أميركا لليابان: لا معاملات جمركية خاصة

كاتو يلتقي بيسنت... وطوكيو تحث «العشرين» على دعم الاستقرار

سيارات حديثة الصنع من شركة «سوبارو» تنتظر التصدير متوقفة بميناء في يوكوهاما جنوب طوكيو (رويترز)
سيارات حديثة الصنع من شركة «سوبارو» تنتظر التصدير متوقفة بميناء في يوكوهاما جنوب طوكيو (رويترز)
TT

أميركا لليابان: لا معاملات جمركية خاصة

سيارات حديثة الصنع من شركة «سوبارو» تنتظر التصدير متوقفة بميناء في يوكوهاما جنوب طوكيو (رويترز)
سيارات حديثة الصنع من شركة «سوبارو» تنتظر التصدير متوقفة بميناء في يوكوهاما جنوب طوكيو (رويترز)

أفادت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية، الخميس، بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أخطرت الوفد التجاري الياباني بأنها لا تستطيع منح اليابان معاملة خاصة بشأن الرسوم الجمركية؛ وذلك رداً على طلب من طوكيو خلال المفاوضات الوزارية التي أجريت في وقت سابق من الشهر الحالي.

ونقل التقرير عن مصادر حكومية عدة القول إن وزير الاقتصاد الياباني ريوسي أكازاوا طالب خلال المحادثات بمراجعة الرسوم الجمركية على السيارات والصلب، لكن الجانب الأميركي قال إنه «لا يستطيع منح اليابان وحدها معاملة خاصة».

وورد في التقرير أن أكازاوا يعتزم المطالبة بمراجعة الرسوم مرة أخرى في المفاوضات المقبلة وتأكيد إدراجها موضوعاً للمناقشة. وقالت قناة «أساهي» التلفزيونية، الأربعاء، إن أكازاوا قد يتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الجولة الثانية من محادثات الرسوم الجمركية في وقت قريب قد يكون 30 أبريل (نيسان). وفي غضون ذلك، صرّح وزير المالية الياباني كاتسونوبو كاتو، الأربعاء، أنه سيلتقي وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في واشنطن، الخميس، وأعرب عن أمله في إجراء محادثات في ظل فهمهما لضرورة التنسيق الوثيق.

وقال كاتو، متحدثاً للصحافيين بعد اجتماعات مجموعة السبع ومجموعة العشرين للاقتصادات الكبرى، إنه أبلغ نظراءه بأن الرسوم الجمركية الأميركية والإجراءات المضادة لها تُسبب حالة من عدم اليقين في الأسواق المالية. كما حث كاتو، الأربعاء، نظراءه في مجموعة العشرين على التعاون لتحقيق استقرار الأسواق، مُحذّراً من أن الرسوم الجمركية الأميركية والإجراءات المضادة التي اتخذتها بعض الدول تُلحق الضرر بالنمو العالمي وتُزعزع استقرار الأسواق المالية.

وقال كاتو: «إن المشاكل الجيوسياسية، مثل غزو روسيا لأوكرانيا، بالإضافة إلى إجراءات التعريفات الجمركية الأميركية والإجراءات المضادة التي اتخذتها بعض الدول، قد زادت من حالة عدم اليقين، وزعزعت استقرار الأسواق، بما في ذلك أسعار العملات، وأضرت بالنمو».

وأضاف كاتو في مؤتمر صحافي عقب حضوره اجتماعات قادة مالية مجموعة السبع ومجموعة العشرين في واشنطن: «يجب على مجموعة العشرين مراقبة التطورات بعناية، وتبادل المعلومات، والتنسيق في الاستجابة السريعة للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي واستقرار السوق».

وأفاد بأنه أثار أيضاً مسألة الطاقة الإنتاجية الزائدة للصين خلال اجتماعه مع نظرائه في مجموعة السبع، وحثّ مجموعة الدول المتقدمة على حثّ الصين بشكل مشترك على معالجة «الاختلالات الداخلية» ومساعدة الاقتصاد العالمي على تحقيق نمو أكثر توازناً.

ويجتمع وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لدول مجموعة السبع المتقدمة، والاقتصادات الرئيسية الأوسع نطاقاً في مجموعة العشرين، في واشنطن على هامش الاجتماعات الربيعية السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.


