المجازر مستمرة في غزة رغم احتدام الحرب الإسرائيلية – الإيرانية

انسحاب بري ملحوظ من مناطق في القطاع تواكبه سيطرة نارية بالمسيرات والقذائف

فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
TT

المجازر مستمرة في غزة رغم احتدام الحرب الإسرائيلية – الإيرانية

فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)
فلسطينيون يحملون مساعدات غذائية من مؤسسة مدعومة أميركياً في رفح جنوب غزة يوم (أ.ب)

منذ فجر الجمعة الماضي، خطفت الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأنظار من مشهد الحرب في غزة، لكن المجازر الإسرائيلية، وخاصة بحق منتظري المساعدات في القطاع، لم تتوقف، أو حتى تتراجع وتيرتها.

وتراوح متوسط أرقام الضحايا يومياً منذ يوم الجمعة الماضي بين 40 و70 ضحية، وارتفع في بعض الأحيان إلى نحو 100.

ورغم ما تشير إليه مصادر ميدانية تحدثت إلى «الشرق الأوسط» عن «انسحاب ملحوظ» لقوات برية إسرائيلية من مناطق في قطاع غزة، فإنها «ما زالت تسيطر نارياً بالمناطق التي تراجعت منها، حيث تستخدم الطائرات المسيرة والدبابات لإطلاق قذائفها تجاه كل من يتحرك في تلك المناطق».

ورصد فعلياً تراجع آليات الاحتلال من بعض أحياء الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، وكذلك في بعض المناطق من جباليا وبيت لاهيا شمال القطاع، إلى جانب بعض أحياء وبلدات خان يونس جنوبي قطاع غزة.

آليات إلكترونية

ووفقاً للمصادر الميدانية، فإن «قوات الاحتلال الإسرائيلي في بعض الأحيان تقوم بتسيير آليات إلكترونية تسير عن بُعد بغرض الإيحاء للفلسطينيين بأنها ما زالت موجودة في تلك المناطق، كما تقوم بعمليات نسف بشكل أقل بكثير مما كان عليه الوضع قبل الهجوم على إيران».

وتسبب القصف المدفعي في الأيام الأخيرة في سقوط العديد من الضحايا بعد محاولات عودة المواطنين لتفقد ما تبقى من منازلهم في المنطقة التي كانت توجد فيها القوات الإسرائيلية.

فلسطيني يسير بين أنقاض مبنى دمرته غارة إسرائيلية في دير البلح وسط غزة يوم الاثنين (أ.ب)

وأكدت وسائل إعلام عبرية أن الجيش الإسرائيلي سحب العديد من قواته بينها الفرقة 198، ولواء ناحال، بهدف نشرها على جبهات عدة، منها الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان، وسط خشيةً من هجمات تنفذها خلايا تابعة لإيران على عدة مناطق حدودية.

ويتزامن ذلك مع غارات جوية أقل حدة عن السابق، لكن العدد الأكبر من الضحايا يسجل في نقاط توزيع المساعدات التي تقوم بتخصيصها «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة أميركياً، وإسرائيلياً، أو بفعل استهداف طرق مرور شاحنات المساعدات.

غارات متواصلة وانقطاعات في الإنترنت

وتوضح المصادر الميدانية أن هناك انخفاضاً ملحوظاً في تحليق الطائرات الحربية والمسيرة في سماء قطاع غزة، لكن الغارات الجوية لم تتوقف في العديد من المناطق.

وقُتل منذ فجر الاثنين أكثر من 33 فلسطينياً أثناء انتظارهم للمساعدات، فيما أصيب أكثر من 200 بينهم نحو 50 في حالة شديدة الخطورة.

بينما قُتل أكثر من 20 فلسطينياً في غارات جوية وقصف مدفعي طال عدة مناطق بالقطاع، وسقط بعض الضحايا نتيجة استهداف مباشر لمجموعة من المواطنين في جباليا البلد، إلى جانب استهداف قارب صيد تسبب في مقتل صياد، وإصابة عدد آخر بجروح خطيرة عقب إطلاق البوارج الحربية قذائفها تجاههم.

وتتواصل المجازر في غزة على وقع استمرار الاتهامات لإسرائيل بتعمد قطع الإنترنت والاتصالات عدة مرات ولعدة أيام عن قطاع غزة.

وعادت خدمة الإنترنت مجدداً ظهر الاثنين، بعد ساعات على انقطاعها عن مناطق وسط وجنوب القطاع، وذلك بعد أن قطعت عدة أيام عن كل مناطق قطاع غزة، قبل أن تسمح القوات الإسرائيلية للطواقم الهندسية التابعة لـ«شركة الاتصالات الفلسطينية» بالدخول لمنطقة القصف وإعادة تفعيل الخدمة وسط تشويش وعمليات تقطيع مستمرة من حين إلى آخر.

فلسطيني يحاول الوصول إلى الإنترنت باستخدام شرائح إلكترونية في مدينة غزة يوم الخميس (رويترز)

كما تأثرت خدمة الاتصالات الثابتة والخلوية ببعض عمليات التقطيع، الأمر الذي ضاعف من أعداد الضحايا، بعد أن فشل التواصل السريع هاتفياً مع طواقم طبية لإنقاذ المصابين، وكذلك طواقم الدفاع المدني.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحكومة «حماس» إن «الاحتلال الإسرائيلي قطع الاتصالات والإنترنت للمرة العاشرة عن قطاع غزة خلال الإبادة في جريمة تهدف لتعتيم الحقيقة، وتعميق الكارثة الإنسانية»، مؤكداً أن «ما كان يجري لا يمكن اعتباره خللاً فنياً أو عرضياً، بل نتاج جريمة مدروسة ومقصودة ترتكب مع سبق الإصرار، بهدف عزل القطاع عن العالم الخارجي وتغييب الحقيقة».

مخاوف مضاعفة

ولا يخفي السكان في قطاع غزة مخاوف مضاعفة من أن تستمر الحرب في إيران بشكل أطول، ما يدفع إسرائيل لارتكاب جرائم أكبر بحق السكان دون أن يكون هناك اهتمام إعلامي أو سياسي بما يجري.

ويقول المواطن نضال النجار (53 عاماً) من سكان حي النصر بمدينة غزة، إنه منذ بدء الحرب بين إسرائيل وإيران «لم يلاحظ أي حديث سياسي أو إعلامي عن المفاوضات التي كانت تجري في الدوحة لوقف الحرب».

وأضاف النجار لـ«الشرق الأوسط»: «الناس في غزة لا يعرفون الآن إن كان هناك تقدم أو توقف للمفاوضات، كما أنه لم تخرج أي بيانات من (حماس) لتوضيح الوضع للسكان»، ويتابع: «هذا يثير مخاوف الجميع هنا من أن ما يجري من عمليات قتل واستهداف يومي للمواطنين أصبح آخر اهتمامات العالم الذي كان على الأقل يندد بتلك المجازر». كما قال.

قس بلجيكي يتحدث في بروكسل بموازاة بدء نشطاء حقوقيين إضراباً عن الطعام لـ5 أيام من أجل غزة (إ.ب.أ)

ولم يختلف تقييم مريم الحسني (39 عاماً)، وهي من سكان مخيم الشاطئ، عن مواطنها، لكن لفتت كذلك إلى أن «صورة الحرب في غزة باتت غائبة بشكل كبير عن صدارة الإعلام العربي والدولي، بعد اشتعال الحرب بين إيران وإسرائيل».

وأضافت: «الاحتلال يرتكب جرائمه في صمت بحقنا، وهذا سيشجعه على مجازر أكبر في الأيام المقبلة، بينما العالم منشغل بالحرب الإسرائيلية – الإيرانية».


مقالات ذات صلة

«مشروع شروق الشمس»... هل يبصر النور لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

المشرق العربي فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

«مشروع شروق الشمس»... هل يبصر النور لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

تسوّق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مشروع شروق الشمس» (Project Sunrise) بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين، لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
المشرق العربي أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

بدأت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم (السبت) بالبحث عن جثامين 55 مواطناً من تحت أنقاض منازل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة )
شؤون إقليمية فلسطينيون فوق دبابة إسرائيلية سيطر عليها مقاتلو «كتائب القسام» قرب خان يونس في 7 أكتوبر 2023 (د.ب.أ) play-circle

تقرير: الجيش الإسرائيلي تجاهل تحذيراً استخبارياً قبل يوم من هجوم «حماس»

نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن هيئة البث العام الإسرائيلية (كان)، أن إسرائيل جمعت معلومات استخبارية قبل أقل من 24 ساعة على الهجوم.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي الطفلة الغزية أرجوان المصابة بسوء تغذية حاد تتلقى الطعام من أمها في مستشفى الناصر بخان يونس  أمس (رويترز)

«الخط الأصفر» مصيدة موت للغزّيين

حوّلت إسرائيلُ «الخط الأصفر» الوارد في خريطة الانسحاب من قطاع غزة، إلى ما يمكن أن يوصف بـ«مصيدة للموت»؛ تقتل من خلالها كل من يقترب منه. وخلال 24 ساعة قُتل.

«الشرق الأوسط» (غزة)
العالم العربي طفل فلسطيني يقف أمام منازل محطمة في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

الدفاع المدني في غزة: سقوط 5 قتلى في قصف إسرائيلي على مدرسة

أعلن الدفاع المدني في غزة مقتل 5 فلسطينيين، الجمعة، في قصف إسرائيلي على مدرسة حوّلت إلى ملجأ، في حين قال الجيش إنه أطلق النار على «أفراد مشبوهين».

«الشرق الأوسط» (غزة)

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

تقرير: هل يبصر النور «مشروع شروق الشمس» لتحويل غزة إلى مدينة عصرية؟

فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تسوّق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لـ«مشروع شروق الشمس» (Project Sunrise)، بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية، وفق تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقد أعدّ فريق يقوده جاريد كوشنر، صهر ترمب، والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، مسودة مقترح لتحويل القطاع المدمَّر إلى مدينة حديثة. وفي عرضٍ من 32 صفحة بصيغة «باوربوينت»، حافل بصور لأبراج ساحلية عالية إلى جانب رسوم بيانية وجداول تكاليف، يحدّد المخطط خطوات لنقل سكان غزة «من الخيام إلى الشقق الفاخرة»، و«من الفقر إلى الازدهار».

ويحمل العرض صفة «حسّاس لكنه غير سري»، ولا يتضمن تفاصيل حول الدول أو الشركات التي ستموّل إعادة إعمار غزة، كما لا يحدّد على وجه الدقة أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. وقال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة عرضت الشرائح على دول مانحة محتملة.

غير أن بعض المسؤولين الأميركيين الذين اطّلعوا على الخطة يبدون شكوكاً جدّيةً بشأن مدى واقعيتها. فهم يستبعدون أن توافق حركة «حماس» على نزع سلاحها لبدء تنفيذ الخطة. وحتى في حال حدوث ذلك، يشكّكون في قدرة الولايات المتحدة على إقناع دول ثرية بتحمّل تكلفة تحويل بيئة ما بعد الحرب إلى مشهد حضري عالي التقنية.

في المقابل، يرى آخرون أن الخطة تقدّم «أكثر رؤية تفصيلاً وتفاؤلاً حتى الآن» لما يمكن أن تكون عليه غزة إذا ألقت «حماس» سلاحها وطوت صفحة عقود من الصراع.

 

سلاح «حماس»

قال ستيفن كوك، الزميل لشؤون الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية، الذي زار إسرائيل مؤخراً دون أن يطّلع على المسودة: «يمكنهم إعداد ما يشاؤون من عروض الشرائح. لا أحد في إسرائيل يعتقد أنهم سيتجاوزون الوضع الحالي، والجميع متعايش مع ذلك»، وأضاف: «لن يحدث شيء قبل نزع سلاح (حماس). و(حماس) لن تنزع سلاحها، وبالتالي لن يحدث شيء».

الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مطار وست بالم بيتش بفلوريدا (أ.ب)

وعند طلب تعليق، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن ترمب «يواصل متابعة الوضع في غزة وخطة السلام»، وأضاف: «ستواصل إدارة ترمب العمل الدؤوب مع شركائنا للحفاظ على سلام دائم ووضع الأسس لغزة مسالمة ومزدهرة».

