«هدنة غزة»: حديث عن «صفقة كبرى» ومخاوف من فجوات التفاصيل

«الخارجية المصرية» أكدت لـ«الشرق الأوسط» على مساعي الوسطاء لوقف النار

متطوعون من عائلات فلسطينية يحرسون شاحنات محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة من معبر زيكيم (أ.ف.ب)
متطوعون من عائلات فلسطينية يحرسون شاحنات محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة من معبر زيكيم (أ.ف.ب)
TT

«هدنة غزة»: حديث عن «صفقة كبرى» ومخاوف من فجوات التفاصيل

متطوعون من عائلات فلسطينية يحرسون شاحنات محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة من معبر زيكيم (أ.ف.ب)
متطوعون من عائلات فلسطينية يحرسون شاحنات محملة بالمساعدات دخلت قطاع غزة من معبر زيكيم (أ.ف.ب)

تتواصل جهود الوسطاء لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تسريبات إسرائيلية عن احتمال طرح صفقة، وصفت بـ«الكبرى»، تشمل إنهاء الحرب، وسط «مخاوف من فشلها»، خاصة مع حديث قيادي بـ«حماس» عن أن إسرائيل بدعم أميركي «تريد هندسة حلّ لاستمرار الاحتلال والتهجير».

تلك التطورات التي تشهد جهوداً مكثفة من الوسطاء، بحسب تأكيدات مصرية، لا تحمل في الأفق القريب، وفق خبير فلسطيني تحدث إلى «الشرق الأوسط»، سوى اتفاق هدنة جزئي، وليس شاملاً، باعتبار أن الأخير ضمن ترتيبات تخصّ المنطقة كلها وترتيب الداخل الإسرائيلي، وبالتالي ليس وقتها الحالي، مشيراً إلى أن الضغوط الأميركية ستدفع في اتجاه صفقة جزئية قريباً بالتعاون مع الوسطاء.

وأفادت وزارة الخارجية المصرية، في بيان صحافي، الجمعة، بأن الوزير بدر عبد العاطي، ونظيره الفرنسي، جان نويل بارو، أكدا خلال اتصال هاتفي «أهمية استئناف وقف إطلاق النار في غزة»، لافتة إلى أن الوزير المصري استعرض «الجهود الحثيثة التي تضطلع بها مصر وقطر والولايات المتحدة لسرعة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وضمان استدامته».

تأتي تلك التأكيدات المصرية بشأن مساعي الوسطاء، غداة نقل الموقع الأميركي «أكسيوس» عن مصادر لم يسمّها بأن «الرئيس الأميركي دونالد ترمب يريد وقفاً لإطلاق النار في غزة، واتفاقاً للإفراج عن المحتجزين بأقرب وقت ممكن».

وكانت «تايمز أوف إسرائيل»، أشارت، الأربعاء، إلى لقاء بين بشارة بحبح، رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني المقرب من ترمب، والقيادي في «حماس»، غازي حمد، بالقاهرة، وأفادت «القناة السابعة» الإسرائيلية بأن هناك جهوداً مصرية - قطرية مكثفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، موضحة أن القاهرة والدوحة تعدَّان مقترحات جديدة ستُطرح على الطرفين في الأيام المقبلة.

فلسطينيون يتفقدون الأضرار وسط أنقاض مبنى تضرر جراء غارة إسرائيلية في جباليا خلال وقت سابق (أ.ف.ب)

وعن جهود القاهرة، قال متحدث «الخارجية المصرية»، السفير تميم خلاف، في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «مصر تضطلع بجهود حثيثة للعمل على استعادة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واستئناف إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وفقاً للمعايير الدولية»، مؤكداً أن «مصر تعكف على تكثيف جهود الوساطة، بالتعاون مع شركائها في قطر والولايات المتحدة الأميركية، من أجل الوصول لاتفاق يفضى إلى وقف دائم لإطلاق النار، يؤدي إلى إنهاء المعاناة الإنسانية التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة».

وأوضح خلاف أن «التوصل إلى وقف لإطلاق النار سيمهد مواصلة الاستعدادات للإعداد لمؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة، المقرر أن تستضيفه مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية».

لكن ترمب لا يريد وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار في غزة في الوقت الحالي، بحسب ما ذكرته «هيئة البثّ الإسرائيلية»، الخميس، بل «التحرك نحو صفقة كبرى» تشمل إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن وإحراز تقدم في العلاقات مع الدول العربية وإسرائيل، فيما كشفت صحيفة «إسرائيل اليوم» عن «ضغوط رئاسية أميركية كبيرة على رئيس الوزراء نتنياهو لإنهاء الحرب في غزة»، معربة عن مخاوف من «فشل تلك الخطة الطموحة».

