جولة مان يونايتد الآسيوية... توقيعات ومشروبات وألفاظ نابية!

جولة مان يونايتد الآسيوية كانت مثمرة مادياً (أ.ب)
جولة مان يونايتد الآسيوية كانت مثمرة مادياً (أ.ب)
TT

جولة مان يونايتد الآسيوية... توقيعات ومشروبات وألفاظ نابية!

جولة مان يونايتد الآسيوية كانت مثمرة مادياً (أ.ب)
جولة مان يونايتد الآسيوية كانت مثمرة مادياً (أ.ب)

كانت الساعة تقترب من الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي بينما كان لاعبو مانشستر يونايتد يجلسون داخل طائرتهم في مدرج مطار هونغ كونغ الدولي، بعدما أُسدل الستار بسرعة قياسية على أول جولة بعد نهاية الموسم في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز.

قبل ذلك بساعتين ونصف فقط، كان الفريق قد توّج بكأس «تحدي التعليم المميز» في ملعب هونغ كونغ، عقب الفوز على أصحاب الأرض، حيث سجل الشاب تشيدو أوبي هدفين وسط هتافات الآلاف من الجماهير التي بقيت حتى النهاية، ليختتم هذا الموسم المرهق بلحظة فرح خجولة.

وبحسب شبكة «The Athletic»، فإن عملية دخول وخروج الفريق من آسيا جاءت أشبه بعملية جراحية دقيقة، تعكس إدراك الإدارة أنه لا مجال للتراخي. ووفقاً لمصادر عدة، كان اللاعبون «غاضبين» من إجبارهم على السفر لنصف الكرة الأرضية بعد موسم خاضوا فيه 60 مباراة، ولذلك كان من الضروري ترتيب رحلة عودة فورية إلى عائلاتهم، حيث توجهوا مباشرة من ملعب أولد ترافورد إلى مطار مانشستر.

سعت إدارة النادي لإقناع فيكتور ليندلوف وكريستيان إريكسن بالانضمام للجولة رغم انتهاء عقودهما في يونيو (حزيران)، لكن الأول اعتذر بسبب اقتراب ولادة زوجته، والثاني كان يستعد لحفل زفافه. ولولا هذه الأسباب الشخصية، لكان من المتوقع مشاركتهما في الجولة رغم قرب دخولهما مرحلة الانتقال الحر.

في ظل هذا المناخ، قرر اللاعبون الاستمتاع بالجولة، حيث امتلأت الطائرة بالموسيقى والمشروبات بعد إقلاعها بنحو أربع ساعات من نهاية مباراة أستون فيلا. وتم تنظيم سهرة جماعية في كوالالمبور مساء الاثنين، شملت اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني الذين رقصوا سوياً في أحد النوادي الليلية.

هذا التفريغ النفسي خارج إطار كرة القدم كان شيئاً أوصى به المدرب روبن أموريم قبل أسابيع، معتبراً أنه قد يُسهم في توحيد المجموعة. أما محطة هونغ كونغ فكانت أكثر هدوءاً.

لكن التوتر بدا واضحاً من خلال بعض التصرفات غير المنضبطة، حيث قام اللاعب أماد برفع إصبعه الأوسط تجاه الجماهير لدى دخوله فندق «W» في كوالالمبور، واعتذر لاحقاً موضحاً أن شخصاً «غير سوي» أساء لوالدته. وتكررت الإشارة نفسها في صورة سيلفي له مع أليخاندرو غارناشو داخل مصعد مكتظ، ثم قام غارناشو بالإشارة ذاتها مرة أخرى خلال فعالية توقيع في متجر «أديداس»، ما أثار دهشة من كان يلتقط الصورة.

مصادر من داخل النادي أوضحت أن هذه الإشارات كانت تُستخدم بشكل ساخر، ومزاحي، كما أن اللاعب مانويل أوغارتي اعتاد فعل ذلك مع الجماهير. ومع ذلك، أوصت إدارة النادي اللاعبين بالتوقف عن هذه الإيماءات لتفادي ردود الفعل السلبية. ولم تُسجل أي حوادث مشابهة في هونغ كونغ، وحرص غارناشو على توقيع العديد من الأوتوغرافات قبل مغادرة الملعب.

وقبل الفوز على هونغ كونغ بنتيجة 3 - 1، التقط الرئيس التنفيذي عمر برادة صوراً مع مسؤولين رسميين وتنانين صينية ملونة وسط أجواء احتفالية تخللتها ألسنة لهب حمراء على طرفي الملعب.

