع القوانين المستقبلية المتعلقة بالإرهاب.


مقالات ذات صلة

أوجلان يمتدح «اتفاق 10 مارس» ويعده نموذجاً لـ«الحكم الذاتي المشترك» في سوريا

شؤون إقليمية رجل يمر أمام جدارية لأنصار «قسد» في القامشلي تُظهر علمها وصورة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)

أوجلان يمتدح «اتفاق 10 مارس» ويعده نموذجاً لـ«الحكم الذاتي المشترك» في سوريا

وصف زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان الاتفاقَ الموقّع بين «قسد» والحكومة السورية بشأن اندماجها في الجيش السوري بأنه نموذج للحكم الذاتي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من «فاطميون» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني في دير الزور بشرق سوريا (أرشيفية)

تقرير: إيران تعمل على حشد فلول «الفرقة الرابعة» لتأجيج الوضع في سوريا

قال موقع «تلفزيون سوريا» إن إيران تعمل منذ مطلع شهر ديسمبر الجاري، على حشد فلول الفرقة الرابعة المرتبطة بإيران لتأجيج الوضع في سوريا.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شؤون إقليمية مظاهرة في ديار بكر للمطالبة بالإفراج عن زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان (رويترز)

تركيا: مسيرة ضد المفاوضات مع أوجلان في إطار «عملية السلام»

خرجت مسيرة حاشدة إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك في أنقرة، رفضاً للمفاوضات مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية عناصر من «قسد» أثناء تحركات في حلب (أ.ف.ب)

تضارب أنباء عن زيارة متوقعة لعبدي إلى دمشق

انتقدت قيادات كردية سياسة تركيا تجاه سوريا والتلويح المتكرر بالتدخل العسكري ضد «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، مؤكدة أن أكراد سوريا لا يسعون إلى تقسيم البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قررت اللجنة البرلمانية الخاصة بـ«عملية السلام» تمديد عملها لشهرين إضافيين (البرلمان التركي - إكس)

تركيا: غموض حول الأهداف يبطئ «عملية السلام» مع الأكراد

مددت لجنة بالبرلمان التركي تتولى إعداد الأساس القانوني لـ«عملية السلام»، التي تمرّ عبر حلّ حزب «العمال الكردستاني» ونزع أسلحته، عملها لشهرين إضافيين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تركيا تفرض تدابير أمنية مشددة مدة 4 أيام لتأمين البلاد في رأس السنة

أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
TT

تركيا تفرض تدابير أمنية مشددة مدة 4 أيام لتأمين البلاد في رأس السنة

أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)
أقيمت أمام مديرية أمن يالوفا الثلاثاء مراسم رسمية لوداع 3 رجال شرطة قُتلوا في عملية ضد «داعش» (من البث المباشر)

أعلنت السلطات التركية تطبيق تدابير أمنية مشددة، تستمر حتى الثاني من يناير (كانون الثاني) المقبل، كما نفَّذت حملة أمنية واسعة في 21 ولاية في أنحاء البلاد، ألقت خلالها القبض على مئات من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، غداة اشتباكات دامية مع إحدى خلاياه في مدينة يالوفا (غرب) ما تسبب في مقتل 3 شرطيين.

وكشف وزير الداخلية التركي، علي يرلي كايا، عن تدابير مشددة ستستمر لمدة 4 أيام، تشارك فيها جميع الوحدات الأمنية، ولا سيما أجهزة الشرطة والدرك وخفر السواحل وإدارة الهجرة والقضاء.

خطة شاملة

وقال يرلي كايا، عبر حسابه في «إكس» الثلاثاء، إن استعداداتنا وأعمالنا الأمنية لرأس السنة الميلادية الجديدة استمرت على مدار الشهر الماضي، من دون انقطاع.

وأضاف أنه في هذا السياق تتواصل عملياتنا ضد المنظمات الإرهابية التي تسعى إلى تبرير العنف باستغلال معتقداتنا الدينية، لافتاً إلى أنه تم نشر 325 ألفاً و267 من رجال الأمن، منهم 298 ألفاً لحفظ النظام العام، و27 ألفاً لتنظيم المرور.