مقالات ذات صلة

الصين تؤكد أن «التعددية» مفتاح حل أزمة التجارة مع أميركا

الاقتصاد الميناء اللوجيستي الجاف في مدينة تشونغقينغ الصينية (إ.ب.أ)

الصين تؤكد أن «التعددية» مفتاح حل أزمة التجارة مع أميركا

قالت الصين إن «محادثات التجارة مع أميركا خطوة مهمة، لكن ما نحتاج إليه حقاً هو تعددية لا غنى عنها لإيجاد مخرج من اضطرابات التجارة العالمية».

«الشرق الأوسط» (جنيف)
الاقتصاد جانب من أعمال الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)

الجزائر تؤكد التزامها بتعزيز التكامل الاقتصادي بين دول «البنك الإسلامي»

أكد الوزير الأول الجزائري، نذير العرباوي، التزام بلاده بتعزيز مسار التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء في مجموعة البنك الإسلامي للتنمية.

فتح الرحمن يوسف (الجزائر)
الاقتصاد أحد مصانع الأدوات الكهربائية في السعودية (الشرق الأوسط)

توظيف السعوديين في القطاع الخاص يرتفع 93 % بالربع الأول

أعلن صندوق تنمية الموارد البشرية السعودي إسهامه في توظيف 143 ألف مواطن ومواطنة عبر برامج الصندوق للعمل في منشآت القطاع الخاص، خلال الربع الأول من 2025.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من توقيع اتفاقية لإنشاء «مجلس أعمال مشترك» بين السعودية وقيرغيزستان (واس)

السعودية وقيرغيزستان تنشئان مجلس أعمال مشتركاً لتعزيز التعاون الاقتصادي

وقّعت السعودية وقيرغيزستان، ممثلتين بـ«اتحاد الغرف السعودية» و«غرفة التجارة والصناعة القيرغيزية»، اتفاقية لإنشاء «مجلس أعمال مشترك».

«الشرق الأوسط» (بِشْكِيك)
الاقتصاد مشاة بأحد شوارع وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اليابان ترجئ هدف «توازن الميزانية» في ظل «عدم اليقين»

ستخفف اليابان من الإطار الزمني المستهدَف لتحقيق «توازن الميزانية الأساسي»؛ من السنة المالية 2025، إلى نطاق يغطي السنتين الماليتين 2025 و2026 معاً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

«عالأربعين»... ضحك موجع من قلب الخيبة

تناغم ملحوظ حضر بين بطلتي العمل (الشرق الأوسط)
تناغم ملحوظ حضر بين بطلتي العمل (الشرق الأوسط)
TT

«عالأربعين»... ضحك موجع من قلب الخيبة

تناغم ملحوظ حضر بين بطلتي العمل (الشرق الأوسط)
تناغم ملحوظ حضر بين بطلتي العمل (الشرق الأوسط)

بعد غياب عن المسرح دام أكثر من 15 عاماً، تعود الممثلة ميراي بانوسيان في مسرحية «عالأربعين» على خشبة مونو في بيروت، لتشكّل ثنائياً منسجماً مع جوزيان بولس، مديرة المسرح، وصاحبة تجارب تلفزيونية ومسرحية متراكمة. تقدّمان معاً موضوعاً يحاكي وجع المرأة بقالب كوميدي.

العمل من إخراج شادي الهبر، تدور أحداثه في صالة عزاء، بمناسبة مرور 40 يوماً على وفاة زوجيهما. الزمان: خلال «جائحة كورونا». والمكان: فارغ من المُعزّين بسبب الخوف من العدوى. وبعد مرحلة التعارف، بدأتا التحدّث عن زوجيهما الراحلين، إدوار ووديع.

وعلى إيقاع «الكريشندو» (تصاعد الصوت المتدرِّج)، تُكشف أسرار دفينة.

وعلى مدى ساعة من الزمن، يُتابع المشاهد قصة تلامس المشاعر بفضل عمق موضوعاتها، وفي الوقت نفسه، تحضر الضحكة المنبثقة من خفَّة ظلِّ بولس وأداء بانوسيان الممتع. وفي حين تُفتح الستارة على بكاء وعويل الزوجتين حزناً على شريكي العمر، تنتهي بمواجهة صريحة بينهما تكشف واقعاً مريراً كانتا تعيشانه، فتصل الرسالة المتوخاة إلى المشاهد، بنصٍّ حَبكَه ديمتري ملكي، يتناول فيه العنف والخيانة الزوجية.

