حلفاء كييف ينذرون موسكو: وقف إطلاق النار لـ30 يوماً أو «عقوبات هائلة»

فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني وإيمانويل ماكرون نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كييف (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني وإيمانويل ماكرون نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كييف (أ.ب)
TT

حلفاء كييف ينذرون موسكو: وقف إطلاق النار لـ30 يوماً أو «عقوبات هائلة»

فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني وإيمانويل ماكرون نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كييف (أ.ب)
فولوديمير زيلينسكي الرئيس الأوكراني وإيمانويل ماكرون نظيره الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في كييف (أ.ب)

وجهت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون، إلى جانب الولايات المتحدة، السبت إنذاراً إلى روسيا من أجل وقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يوماً ابتداء من الاثنين، تحت طائلة فرض الدول الغربية «عقوبات هائلة» جديدة على موسكو في حال رفضه.

ووُجّه الإنذار خلال زيارة إلى كييف قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والبولندي دونالد توسك، مؤكدين أن هذا الطرح يحظى أيضاً بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما يظهر وحدة موقف نادرة بين الدول الغربية.

وندد الكرملين، السبت، بموقف أوروبي «صدامي» حيال روسيا، ولكن من دون أن يرد في شكل مباشر على الإنذار الذي وجهه حلفاء كييف، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، للصحافيين: «نسمع تصريحات متناقضة من جانب أوروبا. إنها تركز بشكل عام على المواجهة أكثر من تركيزها على مبادرات تهدف إلى إحياء علاقاتنا في شكل أو في آخر».

وقدّمت أوكرانيا مقترحاً لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، ولكن روسيا رفضته داعية إلى تقديم التزامات بتحقيق مطالبها أولاً، ولا سيما وقف تسليم الأسلحة الغربية إلى كييف.

وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وألمانيا وبولندا في حديقة القصر الرئاسي الأوكراني، السبت، إن البلدان المنضوية في «تحالف الدول الراغبة» الداعمة لكييف، «قررت دعم وقف إطلاق النار» لمدة 30 يوماً «مع إشراف توفره الولايات المتحدة بشكل أساسي»، على أن «يساهم (في ذلك) كل الأوروبيين».

وأجرى نحو عشرين بلداً في «تحالف الدول الراغبة» الداعم لأوكرانيا محادثات عبر الفيديو مع القادة الأوروبيين المجتمعين في أوكرانيا إلى جانب زيلينسكي.

وأكد ماكرون أنه في حال رفضت روسيا وقف إطلاق النار هذا أو قبلته ولكن انتهكته «اتفقنا على إعداد عقوبات هائلة ومنسّقة بين الأوروبيين والأميركيين».

وقال رئيس الوزراء البريطاني «إن الموقف الذي توصلنا إليه اليوم هو الوحدة المطلقة بين سلسلة من البلدان في كل أنحاء العالم، بينها الولايات المتحدة».

ودعا ماكرون إلى إجراء «محادثات مباشرة» بين أوكرانيا وروسيا في حال التوصل إلى هدنة مدتها 30 يوماً.

وحذّر ميرتس روسيا من أنه في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطرح «فسيكون هناك تشديد هائل للعقوبات وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعاً، ولكن أيضاً المالية والعسكرية».

وأكد ميرتس أن «هذه الحرب لا تهدد وحدة أراضي أوكرانيا فحسب، بل تهدف إلى تدمير النظام السياسي الأوروبي بأكمله. ولهذا السبب نقف إلى جانب أوكرانيا».

شرط روسي

وفي وقت سابق، السبت، قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها، على منصة «إكس» إن «أوكرانيا وجميع حلفائها مستعدون لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار براً وجواً وبحراً لمدة 30 يوماً على الأقل يبدأ الاثنين» عادّاً أن مثل هذه الهدنة «يمكن أن تفتح الطريق أمام مفاوضات سلام» مباشرة بين موسكو وكييف بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي.

وأفاد سيبيها بأن زيلينسكي والزعماء الأوروبيين الأربعة أجروا، السبت، «اتصالاً مثمراً» مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب «ركز على جهود السلام» في أوكرانيا.

وحض ترمب الخميس موسكو على قبول مقترح وقف إطلاق النار هذا.

وحظي هذا المقترح أيضاً بدعم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، السبت. وقالت فون دير لاين، على «إكس»: «يتعين تطبيقه من دون شروط مسبقة تمهيداً لمفاوضات سلام جادة».

ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا غداة استخدام بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بحضور نحو عشرين زعيماً أجنبياً بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وفي مقابلة مع قناة «إيه بي سي» الأميركية، السبت، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن إمدادات الأسلحة من حلفاء أوكرانيا يجب أن تتوقف قبل أن توافق روسيا على وقف لإطلاق النار.

وأضاف بيسكوف أن أي هدنة ستكون «مفيدة لأوكرانيا» في وقت «تتقدم القوات الروسية... بثقة كبيرة» على الجبهة. وعدّ ماكرون أن روسيا تلجأ إلى «المماطلة».

إنذار أميركي

ورفضت موسكو حتى الآن دعوات وقف إطلاق النار، معلنة فقط هدنة من جانب واحد لمدة ثلاثة أيام من المقرر أن تنتهي منتصف ليل السبت.

ولم تبلغ أوكرانيا عن أي ضربات صاروخية روسية بعيدة المدى على مدنها منذ بدء هذه الهدنة، لكنها اتهمت روسيا بارتكاب مئات الانتهاكات على خط الجبهة.

وعلى مقربة من خط الجبهة في شمال شرقي أوكرانيا، أكد المتحدث باسم لواء خارتيا العسكري الأوكراني، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، السبت، أنه «لا هدنة» وأن شدة القتال «هي نفسها تقريباً» كالمعتاد، بعد تعرض قواته لإطلاق نار كثيف منذ الخميس مع بداية وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين.

وحذرت السفارة الأميركية في أوكرانيا، الجمعة، من خطر وقوع «هجوم جوي» روسي كبير في الأيام المقبلة.

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية، السبت، أن روسيا أعلنت إغلاق المجال الجوي فوق موقعها العسكري الذي استخدم لإطلاق صاروخ «أوريشنيك» فرط الصوتي في عام 2024، في علامة محتملة على استعدادات لضربة باليستية جديدة.

ومنذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض وتقاربه مع بوتين، يخشى الأوكرانيون والأوروبيون إبعادهم عن أي محادثات بشأن أوكرانيا، لكنهم يأملون في أن تستمع واشنطن لمطالبهم بعد اجتماع ترمب وزيلينسكي الذي وصف بأنه إيجابي، في روما 26 أبريل (نيسان)، على هامش جنازة البابا فرنسيس.


مقالات ذات صلة

إستونيا: أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا إلى أراضينا

أوروبا جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)

إستونيا: أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا إلى أراضينا

قالت وزارة الخارجية الإستونية إن ثلاثة أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا بشكل غير قانوني إلى الأراضي الإستونية أمس (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (ريغا)
أوروبا المزارعون في وقفة احتجاجية ضد اتفاقية زراعية مع البرازيل أمام البرمان الأوروبي في لوكسمبورغ (أ.ف.ب) play-circle

القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

طالبت رئيسة المفوضية الأوروبية قادة الاتحاد الأوروبي بعدم مغادرة القمة التي تُعقد، الخميس، في بروكسل من دون التوصل إلى اتفاق على تمويل أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى قرار بشأن استخدام الأصول الروسية قبل نهاية السنة

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن بلده بحاجة إلى قرار أوروبي بشأن استخدام الأصول الروسية المجمَّدة قبل نهاية العام.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك (الثاني من اليمين) يزور خط السكة الحديد الذي تعرض للتخريب بالقرب من ميكا - بولندا 17 نوفمبر 2025 (أ.ب) play-circle

مسؤولون غربيون: روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة

يقول مسؤولون غربيون إن روسيا تحاول إغراق أوروبا بحملة تخريب واسعة النطاق تشمل عدداً من الدول الأوروبية، أبرزها دول مجاورة لروسيا ودول داعمة لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل ببلجيكا 16 يوليو 2025 (رويترز) play-circle

الاتحاد الأوروبي: قمة الفرصة الأخيرة لإنقاذ أوكرانيا

اليوم تقف أوروبا أمام مفترق حاسم يضع الاتحاد أمام المحك في لعبة متقاطعة بين روسيا والولايات المتحدة والصين، تتقاذف أطرافها الكرة الأوكرانية.

شوقي الريّس (بروكسل)

إستونيا: أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا إلى أراضينا

جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)
جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)
TT

إستونيا: أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا إلى أراضينا

جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)
جنود روس يصطفون في فبراير 2024 خلال حفل افتتاح نصب تذكاري لأفراد الخدمة الروسية الذين قُتلوا خلال الحرب (رويترز)

قالت وزارة الخارجية الإستونية إن ثلاثة أفراد من «حرس الحدود» الروسي عبروا بشكل غير قانوني إلى الأراضي الإستونية أمس (الأربعاء).