وتابع بأنه سيتم نشر 44 ألفاً و68 فريقاً في ليلة رأس السنة لحفظ الأمن العام، وتنظيم المرور، إلى جانب 270 وحدة جوية، و238 وحدة بحرية، ونشر 107 آلاف و423 نقطة أمنية، و31 ألفاً، و424 كاميرا مراقبة، مع آلاف من أنظمة التعرف على لوحات المركبات، وتزويد عناصر الشرطة بكاميرات الصدر.

كما تم رفع درجة الاستعداد من جانب إدارة الهجرة إلى أعلى مستوى، في مكافحة الهجرة غير النظامية، مع نشر المركبات المتنقلة التابعة لها على مدار الساعة، بدءاً من 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

وأشار يرلي كايا إلى نشر آلاف نقاط التفتيش عند مداخل ومخارج المدن، وفي محطات الحافلات والقطارات والمطارات والحدائق والمتنزهات والشواطئ.

مراسم رسمية لتشييع جنازة 3 من رجال الشرطة التركية قُتلوا في عملية ضد «داعش» في يالوفا شمال غربي البلاد (من البث المباشر)

وأقيمت، الثلاثاء، أمام مديرية الأمن في يالوفا، مراسم رسمية لتشييع جنازة رجال الشرطة الثلاثة الذين قتلوا في الاشتباك مع عناصر «داعش»، في مشهد مؤثر، وسط حضور عائلاتهم وأعداد من المواطنين.

حملة موسعة على «داعش»

وأطلقت وزارة الداخلية التركية منذ ليل الاثنين حملة أمنية موسعة، شملت 21 ولاية من ولايات البلاد الـ81، تستهدف عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في أعقاب الاشتباكات التي وقعت بين إحدى خلاياه وقوات الأمن في يالوفا، في شمال غربي البلاد، الاثنين، وأسفرت عن مقتل 3 من رجال الشرطة، وإصابة 8 آخرين وحارس أمن، فضلاً عن مقتل 6 من الإرهابيين تبادلوا إطلاق النار مع قوات الأمن، لدى تنفيذ العملية التي استغرقت نحو 8 ساعات، في أحد المنازل.

دخان كثيف يتصاعد من منزل كان مسرحاً لعملية أمنية ضد «داعش» في يالوفا شمال غربي تركيا الاثنين (رويترز)

وقال يرلي كايا -عبر حسابه في «إكس»- إن قوات الدرك ومكافحة الإرهاب والشرطة ألقت القبض على 357 مشتبهاً بهم في عملية ضد «داعش»، بعد يوم واحد من الاشتباك الدامي في يالوفا، لافتاً إلى تنفيذ مداهمات متزامنة في 21 ولاية.

وأضاف: «لم يسبق أن تركنا مجالاً لأولئك الذين يحاولون إخضاع هذا البلد بالإرهاب، ولن نترك لهم مجالاً في المستقبل أيضاً».

وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال مكتب المدعي العام في إسطنبول، إن الشرطة نفذت 114 مداهمة متزامنة، مركزها إسطنبول وشملت ولايتين أخريين.

إحباط هجمات انتحارية

في الوقت ذاته، كشفت مصادر أمنية عن القبض على 4 عناصر من تنظيم «داعش»، بينهم عراقيان، في العاصمة أنقرة، خلال الأسبوع الماضي، كانوا يخططون لتنفيذ «هجمات انتحارية».

وقالت المصادر، الثلاثاء، إن اثنين من الإرهابيين الأربعة من العراق، كانا سينفذان الهجوم الانتحاري بينما الشخصين الآخرين (لم تحدد جنسيتهما) كانا مسؤولين عن توفير السلاح والمواد المتفجرة.

وأضافت أنهم كانوا يخططون لتنفيذ الهجوم في أنقرة، وأن التحضيرات له كانت مستمرة منذ فترة طويلة.

