استيلاء روسيا على منجم ليثيوم مهم يقلص مساحة الموارد الأوكرانية

يهدد صفقة المعادن بين واشنطن وكييف

جانب من اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... 28 فبراير (أ.ب)
جانب من اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... 28 فبراير (أ.ب)
TT

استيلاء روسيا على منجم ليثيوم مهم يقلص مساحة الموارد الأوكرانية

جانب من اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... 28 فبراير (أ.ب)
جانب من اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... 28 فبراير (أ.ب)

سلط استيلاء القوات الروسية على منجم ليثيوم قيّم في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا خلال «هجوم الصيف» المستمر، الضوء على التحديات التي تواجهها اتفاقية المعادن التي وقعتها الولايات المتحدة مع كييف قبل أشهر قليلة. ووفقاً لخرائط ميدانية من مجموعات مستقلة تتتبع التقدم الروسي، فقد استولت القوات الروسية على المنجم الواقع على مشارف قرية شيفتشينكو غرب دونيتسك، في الأيام الأخيرة، وهو أول منجم يقع في أيدي روسيا منذ توقيع الاتفاق، كجزء من المكاسب الميدانية المطردة التي حققتها في تلك المنطقة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها، إنه على الرغم من صغر حجمه نسبياً، إذ لا يتجاوز 100 فدان، فقد اعتبره محللو الصناعة من أثمن مناجم أوكرانيا نظراً لتركيزه الغني بالليثيوم، وهو معدن أساسي لتصنيع التقنيات المتقدمة مثل البطاريات الكهربائية، وصنّفت الولايات المتحدة الليثيوم بأنه عنصر أساسي لاقتصادها وأمنها القومي.

جانب من اللقاء بين ترمب وزيلينسكي في البيت الأبيض... 28 فبراير (أ.ب)

تحدٍّ جوهري لاتفاقية المعادن

تسعى إدارة ترمب إلى الاستفادة من احتياطيات أوكرانيا الهائلة من الليثيوم، والتي تُعد من أكبر الاحتياطيات في أوروبا، من خلال الاتفاقية التاريخية التي وُقّعت مؤخراً تمنحها حق الوصول المباشر إلى ثروات البلاد المعدنية، غير أن الاستيلاء على هذا المنجم يُسلّط الضوء على تحدٍّ جوهري للاتفاق. فكلما زادت الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية في أوكرانيا، قلّت الموارد التي تستطيع كييف تقديمها لواشنطن. وبموجب الاتفاقية، فقد أنشئ صندوق أميركي - أوكراني مشترك يتمتع بحقوق الأولوية للاستثمار في مشاريع استخراج المعادن في أوكرانيا. وأبدت الولايات المتحدة اهتماماً خاصاً بالاستفادة من معادن أوكرانيا كوسيلة لتقليل الاعتماد على الصين، التي تُهيمن على سلاسل التوريد العالمية.

الرئيسان الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض خلال زيارة الثاني واشنطن يوم 28 فبراير الماضي (أ.ف.ب)

وسعى المسؤولون الأوكرانيون خلال المفاوضات بشأن الاتفاق، إلى تأمين مزيد من الدعم العسكري الأميركي، مُجادلين بأن من مصلحة الولايات المتحدة الاقتصادية مساعدة أوكرانيا على دحر القوات الروسية والاحتفاظ بالسيطرة على احتياطياتها القيّمة. غير أن إدارة الرئيس ترمب رفضت باستمرار ربط هذا الاتفاق بأي دعم عسكري إضافي، وتمتنع حتى الآن عن تقديم أي مساعدة إضافية على الرغم من قرب نفاد مخزون أوكرانيا العسكري من المعدات الأميركية، وعدم قدرة حلفائها الأوروبيين على سد هذا النقص. ولا يزال الغموض يحيط بمستقبل العلاقات الأميركية - الأوكرانية، وبرؤية واشنطن لنهاية الحرب، بعد اتهام الأوروبيين الرئيس ترمب بمحاباة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حساب أوكرانيا وأمن القارة الأوروبية بمجملها.