وأضافت الوزارة أنه جرى رصد الضباط عند خط السيطرة بين إستونيا وروسيا عند حاجز أمواج في نهر نارفا، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

ووصلوا إلى الموقع في زورق، ثم واصلوا السير على الأقدام على طول الحاجز النهري، ولاحقاً عادوا إلى مركبتهم ورجعوا إلى الجانب الروسي.

ونشرت الوزارة مقطع فيديو سجلته كاميرا مراقبة قالت إنه يوثق الحادثة التي وقعت بالقرب من قرية فاسكنارفا.

وقال وزير الداخلية الإستوني إيجور تارو، إن دوافع «حرس الحدود» الروسي غير واضحة. وأضاف، عبر التلفزيون الإستوني: «لم يكن هناك تهديد أمني على الفور، ولكن الشرطة و(حرس الحدود) كثفا وجودهما ودورياتهما بشكل كبير».

وبحسب التقارير الإعلامية، ظل «حرس الحدود» في الأراضي الإستونية نحو 20 دقيقة. ولم يتم إصدار إخطار مسبق.

واستدعت إستونيا القائم بأعمال السفارة الروسية في تالين وسلّمته مذكرة دبلوماسية. وقال وزير الخارجية مارغوس تساكنا: «لقد عززنا المراقبة في المنطقة، ونحن مستعدون لاتخاذ رد فعل». وأضاف أن أفضل رد على اختبار روسيا للحدود هو مواصلة دعم أوكرانيا، وزيادة الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو.

كما التقى ممثلو سلطات «حرس الحدود» من البلدين رداً على الواقعة. ولم يتم الكشف عن تفاصيل في البداية عن مضمون الاجتماع ونتيجته. وذكر تارو أنه تم تأجيله ساعتين من قبل الجانب الروسي لأسباب فنية مزعومة.


القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
TT

القمة الأوروبية أمام قرار حاسم بشأن استخدام الأصول الروسية لدعم أوكرانيا

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المقر الرئيسي في بروكسل (رويترز)

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن قادة الاتحاد الأوروبي لن يغادروا القمة التي تُعقد، الخميس، في بروكسل من دون التوصل إلى اتفاق في شأن تمويل أوكرانيا.

وقالت رئيسة السلطة التنفيذية الأوروبية في تصريح للإعلاميين: «علينا أن نجد حلاً اليوم»، لكنها أعربت عن دعم «تام للمطالب البلجيكية بأن تتشارك» كل دول الاتحاد «المخاطر المرتبطة بقرض إعادة الإعمار» الذي يقتضي تمويله استخدام الأصول الروسية المجمّدة.

ومن المتوقع أن تمتد المفاوضات لوقت إضافي، حيث من المرجح أن يبقى قادة الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية حتى الجمعة.

مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس خلال جلسة لمجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد في بروكسل الاثنين (رويترز)

واقترحت المفوضية الأوروبية استخدام أصول البنك المركزي الروسي المجمدة، والموجودة في معظمها في غرفة مقاصة بلجيكية، لتقديم قرض ضخم لكييف، إلا أن بلجيكا تشعر بقلق بالغ إزاء المخاطر القانونية والمالية، وعبرت دول أخرى، من بينها إيطاليا، عن قلقها أيضاً، وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن «هذه قرارات معقدة ولا يمكن فرضها».

ووصف رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الخميس، فكرة استخدام الاتحاد الأوروبي للأصول الروسية بأنها محكوم عليها بالفشل؛ لأن هناك أقلية مانعة تعارضها.

وقال أوربان للصحافيين لدى وصوله إلى القمة، إن تمويل أوكرانيا من قرض مشترك للتكتل غير مقبول بالنسبة للمجر.

«المال اليوم أو الدم غداً»

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: «أمامنا الآن خيار بسيط؛ إما المال اليوم وإما الدماء غداً. ولا أتحدث هنا عن أوكرانيا فقط، بل عن أوروبا بأكملها... يتعين على جميع القادة الأوروبيين أن يرتقوا إلى مستوى هذا التحدي».