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب التركية خلال عملية ضد «داعش» (الداخلية التركية)

وفي إزمير، شمال غرب -وهي إحدى المدن الثلاث الكبرى في تركيا بعد إسطنبول وأنقرة- أُلقي القبض على 40 مشتبها بهم، في عملية استهدفت تنظيم «داعش»، وتم ضبط مخبأ أسلحة، من بينها سيوف وخناجر ومناجل.

وذكرت مصادر أمنية أن العملية نُفِّذت على هيئة مداهمات متزامنة في وقت واحد في مركز مدينة إزمير وأحيائها، الاثنين، وأن الموقوفين كانوا يعملون داخل التنظيم الإرهابي، ويشاركون في أنشطة الدعاية والترويج له.

وأشارت المصادر إلى أنه تم خلال عمليات التفتيش، خلال المداهمات التي نُفذت في إطار العملية، ضبط مواد رقمية ومنشورات تنظيمية، بالإضافة إلى سكين دوارة، وخنجر، و4 أدوات قطع نجمية الشكل، و10 سكاكين من أنواع مختلفة، وفأسين، و3 مناجل، و6 سكاكين رمي، و3 سيوف «كاتانا»، وعصا ملفوفة بسلك فولاذي، و187 طلقة مسدس.

وذكرت المصادر أنه تم خلال الفترة بين 22 و28 ديسمبر القبض على 29 أجنبياً مطلوبين.

عمليات مستمرة

والأسبوع الماضي، اعتقلت الشرطة التركية 115 شخصاً ينتمون لـ«داعش»، تبين أنهم كانوا ​يخططون لتنفيذ هجمات خلال احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة. وذكر مكتب المدعي العام في إسطنبول، أنهم كانوا يخططون لهجمات تستهدف «غير المسلمين» على وجه الخصوص.

جاء ذلك بعدما أصدرت قيادة قوات الدرك في أنقرة في 19 ديسمبر الحالي تعميماً لمختلف فروعها في الولايات، حذَّرت فيه من احتمال شن «داعش» هجمات إرهابية بسيارات مفخخة وطرق أخرى، عبر خلاياه النائمة، في المناطق المزدحمة، قبل وفي أثناء احتفالات رأس السنة، بتعليمات من قيادة التنظيم؛ بهدف منع الانشقاقات في صفوفه، ورفع معنويات المتعاطفين معه، وبثِّ الخوف والضغط في نفوس العامة.

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إسطنبول في أثناء عملية ضد «داعش» (الداخلية التركية)

وقبل ذلك بأسبوع واحد، ألقت قوات مكافحة الإرهاب القبض على 170 من عناصر «داعش» في عمليات متزامنة في 32 ولاية، في أنحاء مختلفة من البلاد.

وأكدت وزارة الداخلية أنها نفذت عمليات متكررة في جميع أنحاء تركيا عام 2025، وأنه تم القبض على أكثر من 160 عضواً من التنظيم في سبتمبر (أيلول)، وأكثر من 150 في يونيو (حزيران) الماضيين.

وأدرجت تركيا «داعش» على لائحتها للمنظمات الإرهابية عام 2013، وأعلن التنظيم -أو نُسب إليه- سلسلة من الهجمات على أهداف مدنية في تركيا، في الفترة بين عامَي 2015 و2017 -منها هجومان متزامنان- تسببت في مقتل نحو 300 شخص وإصابة عشرات؛ حيث استخدم مقاتلو التنظيم الأجانب تركيا كنقطة عبور رئيسية من وإلى سوريا خلال الحرب الداخلية فيها.

وعقب هجوم نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف، المكنَّى بـ«أبو محمد الخراساني» على نادي «رينا» الليلي في إسطنبول، في رأس السنة عام 2017، أطلقت أجهزة الأمن التركية عمليات لم تتوقف، حتى الآن، ألقت خلالها القبض على آلاف كما رحَّلت مئات من المقاتلين الأجانب، ومنعت دخول آلاف من المشتبه بهم إلى البلاد، ما أدى إلى تراجع هجمات «داعش» بشكل ملحوظ.


