أعلن الجيش السوداني، الخميس، عثوره على مقبرة جماعية «تضم رفات مواطنين احتجزتهم ميليشيا الدعم السريع، داخل إحدى المدارس في منطقة الصالحة جنوب أم درمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم».
وقال، في بيان على موقعه عبر «فيسبوك»، إنه «تمكّن من تحرير عدد كبير من المواطنين والمتقاعدين من القوات النظامية كانت الميليشيا قد اعتقلتهم من منازلهم، على خلفية انتماءات عِرقية، دون ارتكابهم أي جرم».
مقابر جماعية و183 ناجياً من أصل 648 معتقلاً حرّرهم الجيش جنوبي أم درمانالتفاصيل: https://t.co/yE53FcLbSh#السودان #انتهاكات_السودان_الحقوقية pic.twitter.com/ewTr4LMK9t
— انتهاكات السودان - sudan violations (@violationssudan) May 22, 2025
وتداول عناصر من الجيش، على منصات التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو، قالوا إنها مقابر جماعية تضم جثث معتقلين في سجون «قوات الدعم السريع» التي كانت تسيطر على منطقة الصالحة. وأظهر أحد هذه المقاطع صفوفاً من الجثث داخل حجرات من الأسمنت، ومغطاة.
وأشار الجيش إلى أن «عدد المحتجَزين داخل المدرسة بلغ 648 مدنياً، استُشهد منهم 465 بسبب الإهمال الحادّ، ونقص الغذاء والدواء والرعاية الصحية، قبل أن يجري دفنهم في مقابر جماعية، ضمّ بعضُها أكثر من 27 جثة».

وذكر أنه عُثر على هذه «المقابر الجماعية أثناء عمليات تطهير مناطق جنوب الخرطوم، التي جَرَت أخيراً بعد المعارك التي مكّنته من السيطرة على منطقة الصالحة».
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش والفصائل المتحالفة معها «نفّذت عمليات قتل ضد عدد من المدنيين بمزاعم التخابر والتعاون مع قوات (الدعم السريع)، وسط مخاوف من ازدياد الانتهاكات أكثر بعد إحكام سيطرتها على المنطقة».
وقالت قوات «الدعم السريع»، في بيان على منصة «تلغرام»، الثلاثاء الماضي، إن ما جرى عرضه من قِبل الجيش السوداني «يعود لجثامين متحللة وهياكل رفات بشرية قديمة داخل إحدى المشارح الجامعية بمدينة أم درمان كانت محفوظة لأغراض التعليم، إلا أن الحرب المستمرة لأكثر من عامين تسببت في توقف أعمال الصيانة والمتابعة الدورية، ما أدى إلى تحللها وتراكم الغبار والأتربة عليها».
وأوضحت أنه سبق للنيابة العامة «أن تناولت هذه القضية قبل سنوات، عبر لجنة عدلية متخصصة، حيث ثبت أن بعض هذه الجثث سُلّمت بالفعل لكليات الطب لأغراض أكاديمية، دون إخطار الأجهزة العدلية والأمنية، وشمل التحقيق استجواب مسؤولين بارزين في إدارة المشارح وكليات الطب».
واستنكرت قوات «الدعم السريع» ما سمّته «التوظيف السياسي لقضية معلومة وموثّقة في سِجلات النيابة، ومحاولة إعادة إنتاجها في سياق الحرب الحالية لتشويه سُمعة قواتها وإلصاق تُهم ملفَّقة لعناصرها».