وأضاف: «هذا قرارنا لنتخذه، وهو قرارنا نحن فقط». ويتمثل نموذج التمويل الأكثر إثارة للجدل في إتاحة أصول الدولة الروسية المجمدة بموجب عقوبات الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا في شكل «قرض»، لن يتعين على كييف سداده إلا إذا قدمت روسيا تعويضات بعد الحرب. وقال توسك: «أعتقد أنه يتعين على جميع القادة الأوروبيين أن ينهضوا أخيراً لهذه المناسبة»"

رئيسة المفوضية مع المستشار الألماني في قمة الاتحاد (أ.ف.ب)

ويشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شخصياً في القمة، بعدما كان متوقعاً، في وقت سابق، أن يشارك عن طريق مكالمة فيديو، في خطوة تعكس مدى إلحاح الوضع من وجهة نظر كييف.

ونبّه زيلينسكي، الخميس، إلى أن كييف ستواجه «مشكلة كبيرة» في حال أخفق قادة الاتحاد الأوروبي في التوصل إلى اتفاق لتمويل المساعدات لأوكرانيا. وقال: «من دون ذلك (القرار)، ستكون لدى أوكرانيا مشكلة كبيرة».

وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن الإدارة الأميركية تمارس ضغطاً على الدول الأوروبية لكي تُثنيها عن فكرة استخدام الأصول الروسية.

وأضاف أن زيلينسكي «سيتوجه إلى بروكسل لحض الدول الأوروبية على تبني قرار» استخدام تلك الأرصدة، علماً بأن هناك «سبع دول ما زالت لم تعلن دعمها لهذه الفكرة».

الرئيس الأوكراني خلال مؤتمر صحافي في بروكسل الخميس (أ.ف.ب)

وقال مسؤول أميركي، طالباً عدم كشف هويته، في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، الأربعاء، إن الأوروبيين «يطلبون منا في الخفاء التدخل في هذه المسألة لأنهم لا يريدون أن يكونوا علناً ضدها». وأضاف: «إنهم يخشون الضرر الطويل الأمد الذي سيلحق بالاستثمارات الطويلة الأجل في نظامهم ومصداقية مؤسساتهم».

ونصّت نسخة سابقة من خطة ترمب لإنهاء الحرب على أن تستخدم واشنطن بعض الأصول الروسية المجمّدة في عملية تقودها الولايات المتحدة لإعادة إعمار أوكرانيا التي دمّرتها الحرب.

وقالت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض آنا كيلي: «لدى الأوكرانيين والروس مواقف معلنة بوضوح بشأن الأصول المجمّدة، ودورنا الوحيد هو تسهيل الأخذ والرد الذي يمكن أن يفضي في نهاية المطاف إلى اتفاق».

رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان يتوقع فشل القمة (أ.ف.ب)

وتؤيّد غالبية واسعة من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد هذا الخيار، لكن بلجيكا تعارضه، خشية تعرضها لإجراءات انتقامية روسية، وتقول إنها لا تريد أن تكون الدولة الوحيدة التي تتحمّل العواقب في حال حدوث مشكلة.

وتخشى بلجيكا اتخاذ روسيا إجراءات انتقامية اقتصادية وقانونية في حقها؛ إذ إن مؤسسة «يوروكلير» المالية التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، تملك إدارة الجزء الأكبر من أصول البنك المركزي الروسي المجمّدة في أوروبا.

وتواجه أوكرانيا في حال عدم اتخاذ القرار خطر نفاد الأموال بحلول الربع الأول من عام 2026. وتعهّد الأوروبيون تقديم الجزء الأكبر من الدعم المالي والعسكري لكييف خلال العامين المقبلين، بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقف دعم الولايات المتحدة.

رئيس وزراء بلجيكا مع نظيريه البولندي والدنماركي في بروكسل لحضور القمة (رويترز)

وبحسب دبلوماسي في بروكسل، يمكن تطبيق حل انتقالي في حال عدم التوصل إلى اتفاق؛ لأن «أوكرانيا لا تستطيع الانتظار». لكنّ لم يعرف أحد بعد ما سيكون عليه هذا الحل بالضبط، بحسب دبلوماسي آخر؛ لذا يُرجَّح أن تطول المفاوضات.

ويُبدي رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا الذي سيرأس المحادثات، استعداده لتمديدها ما دام الأمر لازماً، لتجنّب فشل القمة. وهذا احتمال لا يرغب أحد في النظر فيه بعد انتقاد ترمب «لضعف» القادة الأوروبيين.

الرئيس الفرنسي ماكرون (إ.ب.أ)

روسيا تهدد وبلجيكا تطالب القفز بمظلة واحدة

وتحتفظ بلجيكا بنحو 185 مليار يورو من إجمالي 210 مليارات يورو من الأصول الروسية المجمدة.