أوجلان يمتدح «اتفاق 10 مارس» ويعده نموذجاً لـ«الحكم الذاتي المشترك» في سوريا

رجل يمر أمام جدارية لأنصار «قسد» في القامشلي تُظهر علمها وصورة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام جدارية لأنصار «قسد» في القامشلي تُظهر علمها وصورة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)
TT

أوجلان يمتدح «اتفاق 10 مارس» ويعده نموذجاً لـ«الحكم الذاتي المشترك» في سوريا

رجل يمر أمام جدارية لأنصار «قسد» في القامشلي تُظهر علمها وصورة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)
رجل يمر أمام جدارية لأنصار «قسد» في القامشلي تُظهر علمها وصورة لزعيم «حزب العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان (أ.ف.ب)

وصف زعيم «حزب العمال الكردستاني»، السجين في تركيا عبد الله أوجلان، الاتفاقَ الموقع بين «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» والحكومة السورية، بشأن اندماجها في الجيش السوري، بأنه نموذج للحكم الذاتي المشترك، داعياً أنقرة إلى لعب دور يسهل تنفيذه.

وقال أوجلان إن المطلب الأساسي الذي تضمنه الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد «قسد»، مظلوم عبدي، في دمشق يوم 10 مارس (آذار) 2025 هو «إقرار نموذج سياسي ديمقراطي يمكّن الشعوب من الحكم الذاتي المشترك».

وحث أوجلان، في رسالة بمناسبة العام الجديد نشرها حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد في تركيا عبر حسابه على «إكس»، الثلاثاء، أنقرة، على أداء دور تيسيري وبنّاء يركز على الحوار في هذه العملية.

ووصف أوجلان، في رسالته التي أصدرها من سجن «إيمرالي» في غرب تركيا الذي يقبع فيه منذ 26 سنة، الدعم التركي لتحقيق الاتفاق بين «قسد» ودمشق، بأنه «أمر بالغ الأهمية من أجل السلام الإقليمي ولتعزيز سلامها الداخلي».

حاجة سوريا للديمقراطية

ولفت أوجلان، في رسالته، إلى أن سنوات من الحكم الأحادي القمعي المنكِر للهوية، عزز مطالب الأكراد والعرب والعلويين وجميع الشعوب بالحرية والمساواة، مضيفاً أن ما وصفه بـ«الوضع الفوضوي» في سوريا يعكس بوضوح الحاجة إلى الديمقراطية.

وقال إن الأزمات المتفاقمة والصراعات السياسية في الشرق الأوسط أدت إلى سقوط آلاف الأرواح، وإن هذه هي النتيجة الحتمية لجمود الفهم الاستبدادي القائم على السلطة والمركزية، وإن حل القضية الكردية، التي تكمن في صميم هذه الأزمات، لا يمكن تحقيقه إلا من خلال السلام الاجتماعي والتوافق الديمقراطي.

الشرع وعبدي وقّعا في دمشق يوم 10 مارس 2025 اتفاق اندماج «قسد» بالجيش السوري (أ.ب)

وشدد أوجلان على ضرورة معالجة المشكلة من خلال إطار ديمقراطي قائم على إرادة الشعب، لا عبر الصراع والحرب والأساليب العسكرية والأمنية. وعبر عن أمله في أن يكون العام الجديد عام سلام لا حرب في تركيا ومنطقة الشرق الأوسط.

جاءت رسالة أوجلان في الوقت الذي كادت تنتهي فيه المهلة المحددة لتنفيذ «اتفاق 10 مارس» بنهاية العام الحالي، وسبقتها رسالة كشفت عنها وسائل إعلام تركية قريبة من الحكومة، الأسبوع الماضي، بعث بها إلى عبدي مطالباً فيها بإنهاء وجود العناصر الأجنبية ضمن صفوف «قسد».

