تراجعت عوائد السندات الحكومية قصيرة الأجل في منطقة اليورو إلى أدنى مستوياتها في عامين ونصف العام، الاثنين، مع زيادة رهانات المستثمرين على تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية من البنك المركزي الأوروبي، استجابة للمخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للرسوم الجمركية الأميركية.
وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحكومات الأجنبية من أنه يتعين عليها دفع «كثير من المال» لرفع الرسوم الجمركية الشاملة، واصفاً الرسوم بأنها «دواء»، وفق «رويترز».
وانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل عامين، الأكثر حساسية لسياسات البنك المركزي الأوروبي، بمقدار 12.5 نقطة أساس إلى 1.687 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول) 2022.
وقامت أسواق المال بتسعير معدل إيداع البنك المركزي الأوروبي عند 1.65 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، مقارنة بـ1.75 في يوم الجمعة، و1.9 في المائة الأسبوع الماضي قبل إعلان ترمب عن الرسوم الجمركية. كما خفضت الأسواق فرص رفع أسعار الفائدة بنسبة 90 في المائة في الأسبوع المقبل بمقدار 25 نقطة أساس.
وقال راينر غونترمان، استراتيجي الأسعار في «كوميرتس بنك»: «الأسواق تختبر تصميم ترمب، لكنه لا يزال ثابتاً».
وانخفض العائد على السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، التي تعد مرجعاً في منطقة اليورو، بمقدار 9.5 نقطة أساس إلى 2.53 في المائة. وصل العائد إلى 2.487 في المائة يوم الجمعة، وهو أدنى مستوى له منذ 4 مارس (آذار).
وفي 5 مارس، سجلت السندات الألمانية طويلة الأجل أكبر زيادة يومية في عقود بعد أن توصلت الأحزاب الألمانية إلى اتفاق لزيادة الإنفاق المالي على البنية التحتية والاستثمار في الدفاع.
وشهدت السندات الإيطالية موجة بيع ضخمة، مع ارتفاع العائد على السندات لأجل 10 سنوات بمقدار 2.5 نقطة أساس إلى 3.84 في المائة.
وبلغ الفارق في العوائد بين السندات الإيطالية والسندات الألمانية - وهو مقياس للمخاطر التي يطلبها المستثمرون لحيازة الدين الإيطالي - 124 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف يناير (كانون الثاني).
وقالت عضوة البنك المركزي الأوروبي إيزابيل شنابل إن التحديات الهيكلية طويلة الأمد التي تواجه اقتصاد منطقة اليورو قد تفاقمت بسبب زيادة عدم اليقين، والتي قد تزداد سوءاً بعد فرض الرسوم الجمركية الأميركية.
وارتفع الفارق في العوائد بين السندات الفرنسية والألمانية إلى 77 نقطة أساس.