وتخشى الحكومة البلجيكية بشكل خاص من أن تقوم موسكو بالانتقام من الأفراد والشركات الأوروبية الخاصة، على سبيل المثال من خلال مصادرة ممتلكاتهم في روسيا، وتطالب بضمانات وقائية.

ويتطلب إقرار القرض ما يسمى بـ«الأغلبية المؤهلة»، أي موافقة 15 دولة على الأقل من أصل 27 دولة عضواً في الاتحاد، تمثل 65 في المائة من الكتلة، ولكن من المستبعد أن ترغب دول الاتحاد الأخرى في تجاوز بلجيكا بالتصويت.

ويقول البنك المركزي الروسي إن خطط استخدام الاتحاد الأوروبي لأصوله غير قانونية، وإنه يحتفظ بحقه في استخدام جميع الوسائل المتاحة لحماية مصالحه.

ورفع البنك دعوى قضائية في موسكو، هذا الأسبوع، يطالب فيها بتعويض قدره 230 مليار دولار من شركة المقاصة «يوروكلير».

وهذا ما جعل مساعي المفوضية الأوروبية إلى استخدام الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا بواسطة ما يُعرف بـ«قرض تعويضات»، تصطدم منذ أسابيع بمعارضة بلجيكا.

وقال قادة الاتحاد الأوروبي إن من الضروري أن يتوصلوا إلى حل. وهم حريصون أيضاً على إظهار قوة الدول الأوروبية وعزيمتها بعد أن وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأسبوع الماضي، «بالضعف».

وشدّد رئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر مجدداً، الخميس، على أن بروكسل لا يمكن أن تتحمل «وحدها» مخاطر استخدام الأصول الروسية المجمدة على أراضيها.

وقال: «نحتاج إلى مظلة قبل أن نقفز. إذا قفزنا، نقفز جميعاً معاً»، مطالباً بضمانات من كل الدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي لتقاسم المخاطر في حال حصول مشكلات.

وأشار بارت دي ويفر، الخميس، إلى أن «بلجيكا تواصل المطالبة بأن يتولى الاتحاد الأوروبي، لا بلجيكا وحدها، المسؤولية المالية الكاملة عن مجمل المخاطر التي لا تزال مجهولة إلى اليوم».

جورجيا ميلوني في القمة (رويترز)

وأدلى دي ويفر بتصريحاته في البرلمان الفيدرالي البلجيكي، كما نقلت عنه كالة الأنباء البلجيكية (بيلجا)، قبل أن يتوجه إلى القمة. وأضاف دي ويفر: «إذا شئت أن أكون واضحاً، لم أرَ حتى الآن نصاً يمكن أن يرضيني ويجعل بلجيكا تعطي موافقتها». وتابع قائلاً: «آمل أن أراه اليوم ربما، لكنني لم أره بعد».

وينظر الاتحاد الأوروبي إلى حرب روسيا على أنها تهديد لأمنه، ويريد إبقاء أوكرانيا ممولة وقادرة على القتال. وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: «لا يمكننا تحمل الفشل. علينا أن نظهر أننا أقوياء»، مضيفة أن القادة سيواصلون مباحثاتهم في بروكسل قدر ما يتطلبه إيجاد حل.

وذكر المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن هناك سبيلاً للمضي قدماً والتوصل إلى اتفاق لتمويل احتياجات أوكرانيا، مضيفاً: «انطباعي هو أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق. أتفهم مخاوف بعض الدول الأعضاء، وخاصة الحكومة البلجيكية، لكنني آمل أن نتمكن من معالجتها معاً».


لوكاشنكو: صاروخ «أوريشنيك» الروسي القادر على حمل رؤوس نووية نُشر في بيلاروسيا

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
TT

لوكاشنكو: صاروخ «أوريشنيك» الروسي القادر على حمل رؤوس نووية نُشر في بيلاروسيا

الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)
الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو خلال اجتماع مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بموسكو يوم 26 سبتمبر 2025 (رويترز)

أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو في مؤتمره الصحافي السنوي، الخميس، أن صاروخ أوريشنيك الروسي الفرط صوتي، القادر على حمل رؤوس نووية، نُشر في بيلاروسيا منذ الأربعاء.

وقال لوكاشنكو إن «أوريشنيك موجود في بيلاروسيا منذ أمس» الأربعاء، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي أغسطس (آب)، أعلن نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو بدأت بإنتاج هذا الصاروخ من الجيل الأحدث وذي القدرة النووية، لافتاً إلى أن موسكو قد تنشره في بيلاروسيا عام 2025.