مطالب تركية

وطالبت تركيا، مراراً، بترحيل العناصر غير السورية في «قسد»، وإنهاء وجود جميع العناصر المنتشرة فيها بطريقة تتعارض مع مصالحها وأمنها، وحذر وزير خارجيتها، هاكان فيدان، بأن صبرها والأطراف المعنية بـ«اتفاق 10 مارس» بدأ ينفد.

وأطلق أوجلان في 27 فبراير (شباط) الماضي، نداء بعنوان: «دعوة إلى السلام والمجتمع الديمقراطي»، طالب فيه «حزبَ العمال الكردستاني» بإعلان حل نفسه وإلقاء أسلحته، بناء على مبادرة «تركيا خالية من الإرهاب»، التي أطلقها في 22 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، رئيس حزب «الحركة القومية» الحليف للرئيس رجب طيب إردوغان.

أوجلان أطلق نداء في 27 فبراير 2025 دعا فيه «حزب العمال الكردستاني» لحل نفسه وإلقاء أسلحته (إ.ب.أ)

وتتمسك تركيا، التي تطالب بحل «قسد»، التي تقودها «وحدات حماية الشعب» الكردية التي ينظر إليها على أنها امتداد «حزب العمال الكردستاني» في سوريا، بأن نداء أوجلان يشمل «قسد» أيضاً، لكن قائدها مظلوم عبدي، قال في البداية إنها ليست معنية بدعوة أوجلان، ثم صرح الشهر الماضي بوجود اتصالات معه.

ولفت عبدي إلى أنهم تبادلوا وجهات النظر مع أوجلان عبر الرسائل، وأن هناك حديثاً عن وجود مسلحين من «حزب العمال الكردستاني» في شمال سوريا، مشدداً على أن هذه «القضايا لن تُحل إلا مع أوجلان، ونريد أن نكون طرفاً داعماً وليس عائقاً لندائه من أجل السلام والمجتمع الديمقراطي».

مظاهرة في القامشلي يوم 27 فبراير الماضي ترحيباً بدعوة أوجلان لحل «حزب العمال الكردستاني» ودعوةً لإطلاق سراحه (أ.ف.ب)

وسبق أن طالب أوجلان تركيا بالتعامل بحساسية أكبر مع سوريا لأنها دولة مستقلة، وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وإجراء حوار مباشر مع «قسد» و«الإدارة الذاتية الكردية لشمال وشرق سوريا» بدلاً من الحوار مع دمشق، إذا كانت ترغب في حل للمشكلة.

وفي رسالة سابقة، مؤرخة بيوم 28 يوليو (تموز) الماضي، بعث بها أوجلان إلى زعماء ووجهاء العشائر العربية في الجزيرة ودير الزور والرقة والطبقة، قُرئت عليهم خلال اجتماعات في سبتمبر (أيلول) الماضي، دعا إلى تعزيز روابط الأخوّة مع الأكراد ودعم «قسد» في مواجهة التحديات.

والسبت الماضي، انتقد القيادي البارز في «العمال الكردستاني» عضو المجلس التنفيذي لـ«اتحاد مجتمعات كردستان»، مصطفى كاراصو، سياسة تركيا تجاه سوريا والتلويح المتكرر بالتدخل العسكري ضد «قسد»، مؤكداً أن أكراد سوريا لا يسعون إلى تقسيم البلاد.

الشيباني وفيدان خلال مؤتمر صحافي في دمشق يوم 22 ديسمبر (رويترز)

واتهمت أنقرة ودمشق، خلال مؤتمر صحافي مشترك لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في دمشق، يوم 22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، «قسد»، بالمماطلة في تنفيذ اتفاق الاندماج في الجيش السوري، وأكدتا رفض أي محاولات للمساس بوحدة سوريا واستقرارها.

وفي اليوم ذاته وقعت اشتباكات بين «قسد» وفصائل تابعة لوزارة الدفاع السورية في شمال حلب، وتجددت الاشتباكات، ليل الجمعة الماضي، في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.

وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية لـ«وكالة الأنباء الرسمية (سانا)»، الجمعة، إن التصريحات الصادرة عن قيادة «قسد» بشأن الاندماج ووحدة سوريا لم تترجم إلى خطوات عملية أو جداول زمنية واضحة؛ مما يثير تساؤلات بشأن جدية الالتزام بالاتفاق.


روسيا تدعو لتفادي التصعيد بعد تهديد ترمب بضرب إيران

ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
TT

روسيا تدعو لتفادي التصعيد بعد تهديد ترمب بضرب إيران

ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)
ترمب ونتنياهو على هامش مؤتمر صحافي مشترك في منتجع مارالاغو بولاية فلوريدا (أ.ف.ب)

قال الكرملين، اليوم (الثلاثاء)، إن فتح باب الحوار مع إيران بات ضرورياً، داعياً جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد، وذلك عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترمب، لمَّح فيها إلى احتمال دعم بلاده توجيه «ضربة كبيرة أخرى» لإيران، إذا استأنفت تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية أو برنامج الأسلحة النووية.

وجاءت تصريحات ترمب خلال حديثه إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عقب اجتماعهما في منتجع مارالاغو؛ حيث قال إن طهران قد تعمل على استعادة برامج الأسلحة بعد القصف الأميركي العنيف في يونيو (حزيران).

وأضاف ترمب في مؤتمر صحافي: «كنت أقرأ أنهم يطورون أسلحة وأشياء أخرى، وإذا كانوا يفعلون ذلك، فهم لا يستخدمون المواقع التي دمرناها؛ بل ربما مواقع مختلفة».

وتابع: «نعرف بالضبط إلى أين يتجهون وماذا يفعلون، وآمل ألا يفعلوا ذلك؛ لأننا لا نريد أن نهدر وقوداً على طائرة (بي-2)»، في إشارة إلى القاذفة التي استُخدمت في الضربة السابقة، لافتاً إلى أن الرحلة «تستغرق 37 ساعة ذهاباً وإياباً».

وأوضح ترمب أن محادثاته مع نتنياهو تناولت دفع اتفاق السلام الهش في غزة، إضافة إلى معالجة المخاوف الإسرائيلية حيال إيران وجماعة «حزب الله» في لبنان.

وتصاعدت خلال الأسابيع الماضية التحذيرات الأميركية والإسرائيلية بشأن إعادة بناء إيران قدراتها الصاروخية والنووية، وسط تقديرات أمنية ترى أن الضربات التي استهدفت منشآت إيرانية خلال حرب يونيو لم تُنهِ التهديد.

وكانت إيران التي خاضت حرباً استمرت 12 يوماً مع إسرائيل في يونيو الماضي، قد أعلنت الأسبوع الماضي إجراء تدريبات صاروخية للمرة الثانية هذا الشهر.

وقال نتنياهو إن إسرائيل لا تسعى إلى مواجهة مع إيران، ولكنها «على علم بالتقارير»، مؤكداً أنه سيتناول أنشطة طهران خلال محادثاته مع ترمب.

وعقب تحذيرات ترمب، قال علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، إن «أي عدوان» على بلاده «سيقابل بردٍّ شديد».

وأضاف شمخاني في منشور على منصة «إكس»، أن «القدرات الصاروخية والدفاعية لإيران لا يمكن احتواؤها ولا تحتاج إلى تصريح»، وذلك بعد 6 أشهر من الضربات الأميركية والإسرائيلية على مواقع نووية إيرانية.

وقالت الخارجية الإيرانية، الاثنين، إن قنوات الاتصال مع واشنطن لا تزال قائمة عبر مكاتب رعاية المصالح، رغم تعثر المسار التفاوضي بعد الحرب، مشددة على أن التخصيب «حق سيادي» لا يخضع للتفاوض، وأن أي مسار دبلوماسي يجب أن يقترن بضمانات عملية لرفع العقوبات، وليس مجرد حوار شكلي.