لكن، كما في كوالالمبور، لم يكن الحضور الجماهيري مكتملاً، نتيجة ارتفاع أسعار التذاكر، وفقدان الفريق لجاذبيته المعهودة. حيث بلغ سعر بعض المقاعد ما يعادل 280 جنيهاً إسترلينياً، مقارنةً بـ70 فقط خلال جولة 2013 تحت قيادة ديفيد مويس.

وقال نايجل لي، سكرتير رابطة مشجعي يونايتد الرسمية في هونغ كونغ: «قيام النادي بجولة بعد نهاية الموسم مباشرة يعكس حجم ضغوطه المالية. كنا نعلم أن مستوى الأداء سيكون ضعيفاً، لكن أسعار التذاكر كان مبالغاً فيها».

كان من المفترض أن تُقام المباراة في ملعب كاي تاك الحديث، لكن حفلاً غنائياً للمطرب جاي جي لين في نهاية الأسبوع السابق حال دون إعادة تجهيز أرضية الملعب، فتم نقل اللقاء إلى ملعب هونغ كونغ.

شهدت المباراة لحظة سريالية عندما تقدم فريق هونغ كونغ بهدف مفاجئ بعد خطأ ساذج من الحارس توم هيتون، واحتفل الجمهور المحلي على طريقة «بوزنان». ثم قام برونو فيرنانديز بمحاولة إنهاء غريبة باستخدام «رابونا» فشل خلالها، في لقطة جسدت غرابة موسم يونايتد.

دخل الفريق الشوط الثاني وهو متأخر 1 - 0، رغم تفوقه في عدد التسديدات (15 مقابل 1). الهزيمة كانت ستُعتبر كارثة أمام فريق يحتل المركز 153 في تصنيف «الفيفا».

لحسن الحظ، جاء أوبي بديلاً وسجل هدف التعادل، ثم أضاف الثاني من عرضية ميسون ماونت. وكاد يُكمل الهاتريك في الدقيقة 90، لكنه فشل في تحويل عرضية أماد، ليُسجلها آيدن هيفن ويؤمن الانتصار.

أشاد نايجل لي بأداء الفريق في الشوط الثاني، وقال: «بداية المباراة كانت مخيبة، لكني سعيد أنهم صححوا المسار. أوبي بدا مبهراً، ولم أكن أتوقع أن يلعب برونو وغارناشو وكاسيميرو نصف مباراة كاملة».

وتابع: «ربما كانوا يحاولون تعويض الجماهير المحلية بعد موسم مخيب، وزيارة قصيرة لم تتجاوز 36 ساعة».

الطقس المعتدل في هونغ كونغ ساعد الفريق على التحسن مقارنةً بأجواء كوالالمبور الخانقة. وتمت تدريبات اليوم المفتوح وسط أمطار خفيفة، مما دفع أموريم للمزاح بأن الجو أصبح «مشابهاً لمانشستر».

كان التدريب خفيفاً، وشارك فيه عدد محدود من اللاعبين. وسعى أموريم لإمتاع الحضور بإرسال بعض الكرات إلى المدرجات، ثم وقع اللاعبون أوتوغرافات قبل العودة للاستشفاء.

أقيمت فعالية لـ«أديداس» في متجرها بمنطقة مونغكوك، شارك فيها لوك شو، باتريك دورغو، وتشيدو أوبي. وأشار لي إلى «سخاء اللاعبين في التوقيع والتقاط الصور».

أما في تدريبات كوالالمبور، فقد ظهرت ملامح أسلوب أموريم، حيث اعتمد على تمرير الكرات حول مجسمات مطاطية ثقيلة مملوءة بالماء، مما استدعى تعاون الطاقم الفني لنقلها إلى الملعب. بالمقارنة، يونايتد يستخدم عادة مجسمات معدنية أخف، وهو ما دعا إلى مزاح داخلي حول تشابهها مع أداء الفريق هذا الموسم.

من ناحية أخرى، غادر كل من أونانا، هاري ماغواير، ودييغو دالوت ماليزيا مبكراً، متوجهين إلى الهند لحضور فعالية دعائية، ولم يُكملوا الرحلة إلى هونغ كونغ.

أموريم لم يستطع كتم ضحكته حين سُئل عمّا إذا كانت مهام غارناشو مع الفريق تقترب من نهايتها، فيما قدّم الأخير أداءً لافتاً في الشوط الأول.