ويرى المسؤولون الأوكرانيون أن الاتفاق كان يهدف إلى تأمين دعم أميركي طويل الأمد لبلدهم. وفي محاولة واضحة لإظهار لإدارة ترمب أن الاتفاق يمكن أن يُسفر عن نتائج سريعة، وافقت الحكومة الأوكرانية، الأسبوع الماضي، على الخطوات الأولى لفتح منجم كبير لليثيوم مملوك للدولة أمام الاستثمار الخاص. وقالت يوليا سفيريدينكو، وزيرة الاقتصاد الأوكرانية، التي وقّعت الاتفاق نيابةً عن بلادها، إن هذا الموقع، المعروف باسم حقل «دوبرا» لليثيوم، قد يصبح أول مشروع يُبدأ بموجب الاتفاق. وأبدى العديد من المستثمرين اهتمامهم بالفعل، بما في ذلك شركة «كريتيكال ميتالز كورب» الأميركية، التي كانت تمتلك ترخيصاً لاستغلال منجم شيفتشينكو الذي استولت عليه القوات الروسية. ورغم خسارتها المنجم، فقد أبدت الشركة حرصها على المشاركة في شراكة المعادن بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وفقاً لمديرها ميخايلو زيرنوف. ومع ذاك، فقد قال إنه «إذا واصلت القوات الروسية تقدمها، واستولت على مزيد من الأراضي، فستسيطر على مزيد من الرواسب المعدنية». وأضاف: «إنها مشكلة تواجه هذه الصفقة».

تقدم روسيا مستمر

ومع أن التقدم المستمر للقوات الروسية يعد التحدي الأكبر الذي يواجهه اتفاق المعادن، يقول محللو الصناعة إن عقبات عدة تلعب دوراً سلبياً في المضي في الصفقة، بما في ذلك إجراءات الترخيص المعقدة والمسوحات الجيولوجية القديمة التي تُخفي القيمة الحقيقية لباطن الأرض في أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

وتوضح خريطة أعدها معهد دراسة الحرب في واشنطن أن احتلال روسيا لنحو خُمس أراضي أوكرانيا يعني أنها تسيطر بالفعل على كثير من رواسب التيتانيوم والمنغنيز ومعادن حيوية أخرى. كما دمرت القوات الروسية أو استولت على بعض أكبر مناجم الفحم في أوكرانيا. وفي حال واصلت القوات الروسية تقدمها في مناطق شرق أوكرانيا الغنية بالموارد الطبيعية، فإنها تقترب الآن من مزيد من رواسب التيتانيوم ومواد خام أخرى مثل اليورانيوم. لا تزال أوكرانيا تمتلك احتياطيين رئيسيين آخرين من الليثيوم متاحين للتطوير، وكلاهما يقع في وسط البلاد، بعيداً عن خطوط المواجهة الحالية.

ويرى مراقبون أن الاستيلاء على منجم «شيفتشينكو» بدا رسالة روسية، ليس فقط بسبب تميزه بجودة خامه، الذي يتكون أساساً من الإسبودومين، الذي يحتوي على مستويات عالية من الليثيوم، بل ولرمزيته تجاه مستقبل الاستثمارات الأميركية، بعدما أبدت إدارة ترمب رغبتها أيضاً في التفاوض مع روسيا للتوصل إلى اتفاقات مماثلة.

صرح فلاديمير إيجيكوف، وهو مسؤول روسي رفيع المستوى مُعيّن في منطقة دونيتسك، بأن قسم التعدين في شركة «روساتوم» النووية العملاقة الحكومية الروسية، أبدى اهتماماً بمنجم شيفتشينكو. وفي العام الماضي، وبينما كانت القوات الروسية تتقدم نحو الحقل، قال إيجيكوف: «نحن ندرك أن هذا المنجم عنصر بالغ الأهمية في الاقتصاد المستقبلي، وله إمكانات هائلة». وأضاف: «سيحصل هذا المنجم بالتأكيد على ترخيص. سيكون هناك بالتأكيد استثمار وتعدين لليثيوم».

جانب من اجتماع بين ترمب وزيلينسكي في الفاتيكان يوم 26 أبريل (أ.ب)

وميدانياً، أعلن سلاح الجو الأوكراني، الجمعة، أن قوات الدفاع الجوي الأوكراني أسقطت واعترضت 365 من أصل 371 صاروخاً وطائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل. وقال إن القوات الروسية شنت هجمات باستخدام 363 طائرة مسيرة هجومية من طراز «شاهد» وطرازات أخرى متنوعة، بالإضافة إلى صاروخين من طراز «كيه إتش47- إم تي كينجال» الباليستي، و6 صواريخ «كروز» من طراز «كاليبر»، حسبما ذكرت وكالة «أوكرينفورم» الأوكرانية. وأشار البيان إلى أن الهجوم الروسي استهدف بلدة ستاروكوستيانتينيف.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إسقاط 39 طائرة مسيرة أوكرانية في مناطق عدة خلال الليل، بما في ذلك 19 مسيرة فوق منطقة روستوف و13 مسيرة أخرى فوق منطقة فولغوغراد.

وقال مسؤولون إن الهجوم الأوكراني أجبر 3 مطارات روسية على تعليق الرحلات الجوية لفترة وجيزة، كما أغلقت السلطات أيضاً جسر القرم لفترة وجيزة خلال الليل بسبب استهداف الطائرات المسيرة لشبه جزيرة القرم.


مقالات ذات صلة

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

الولايات المتحدة​ الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الأربعاء (سبوتنيك - أ.ف.ب) play-circle

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

تجري أوكرانيا والولايات المتحدة محادثات في فلوريدا السبت لليوم الثالث على التوالي بشأن خطة واشنطن وروسيا تُسابق بتوازٍ الدبلوماسية على عدة جبهات

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ) play-circle

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

كشفت تقارير إعلامية عن أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد غدٍ (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث قبل حفلة لمغني الأوبرا الإيطالي الضرير أندريا بوتشيللي في البيت الأبيض (أ.ب)

تحليل إخباري استراتيجية الأمن القومي الأميركي و«المعجزة» الأوروبية المنشودة

ستثير الوثيقة التي صدرت الجمعة عن البيت الأبيض استياء الحلفاء التقليديين لواشنطن في أوروبا، لما تتضمّنه من انتقادات لاذعة لسياسات قادة «القارة العجوز».

أنطوان الحاج
أوروبا يُظهر منظر عام هيكل الاحتواء الآمن الجديد (NSC) فوق التابوت القديم الذي يغطي المفاعل الرابع التالف بمحطة تشرنوبل للطاقة النووية في تشرنوبل (رويترز)

«الطاقة الذرية»: الدرع الواقية لمحطة تشرنوبل النووية تضررت

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أمس (الجمعة)، أن الدرع الواقية في محطة تشرنوبل النووية بأوكرانيا لم تعد بإمكانها أداء وظيفتها الرئيسية

«الشرق الأوسط» (فيينا)
الولايات المتحدة​ المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

الولايات المتحدة وأوكرانيا تؤكدان أن أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا

يعقد مفاوضون أوكرانيون ومبعوثو الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يوماً ثالثاً من المحادثات في ميامي السبت، مؤكدين أن إحراز أي تقدم نحو السلام يعتمد على روسيا.

«الشرق الأوسط» (ميامي)

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
TT

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ)

كشفت تقارير إعلامية عن أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد غدٍ (الاثنين)؛ للتشاور مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بشأن الخطوات المقبلة في الحرب الأوكرانية.

وذكرت «وكالة الأنباء البريطانية» أن مشاورات زيلينسكي وستارمر ستركز على حالة المفاوضات وخطة السلام.

وتعتزم الولايات المتحدة وأوكرانيا مواصلة محادثاتهما، اليوم (السبت)، بشأن سبل إيجاد حل للصراع الدائر بين موسكو وكييف. وكانت هذه المحادثات قد بدأت في ولاية فلوريدا الأميركية أول من أمس (الخميس). وأفاد الجانب الأميركي بأن الطرفين اتفقا على أن إنهاء الحرب يعتمد على استعداد روسيا للسلام، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وكان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، أجريا يوم الثلاثاء الماضي محادثات في موسكو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وطرحا المقترحات الأميركية لإنهاء الحرب.

وأفادت تقارير أخرى بأنه من المقرر أن يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ونظيره الأوكراني زيلينسكي، ورئيس وزراء بريطانيا ستارمر، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، في لندن بعد غدٍ (الاثنين).

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتوجَّه إلى لندن، يوم الاثنين؛ للقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وكذلك الزعيمَين البريطاني والألماني؛ لمناقشة الوضع في أوكرانيا والمفاوضات الجارية في ظل الوساطة الأميركية.

وأضاف، عبر منصة «إكس»: «يمكن لأوكرانيا الاعتماد على دعمنا الثابت. هذا هو جوهر الجهود التي بذلناها في إطار (تحالف الراغبين)».

وتابع: «سنواصل هذه الجهود مع الأميركيين لتزويد أوكرانيا بضمانات أمنية؛ إذ لا يمكن تحقيق سلام قوي ودائم من دونها لأن ما هو على المحك في أوكرانيا يتعلق أيضاً بأمن أوروبا بأكملها».

وأبدت كل من روسيا وأوكرانيا، الأربعاء، استعدادها لمزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة؛ لوضع حدٍّ لحرب متواصلة منذ نحو 4 سنوات، بعد أن غادر الموفدان الأميركيان، ويتكوف وكوشنر، الكرملين من دون تحقيق تقدم نحو التوصُّل إلى اتفاق سلام.

وعقد الرئيس فلاديمير بوتين محادثات استمرّت ساعات، ليل الثلاثاء، مع المسؤولين الأميركيين دون أن يعلن أي من الطرفين عن تقدم ملموس. وأعلن الكرملين عدم التوصُّل إلى «تسوية» بشأن مسألة الأراضي.


القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
TT

القبض على 4 أشخاص ألقوا الطعام على صندوق عرض التاج البريطاني

اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)
اثنان من أعضاء مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة» لطخا صندوقاً يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري في لندن بفطيرة التفاح والكاسترد («استعيدوا السلطة» - أ.ف.ب)

قالت الشرطة البريطانية، اليوم السبت، إنها اعتقلت أربعة أشخاص في برج لندن بعد إلقاء طعام على صندوق عرض يحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري، مضيفة أنه جرى غلق جزء من المبنى التاريخي يضم جواهر التاج الملكي أمام الجمهور.

ونشرت مجموعة تدعى «استعيدوا السلطة»، التي تصف نفسها بأنها مجموعة «مقاومة مدنية»، لقطات للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلة إن اثنين من أعضائها لطخا صندوق العرض بفطيرة التفاح والكاسترد.

وجرى إلغاء عرض مجوهرات التاج بعد تلطيخ أفراد المجموعة صناديق العرض التي تحتوي على تاج الدولة الإمبراطوري باستخدام كراميل التفاح وكريم الكاسترد الأصفر، وهما عنصران أساسيان في قوائم الحلويات البريطانية، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس».

وأوضحت شرطة لندن، في بيان، أنه جرى اعتقال أربعة محتجين بعد ورود تقارير عن الأضرار الجنائية التي لحقت بصندوق العرض قبل الساعة 10:00 بتوقيت غرينيتش بقليل.

وأضافت، وفقاً لوكالة «رويترز»: «جرى احتجازهم. وأغلق بيت الجواهر أمام الجمهور بينما تستمر تحقيقات الشرطة».

