اعتمد مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم، السماح للاعبين غير السعوديين تحت 21 عاماً المسجلين مع أندية الدوري السعودي للمحترفين بالمشاركة مع الأندية دون اشتراط استمرار تسجيلهم في الموسم التالي، شريطة ألا يكونوا قد تجاوزوا السن المحددة، على أن يبدأ تطبيق القرار اعتباراً من الموسم الرياضي 2026–2027، بما يتيح للأندية مساحة أكبر للتخطيط والاستعداد للمواسم المقبلة، ويعزز الاستقرار الفني.
وينص التعديل الجديد المقرر الموسم المقبل على أنه «لا يستوجب اسقاط لاعب تحت 21 عاما ان تجاوز السن مادام عقده مستمر، في حال أراد النادي تغيير أي من اللاعبين الثمانية فوق سن الـ21 عاماً»، أي بمعنى أنه يظل مستمراً بصفته لاعب «مواليد» ولكن مع عدم اشتراط لاعب تحت سن الـ21 عاما كبديل لأحد اللاعبين الاجانب الثمانية الرئيسيين في حال التغيير، ورغم التعديلات الجديدة إلا أن مشاركته ستكون مصرحة في جميع البطولات ولكن باستثناء الدوري السعودي للمحترفين.
جاء ذلك خلال اجتماعه الدوري الذي عقد الخميس برئاسة ياسر المسحل، والذي أقرّ من خلال تشديد العقوبات المتعلقة بمخالفات التمييز والعنصرية، واعتمد فيه أيضا جملة من القرارات التنظيمية والإدارية.
وأقرّ المجلس المادة (72) من لائحة الانضباط والأخلاق، التي تحظر على أي شخص خاضع لأحكام اللائحة الإساءة إلى كرامة الأفراد أو الجماعات بالقول أو الفعل أو الإشارة، أو ممارسة أي سلوك مهين أو عنصري أو تمييزي، على أساس العِرق أو اللون أو الأصل الاجتماعي أو الجنس أو النوع أو الإعاقة أو اللغة أو العقيدة أو الرأي السياسي أو الحالة المادية أو المولد أو أي سبب آخر.
وبحسب المادة المعتمدة، يُعاقَب اللاعب الذي يرتكب مخالفة تمييز بالإيقاف لمدة لا تقل عن ست مباريات ولا تزيد على سنتين، إضافة إلى غرامة مالية قدرها 100 ألف ريال، فيما يُعاقَب المسؤول بحرمانه من المشاركة في أي نشاط يتعلق بكرة القدم لمدة لا تزيد على سنتين، مع غرامة مالية قدرها 200 ألف ريال.
ونصّت اللائحة على تشديد العقوبات في حال تكرار المخالفة أو ارتكابها من أكثر من شخص من النادي نفسه، إذ يجيز للجنة المختصة خصم ثلاث نقاط من رصيد الفريق عند المخالفة الأولى، وست نقاط عند المخالفة الثانية، كما يحق لها إنزال الفريق إلى درجة أدنى عند المخالفة الثالثة. وفي البطولات التي تُقام بنظام خروج المغلوب، يجوز إبعاد الفريق من المسابقة وفرض غرامة مالية لا تقل عن 100 ألف ريال.
وفيما يخص مخالفات الجماهير، أقرّ المجلس فرض غرامة مالية قدرها 200 ألف ريال على النادي في حال ارتكاب جماهيره سلوكاً تمييزياً، مع حرمان الجماهير من دخول الملعب من مباراة واحدة إلى ست مباريات في حال التكرار، فيما أجاز النظام في الحالات الخطيرة فرض عقوبات إضافية تشمل لعب مباريات دون جمهور، أو خصم نقاط، أو خسارة المباراة، أو الحرمان من المشاركة في المسابقة أو البطولة.
وفي سياق آخر، اطّلع المجلس على التقارير الفنية الخاصة بمشاركات المنتخبات الوطنية خلال الفترة الماضية، والتي شملت كأس العالم تحت 17 عاماً، وكأس العالم تحت 20 عاماً، وكأس العرب (فيفا)، وبطولة غرب آسيا للواعدات والسيدات، إضافة إلى برامج إعداد المنتخبات للاستحقاقات المقبلة، ومن بينها التقرير الفني المقدم من مدرب المنتخب الوطني تحت 23 عاماً، استعداداً لخوض غمار كأس آسيا التي تستضيفها المملكة اعتباراً من السادس من يناير المقبل.
