رغم أن الموسم الماضي من الدوري الإنجليزي الممتاز لم تمضِ عليه سوى أسابيع قليلة، فإن جدول مباريات الموسم الجديد 2025/2026 قد صدر، وبدأت الأنظار تتجه من جديد إلى صراع القمة. كرة القدم، مثل شخصية «الكاسح»، لا تتوقف أبداً.
ليفربول، الذي لم يُتوّج بلقب الدوري سوى مرتين منذ انطلاقه بنظامه الجديد في عام 1992، قلب الموازين في أول موسم تحت قيادة أرني سلوت، بعدما نجح في خلافة يورغن كلوب وقيادة الفريق للقب ثانٍ. والآن، يدخل الفريق الموسم الجديد كأبرز المرشحين للحفاظ على لقبه، لا سيّما مع شروع المدرب الهولندي في بناء فريقه الخاص من خلال التعاقدات الجديدة، بدلاً من الاعتماد على إرث كلوب وحده.
وبحسب شبكة «The Athletic»، فإن إحدى أبرز صفقات الصيف كانت ضم الهولندي جيريمي فريمبونغ من باير ليفركوزن، في رسالة واضحة مفادها أن الفريق لن يتأثر كثيراً حال غاب ترينت ألكسندر أرنولد. كما يُتوقع أن تُحطم صفقة التعاقد مع زميله في ليفركوزن، فلوريان فيرتز، الرقم القياسي لأغلى صفقة في تاريخ النادي، في محاولة لترسيخ بداية حقبة جديدة من الهيمنة لا مجرد لقب عابر. ومع تدعيم الفريق من موقع القوة، يزداد يقين المراهنين بأن ليفربول هو الأقرب للحفاظ على اللقب.
وعلى غير العادة، لا يدخل مانشستر سيتي الموسم كمرشّح أول للتتويج، لكنه يبقى ضمن دائرة التوقعات. الفريق تعرّض لهزة قوية الموسم الماضي، حيث مرّ بفترة تراجع أدت إلى احتلاله المركز الثالث دون حصد أي لقب، في سيناريو نادر الحدوث خلال عهد بيب غوارديولا.
رحيل النجم البلجيكي كيفين دي بروين يُعد خسارة كبيرة، وقد تحرّك سيتي سريعاً لتعويضه بضم الهولندي تيغاني رايندرز من ميلان مقابل 46.5 مليون جنيه إسترليني، إضافة إلى ريان آيت نوري وماركوس بيتينيللي ورايان شرقي. ومع أن هذه التغييرات تعكس مرحلة انتقالية واضحة، فإن من الخطأ استبعاد فريق ومدرب سيطرا على الكرة الإنجليزية في العقد الأخير.
ترشيحات الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز 2025/2026
يأتي آرسنال في المركز الثالث ضمن قائمة المرشحين، ويُعد النادي الوحيد الذي يُنظر إليه على أنه منافس جاد إلى جانب ليفربول وسيتي. ويرى كثيرون أن مهاجماً حاسماً كان كفيلاً بمنح «المدفعجية» اللقب في المواسم الأخيرة، ما يجعل سوق الانتقالات حاسمة بالنسبة لهم هذا الصيف. وقد أعلن النادي تجديد عقد المدافع غابرييل مغالييش، لكنه لم يُبرم أي صفقات حتى الآن، وهو أمر سيتغير حتماً قبل انطلاق الموسم.
وفي نيوكاسل، يواصل إيدي هاو عملية البناء بثبات. وبعد تتويجه بلقب طال انتظاره وعودته إلى دوري الأبطال، تزداد التطلعات بأن ينافس الفريق قريباً على لقب الدوري. ورغم أن النادي لم يتعاقد مع لاعب كبير منذ عامين، فإن الضرورات المالية واحترام قواعد الاستدامة المالية (PSR) قد يحدّان من تحركاته. ومع ذلك، تُشير التوقعات إلى أن النادي سيتحرك لدعم تشكيلته، خاصة بعد موسمه الأفضل منذ عقود.
أما تشيلسي، فكالعادة، أكثر نشاطاً من غيره في سوق الانتقالات. الموسم الماضي كان متقلباً، لكنه انتهى بشكل مثالي للفريق تحت قيادة إنزو ماريسكا، مع ضمان التأهل لدوري الأبطال والتتويج بدوري المؤتمر الأوروبي. ويُعد ليام ديلاب أبرز الصفقات الجديدة، وسيسعى لتغيير الصورة السلبية المرتبطة بالقميص رقم 9 في «ستامفورد بريدج».
أما مانشستر يونايتد، فرغم إنهائه الموسم في المركز الخامس عشر وخروجه خالي الوفاض من نهائي الدوري الأوروبي، فإن ترشيحاته للفوز باللقب ليست بعيدة كما قد يتصور البعض. خسارة النهائي أمام توتنهام ربما تُخفف الضغط بعدد أقل من المباريات، كما أن النادي نجح في ضم ماتيوس كونيا في صفقة بارزة سيُعوَّل عليها كثيراً.
لكن المدرب روبن أموريم مطالَب ببداية قوية لتفادي الضغوط حول مستقبله، خاصة مع جدول افتتاحي صعب يبدأ بمواجهة آرسنال على «أولد ترافورد». اجتياز هذه المرحلة سيُعزز الآمال، لكن التعثر قد يعني رحيله قبل أعياد الميلاد بدلاً من رفع كأس البريميرليغ في مايو (أيار).
