2.3 مليون يمني يستفيدون من مشروع أوروبي لدعم صمود الريف

دعم منسق لتحسين سبل العيش والأمن الغذائي

دعّم البرنامج الأوروبي في اليمن بناء السلام على المدى الطويل (الأمم المتحدة)
دعّم البرنامج الأوروبي في اليمن بناء السلام على المدى الطويل (الأمم المتحدة)
TT

2.3 مليون يمني يستفيدون من مشروع أوروبي لدعم صمود الريف

دعّم البرنامج الأوروبي في اليمن بناء السلام على المدى الطويل (الأمم المتحدة)
دعّم البرنامج الأوروبي في اليمن بناء السلام على المدى الطويل (الأمم المتحدة)

بعد نحو عقد من الزمن في تعزيز التعافي والقدرة على الصمود المعيشي في اليمن، اختُتم البرنامج المشترك لتعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية هذا الأسبوع بمدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وهو برنامج موله الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، ونفذته وكالات أممية وشركاء دوليون ومحليون.

ووفق سفارة الاتحاد الأوروبي في اليمن، فقد نُفّذ هذا البرنامج على مدى 3 مراحل متتالية امتدت من عام 2016 وحتى العام الحالي، وقدم الدعم للمجتمعات المتضررة من النزاع من خلال نهج متكامل ومتعدد القطاعات، ليصل إلى أكثر من 2.3 مليون شخص في 8 محافظات مختلفة.

وقدّم المشروع دعماً منسقاً عبر قطاعات متعددة، دعم من خلاله سبل العيش، وحسّن الأمن الغذائي، ووسّع نطاق الوصول إلى الطاقة المتجددة، وعزّز من التكيف مع المناخ، كما دعم الحوكمة الشاملة والتماسك الاجتماعي.

وساعد المشروع الأوروبي أكثر من 130 ألف يمني في تحسين إنتاج الغذاء، وأكثر من 60 ألف مزارع في تحديث الممارسات الزراعية، وخلق أكثر من 12 ألف وظيفة من خلال مشاريع البنية التحتية والنقد مقابل العمل.

60 ألف مزارع يمني تلقوا تدريبات على مواجهة تغيّر المناخ وتنويع المحاصيل (الأمم المتحدة)

ووفقاً لما أورده الاتحاد، فإنه وخلال مراحل تنفيذ المشروع، تم إطلاق أكثر من 8 آلاف شركة صغيرة (38 في المائة منها مملوكة للنساء)، واكتسب 11 ألفاً من الشباب والنساء مهارات مطلوبة في سوق العمل.

كما زوّدت مبادرات الطاقة الشمسية أكثر من 13 ألف منزل و400 مرفق عام بالطاقة. وقال الاتحاد الأوروبي إن الحوار المجتمعي وعمل الحوكمة، أديا إلى تدريب 346 وسيطاً، ودعما أكثر من 260 جلسة للسلام المحلي.

تمكين الأسر الريفية

ذكرت الأمم المتحدة من جهتها، أن البرنامج الأوروبي دعم عشرات الآلاف من المزارعين من خلال توفير البذور، والأدوات، والمدخلات الزراعية المحسّنة. كما زوّد 47.550 من مربي الماشية بالأعلاف والخدمات البيطرية، وتلقى 34.900 مزارع تدريبات على ممارسات زراعية مرنة في مواجهة تغيّر المناخ، شملت التسميد العضوي، وتنويع المحاصيل، وتسمين الماشية.

وفي قطاع الألبان، تم دعم 9.848 منتِجاً، معظمهم من النساء، من خلال إنشاء 10 مراكز لجمع الحليب و10 مرافق لتجهيز الأغذية، مما ساعد في تحسين دخل الأسر وتعزيز مستوى التغذية. ونتيجة لهذه التدخلات، ارتفعت نسبة الأسر التي أبلغت عن استهلاك غذائي مقبول في المناطق المستهدفة من 26 في المائة إلى 53 في المائة.

نسبة الاستهلاك الغذائي المقبول في اليمن ارتفعت من 26 في المائة إلى 53 في المائة (الأمم المتحدة)

وتؤكد الأمم المتحدة أن هذا البرنامج ساعد في تمكين المجتمعات المحلية من التحول من الاعتماد على المساعدات إلى الاعتماد على الذات، من خلال دعمها في إنشاء مصادر دخل مستدامة.

وأفادت المنظمة الأممية بأنه تم إطلاق أكثر من 10.900 مشروع صغير، تقود النساء 45 في المائة منها، كما تلقى نحو 7 آلاف شاب وشابة تدريباً فنياً ومهنياً في مجالات متعددة؛ شملت الطاقة الشمسية، وإصلاح الهواتف الجوالة، والخياطة، وصيانة الأجهزة المنزلية.