ويضع الملك تشارلز تاج الدولة الإمبراطوري في بعض المناسبات الرسمية، مثل الافتتاح الرسمي للبرلمان. ووضعه أيضاً عند عودته إلى قصر بكنغهام بعد تتويجه في كنيسة وستمنستر في عام 2023.

سياح يدخلون إلى المبنى التاريخي الذي يضم جواهر التاج الملكي في برج لندن (رويترز)

ولم يصدر تعليق بعد من مؤسسة القصور الملكية التاريخية، التي تدير برج لندن الذي يبلغ عمره ألف عام.

وقالت حركة «استعيدوا السلطة» إن احتجاجها كان لتسليط الضوء على مطالبتها الحكومة بفرض ضرائب على الأثرياء.


مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
TT

مقرر تركيا في البرلمان الأوروبي ينتقد وضع سيادة القانون وتطبيق الدستور

مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)
مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور خلال مؤتمر صحافي في مقر بعثة الاتحاد الأوروبي بأنقرة 5 ديسمبر (من حسابه في «إكس»)

وصف مسؤول أوروبي وضع سيادة القانون في تركيا بـ«الكارثة»، منتقداً ما سمّاه «الازدواجية» في جميع مناحي الحياة السياسية والتطبيق الجزئي للدستور. والتقى مقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور، الموجود في تركيا حالياً في زيارة تقصي حقائق تسبق إصدار التقرير السنوي للبرلمان الأوروبي حولها، وزراء ومسؤولين في الحكومة والمعارضة، منهم وزير الخزانة والمالية محمد شيمشك، ونائب وزير الخارجية سفير تركيا لدى الاتحاد الأوروبي محمد كمال بوزاي، ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل.

كما التقى مسؤولين من حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، وسفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي في أنقرة، وممثلين عن منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الإنسان وقادة رأي.

قضية إمام أوغلو

وزار آمور، السبت، عدداً من السياسيين والناشطين المدنيين المعارضين المعتقلين، وفي مقدمتهم رئيس بلدية إسطبنول أكرم إمام أوغلو، والناشط المدني عثمان كافالا، والنائب البرلماني من حزب «العمال» التركي جان أطالاي، في سجن سيليفري بضواحي إسطنبول، والرئيس المشارك السابق لحزب الشعوب الديمقراطية (الديمقراطية والمساواة للشعوب حالياً)، صلاح الدين دميرطاش في سجن أدرنة شمال غربي تركيا.

آمور أمام مؤسسة مرمرة العقابية (سجن سيليفري) حيث ذهب لزيارة إمام أوغلو وعدد من السياسيين المعارضين الأتراك المعتقلين (إعلام تركي)

ووصف، في تصريحات عقب لقاء إمام أوغلو في سجن سيليفري (غرب إسطنبول)، محاكمته بأنها «قضية ملفقة تماماً». وأكد أن «استخدام القضاء في تركيا للقضاء على المعارضين السياسيين هو إحدى أكبر العقبات في طريق انضمامها إلى عضوية الاتحاد الأوروبي».

وعزا القضية إلى دوافع سياسية، قائلاً إنه موجود الآن في «سيليفري» بسبب فوزه على مرشحي حزب العدالة والتنمية الحاكم في الانتخابات المحلية بإسطنبول مرتين خلال عامَي 2019 و2024. وأشاد بالاحتجاجات الجماهيرية الحاشدة التي أعقبت سجن إمام أوغلو، قائلاً إن المتظاهرين عرقلوا تعيين وصي من جانب الحكومة على بلدية إسطنبول.

وانتقد آمور إغفال مبدأ شخصية العقوبة في القضايا التي تريد الحكومة من خلالها تحقيق أهداف سياسية، قائلاً: «هناك أمل ومستقبل لتركيا في الاتحاد الأوروبي يبدأ من هنا في سجن سيليفري».