«عالأربعين» مسرحية كوميدية تحمل رسائل اجتماعية (الشرق الأوسط)

وفي لعبة مسرحية احترافية تتبعها الثنائي بولس وبانوسيان، تأتي الحوارات تلقائية، ويتلقفانها بحرفية، بحيث تتبادلان قذف كرة التمثيل بينهما بسلاسة. فالممثلتان تبادلتا عملية ترك المساحة الخاصة لكل منهما، وفي الوقت عينه تشاركتا في تقديم أداء يُبرِز تفوُّقهما في فهم اللعبة المسرحية.

تُجسِّد بانوسيان دور «جانيت»، المرأة التي عاشت الأمرَّين مع زوج بخيل وعنيف في آنٍ واحد. تحاول في البداية تجميل حياتها الزوجية بسرد قصص وهمية. في المقابل تلعب بولس دور «ماري لويز»، سيدة ثرية عاشت في وهم الأناقة والفرنكوفونية متجاهلة خيانة زوجها.

تتشارك المرأتان في تجربة زوجية فاشلة. وكلُّ واحدة حاولت إخفاء ألمها؛ بيد أن الحوار بينهما يكشف تدريجياً هشاشة العلاقة مع الشريك، ويُعزِّي الزَّيف الذي غطَّى على خيبات كثيرة.

كان تفاعل الحضور مع أداء الممثلتين واضحاً منذ بداية المسرحية حتى نهايتها، وبلغت ذروة الضحك حيناً والتصفيق الحار حيناً آخر في مشاهد عدة، منها عندما راحت بولس تصف يوم زفافها وفستان العرس الذي ارتدته، فبالغت في الحديث عن تطريزاته وخياطته بأسلوبها الكوميدي، إلى حدٍّ جعل صالة المسرح تضج بالضحك المتواصل. ولكن، كل الثراء الذي عاشت في كنفه كان مجروحاً بخيانة زوجية صريحة. في حين رَوت بانوسيان قصة رحلة شهر العسل مع زوجها مُدَّعية أنها أجمل أيام حياتها، وحوّلتها إلى رحلة سياحية بين مناطق لبنان، ليتبيَّن فيما بعد أنَّ حقيقة مُرَّة صعقتها منذ أولى لحظات زواجها، تمثَّلت بضرب زوجها لها في ليلة الزفاف.

ركّز مخرج العمل، شادي الهبر، على لعبة الالتباس في الكلام، وأوكل إلى جوزيان بولس مهمَّة إبرازها بحسِّها الفكاهي المعروف، فكانت تمزج العربية بالفرنسية في حواراتها، لتُسطّرها عناوين مضحكة بامتياز.

بطلتا العمل جوزيان بولس وميراي بانوسيان (الشرق الأوسط)

أما المزايدات في وصف الحياة الرغيدة التي كانتا تسردانها، فقد آثر المخرج تضمينها مواقع مشهورة في لبنان، وهو ما زوَّد المسرحية بأبعاد سياحية ذكَّرت الحضور بجمالية طبيعة بلاد الأرز وحضاراتها المتعاقبة، ومن بينها قصر بيت الدين التاريخي، وفندق فينيسيا البيروتي العريق.

في النهاية، نكتشف أن جانيت تزوّجت المدعو وديع، هرباً من بيت أهلها المكتظ بالأشقاء، لتقع في فخ العنف طيلة زواجهما؛ أما ماري لويز التي وقعت في حب إدوار وتزوجته، فبقيت مخلصة له إلى أن اكتشفت خيانته لها مع أعزِّ صديقاتها، فتمنَّت له الموت، ورحل بسكتة قلبية.

تنتهي المسرحية بانتهاء العزاء وافتراق المرأتين، بعدما تكفَّلتا طيلة العمل بإيصال رسائل إنسانية مباشرة، وأخرى اجتماعية موجّهة للمرأة المعنفة.

وعلى وقع عبارة «البقية بحياتك»، تُسدَل الستارة على عمل مسرحي فكاهي، شكَّلت الضحكة فيه جسراً للعبور من الحزن إلى الفرح.