وأكد أموريم أن برونو فيرنانديز باقٍ في الفريق رغم اهتمام الهلال السعودي، مشيداً بسلوك قائده طوال الرحلة. وقال: «سيكون رائعاً أن نعود يوماً ما حاملين الألقاب. الناس هنا لطفاء للغاية. نشكر الجميع ونتمنى العودة بنتائج أفضل وجماهير أكثر».

وختم حديثه للاعبين: «أنا كنت لاعباً، وأعلم أنكم بحاجة لفصل أنفسكم. لكننا فشلنا هذا الموسم، وعلينا الاستعداد جيداً. الموسم المقبل سيكون مفصلياً لنا جميعاً».

ثم شكر الجماهير بالصينية والإنجليزية، واختتم المؤتمر الصحافي مازحاً للصحافيين الإنجليز الأربعة: «سأفتقدكم طوال الشهرين المقبلين... إلى اللقاء».


مقالات ذات صلة

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

صحتك مواطنون يمارسون الرياضة في صالة رياضية في الأردن (أرشيفية - رويترز)

هذه التمارين تساعدك في الحصول على دماغ أصغر سناً وأكثر صحة

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من الدهون المتراكمة في منطقة البطن لديهم أدمغة أكبر سناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
رياضة عالمية ليون درايسايتل (أ.ب)

درايسايتل أول ألماني يصل إلى ألف نقطة في «دوري الهوكي الوطني»

أصبح ليون درايسايتل أحدث لاعب، وأول ألماني، يصل إلى تسجيل 1000 نقطة في «دوري الهوكي الوطني لأميركا الشمالية».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
رياضة عالمية بيدرو نيتو (رويترز)

نيتو: تشيلسي يُركز على الفوز بالكؤوس

قال بيدرو نيتو، قائد فريق تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، إن فريقه يركز على الفوز بالكؤوس؛ حيث يواصل الفريق، بقيادة المدرب إنزو ماريسكا، المنافسة في 4 بطولات.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية مارك أندريه تير شتيغن (أ.ب)

فليك: تير شتيغن يعرف أنه شارك في مباراة واحدة فقط

حصل مارك أندريه تير شتيغن حارس مرمى فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم على الإشادة من فليك المدير الفني للفريق بعد ظهوره بمستوى جيد

«الشرق الأوسط» (برشلونة )
رياضة عالمية برشلونة انتزع فوزا صعبا من غوادالاخارا (أ.ب)

«كأس ملك إسبانيا»: برشلونة وسوسيداد وفالنسيا إلى ثمن النهائي

تأهلت فرق برشلونة وريال سوسيداد وفالنسيا لدور الـ16 في كأس ملك إسبانيا، مساء الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)
أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)
TT

البرازيل تستضيف كأس الملوك للمنتخبات الشهر المقبل

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)
أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من البطولة (دوري الملوك)

أعلن دوري الملوك الأربعاء تنظيم النسخة الثانية من بطولة كأس الملوك للمنتخبات 2026، التي تستضيفها مدينة ساو باولو في البرازيل خلال الفترة من 3 إلى 17 يناير (كانون الثاني) 2026، بمشاركة 20 منتخباً وطنياً من مختلف أنحاء العالم، من بينها 4 منتخبات عربية.

وجاء الإعلان الرسمي خلال المؤتمر الصحافي الافتراضي الذي جمع الإعلام الدولي بحضور جيرارد بيكيه مؤسس ورئيس دوري الملوك إلى جانب أسطورتي كرة القدم البرازيلية رونالدو نازاريو وكاكا، وجميعهم من المتوجين سابقاً بلقب كأس العالم لكرة القدم.

وأكد جيرارد بيكيه مؤسس ورئيس دوري الملوك أن بطولة كأس الملوك للمنتخبات تمثل محطة رئيسية في روزنامة الدوري العالمية، مشيراً إلى أن تنظيم البطولة في البرازيل يمنحها بُعداً استثنائياً، خصوصاً مع مشاركة حامل اللقب على أرضه وبين جماهيره، ما يرفع من مستوى المنافسة والتفاعل الجماهيري عالمياً.

كما أعرب بيكيه عن إعجابه بالمستوى الذي قدمته المنتخبات العربية في النسخة السابقة من البطولة، وكذلك في دوري الملوك بنسخته العربية، مؤكداً أنه يتوقع حضوراً أقوى ومنافسة متقدمة من المنتخبات العربية خلال كأس الملوك للمنتخبات 2026.

من جانبه، قال رونالدو نازاريو، رئيس بطولة كأس الملوك للمنتخبات، إن شغف الجماهير البرازيلية بكرة القدم، إلى جانب الطابع الترفيهي المبتكر للبطولة، يشكلان مزيجاً مثالياً لنجاح الحدث، مؤكداً أن كأس الملوك للمنتخبات تُعد إضافة نوعية تكمل كرة القدم التقليدية، وتسهم في توسيع قاعدتها الجماهيرية حول العالم.