وتشير الصحيفة الإسرائيلية إلى بنود من تلك الخطة؛ منها إنهاء الأعمال العدائية في غزة خلال أسبوعين، ونفي قيادة «حماس» المتبقية إلى دول أخرى، بينما ينال الرهائن الإسرائيليون حريتهم، وستستقبل دول عديدة حول العالم أعداداً من سكان غزة الساعين للهجرة، وإعلان إسرائيل عن استعدادها لحلّ النزاع الفلسطيني مستقبلاً، بموجب مفهوم «الدولتين»، بشرط إصلاح السلطة الفلسطينية.

رجل يمشي باستخدام عكّازين بين الأنقاض بعد الغارات الإسرائيلية على جباليا في شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

في المقابل، أكّد مسؤول العلاقات الخارجية، عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، باسم نعيم، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أنهم «في (حماس) جاهزون للتفاوض على أساس تحقيق مطالب الحركة، وفي مقدمتها ضمان وقف إطلاق نار مؤقت، يؤدي إلى وقف الحرب».

وبرأي نعيم، فإن «إسرائيل مدعومة من الإدارة الأميركية تريد هندسة حلّ يحقق استمرار الاحتلال والسيطرة»، مؤكداً أن «هذا التوجه مرفوض، ولن تُشرعِن الحركة احتلال القطاع واستمرار مخططات السيطرة والتحكم والتهجير».

ولفت نعيم إلى أنه «يتعين العودة إلى ما كانت عليه الأوضاع قبل عدول إسرائيل عن الهدنة التي كانت سارية حتى بداية مارس (آذار) الماضي، بما يضمن فتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، حسب البروتوكول الإنساني المتفق عليه، برعاية الوسطاء وشهادة المجتمع الدولي».

وبرأي الخبير الفلسطيني، الدكتور عبد المهدي مطاوع، فإن هذا الطرح الأميركي المثار يؤكد أن هناك ترتيبات أميركية جارية للمنطقة، وفي إطارها غزة والشأن الداخلي الإسرائيلي، الذي قد يتجه لانتخابات مبكرة، مشيراً إلى أن هذه الترتيبات تأخذ وقتاً، لكن الأقرب حالياً أن نشهد اتفاقاً جزئياً قد يتوسع لاحقاً لاتفاق شامل بضغوط أميركية.

وعن موقف «حماس»، يرى مطاوع أنها «منفصلة عن الواقع، ولا تدرك أن الأمر تجاوزها، وأقصى ما يمكن أن تقدمه هو الموافقة على اتفاق جزئي، أو أي اتفاق تطرحه الإدارة الأميركية، خاصة أن الأمر بات أكثر تعقيداً أكثر من السابق»، مشيراً إلى أن «موقف (حماس) قد يُفشل الصفقة الكبرى، وليس الاتفاق الجزئي فقط».


مقالات ذات صلة

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

المشرق العربي مستوطنة إسرائيلية قرب رام الله بالضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

14 دولة تدعو إسرائيل إلى وقف التمدد الاستيطاني في الضفة الغربية

ندّدت 14 دولة من بينها فرنسا وبريطانيا، الأربعاء، بإقرار إسرائيل الأخير إنشاء مستوطنات يهودية في الضفة الغربية المحتلة داعية الحكومة الإسرائيلية إلى التراجع عنه

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (رويترز) play-circle

الرئيس الفلسطيني: ماضون في تنفيذ برنامج إصلاحي شامل

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بيان اليوم الأربعاء، إن السلطة ماضية في تنفيذ برنامج إصلاحي وطني شامل، يهدف إلى تطوير وتحديث المنظومة القانونية والمؤسسية.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي الآليات الإسرائيلية تقوم بهدم المبنى السكني في القدس الشرقية (رويترز)

إسرائيل تهدم مبنى سكنياً في القدس الشرقية... وتهجّر عشرات الفلسطينيين

شرعت آليات إسرائيلية، الاثنين، في هدم مبنى من 4 طوابق في القدس الشرقية يقطنه أكثر من 100 فلسطيني بحجة البناء دون ترخيص، في خطوة اعتبرها سكان «مأساة».