استهداف «الشعب الجمهوري»

ووصف آمور، في مؤتمر صحافي عقده بمقر بعثة الاتحاد الأوروبي في أنقرة مساء الجمعة، المعايير الديمقراطية في تركيا بأنها في «حالة متردية للغاية». كما أن سيادة القانون «كارثة بكل المقاييس»، مضيفاً أن الدستور ليس قائماً بذاته، ولا يمكن تطبيقه بشكل منصف، وأنه من المذهل عدم اعتراف المحاكم الأدنى بقرارات المحكمة الدستورية. كما تُسلب حقوق الناس رغم أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، وموقف القضاء تجاه أعضاء المعارضة والحكومة مختلف تماماً.

جانب من لقاء آمور ورئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل (حساب الحزب في «إكس»)

وذكر أن حزب «الشعب الجمهوري»، أصبح الآن هو «الطرف المُفضّل في سياسات الحكومة القمعية»، كونه أصبح خطراً عليها في الانتخابات المقبلة، وأن هذا يمثّل معياراً مزدوجاً آخر، إذ إن جميع القضايا المتعلقة بحزب الديمقراطية والمساواة للشعوب، المؤيد للأكراد، أُوقفت الآن (بسبب المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني)، نظراً إلى الحاجة السياسية لذلك في المستقبل، والآن أصبح الهدف هو حزب الشعب الجمهوري، لأنه فاز في الانتخابات المحلية الأخيرة، ويُقدم بديلاً حقيقياً في الانتخابات القادمة.

وأشاد آمور بالعملية الجارية لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني، في إطار ما يُسمّى «عملية تركيا خالية من الإرهاب»، قائلاً: «أنا من إسبانيا، أُدرك مدى صعوبة مكافحة الإرهاب، لذا فإن نزع سلاح حزب العمال الكردستاني خبر سار للغاية حقاً».

جانب من لقاء آمور ونائب وزير الخارجية التركي محمد كمال بوزاي (من حساب آمور في «إكس»)

وأضاف أن موقف الاتحاد الأوروبي هو المساعدة عند الضرورة؛ سنشجع العملية، وبالطبع نحن سعداء بهذا التطور، لكننا لا نستطيع التدخل بأي شكل من الأشكال.

تركيا وعضوية الاتحاد الأوروبي

وعما إذا كان أمام تركيا فرصة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال إن «عملية الانضمام هي عملية معيارية تتعلق بتطبيق معايير كوبنهاغن، وليست عملية تفاوضية، والجميع يعلم ما هو مطلوب، أولاً، الإرادة السياسية ضرورية، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة».

جانب من المؤتمر الصحافي لمقرر البرلمان الأوروبي لشؤون تركيا ناتشو سانشيز آمور (من حسابه في «إكس»)

وأضاف: «أما المسألة الأخرى فهي الشراكة، التي تعني الديمقراطية وكل ما يعود بالنفع على الطرفين، هناك حسن نية من بعض النظراء الأوروبيين بشأن قضايا الأمن والدفاع وغيرها؛ تسهيل التأشيرات، وتحديث الاتحاد الجمركي، واستئناف الحوار رفيع المستوى، كلها جوانب من الشراكة. نريد علاقات وثيقة مع جميع جيراننا، سواء كانوا مرشحين للعضوية أم لا، لكننا لا نقبل فكرة أن تنعكس بيئة شراكة جيدة فوراً في عملية الانضمام، لا تُقاس جدية أي دولة بالطائرات المسيرة فحسب، بل تُقاس أيضاً بمدى الوفاء بالتزاماتها وتطبيق المعايير».

وقال: «هناك رغبة حقيقية في التوسع. يبحث الاتحاد الأوروبي عن شركاء في كل مكان، لأسباب عديدة، منها التعامل مع الوضع الدولي الراهن، ودور الحروب والاضطرابات التي أحدثتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العلاقات الدولية. يحرص الاتحاد على إعطاء الأولوية لتوسيع نطاقه، وهذه فرصة يمكن أن تستفيد منها جميع الدول المرشحة وليس تركيا فحسب».