نتائج ملموسة

الأمم المتحدة قالت إن هذه الجهود أثمرت عن نتائج ملموسة وسريعة، حيث أفاد 70 في المائة من الشركات الجديدة، بأنها حققت تطوراً إيجابياً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من إنشائها، وأكّد 72 في المائة من الأسر المستفيدة أنها طوّرت مصدر دخل مستدام بفضل دعم البرنامج.

وذكر سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، أن الاتحاد الأوروبي وقف إلى جانب الشعب اليمني من خلال البرنامج المشترك لتعزيز القدرة على الصمود في المناطق الريفية باليمن لنحو عقد من الزمن، مكرساً جهوده؛ ليس للتعافي وحسب، بل أيضاً للقدرة على الصمود، وسبل العيش، وبناء السلام على المدى الطويل.

70 في المائة من الشركات الجديدة في اليمن حققت تطوراً إيجابياً (الاتحاد الأوروبي)

من جانبها، أكدت آنا غيتيت، المستشارة ومديرة البرامج الإقليمية في سفارة السويد لدى اليمن، أهمية هذا النهج، وقالت إن السويد تفخر بدعم برنامج يمكّن المجتمعات والمؤسسات المحلية من قيادة مسار تعافيها. ووصفته بأنه برنامج يجسّد إيمانهم بأن الصمود المستدام يجب أن ينطلق من الداخل.

وجمعت السفارة الأوروبية، خلال يومين في عدن، الشركاء والسلطات المحلية والمنفذين، لمراجعة الإنجازات والتأمل في الدروس المستفادة، واستكشاف سبل الحفاظ على تأثير البرنامج وتوسيعه.

وقالت غيتيت إن الرؤى المستقاة من البرنامج ومن الفاعلية، ستعمل على تشكيل برامج مشاريعه للفترة الممتدة من الآن وحتى عام 2027، بما يضمن استمرار الدعم وفقاً للاحتياجات المتنامية في اليمن.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

العالم العربي المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي «الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد المجلس الانتقالي الجنوبي انفتاحه على «أي ترتيبات» مع تحالف دعم الشرعية في اليمن، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي العليمي مجتمعاً مع هيئة المستشارين (سبأ)

العليمي: لن نسمح بفرض أمر واقع بالقوة في حضرموت والمهرة

العليمي يؤكد أن تصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة تمرد على المرجعيات، ويعلن تحرك تحالف دعم الشرعية لحماية المدنيين وفرض التهدئة ودعم الوساطة السعودية الإماراتية

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي مسلح من أتباع «المجلس الانتقالي الجنوبي» الداعي إلى الانفصال عن شمال اليمن (أ.ف.ب)

«التحالف» يستجيب لطلب اليمن حماية المدنيين في حضرموت

السعودية تعيد رسم خطوط التهدئة شرق اليمن، من الاحتواء السياسي إلى الردع العسكري، و«تحالف دعم الشرعية» يستجيب لطلب العليمي التدخل لحماية المدنيين في حضرموت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم العربي الخبراء العسكريون يحذّرون من أن تكون الأنشطة الحوثية في إب تمويهاً لتصعيد في جبهة بعيدة (أ.ف.ب)

أنفاق ومنصات صواريخ… استحداثات حوثية تحاصر سكان إب

كثّف الحوثيون استحداثاتهم العسكرية في محافظة إب بحفر الأنفاق ونشر منصات الصواريخ على المرتفعات، وقيّدوا حركة السكان، وسط تحذيرات من تمويه وتصعيد محتمل.

وضاح الجليل (عدن)

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
TT

بيان لدول عربية وإسلامية: نرفض الربط بين اعتراف إسرائيل بـ«أرض الصومال» وتهجير الفلسطينيين

أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)
أشخاص في أحد شوارع مقديشو قبل فتح مراكز الاقتراع للانتخابات البلدية الأسبوع الماضي (رويترز)

أكدت مصر و20 دولة ومنظمة التعاون الإسلامي، اليوم (السبت)، على الرفض القاطع لاعتراف إسرائيل باستقلال إقليم «أرض الصومال» الانفصالي، وللربط بين هذه الخطوة وأي مخططات لتهجير الفلسطينيين «المرفوضة شكلاً وموضوعاً».

وأشارت وزارة الخارجية المصرية، في بيان، إلى أن الاعتراف الإسرائيلي بالإقليم الذي يسعى للانفصال عن جمهورية الصومال الفيدرالية يُعد خرقاً سافراً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وأوضح البيان أن مصر والأطراف الموقعة على البيان تؤكد دعمها لسيادة جمهورية الصومال الفيدرالية، ورفض أي إجراء يخل بوحدة البلاد وسيادتها على أراضيها وسلامتها الإقليمية.

