حين تتحدث الكواليس... خيرية أبو لبن تُنصف المهن المنسية في «مَفلم»

الممثلة السعودية لـ«الشرق الأوسط»: ركزت في «البودكاست» على أدوار لا يتلفت لها كثيرون

بعفويتها تتماهى خيرية أبو لبن مع ضيوفها لتمنحهم أريحية الحديث (يوتيوب)
بعفويتها تتماهى خيرية أبو لبن مع ضيوفها لتمنحهم أريحية الحديث (يوتيوب)
TT

حين تتحدث الكواليس... خيرية أبو لبن تُنصف المهن المنسية في «مَفلم»

بعفويتها تتماهى خيرية أبو لبن مع ضيوفها لتمنحهم أريحية الحديث (يوتيوب)
بعفويتها تتماهى خيرية أبو لبن مع ضيوفها لتمنحهم أريحية الحديث (يوتيوب)

في مشهد اعتادت فيه الأضواء أن تتجه نحو المخرجين والممثلين، قرَّرت الممثلة السعودية خيرية أبو لبن أن تُعيد ترتيب اللقطة، وتُزيح الكاميرا قليلاً إلى الخلف، لتُسلّط الضوء على أولئك الذين يعملون وراء الكواليس: مساعد المخرج، ومشرف الإضاءة، ومساعد مدير التصوير، ومُصمم الإنتاج، وغيرهم من صنّاع الصورة الذين لا تُطبع وجوههم على البوستر، لكن العمل السينمائي لا يكتمل من دونهم. هذه الرؤية شكّلت جوهر بودكاست «مَفلم»، الذي تقدّمه خيرية أبو لبن عبر منصة أوسع تحمل الاسم نفسه.

تؤكد خيرية في حديثها إلى «الشرق الأوسط» أن بودكاست «مفلم» يبتعد عن الحوارات التقليدية مع النجوم، ويتجه إلى مسار مختلف، باحثاً عن المِهن غير المرئية في صناعة السينما، وعن الأشخاص الذين يُشكّلون العمود الفقري لأي مشروع سينمائي. وتوضح: «كثير من الشغوفين بالسينما يظنون أن الخيارات تقتصر على الإخراج أو التمثيل أو الكتابة، بينما هناك مهن عديدة مطلوبة ومهمة، لكنها لا تحظى بالاهتمام الكافي. لذلك، حرصت في (البودكاست) على تسليط الضوء عليها».

«البودكاست» الذي تُبث منه حلقتان شهرياً، تعتقد خيرية أبو لبن أنه أول «بودكاست» سعودي يتناول تقنيات وفنيات صناعة الأفلام، مع وجود برامج حوارية عدّة متعلقة بالقالب السينمائي النقدي على وجه التحديد، مضيفة: «يتكلم (مفلم) عن الصنعة، وكيف بالإمكان ممارستها على طريقة الخبراء، كلٌّ في مجاله».

خيرية أبو لبن: كثيرون يحصرون السينما في التمثيل والإخراج (إنستغرام)

ضيوف غير تقليديين

في نحو 30 حلقة، لم تستَضِف سوى مخرجَين اثنين فقط، أما بقية الحلقات، فذهبت إلى أصوات ومواقع أخرى: كتّاب، ومصممو إنتاج، وممثلون بتجارب متنوعة، ومساعدو إخراج، ومشرفو إضاءة، وفنيون، وغيرهم. وفي إحدى الحلقات مثلاً، ناقشت خيرية مع صانعة الأفلام نورا أبو شوشة سؤالاً دقيقاً: «كيف تكتب المرأة عن عوالم الرجال؟» وفي أخرى، بحثت في التقاطعات بين مدارس التمثيل الأميركية والأوروبية والعربية، وفي اختلاف تكنيك الأداء من ممثل لآخر.

وترى خيرية أن هذا «البودكاست» لا يُعرِّف بالمهن فقط، بل يمنح الداخلين الجدد حداً أدنى من الوعي بطبيعة كل دور، وأين يمكن أن يجدوا أنفسهم. مضيفة: «لا يوجد لدينا عدد كافٍ من مساعدي الإخراج، ولا من الفنيين العاملين تحت إدارة التصوير، إلى درجة أننا نضطر أحياناً إلى جلبهم من الخارج، في حين هناك سعوديون شغوفون لم يدركوا بعد أن هذه وظائف ضرورية ومطلوبة».

بين التجربة والمعرفة

انعكست خبرتها، التي بدأت منذ عام 2013، متنقلة بين المسرح والدراما التلفزيونية والسينما، على طريقة إدارة الحوار، فهي لا تتحدث بوصفها مقدمة «بودكاست» فقط، بل ممثلة عاشت التفاصيل، وتفهم العلاقة العميقة بين كل قسم وبين أداء الممثل، وهنا تقول: «عندما أتحاور مع مصمم إنتاج، مثلاً، فأنا أعلم تماماً كم يُغيِّر اختياره لموقع التصوير من أدائي ممثلةً، وأعرف قيمة المصور، والكاتب، ومساعد الإخراج، لأنهم أثَّروا فيَّ بوصفي فنانة، وشكّلوا ذائقتي وخبرتي».

وبسؤالها عن الفرق ما بين الوقوف أمام الكاميرا ممثلة، مقارنة بدورها الحالي مُحاورة، تُشير خيرية إلى أن «البودكاست» اكتمل تسجيله قبل نحو سنتين، وأنها منذ الحلقة الأولى شعرت بارتياح كبير، وتُرجع ذلك إلى الخبرة التي تمتلكها، بالإضافة إلى فريق الإعداد الذي كان يُحضِّر الأسئلة بعناية. كما أنها أضافت إلى الحوارات من خبرتها وتجربتها الشخصية. وتتابع قائلة: «أعتقد أن ما يميزني هو عفويتي، إلى جانب أني أشبه الإسفنجة؛ أتشكل بسهولة حسب الضيف الذي أمامي، وأراعي الفروقات بين الضيوف، محاوِلة أن أكون انعكاساً لكل واحد منهم، بما يمنحهم شعوراً كبيراً بالراحة أثناء الحديث».

تستعد خيرية أبو لبن لتصوير مسلسل «الحد» (إنستغرام)

تجارب مختلفة

وعلى عكس المسار المعتاد الذي يبدأ فيه صانع المحتوى من «البودكاست» لينتقل لاحقاً إلى التمثيل والأضواء، اختارت خيرية أن تسلك الطريق المعاكس؛ فبعد أكثر من عقد من العمل في المجال الفني، توجهت إلى «مفلم». وعند سؤالها إن كان ذلك قد فتح شهيتها للعمل الإعلامي، تجيب: «أنا منفتحة على التجارب المختلفة، ومؤمنة بأن كثرة هذه التجارب تساعد الإنسان على فهم نفسه وقدراته بصورة أعمق».

وفي ختام حديثها، كشفت خيرية أبو لبن عن أحدث مشاريعها، إذ من المقرر أن يبدأ نهاية الشهر الحالي تصوير مسلسل «الحد»، الذي تشارك في بطولته، في مدينة الباحة (جنوب السعودية). العمل من إنتاج «إم بي سي ستوديوز»، وتنفيذ «كليلة»، ومن إخراج الفوز طنجور. كما تنتظر خيرية طرح فيلمها «محمول مكفول» خلال العام الحالي، وهو إنتاج سعودي-عربي-تركي مشترك، وتصفه بأنه تجربة مختلفة ومميزة بالنسبة لها.


مقالات ذات صلة

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

خاص الفنان التونسي ظافر العابدين (حسابه على «فيسبوك»)

ظافر العابدين: وافقت على «السلم والثعبان 2» من باب الفضول

أكد الفنان التونسي ظافر العابدين أن مشاركته بالجزء الثاني من فيلم «السلم والثعبان» المعروض حالياً بالصالات السينمائية ارتبطت بعدة عوامل منها إعجابه بالجزء الأول

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق سينتيا زافين تُصغي إلى ذاكرتها قبل أن تتحدَّث (الشرق الأوسط)

موسيقى الأفلام بين استقلالها عن الصورة وذوبانها فيها

اللقاء كان واحداً من أبرز محطّات أسبوع «مهرجان بيروت لأفلام الفنّ»، من تنظيم أليس مغبغب...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق طارق العريان مخرج فيلم «السلم والثعبان» (صفحته على «فيسبوك»)

طارق العريان: «السلم والثعبان 2» يعالج الملل والاعتياد في الحياة الزوجية

قال المخرج المصري، طارق العريان، إن فكرة تقديم جزء ثانٍ من فيلم «السلم والثعبان» الذي عرض عام 2001 لم تكن مطروحة في البداية.

أحمد عدلي (القاهرة )
شمال افريقيا المحبوب عبد السلام خلال المقابلة (الشرق الأوسط)

البشير أيّد تصفية منفذي محاولة اغتيال مبارك «لطمس الأدلة»

يروي الدكتور المحبوب عبد السلام، أحد أبرز المقربين من منظر انقلاب 1989 الدكتور حسن الترابي، تفاصيل دقيقة عن مسار الحركة الإسلامية في السودان وتحولها من تنظيم

غسان شربل (القاهرة)
العالم السفير أنطونيو دي ألميدا ريبيرو الأمين العام المكلّف للمركز (كايسيد)

جنيف تستضيف «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين» الاثنين

ينظّم مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار (كايسيد) أعمال النسخة السادسة من «المنتدى الأوروبي للحوار بشأن سياسات اللاجئين والمهاجرين 2025» في جنيف.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
TT

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة)، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بـ«فنان الاستعراض».

ويقام هذا الحدث في «مركز كيندي» بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، في حين قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب قرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال واحد من أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق؛ إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس السابق يرقص على أنغامها، في حين يخطط الاتحاد الدولي (الفيفا) للكشف عن «جائزة السلام» الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة «نوبل للسلام»، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج، وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «الفيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم «مركز كيندي»، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم؛ إذ يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.


أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
TT

أصغر تمثال في التاريخ... فنان بريطاني يصنع عملاً بحجم خلية دم

الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)
الخيال أكبر دائماً من المقاييس (ديفيد أ. ليندون)

قال فنان متخصّص في الأعمال الميكروسكوبية إنه حطَّم رقمه القياسي العالمي السابق بعد ابتكار أصغر تمثال مصنوع يدوياً في التاريخ.

ووفق «بي سي سي»، أوضح ديفيد أ. ليندون، من مدينة بورنموث في مقاطعة دورست البريطانية، أنّ عمله الأخير الذي أطلق عليه «الوجه الأصفر المبتسم» هو «غير مرئي للعين البشرية»، إذ لا تتجاوز أبعاده 11.037 ميكرون طولاً و12.330 ميكرون عرضاً.

وأشار ليندون إلى أنّ عمله الفنّي «يعيش» فوق طابع بريد من الدرجة الأولى، على نقطة دقيقة جداً موضوعة فوق صورة عين الملكة الراحلة.

ونجح العمل في تحطيم الرقم القياسي السابق للفنان نفسه لأصغر تمثال مصنوع يدوياً، وهو «قطعة الليغو».

ويُعرَف ليندون، الحاصل على 12 رقماً في «موسوعة غينيس»، بأعماله الفنّية شديدة الصغر، من بينها 3 نسخ ميكروسكوبية من لوحات فان غوخ الشهيرة، نفَّذها داخل آلية ساعة، وبيعت مقابل 90 ألف جنيه إسترليني. أما «قطعة الليغو الحمراء» فبلغت أبعادها 0.02517 ملم طولاً و0.02184 ملم عرضاً.

في مساحة بحجم ذرّة يصنع الفنان عالماً كاملاً (ديفيد أ. ليندون)

وقال الفنان: «قطعة الوجه الأصفر المبتسم تُعادل نصف حجم (قطعة الليغو الحمراء)، التي كانت بدورها أصغر بـ4 مرات من الرقم القياسي السابق». وأوضح أنّ حجم العمل الجديد يُعادل حجم خلية دم بشرية، أو جراثيم العفن، أو البكتيريا، أو بودرة التلك، أو قطرة ضباب.

ومن أعماله الأخرى مجسَّمات مجهرية لحيوانات دقيقة يصنعها داخل ثقب الإبرة، بدءاً من الحوت الأزرق وصولاً إلى فراشة الطاووس الرقيقة. وأضاف مازحاً: «ربما أكون قد فقدتُ عقلي تماماً».

ويجري تثبيت الطابع الذي يحمل «الوجه الأصفر المبتسم» على برج زجاجي داخل صندوق زجاجي مُحكَم الإغلاق. وأعرب ليندون عن امتنانه للدكتورة سارة إليوت وجاك روز من جامعة بورنموث على قياس العمل الجديد، واعتماده على هيئة رقم قياسي عالمي.