كما يمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البطولة كل من المنتخب السعودي الذي سيتم الإعلان عن رئيسه قريباً، ومنتخب قطر بقيادة اليوتيوبر الشهير أبو فلة، إلى جانب المنتخب الجزائري بقيادة المؤثر هاشمي في أول ظهور له ضمن منظومة دوري الملوك، والمنتخب المغربي بقيادة إلياس المالكي الذي يعود للمشاركة مجدداً.

بالإضافة إلى مشاركة عدد من نجوم كرة القدم العالميين الذين يمثلون «قادة المنتخبات»، لدعم منتخباتهم من خلال الظهور الإعلامي والتفاعل الرقمي، من أبرزهم: روبرت ليفاندوفسكي (بولندا)، وويسلي شنايدر (هولندا)، وأرتورو فيدال (تشيلي)، ونيمار دا سيلفا (البرازيل)، وسيرجيو أغويرو (الأرجنتين)، وجيمس رودريغيز (كولومبيا)، وميغيل لايون (المكسيك)، ووستون ماكيني (الولايات المتحدة).

وتُقام منافسات البطولة بنظام دور المجموعات (خمس مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات)، يليها دور الفرصة الأخيرة، ثم الأدوار الإقصائية بمشاركة ثماني منتخبات، وتقام معظم المباريات في صالة دوري الملوك في البرازيل، فيما يقام النهائي بملعب أليانز بارك في ساو باولو، الذي يتسع لأكثر من 40 ألف متفرج، ويُعد من أبرز الملاعب الرياضية في الدولة.

وكانت النسخة الافتتاحية من البطولة قد حققت أرقام مشاهدة قياسية، حيث بلغ عدد الأجهزة المتصلة بالنهائي 3.5 مليون جهاز، وأقيمت المباراة الختامية على ملعب يوفنتوس بمدينة تورينو وسط حضور جماهيري كامل.


درايسايتل أول ألماني يصل إلى ألف نقطة في «دوري الهوكي الوطني»

ليون درايسايتل (أ.ب)
ليون درايسايتل (أ.ب)
TT

درايسايتل أول ألماني يصل إلى ألف نقطة في «دوري الهوكي الوطني»

ليون درايسايتل (أ.ب)
ليون درايسايتل (أ.ب)

أصبح ليون درايسايتل أحدث لاعب، وأول ألماني، يصل إلى تسجيل 1000 نقطة في «دوري الهوكي الوطني لأميركا الشمالية».

وحقق درايسايتل (30 عاماً) هذا الإنجاز بفضل أولى تمريراته الحاسمة الأربع، خلال فوز إدمونتون أويلرز بنتيجة 6-4 على بيتسبرج بينجوينز، مساء أمس الثلاثاء.

وأصبح اللاعب رقم 103 في تاريخ «دوري الهوكي الوطني لأميركا الشمالية»، الذي يحقق هذا الإنجاز، بعدما جمع 1003 نقاط خلال 824 مباراة، بواقع 416 هدفاً و587 تمريرة حاسمة.

وقال درايسايتل: «بصفتي شخصاً نشأ في ألمانيا، كان الطريق يبدو دائماً طويلاً جداً، لقد كان مجرد حلم، بالتأكيد».

وأضاف: «الكثير من العمل الجاد، والكثير من الأشخاص الذين ساعدوني على طول الطريق. هذه الإنجازات تُنسب دائماً إلى لاعب واحد، لكن هناك عدداً كبيراً من الأشخاص الذين لعبوا دوراً كبيراً لكي أحقق هذا الإنجاز».

وأكد: «أنا ممتن للغاية، شاكر جداً، وفخور».

وانضم درايسايتل لفريق أويلرز في 2014، وأصبح أحد أفضل لاعبي «دوري الهوكي الوطني لأميركا الشمالية».


معايير «ذا بيست» تحت المجهر بعد استبعاد مبابي

كيليان مبابي (أ.ب)
كيليان مبابي (أ.ب)
TT

معايير «ذا بيست» تحت المجهر بعد استبعاد مبابي

كيليان مبابي (أ.ب)
كيليان مبابي (أ.ب)

أثار غياب كيليان مبابي عن التشكيلة المثالية لجائزة «ذا بيست 2025» حالة واسعة من الاستغراب، لا سيما أن نجم ريال مدريد كان حاضراً على منصة التتويج ضمن الثلاثة النهائيين للجائزة الفردية إلى جانب الفائز عثمان ديمبيلي ولامين يامال، في مفارقة بدت صادمة لكثيرين داخل الوسط الكروي، وذلك وفقاً لصحيفة «آس» الإسبانية.