والدول الموقعة على البيان هي: مصر والسعودية والجزائر وجزر القمر وجيبوتي وغامبيا وإيران والعراق والأردن والكويت وليبيا والمالديف ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان وفلسطين وقطر والصومال والسودان وتركيا واليمن، بالإضافة إلى منظمة التعاون الإسلامي.

وحذرت الخارجية المصرية من أن «الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يمثل سابقة خطيرة وتهديداً للسلم والأمن الدوليين».

وكانت إسرائيل أعلنت اعترافها باستقلال إقليم «أرض الصومال»، أمس الجمعة، في خطوة أثارت رفضاً عربياً واسع النطاق بالنظر إلى أن جمهورية الصومال هي إحدى الدول الأعضاء في الجامعة العربية.


الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تجدد دعوتها إلى خفض التصعيد في محافظة حضرموت

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن (أ.ف.ب)

جدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، السبت، دعوته لجميع أطراف الصراع إلى التحلي بضبط النفس والعمل على خفض التصعيد في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أكد فيه أنه يتابع عن كثب التطورات الجارية في محافظتي حضرموت والمهرة.

وشدد المبعوث الأممي على أهمية جهود الوساطة الإقليمية المستمرة، مشيراً إلى مواصلته انخراطه مع الأطراف اليمنية والإقليمية دعماً لخفض التصعيد، ودفعاً نحو حل سياسي شامل وجامع للنزاع في اليمن، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وحسب البيان، جدد الأمين العام دعوته إلى ضبط النفس وخفض التصعيد واللجوء إلى الحوار، وحث جميع الأطراف على تجنب أي خطوات من شأنها تعقيد الوضع.

ويأتي ذلك في ظل تصعيد عسكري متواصل للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، وسط تحركات إقليمية لاحتواء التوتر ومنع اتساع رقعة المواجهات.

وفي وقت سابق اليوم، أعلنت قيادة القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن، استعدادها للتعامل بحزم مع أي تحركات عسكرية تخالف جهود خفض التصعيد في محافظة حضرموت.

جاء ذلك استجابة لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الذي دعا لاتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين من الانتهاكات التي ترتكبها عناصر مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي.


«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»
TT

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

«الانتقالي» يثمن جهود التحالف... ويجدد انفتاحه على أي «ترتيبات»

جدَّد «المجلس الانتقالي الجنوبي» انفتاحه على «أي ترتيبات» مع «تحالف دعم الشرعية»، بقيادة السعودية والإمارات، وذلك بعد ساعات من دعوة السعودية المجلس لخروج قواته من حضرموت والمهرة، وتسليمها لقوات «درع الوطن» والسلطة المحلية، وكذا إعلان التحالف الاستجابة لحماية المدنيين في حضرموت استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي.

ونقل إعلام المجلس أن قادته برئاسة عيدروس الزبيدي عقدوا اجتماعاً في عدن؛ لاستعراض التطورات العسكرية والسياسية، وأنهم ثمَّنوا «الجهود التي يبذلها الأشقاء في دول التحالف، بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة؛ لإزالة التباينات وتوحيد وجهات النظر، بما يعزِّز الشراكة في إطار التحالف العربي لمواجهة التحديات والمخاطر المشتركة في الجنوب والمنطقة».

وكان وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز وجَّه خطاباً مباشراً إلى المجلس الانتقالي الجنوبي، دعا فيه إلى الاستجابة الفورية لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية، وإنهاء التصعيد في محافظتَي حضرموت والمهرة.

وقال الأمير: «إن الوقت حان للمجلس الانتقالي الجنوبي في هذه المرحلة الحساسة لتغليب صوت العقل والحكمة والمصلحة العامة ووحدة الصف، بالاستجابة لجهود الوساطة السعودية - الإماراتية لإنهاء التصعيد، وخروج قواته من المعسكرات في المحافظتين وتسليمها سلمياً لقوات درع الوطن، والسلطة المحلية».

من جهته حذَّر المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، من أن أي تحركات عسكرية تخالف خفض التصعيد، «سيتم التعامل المباشر معها في حينه»، داعياً إلى خروج قوات المجلس الانتقالي من محافظة حضرموت، وتسليم المعسكرات لقوات درع الوطن، وتمكين السلطة المحلية من ممارسة مسؤولياتها.

وقال المالكي إن ذلك يأتي «استجابةً للطلب المُقدَّم من رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، بشأن اتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين بمحافظة حضرموت؛ نتيجة للانتهاكات الإنسانية الجسيمة والمروّعة بحقهم من قبل العناصر المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي».