دي غيندوس: التوترات التجارية جرس إنذار لأوروبا لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري

وسط مراقبة «البنك المركزي» أسواق البنوك والسندات بمنطقة اليورو

دي غيندوس خلال مؤتمر صحافي بعد «اجتماع السياسة النقدية» لـ«البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
دي غيندوس خلال مؤتمر صحافي بعد «اجتماع السياسة النقدية» لـ«البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
TT
20

دي غيندوس: التوترات التجارية جرس إنذار لأوروبا لتعزيز استقلالها الاقتصادي والعسكري

دي غيندوس خلال مؤتمر صحافي بعد «اجتماع السياسة النقدية» لـ«البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (أرشيفية - رويترز)
دي غيندوس خلال مؤتمر صحافي بعد «اجتماع السياسة النقدية» لـ«البنك المركزي الأوروبي» في فرنكفورت بألمانيا (أرشيفية - رويترز)

أعرب لويس دي غيندوس، نائب رئيس «البنك المركزي الأوروبي»، يوم الثلاثاء، عن تفاؤله النسبي حيال قدرة أوروبا على التعامل مع التوترات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة. وأضاف، خلال مشاركته في حدث بإسبانيا: «أنا متفائل نسبياً. من وجهة نظر أوروبا، كانت هذه التوترات جرس إنذار. لقد أدركنا ضرورة تعزيز استقلالنا؛ سواء عسكرياً واقتصادياً».

وأشار إلى أن أوروبا بحاجة إلى التفاوض مع الولايات المتحدة «بعقل بارد»، وفقاً لما أوردته «رويترز».

من جانبه، صرح يانيس ستورناراس، عضو مجلس إدارة «البنك المركزي الأوروبي»، بأن الارتفاع المحتمل في معدلات التضخم، والحرب التجارية العالمية التي قد تنشأ نتيجة فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب الرسوم الجمركية، قد يؤديان إلى تأخير عملية تطبيع السياسة النقدية بمنطقة اليورو.

وأضاف ستورناراس، الذي يشغل منصب محافظ «بنك اليونان»، خلال الاجتماع السنوي للمساهمين في «البنك المركزي اليوناني»: «أي زيادة إضافية في معدلات التضخم أو توقعات التضخم قد تؤخر، أو حتى توقف، عملية تطبيع السياسة النقدية؛ مما قد يؤدي إلى تفاقم الظروف المالية وزيادة الضغوط على النمو الاقتصادي».

كما أشار إلى أن «تأثير الرسوم الجمركية الأميركية لن يقتصر على الولايات المتحدة وأوروبا فقط، بل سيطول أيضاً دولاً أخرى لم تفرض عليها الرسوم؛ مما سيجعل الجميع يشعرون بتداعيات تباطؤ التجارة العالمية».

من جهة أخرى، ذكر اقتصاديون أن التراجع الحاد في الأسواق المالية العالمية، الذي تسببت فيه خطة الرسوم الجمركية الأميركية، قد يعزز من مبررات اتخاذ «البنك المركزي الأوروبي» خطوة إضافية نحو خفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل؛ مما يدعم الدعوات إلى تبني سياسة نقدية أكبر تيسيراً.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر وكالة «رويترز»، يوم الثلاثاء، بأن «البنك المركزي الأوروبي» قد زاد من مراقبته البنوك وأسواق السندات بمنطقة اليورو في ظل تراجع الأسهم العالمية نتيجة حرب التجارة، إلا إنه لم يجد حتى الآن أي سبب للقلق.

وقد عزز «البنك المركزي الأوروبي»، الذي يحدد أسعار الفائدة لـ20 دولة تستخدم اليورو ويشرف على أكبر البنوك في المنطقة، مستوى مراقبته في ظل احتمال أن تؤدي عمليات البيع في الأسواق إلى أضرار للاقتصاد الحقيقي إذا استمرت مدة طويلة.

وتمكن المشرفون على البنوك من إجراء اتصالات أكثر من المعتاد مع البنوك لمراجعة الودائع وأشكال التمويل الأخرى، وكانت الردود حتى الآن مطمئنة.

كما ركز صانعو السياسة على فروق أسعار السندات الحكومية، أو العلاوة التي يدفعها المقترضون الأضعف مقارنة بألمانيا، التي تعدّ ملاذاً آمناً بمنطقة اليورو، وقد تبين أن هذه الفروق لا تزال تحت السيطرة رغم اتساعها بعض الشيء.