الدهشة تصاعدت لحظة الإعلان عن أفضل أحد عشر لاعباً في العالم، حين لم يظهر اسم مبابي ضمن القائمة، رغم أنه سبق أن دخل التشكيلة المثالية في أعوام 2018 و2019 و2022 و2023. ويزداد التناقض وضوحاً إذا ما أُخذ في الاعتبار أن مهاجم ريال مدريد كان أحد أبرز هدافي الموسم، وتُوّج بالحذاء الذهبي لموسم 2024 - 2025، ما جعل غيابه موضع تساؤل، خصوصاً في ظل وجود زميله في الفريق جود بيلينغهام ضمن التشكيلة.

اللافت أن بيلينغهام، الذي قدّم موسماً أقل مستوى مقارنة بالموسم الماضي، دخل التشكيلة المثالية للمرة الثالثة توالياً، وهو ما بدا متناقضاً في نظر كثيرين. ففي الوقت الذي بدت فيه أسماء، مثل كول بالمر لاعب تشيلسي، أو بيدري لاعب برشلونة أكثر انسجاماً مع معايير الأداء، نظراً لما قدّمه الأول في كأس العالم للأندية، وتألق الثاني خلال موسم ناجح مع برشلونة، ظل وجود بيلينغهام محل نقاش، فيما جاء اختيار فيتينيا محل إجماع ولم يثر أي جدل.

وتفسّر لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم جزئياً هذا التناقض الذي أبقى بيلينغهام داخل التشكيلة، وأقصى في المقابل النجم الفرنسي. إذ جرى اختيار أفضل لاعبي العالم عبر لجنة تضم خبراء ومشجعين من مختلف أنحاء العالم، مع منح جميع الأصوات الوزن نفسه بغضّ النظر عن عدد المصوّتين. وحصل اللاعبون على نقاط وفقاً لعدد الأصوات التي نالوها في كل مركز ضمن مجموعات التصويت المختلفة، على أن يُدرج الفائز بالجائزة الفردية مباشرة في التشكيلة، فيما تُمنح المراكز التسعة التالية للاعبين الأعلى نقاطاً، وفق توزيع محدد يشمل حارس مرمى، وثلاثة مدافعين، وثلاثة من لاعبي الوسط، ومهاجمين اثنين، ثم يُستكمل العدد بلاعبين إضافيين من لاعبي الميدان الأعلى نقاطاً مع الالتزام بالحد الأقصى لكل مركز.

وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها أن ينهي لاعب سباق الجائزة الفردية ضمن المراكز الثلاثة الأولى، ثم يُستبعد من التشكيلة المثالية. ففي عام 2016، حلّ أنطوان غريزمان ثالثاً، لكنه غاب عن أفضل أحد عشر لاعباً في العالم، كما تكرر الأمر في عام 2018 مع محمد صلاح، الذي حلّ ثالثاً ثم استُبعد من التشكيلة. ولم تكن تلك المرة الوحيدة بالنسبة للنجم المصري، إذ تكرر السيناريو ذاته في عام 2021، رغم توسيع الاستثناء حينها للسماح بوجود أربعة مهاجمين، ومع ذلك لم يُدرج اسمه، في واقعة عُدّت من أكثر حالات التهميش إثارة للجدل.

ومثلما أثار وجود بيلينغهام التساؤلات، فإن غياب مبابي ورافينيا معاً كان صادماً بالقدر ذاته. اللاعب البرازيلي في صفوف برشلونة سبق أن عبّر عن استيائه من ترتيبه في سباق الكرة الذهبية حين حلّ خامساً، وفي هذه المناسبة لجأت زوجته إلى السخرية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عقب الإعلان عن التشكيلة المثالية، حيث علّقت قائلة: «هل يلعب كرة السلة؟» في إشارة مباشرة إلى غياب رافينيا.

هذا التجاهل لم يمر مرور الكرام لدى رافينيا، الذي يعد أحد أبرز عناصر برشلونة في عهد المدرب فليك، إضافة إلى تتويجه هدافاً لدوري أبطال أوروبا، ما زاد من حدة الجدل حول معايير الاختيار، وأعاد فتح النقاش حول مدى اتساق الجوائز الفردية مع الأداء الفعلي داخل الملعب.