قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن جولة جديدة من المفاوضات انطلقت في القاهرة من أجل محاولة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، موضحاً أنه خلال اليومين الماضيين جرت مناقشات بين مسؤولين مصريين ووفد من حركة «حماس» أساسها مقترح مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
وأشار المصدر إلى أنه مُقدر خلال الأيام المقبلة أن يصل ويتكوف إلى القاهرة لقيادة المفاوضات ومحاولة تقريب وجهات النظر وحل النقاط الخلافية بين إسرائيل و«حماس» من أجل إنجاز الاتفاق، موضحاً أن مصر طلبت من إسرائيل إرسال وفد للنقاش حول الأمر؛ لكنها لم تفعل حتى الآن.
وفي تقدير المصدر المطلع، فإن تل أبيب سوف ترسل مفاوضيها في حال وصول ويتكوف لمصر فعلاً. ونوه بأن «حماس» أبلغت القاهرة وواشنطن موافقتها من حيث المبدأ على العودة لـ«خطة ويتكوف»، والدخول في هدنة لمدة 60 يوماً، مع إطلاق نصف الرهائن تقريباً بشرط الدخول في مفاوضات موازية للتوصل إلى «حل نهائي يقضي بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة برعاية وضمانة أميركيتين».
وبحسب المصدر فإن «هناك تقدماً في المناقشات ورغبة أميركية بدت هذه الأيام لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة بعدما نجح الرئيس دونالد ترمب في وقف الحرب بين إسرائيل وإيران».

وقال ترمب في مؤتمر الناتو، الأربعاء، إن الهجوم الأميركي على إيران سيساعد في تحرير الرهائن من غزة. إلا أن المصدر المصري المطلع قال إن «العقبة الكبرى حالياً ما زالت قائمة، وهي تمسك الجانب الإسرائيلي وأيضاً الأميركي بنزع سلاح (حماس) وخروج قادتها من غزة، وهو ما ترفضه الحركة ولا تقبل النقاش حوله».
وكان موقع «آي 24» العبري، أفاد، الخميس، بأن «محادثات تجري حالياً في القاهرة بين مسؤولين مصريين كبار وويتكوف، بالإضافة إلى الوسيط الفلسطيني (رجل الأعمال بشارة بحبح)، ومسؤولين كبار في حماس»، لكن المصدر المطلع نوه بأن «ويتكوف لم يصل بعد وتجري المناقشات معه عبر الاتصالات». ونقل الموقع العبري عن مصدر إسرائيلي قوله إن «إسرائيل لا تنوي إرسال وفد إلى المحادثات».
رئيس «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية»، العميد خالد عكاشة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن «إسرائيل تتعنت وتحاول حالياً كما نعهدها في تعطيل المفاوضات، وتطلب أيضاً تسليم الرهائن جميعاً دفعة واحدة قبل إقرار مسألة دخول المساعدات أو الدخول في مفاوضات الحل الدائم، ولذلك فهي لم ترسل وفداً للقاهرة خلال اليومين الماضيين، كما عمدت إلى وقف إدخال المساعدات القليلة التي كانت تدخل، وذلك لزيادة الضغوط وزيادة الأوراق التي في يد المفاوض الإسرائيلي».

وأوضح عكاشة أن «الأمر حالياً متوقف على مدى قدرة واشنطن على الضغط على إسرائيل للقبول بما يتم التوصل إليه في النقاشات الجارية الآن بين القاهرة وواشنطن و(حماس) بالتنسيق مع الدوحة».
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر إسرائيلي، الأربعاء، أن «حماس» هي التي تعرقل الاتفاق، قائلاً: «حتى الآن (حماس) تعارض خطة ويتكوف، لذا يبدو التوصل إلى اتفاقات لإنهاء الحرب أكثر صعوبة».
وفيما يتعلق بتأكيد الرئيس ترمب في وقت سابق «أننا قريبون من التوصل إلى اتفاق»، قال المصدر الإسرائيلي: «هناك بعض التقدم، ومن الناحية الفنية نحن قريبون بالفعل. (لكن) القضية المركزية التي لا تزال بحاجة إلى حل فيما يتعلق بوقف الحرب وما سيحدث في اليوم الستين من الاتفاق، ليس من السهل حلها».