كما رحّب المجلس بإعلان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم استضافة مدينة جدة للأدوار النهائية من دوري أبطال آسيا للنخبة، مؤكداً أن هذه الاستضافة تعكس جاهزية المملكة المتواصلة لتنظيم أكبر الأحداث الرياضية القارية والدولية.
واطّلع المجلس أيضاً على التقارير الإدارية والفنية والمالية المقدمة من الأمانة العامة، ضمن مراجعة شاملة للمبادرات والبرامج المنفذة في المواسم السابقة، وفق المنهجية الجديدة التي تتبناها الأمانة العامة لرفع جودة العمل وتعزيز التكامل مع القطاع الرياضي، إلى جانب خطط التطوير وتحسين العمليات المستقبلية بما يدعم مستهدفات كرة القدم السعودية.
وبناءً على ما سبق، وافق المجلس على توصية الأمانة العامة بإلغاء رابطة دوري الدرجة الثانية، بعد دراسة الجوانب المالية والإدارية والتنظيمية، واستناداً إلى مقترحات واستبيانات أُجريت مع الأندية، على أن تتولى الأمانة تسلّم أعمال الرابطة واستكمال الإجراءات النظامية ونقل جميع الاختصاصات إلى الاتحاد، بما يعزز الحوكمة ويوحّد الجهود التشغيلية تحت إطار أكثر كفاءة.
ويعكس القرار التزام الاتحاد بمنهجيته القائمة على مشاركة الأندية والتكامل مع القطاع الرياضي، حيث بُنيت التوصيات على دراسات تفصيلية واستبيانات ومقترحات الأندية، بما يضمن توافق القرارات مع الاحتياجات الفنية.
وجاء قرار إلغاء رابطة دوري الدرجة الثانية ضمن توجه الاتحاد نحو تعزيز التكامل المؤسسي وتوحيد الجهود التشغيلية، بما يرفع كفاءة العمل الإداري والتنظيمي ويعزز مبادئ الحوكمة والوضوح.
وجاء قرارا (اللاعبين تحت 21 ... وإلغاء الرابطة) بعد مراجعة شاملة للجوانب المالية والإدارية والتنظيمية والفنية، تأكيدًا على أن كل قرار يصدر يخضع لتحليل معمّق يراعي الأثر قصير وطويل المدى.
وحرص الاتحاد على الإعلان المبكر لتطبيق قرار مشاركة اللاعبين غير السعوديين تحت 21 عامًا اعتبارًا من موسم 27/26 بما يتيح للأندية الوقت الكافي للاستعداد والتخطيط الفني والاستثماري دون ضغوط زمنية.
وتأتي هذه القرارات امتدادًا للمنهجية الجديدة التي تتبناها الأمانة العامة، القائمة على المراجعة الشاملة للوائح والتشريعات، والتكامل مع القطاع الرياضي، وتحسين جودة العمليات بما يخدم مستهدفات كرة القدم.
وتؤكد القرارات أن الاتحاد السعودي لكرة القدم يعمل بصفته الجهة التشريعية والتنظيمية، التي تضع مصلحة المنظومة والأندية في مقدمة أولوياتها، بعيدًا عن الحلول المؤقتة أو الضغوط.
وتعكس مخرجات الاجتماع تجديد لطريقة العمل المؤسسي، قوامها التكامل، المشاركة، الدراسة، والتخطيط المسبق، بما يعزز استدامة التطوير في كرة القدم السعودية.
وجاء قرار إلغاء رابطة دوري الدرجة الثانية بعد تلقي الاتحاد مجموعة من الخطابات الرسمية من الأندية وبناءً على نتائج الاستبيان الذي أجري لها، والتي عكست تحديات تشغيلية وتنظيمية، ما دفع الأمانة العامة إلى فتح دراسة شاملة بمشاركة أصحاب المصلحة قبل رفع التوصية للمجلس.