وحسب المسودة، ستبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 112.1 مليار دولار على مدى عشر سنوات، على أن تلتزم الولايات المتحدة بتقديم منح وضمانات ديون لـ«جميع مسارات العمل المطروحة» خلال تلك الفترة. وبعد ذلك، تتوقع الخطة أن تتمكن غزة من تمويل العديد من المشاريع ذاتياً في السنوات اللاحقة، وأن تبدأ سداد ديونها مع تطوير الصناعة المحلية والاقتصاد عموماً.

وقال مسؤولون إن كوشنر وويتكوف والمستشار في البيت الأبيض جوش غروينباوم ومسؤولين أميركيين آخرين جمعوا المقترح خلال الـ45 يوماً الماضية، مشيرين إلى أنهم تلقّوا مدخلات من مسؤولين إسرائيليين، وأطراف من القطاع الخاص، ومتعاقدين. وإذا انطلق المشروع، يعتزم القائمون عليه تحديث الأرقام ومراجعتها كل عامين تقريباً مع تقدّم التنفيذ.

ويؤكد داعمو المشروع أن ترك غزة من دون تطوير وترك أزمة إنسانية متفاقمة يتفاقم خطرها هو خيار أسوأ بكثير، معتبرين أن تحقيق رؤية ترامب لتحويل غزة إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» هو البديل الأفضل.

لكن التحديات هائلة. فبعد آلاف الضربات الإسرائيلية خلال حرب إسرائيل - «حماس» التي استمرت عامين، يقدّر المسؤولون أن نحو 10 آلاف جثة لا تزال تحت 68 مليون طن من الأنقاض. والأرض ملوّثة ومليئة بذخائر غير منفجرة، فيما لا يزال مقاتلو «حماس» متحصنين.

وتقرّ الخطة، في الصفحة الثانية وبخط عريض باللون الأحمر، بأن إعادة إعمار غزة مشروطة بأن تقوم «حماس» بـ«نزع السلاح وتفكيك جميع الأسلحة والأنفاق».

 

20 عاماً

وقال مسؤولون في إدارة ترامب إنه إذا سمحت الظروف الأمنية، فقد يبدأ تنفيذ الخطة خلال شهرين فقط.

وقال وزير الخارجية ماركو روبيو، يوم الجمعة، عن الوضع العام في القطاع: «لن تقنع أحداً بالاستثمار في غزة إذا كان يعتقد أن حرباً أخرى ستندلع بعد عامين أو ثلاثة»، وأضاف: «لدينا ثقة كبيرة بأننا سنحصل على المانحين لجهود إعادة الإعمار والدعم الإنساني على المدى الطويل».

وأشار مسؤولون إلى أن كوشنر وويتكوف وغروينباوم التقوا يوم الجمعة في ميامي مسؤولين من مصر وتركيا وقطر لمناقشة التطورات في غزة.

وتعرض خريطة طريق تمتد لأكثر من 20 عاماً بدء الجهد بإزالة المباني المدمّرة والذخائر غير المنفجرة وأنفاق «حماس»، مع توفير مساكن مؤقتة ومستشفيات ميدانية وعيادات متنقلة للسكان. وبعد الانتهاء من التطهير، يبدأ تشييد المساكن الدائمة والمرافق الطبية والمدارس ودور العبادة. ثم تُعبّد الطرق وتُوصل شبكات الكهرباء وتُزرع المحاصيل. ولا تتحقق الأهداف الأطول أمداً - من ممتلكات شاطئية فاخرة ومراكز نقل حديثة - إلا في المراحل اللاحقة.

وسيُنفّذ الإعمار عبر أربع مراحل، تبدأ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تتجه شمالاً إلى «مخيّمات الوسط»، وأخيراً إلى العاصمة غزة.

وتتضمن إحدى الشرائح، المعنونة «رفح الجديدة»، تصوراً لجعلها «مقرّ الحوكمة» في غزة وموطناً لأكثر من 500 ألف نسمة، يعيشون في مدينة تضم أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، و200 مدرسة أو أكثر، وأكثر من 75 منشأة طبية، و180 مسجداً ومركزاً ثقافياً.