«الشرق الأوسط» (القدس)
المشرق العربي وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر (د.ب.أ)

ساعر: «حماس» تحاول ترسيخ سيطرتها على غزة... ولن نقبل ذلك

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الأحد)، إن حركة «حماس» الفلسطينية لا تعمل على نزع سلاحها.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي صورة لمستوطنة إسرائيلية بشرق مدينة نابلس في الضفة الغربية (أ.ف.ب) play-circle

إسرائيل تقر إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة

وافق المجلس الأمني في إسرائيل، الأحد، على إقامة 19 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في خطوة قال وزير المال اليميني المتطرف إنها تهدف إلى منع إقامة دولة فلسطينية.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
TT

عائلة الضابط اللبناني المختطَف: استدرجه مغترب

عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)
عناصر من الجيش اللبناني و«اليونيفيل» في دورية مشتركة قرب الناقورة في جنوب لبنان (أرشيفية - رويترز)

روت عائلة النقيب المتقاعد من «الأمن العام» اللبناني، أحمد شكر، تفاصيل جديدة بشأن اختفائه قبل أيام، مشيرة إلى أن مغترباً لبنانياً في كينشاسا يُدعى «ع . م» تواصل مع أحمد لاستئجار شقته في جنوب بيروت، وأنه زار لبنان مراراً.

وقال عبد السلام، شقيق الضابط المختفي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المغترب طلب لاحقاً من أحمد المساعدة في بيع قطعة أرض في زحلة لِمُتموّل يُدعى سليم كساب، لكن تبين لاحقاً أنه اسم مستعار.

وفي يوم اختفاء أحمد، ذهب لمقابلة المتمول، لكن المغترب اعتذر من عدم الحضور. وأظهرت كاميرات المراقبة تحرك سيارة باتجاه بلدية الصويرة، حيث فُقد أثر أحمد؛ مما أثار الشكوك بشأن تعرضه للاختطاف، من دون وجود أدلة واضحة.

ونفت العائلة أي علاقة لأحمد بملف الطيار الإسرائيلي رون آراد المفقود منذ 1986، وأيَّ علاقة له بالأحزاب.


الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
TT

الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة جديدة

وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)
وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقاء سابق بموسكو (أ.ب)

أفاد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، بأن العلاقات السورية - الروسية تدخل عهداً جديداً مبنياً على الاحترام المتبادل.

وقال الشيباني، خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أمس، إن مناقشة العلاقة بين البلدين تجري بقدر أكبر من الصراحة والانفتاح، مشدداً على أن دمشق تتطلع إلى بناء علاقات متوازنة وهادئة مع جميع الدول.

والتقى الشيباني ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، الثلاثاء، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وتناول اللقاء سبل تطوير الشراكة العسكرية، بما يعزز القدرات الدفاعية للجيش السوري، ويواكب التطورات الحديثة في الصناعات العسكرية.

وأوردت «الوكالة العربية السورية للأنباء» أن الرئيس الروسي «جدّد موقف موسكو الرافض للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للأراضي السورية»، وأكّد رفضه «أي مشاريع تهدف إلى تقسيم سوريا».


العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
TT

العراق يلاحق «مجندين» في حرب أوكرانيا

صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)
صورة منشورة على وسائل التواصل لعراقي يبلغ من العمر 24 عاماً فقدت عائلته الاتصال به بعد سفره إلى روسيا للانضمام إلى قواتها المسلحة (أ.ف.ب)

كثّف العراق ملاحقته القضائية لمواطنين تورطوا في القتال ضمن الحرب الروسية – الأوكرانية، محذّراً من عقوبات بحق من يلتحق بقوات عسكرية أجنبية من دون موافقة رسمية.

وأكد رئيس مجلس القضاء فائق زيدان أن القانون يعاقب بالسجن كل من يشارك في نزاعات خارجية، مشدداً على تجريم شبكات التجنيد والاتجار بالبشر.

جاء ذلك بالتزامن مع عمل لجنة حكومية خاصة بمكافحة تجنيد العراقيين للقتال في أراض أجنبية، وسط تضارب بشأن أعداد المجندين.

وتتحدث تقارير صحافية عن وجود نحو 50 ألف عراقي جُندوا للقتال في صفوف القوات الروسية، في حين تشير إحصاءات غير رسمية إلى نحو 5 آلاف مقاتل يتوزعون بواقع 3 آلاف مع الجيش الروسي، وألفي مقاتل مع الجيش الأوكراني.

وكانت محكمة عراقية قد أصدرت حكماً بالسجن المؤبد بحق مدان بتجنيد مقاتلين للقتال مع روسيا.