مقالات ذات صلة

مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أفضل أداء منذ 2021

الاقتصاد امرأة تتسوق في متجر «سيلفريدجز» بشارع أكسفورد (أرشيفية - رويترز)

مبيعات التجزئة البريطانية تسجل أفضل أداء منذ 2021

أفاد تجار التجزئة البريطانيون بتحقيق أفضل بداية سنوية لهم منذ عام 2021، في تطور قد يشكِّل دفعةً مؤقتةً للاقتصاد، وسط ضغوط متزايدة ناجمة عن ارتفاع الفواتير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد د. جهاد أزعور يتحدث على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي في واشنطن (من موقع الصندوق على «إكس»)

صندوق النقد يتوقع نمو الاقتصاد المصري 4.3% العام المقبل

قال مدير الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، جهاد أزعور، إن معدل النمو المتوقع للاقتصاد المصري سيصل إلى 3.8 في المائة في السنة المالية الحالية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد كريستالينا غورغيفا تتحدث في إحاطة صحافية خلال اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدولي 2025 بواشنطن (إ.ب.أ)

صندوق النقد: تباطؤ النمو بالشرق الأوسط إلى 1.8 % في 2024

أعلن صندوق النقد الدولي عزمه التعاون مع سوريا لدعم جهودها في إعادة الاندماج ضمن الاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
سيارات حديثة الصنع من شركة «سوبارو» تنتظر التصدير متوقفة بميناء في يوكوهاما جنوب طوكيو (رويترز)

أميركا لليابان: لا معاملات جمركية خاصة

طالب وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا خلال المحادثات بمراجعة الرسوم الجمركية الأميركية على السيارات والصلب.

«الشرق الأوسط» (طوكيو - واشنطن)
الاقتصاد شاشة تعرض أحدث الأخبار عن إطلاق مهمة فضائية صينية جديدة بالعاصمة بكين (رويترز)

الصين تفتح مزيداً من القطاعات للمستثمرين الأجانب

نشر مجلس الدولة الصيني للتنظيم والتخطيط نسخة جديدة من «القائمة السلبية» تظهر تخفيفاً للقيود المفروضة على دخول ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)

ارتفاع طفيف في عائدات سندات منطقة اليورو

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
TT
20

ارتفاع طفيف في عائدات سندات منطقة اليورو

أوراق نقدية من اليورو (رويترز)
أوراق نقدية من اليورو (رويترز)

ارتفعت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو بشكل طفيف، يوم الجمعة، وسط آمال حذرة بإمكانية خفض الرسوم الجمركية الأميركية على الواردات الصينية، ما أسهم في تهدئة المخاوف من تصعيد حرب تجارية قد تلقي بظلالها السلبية على الاقتصاد العالمي.

وتدرس الصين إعفاء بعض السلع الأميركية من الرسوم الجمركية البالغة 125 في المائة، وطلبت من الشركات المحلية تحديد المنتجات التي يمكن أن تكون مؤهلة لهذا الإعفاء، وفق «رويترز».

وقد أدت هذه الأنباء إلى صعود تكاليف الاقتراض في منطقة اليورو لأعلى مستوى لها في 6 أيام، في وقت قلّص فيه المستثمرون رهاناتهم على تخفيضات وشيكة في أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأوروبي، خصوصاً بعد تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» يفيد بأن البيت الأبيض يدرس تخفيف الإجراءات الجمركية تجاه الصين.

وارتفع العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات - وهو المعيار الأساسي للمنطقة - بنقطتي أساس إلى 2.46 في المائة، رغم أنه يتجه نحو تسجيل تراجع أسبوعي بنحو 0.5 نقطة أساس.

وفي المقابل، تراجعت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل خلال جلسة لندن، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات بنقطة أساس واحدة إلى 4.30 في المائة، مواصلاً انخفاضه، الذي بدأ الخميس، بفعل آمال خفض الرسوم الأميركية واحتمالات تقليص أسعار الفائدة من جانب «الاحتياطي الفيدرالي» في يونيو (حزيران) المقبل.

وسعَّرت الأسواق سعر فائدة تسهيلات الإيداع لدى البنك المركزي الأوروبي عند 1.62 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة بـ1.55 في المائة في نهاية تعاملات الثلاثاء، لكنه يظل أدنى من مستواه البالغ 1.72 في المائة قبل اجتماع السياسة النقدية الأخير.

كما صعد العائد على السندات الألمانية لأجل عامين - الأكثر تأثراً بتوقعات الفائدة - بـ3 نقاط أساس إلى 1.71 في المائة، بعد أن لامس 1.622 في المائة يوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

وتراجع الفارق بين عوائد السندات الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات إلى 71 نقطة أساس، في حين انخفض الفارق بين نظيرتها الإيطالية والألمانية إلى 106 نقاط أساس، وهو ما يعكس تراجع علاوة المخاطر التي يطلبها المستثمرون للاحتفاظ بالديون السيادية لدول جنوب أوروبا.