وتقدّر الخطة التكلفة الإجمالية بنحو 112.1 مليار دولار، بما في ذلك رواتب القطاع العام، خلال عشر سنوات، يذهب جزء كبير منها في البداية للاحتياجات الإنسانية. وسيُموَّل ما يقل قليلاً عن 60 مليار دولار عبر منح (41.9 مليار دولار) وديون جديدة (15.2 مليار دولار) خلال تلك الفترة، مع عرض الولايات المتحدة أن تكون «مرساة» بما لا يقل عن 20 في المائة من الدعم. كما سيضطلع البنك الدولي بدور تمويلي.

جاريد كوشنر وستيف ويتكوف (رويترز)

ومن المتوقع أن تتراجع التكاليف مع بدء غزة في تحقيق إيرادات خلال العقد الثاني من الخطة. وتدعو المقترحات إلى استثمار 70 في المائة من الساحل الغزّي ابتداءً من السنة العاشرة، وتقدّر أن «الريفييرا» الباذخة قد تقود إلى عوائد استثمارية طويلة الأجل تتجاوز 55 مليار دولار.

وقبل دخوله المعترك السياسي، بنى كوشنر مسيرته في مجال العقارات التجارية، مسهماً في إدارة إمبراطورية عائلته العقارية. ورغم دوره في التوسط لـ«اتفاقات أبراهام» خلال الولاية الأولى لترامب، فإن حجم وتعقيد المشروع الجاري في غزة لا يضاهيهما شيء.

ومنذ مغادرته البيت الأبيض في 2021، أعاد كوشنر تموضعه كمستثمر في طيف واسع من الأعمال، وأسّس شركة «أفينيتي بارتنرز» للاستثمار الخاص ومقرها ميامي، التي جمعت أكثر من 3.5 مليارات دولار، جاء معظمها من صناديق ثروة سيادية في الشرق الأوسط.

واستثمرت «أفينيتي» في قطاعات تشمل التكنولوجيا والبنية التحتية والطاقة وإدارة الأصول، بما في ذلك حصص في شركات للتأمين وإدارة الأصول في إسرائيل، ومشاريع تكنولوجية في الولايات المتحدة والشرق الأوسط. كما شارك كوشنر في مشاريع عقارية أخرى، بينها مشروع منتجع فاخر على جزيرة سازان في ألبانيا يهدف إلى تحويلها إلى وجهة متوسطية بارزة.

وفي الشرق الأوسط، لن يبدأ وضع حجر الأساس لـ«مشروع شروق الشمس» إلا في نهاية عملية سلام طويلة وهشّة بين إسرائيل و«حماس». ولا تزال خطة من ثلاث مراحل في «المرحلة الأولى»، إذ لم تسلّم «حماس» بعد آخر رهينة لديها؛ جثمان ران غفيلي. وإذا تم ذلك، يمكن للقوات الإسرائيلية أن تبدأ انسحابها من غزة في «المرحلة الثانية» مع نزع «حماس» سلاحها وتعهدها بعدم السعي إلى السلطة في القطاع مجدداً. وعندها فقط، ومع خلوّ غزة من مقاتلي «حماس» ومن الاحتلال الإسرائيلي، يمكن أن تبدأ عملية الإعمار متعددة السنوات في «المرحلة الثالثة».

وقد نظرت الولايات المتحدة في مقترحات أخرى مماثلة لغزة، من بينها مشروع «صندوق إعادة تكوين غزة وتسريعها الاقتصادي وتحويلها» (The GREAT Trust)، الذي يقترح تحويل القطاع إلى مدينة عملاقة عالية التقنية قائمة على الذكاء الاصطناعي، مع إدارة أميركية أولية وإتاحة انتقال طوعي للفلسطينيين. إلا أن هذا المقترح، الذي كشفت عنه صحيفة «واشنطن بوست» في سبتمبر (أيلول)، أعدّه إسرائيليون مؤيدون لخطة مثيرة للجدل لتوزيع المساعدات في غزة، بينما تولّى فريق من «بوسطن كونسلتينغ غروب» التخطيط المالي، وقد وُضع قبل وقف إطلاق النار في أكتوبر (تشرين الأول) بين إسرائيل و«حماس».

ويقول مسؤولون أميركيون إن «مشروع شروق الشمس» يُظهر انخراط الإدارة المباشر في «بناء دولة» في غزة، حتى لو رفض كبار مساعدي ترامب هذا الوصف. وقال كوك: «إذا كررتَ القول بما يكفي سيصدّقه الناس، وإذا قالوا إنهم لا يقومون ببناء دولة، فهم يأملون أن يصدّقهم الناس. لكنهم يقومون بذلك بالفعل».


السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

السيسي: ندعم الجهود الدولية كافة لتسوية الأزمة الروسية - الأوكرانية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أرشيفية - د.ب.أ)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت)، دعم بلاده الجهود كافة، الرامية لإنهاء الأزمة الروسية - الأوكرانية، عبر الحلول السياسية، مشيراً إلى استعداد مصر لتقديم كل الدعم اللازم للجهود الدولية الجارية لتسويتها.

واستقبل السيسي، اليوم (السبت)، سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة المصري، وسيرغي فيرشينين نائب وزير الخارجية الروسي، وفق المتحدث باسم الرئاسة محمد الشناوي.

وصرَّح المتحدث، في بيان نشرته الرئاسة المصرية اليوم، بأن الرئيس المصري أشار إلى أهمية مواصلة تعزيز التعاون المشترك، خصوصاً فيما يتعلق بمشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع محطة الضبعة النووية، إلى جانب ملفات التعاون الاستراتيجي الأخرى بين البلدين.

من جانبه أعرب لافروف عن تطلع روسيا لمواصلة العمل مع الجانب المصري للارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين لآفاق أرحب، بالإضافة إلى مواصلة البناء على ما تم الاتفاق عليه بين الرئيسين من تفاهمات لتطوير العلاقات بين الجانبين خلال زيارة الرئيس السيسي إلى روسيا في مايو (أيار) الماضي.

وأشار المتحدث إلى أن السيسي ثمن انعقاد المؤتمر الوزاري الثاني لـ«منتدى الشراكة روسيا - أفريقيا»، الذي تستضيفه مصر، مؤكداً أهمية المؤتمر للنظر في سبل تعميق الشراكة بين الدول الأفريقية وروسيا الاتحادية، بما في ذلك عبر تعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي تحقيقاً للمصالح المشتركة للطرفين، وبما يسهم أيضاً في تعزيز السلم والاستقرار بالقارة الأفريقية.

وأعرب الوزير الروسي عن تقديره لمصر لاستضافتها المؤتمر الوزاري، لافتاً إلى تطلع روسيا كذلك لعقد قمة روسيا والدول العربية خلال العام المقبل.

وأوضح المتحدث أن اللقاء تناول عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة والسودان وليبيا، حيث جرى التأكيد على ضرورة وقف الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، ومنع التصعيد في المنطقة، مع الحفاظ على سيادة الدول وسلامة أراضيها ومقدرات شعوبها. وفي هذا الإطار أعرب الوزير لافروف عن تقدير بلاده للدور المصري في دعم الاستقرار بالشرق الأوسط، مثمناً التنسيق والتشاور السياسي القائم بين البلدين، ومؤكداً أهمية تكثيف هذا التشاور بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك.


بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

بدء انتشال جثامين 55 فلسطينياً من تحت أنقاض 13 منزلاً جنوب غزة

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)
أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

بدأت طواقم الدفاع المدني صباح اليوم (السبت) بالبحث عن جثامين 55 مواطناً من تحت أنقاض منازل بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.

وذكرت «وكالة الصحافة الفلسطينية» (صفا) أن «طواقم الدفاع المدني بدأت عملية البحث عن جثامين 55 شهيداً تحت أنقاض 13 منزلاً مدمراً في خان يونس جنوب القطاع».

أحد الأقارب ينعى جثامين أفراد عائلة النادر الذين قُتلوا في اليوم السابق جراء قصف إسرائيلي على مدرسة تحولت إلى ملجأ في حي التفاح بمدينة غزة (أ.ف.ب)

وأشارت إلى أن «طواقم الدفاع المدني، بالتعاون مع مؤسسات دولية، انتشلت جثامين شهداء عائلة فلسطينية من تحت أنقاض منزل في حي الرمال بمدينة غزة».

ووفق الوكالة، فإنه «يوجد تحت أنقاض منازل قطاع غزة ما يزيد على تسعة آلاف شهيد ارتقوا في حرب الإبادة الإسرائيلية على مدار عامين».