«جئنا إلى العمل لتنظيف بيت في حيفا، لدى عائلة طيبة، لكن عندما اقتربنا من البيت، انطلقت صافرات الإنذار. وتراكض الناس إلى الملجأ العمومي، فركضنا مثلهم. لكن عندما وصلنا أغلقوا الباب ومنعونا من الدخول، وقالوا إن هذا الملجأ لاستخدام سكان الحي فقط، فبقينا في الخارج، في خوف شديد تحول إلى رعب عندما سمعنا دوي الانفجارات»، بهذه الكلمات وصفت عاملة نظافة عربية من سكان مدينة طمرة لوسائل الإعلام العبرية، الأحد، ما تعرضت له.
وأكدت رفيقتها في العمل الرواية ذاتها، وقالت: «نحن نعمل في بيت كبير منذ سنوات طويلة، أصحاب البيت يعاملوننا بشكل جيد. لكننا صدمنا من هذه العنصرية. وصاحب البيت اتصل بالشرطة، فقالوا له إن جيرانه خالفوا القانون. لكنه صعق حين عرف كيف تصرف هؤلاء العنصريون. وقال إن القانون يعتبر كل ملجأ عمومي مكاناً لإيواء كل إنسان في إسرائيل، من نفس الحي أو خارجه، لا يهم».
لكن ما لم تعرفه هاتان السيدتان هو أن ما تعرضا له ليس مسألة فردية، إذ إن أكثر من 1200 حادثة شبيهة وقعت في إسرائيل، وتم تقديم شكاوى بشأنها في الشرطة، منذ بدء سقوط الصواريخ الإيرانية قبل عشرة أيام.

وحسب «جمعية حقوق المواطن»، فإن بيانات البلديات الرسمية التي نشرت خلال الحرب تشير إلى أن هذه الظاهرة آخذة في الاتساع.
وفي إطار الظاهرة «تم تسجيل 175 حالة في مدينة حيفا وحدها، التي يمثل العرب 12 بالمائة من سكانها، كما سُجلت 178 حالة كهذه في تل أبيب - يافا، التي تبلغ نسبة سكانها العرب 7 بالمائة، وسجلت أكثر من 600 في (القدس الموحدة) التي يصل عدد سكانها العرب 40 بالمائة»، حسب الجمعية الحقوقية.
تمييز عنصري فاحش
المعروف أن بناء الملاجئ في إسرائيل ينطوي على سياسة تمييز عنصري فاحش تتحمل مسؤوليتها الحكومة نفسها بمختلف وزاراتها. ففي الناصرة، التي تعدُّ أكبر مدينة عربية وعدد سكانها يزيد عن 80 ألف نسمة، لا يوجد أي ملجأ عمومي على الإطلاق، رغم أنها تعرضت في كل الحروب الأخيرة لقصف صاروخي.
وفي اليوم الثالث من الحرب على إيران سقطت في الناصرة طائرة إيرانية مسيرة تحمل 7 كيلوغرامات من المتفجرات، في قلب حي شنيللر السكني. وبأعجوبة لم تنفجر.
وتم إخلاء السكان حتى قام خبراء المتفجرات في الجيش بتفجيرها بشكل مراقب. ومع ذلك فإن بلدة نوف هجليل اليهودية، التي أقيمت بجوارها وعلى أراضيها، تحتوي على 25 ملجأ عمومياً.

وفي مدينة طمرة العربية، التي قتل أربعة من بناتها من عائلة واحدة في اليوم الثاني للحرب من صاروخ إيراني، ويبلغ عدد سكانها 40 ألفاً، لا يوجد سوى ملجأ عمومي واحد، بينما بلدة متسبي أفيف المجاورة التي يعيش فيها 1100 يهودي تضم في تخومها 13 ملجأ عمومياً.
وقال النائب العربي في الكنيست أيمن عودة، رئيس قائمة «الجبهة الديمقراطية» و«الحركة العربية للتغيير»، في منشور عبر منصة «إكس»، قبل يومين، إنه سيطرح «مشروع قانون يُجرّم منع دخول مكان محمي أثناء صافرة الإنذار، ويُعاقَب عليه بغرامة».
אנו עדים בימים האחרונים למספר מקרים מזעזעים של גזענות בזמן אזעקות, כמו זה שאירע היום בפתח תקווה.אדם שמונע מאדם אחר להיכנס למרחב מוגן מסכן חיים. ואדם שעושה זאת ממניע גזעני מסכן גם את החברה כולה.אגיש ביום ראשון הצעת חוק שתקבע: מניעת כניסה למרחב מוגן בזמן אזעקה תהפוך לעבירה... pic.twitter.com/tHOPHO9HVX
— איימן עודה أيمن عودة Ayman Odeh (@AyOdeh) June 20, 2025
وقد بث التلفزيون الرسمي «كان 11» تقريراً، الأحد، كشف أن هناك ظاهرة في إسرائيل لمنع «غرباء» من دخول الملاجئ العمومية. وقال إن هناك مواطنين يهوداً أيضاً حُرموا من دخول الملاجئ في بعض المناطق لأنهم من خارج الحي.
وروى شوفال فوكس، الذي يسكن مدينة بات يام، أن مواطنين يهوداً منعوه هو وخمس سيدات يهوديات لأنهم يسكنون في عمارة مجاورة. وقال: «يتحدثون عندنا عن تضامن وطني. هذا كذب. الأنانية تزدهر عندنا لتنضم إلى العنصرية القائمة ضد العرب. فأنا جندي في الاحتياط. خدمت في غزة. لكن هذا لم يشفع لي عند أولئك المواطنين، ومنعوني والصبايا من الدخول وبقينا في الخارج في رعب شديد».








